أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حامد الحمداني - القيادة الكردية، وقرار مجلس الشيوخ وقميص عثمان!















المزيد.....

القيادة الكردية، وقرار مجلس الشيوخ وقميص عثمان!


حامد الحمداني

الحوار المتمدن-العدد: 2063 - 2007 / 10 / 9 - 12:12
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


بات واضحاً اليوم، وبصورة جلية، ما توقعناه منذ صدور قانون إدارة العراق في المرحلة الانتقالية، والذي أصدره الحاكم المدني الأمريكي سيئ الصيت بريمر عندما زرع بذرة تمزيق العراق باسم الفيدرالية، بناءً على طلب وإلحاح من جانب القيادة الكردية.
وجاءت الانتخابات التي جرت بموجب قانون أصدره بريمر هو الآخر، وبصورة متعجلة في وقت لم يكن الشعب العراقي قد مارس الديمقراطية، وقد خرج تواً من ذلك الجحيم لنظام صدام الدكتاتوري الفاشي الذي لم يشهد خلاله الشعب العراقي نسيماً للحرية والديمقراطية، بل قمعاً دمويا وحشياً لسائر القوى السياسية، لكي يبقَ حزب البعث السيد الأوحد في الساحة العراقية .
وفي ظل هذا الوضع البائس، وفي ظل الجرائم الإرهابية التي بدأت تمارسها العصابات البعثية الصدامية في مختلف مدن العراق، في محاولة لاستعادة السلطة من جديد، مستخدمة كل ما أُتيح لها من وسائل القتل والتدمير والتخريب من السيارات المفخخة، والأحزمة والعبوات الناسفة، والاغتيالات والخطف والذبح، وغير من صنوف الجرائم الوحشية، جرت الانتخابات النيابية تحت الشعارات الطائفية والقومية التي أفرزت فوز تكتل الأحزاب الشيعية في جنوب ووسط العراق، وفوز قائمة الأحزاب الكردية في منطقة كردستان العراق، وكان التصويت قد جرى في واقع الحال لهذه الأحزاب كرد فعل على النشاط الإجرامي للعصابات البعثية التي سامتهم العذاب خلال تلك الحقبة التي امتدت قرابة الأربعة عقود، والساعية لاستعادة السلطة من جديد. فالشيعة صوتوا لطائفتهم والأكراد صوتوا لقوميتهم، وكانت كل الأجواء مهيأةً لهم .
أما القوى العلمانية، اليسارية منها والليبرالية، المقموعة فقد كانت تعاني من الضعف والتشتت، ولاسيما بعد رفض القيادات الكردية التحالف معها،وإصرارها على خوض الانتخابات منفردة، مما حال دون تحقيق نتائج مؤثرة في تلك الانتخابات، وبالتالي ضعف تأثيرها في تحديد مستقبل العراق.
وهكذا سارعت القيادات الكردية إلى التحالف مع قوى الإسلام السياسي الشيعي لتشكل الأكثرية في البرلمان، بعد أن وجدت أن مصالحها في ضمان تحقيق الفيدرالية تتفق مع مصالح المجلس الأعلى للثورة الاسلامية، والمرتبط بوشائج عديدة مع نظام طهران كما هو معروف للجميع، وتخلت القيادات الكردية عن توجهها نحو الديمقراطية، وعن حليفها الحزب الشيوعي الذي وقف إلى جانب القضية الكردية طوال عقود طويلة، ونادى بالحكم الذاتي لكردستان العراق والديمقراطية للشعب، وتحمل من السلطة البعثية الكثير من الأذى جراء موقفه هذا، ودعمه لحقوق الشعب الكردي في الحكم الذاتي آنذاك.
واستطاع التحالف الكردستاني والتحالف الشيعي الهيمنة على قرارات مجلس النواب، وعلى صياغة وإقرار الدستور، الذي جاء في جوهره نسخة من قانون بريمر للمرحلة الانتقالية، ليثبّتْ طموحات هذا التآلف بتقسيم العراق، وتمزيقه إلى دويلات الطوائف، مما أجج الصراع في الساحة العراقية، وأعطى المبرر للقوى البعثية وحلفائها من عناصر القاعدة لتصعّد من جرائمها بحق الشعب والوطن .
ورغم كل المحاولات التي جرت، وما زالت تجري، للوصول إلى حل لهذا الوضع المأساوي الذي يلف العراق جراء هذا الصراع، عن طريق المصالحة الوطنية إلا أن هذه المحاولات كانت وما تزال تصطدم بتمسك القيادات الكردية بقميص عثمان، هذا الدستور الطائفي التقسيمي الذي لا يمكن أن يقود العراق إلى شاطئ السلام، ولا بد من أجراء تعديلات جذرية في بنوده بما يحفظ وحدة العراق أرضا وشعباًً، ويحقق العدالة الاجتماعية بين سائر مكونات الشعب بصرف النظر عن القومية أو الدين أو الطائفة.
وجاء قرار مجلس الشيوخ الأمريكي اللاقانوني، رغم كونه غير ملزم، بتقسيم العراق إلى ثلاث دويلات كردية وسنية وشيعية، ليثير الخلافات، ويزيدها عمقاً في المجتمع العراقي، والذي نال تأييد ثلاثة أرباع أعضاء المجلس، أي أن نصف الأعضاء الجمهوريين قد صوتوا إلى جانب القرار الذي اعتمده الحزب الديمقراطي بزعامة جوزيف أيدن مرشح الرئاسة، مما يثير القلق في نفوس العراقيين مما تخبئه الإدارة الأمريكية الحالية والمقبلة لمستقبل العراق.
وسارعت القيادة الكردية لتلقّف هذا القرار الجائر، وأعلنت عن تأييدها له ، معلنة أن هذا القرار يتفق مع الدستور العراقي على الرغم من علمها أن هذا الدستور مختلف عليه من قبل جانب كبير من الشعب العراقي، وقد جرى الاتفاق على إعادة النظر في العديد من بنوده لتحقيق المصالحة الوطنية.
إن هذا الموقف المنفرد من جانب القيادة الكردية يستفز في واقع الأمر مشاعر الشعب، وبوجه خاص كل الحريصين على وحدة العراق وسلامته الإقليمية وحريته واستقلاله، ولم يجرأ حلفاء الكرد في قائمة التحالف الشيعي على التصريح بتأييده، بل لقد أثار القرار زوبعة في مجلس النواب، حيث رفضته سائر الكتل السياسية باستثناء الكتلة الكردية، وطالب النواب بإصدار قرار يمنع قبول تقسيم العراق.
إن القيادة الكردية تقترف خطأ جسيماً إذا استمرت في سيرها بهذا الطريق الخطر، الذي يمكن أن يهدد كل ما حققته من مكاسب خلال السنوات الماضية ،فالاحتلال الأمريكي لن يستمر إلى الأبد، لكن الشعب العراقي باق إلى الأبد، وعليها أن تعيد النظر في حساباتها إن هي أرادت مصلحة الشعب الكردي، وحقه في الفيدرالية التي ينبغي أن لا تمس وحدة العراق أرضا وشعباً، والكف عن إثارة النعرات العنصرية، وكراهية العرب، فنحن أبناء الشعب العراقي بكل قومياته وأديانه وطوائفه نكن كل المحبة والمودة للشعب الكردي، ووقفنا إلى جانبه في أحلك الظروف، وتحملنا السجون والتعذيب والتضحيات الكبيرة من أجل أن ينال حقوقه المشروعة، لكن هذه الحقوق ينبغي أن لا تكون على حساب مكونات الشعب الأخرى، وفي مقدمتها الأغلبية العربية.
إن الطريق الصحيح المفضي لتحقيق طموحات الشعب العراقي بكل أطيافه هو طريق النضال من أجل الديمقراطية، وحقوق الإنسان، والعدالة الاجتماعية، لكي يعيش الجميع في هذا البيت الكبير كعائلة واحدة تغمرهم وشائج المحبة والتآخي القومي، وإبعاد الدين والطائفة عن السياسة، وتسخير الدين لتعميق أواصر الأخوة والمحبة بين سائر مكونات الشعب ، وأن سلوك أي طريق آخر لن يفضي إلا إلى الخراب والدمار وإراقة الدماء.




#حامد_الحمداني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحزب الديمقراطي الأمريكي والقرار الخائب
- إلى متى يستمر الشلل في حكومة المالكي
- منْ المسؤول عن الأحداث الدامية في كربلاء؟
- التحالف الطائفي القومي لن يوصل العراق إلى شاطئ السلام
- بأي دين يدين هؤلاء القتلة المجرمون؟
- في الذكرى التاسعة لرحيل فنانة الشعب العراقي زينب
- من أجل تدرارك الأخطار الكارثية
- الطائفية الدينية والقومية الشوفينية تقود العراق نحو كارثة كب ...
- أمس زلزلت حناجر الأغلبية الصامتةالأرض تحت أقدام الأرهابيين و ...
- الأسرة وأهمية دورها في تربية اجيالنا
- قانونا النفط والفيدرالية مدخل لحرب أهلية مدمرة
- ثورة 14 تموز وعبد الكريم قاسم والحركة الكردية
- رداً على مقال السيد نبيل الكرخي الحقيقة حول الأحداث التي را ...
- في الذكرى الرابعة والأربعين لانتفاضة الشيوعيين في معسكر الرش ...
- عندما يكون وزير الثقافة قاتلاً ، فماذا ينتظر الشعب من حكومته ...
- من ذاكرة التاريخ ، لعل الذكرى تنفع حكومة المالكي - إضراب عما ...
- في ذكرى اربعينية الشهيد المناضل مثنى محمد لطيف
- في الذكرى الأربعين لحرب الخامس من حزيران 67 هل تتعلم الولاي ...
- مَنْ يتحمل مسؤولية عودة البعثيين إلى الواجهة من جديد؟
- أعداء لبنان يسعون إلى تحويله إلى عراق جديد


المزيد.....




- جبريل في بلا قيود:الغرب تجاهل السودان بسبب تسيسه للوضع الإنس ...
- العلاقات بين إيران وإسرائيل: من -السر المعلن- في زمن الشاه إ ...
- إيرانيون يملأون شوارع طهران ويرددون -الموت لإسرائيل- بعد ساع ...
- شاهد: الإسرائيليون خائفون من نشوب حرب كبرى في المنطقة
- هل تلقيح السحب هو سبب فيضانات دبي؟ DW تتحقق
- الخارجية الروسية: انهيار الولايات المتحدة لم يعد أمرا مستحيل ...
- لأول مرة .. يريفان وباكو تتفقان على ترسيم الحدود في شمال شرق ...
- ستولتنبرغ: أوكرانيا تمتلك الحق بضرب أهداف خارج أراضيها
- فضائح متتالية في البرلمان البريطاني تهز ثقة الناخبين في المم ...
- قتيلان في اقتحام القوات الإسرائيلية مخيم نور شمس في طولكرم ش ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حامد الحمداني - القيادة الكردية، وقرار مجلس الشيوخ وقميص عثمان!