أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - أحمد حسنين الحسنية - الأحرار في أفريقيا ، و العبيد في الجزيرة العربية و شرم شيخ المنصر














المزيد.....

الأحرار في أفريقيا ، و العبيد في الجزيرة العربية و شرم شيخ المنصر


أحمد حسنين الحسنية

الحوار المتمدن-العدد: 2199 - 2008 / 2 / 22 - 09:01
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


أن تكون فقيراً ، صغيراً ، ضعيفاً ، لا يعني أبداً أن تفقد القدرة على قول لا - إن رأيت أن مصلحتك في ذلك - لمن هو أغنى ، و أكبر ، و أقوى .

زيارة ج . د . بوش ، الأخيرة لأفريقيا ، كانت تجسيد لتلك الحقيقة ، فلقد إستمع بوش الثاني ، إمبراطور الولايات المتحدة الأمريكية - وريثة الإمبراطورية الرومانية ، كما أرادت الأجهزة الإعلامية الأمريكية ، قبل و بعد غزو العراق مباشرة ، أن تصور أمريكا - لكلمة لا ، مراراً ، أثناء تلك الزيارة . و هي الكلمة التي لم يسمعها من أي حاكم متحدث بالعربية ، أثناء زيارته الأخيرة لبعض البلدان المتحدثة بالعربية ، لدرجة إنني أعتقد بأن بوش الإبن بات يعتقد أن تلك الكلمة ليس لها وجود في العربية .

في أفريقيا ، أراد بوش الثاني ، أن يعزف نفس مقطوعته ، التي ملها العالم ، تلك المقطوعة التي لا تتكون إلا من مقطع واحد ، الحرب على الإرهاب ، ليحصل للإمبراطورية الأمريكية على موطأ قدم جديد ، هذه المرة في أفريقيا ، و لكن الفشل كان من نصيبه ، في أفقر قارة ، و لكنها أكثرها شعوراً بمعنى الحرية .

الدول الأفريقية التي فتح معها بوش الإبن موضوع التعاون العسكري ، بإستثناء ليبيريا - و التي ربما تأثرت بروابطها التاريخية القديمة مع الولايات المتحدة - لم تخضع للإرادة الأمريكية ، دون أن يكون في ذلك إعلان للحرب على الولايات المتحدة الأمريكية ، أو معاداة للشعب الأمريكي ، أو إعلان عن تحالف في الطريق ، بين أنظمة تلك الدول ، و منظمات الإرهاب العالمي ، أو المحلي ، كما تروج إدارة جورج بوش الإبن دائما ، فالعالم لا يتبع قاعدة ، إما معنا ، و إلا فأنت ضدنا ، كما يريد كل من ، بوش الصغير ، و الوصي عليه ، ديك تشيني ، لأن هناك مواقف كثيرة تقع بين هذين النقيضين .

نيجيريا ، دولة ديمقراطية ، و تعد من الدول القريبة للولايات المتحدة ، نوعاً ما ، و لكن ذلك لم يمنعها من قول لا ، لأي وجود عسكري أمريكي ، ليس فقط على أراضيها ، بل و أيضا في القارة الأفريقية ، و تحت أي مسمى ، و نفس الموقف إتخذته دولة جنوب أفريقيا ، و مؤخراً قالها الرئيس الغاني .

لقد فقدنا ، كدولة ، هذه القدرة ، منذ روج السادات لمقولة ، أن تسعة و تسعين في المائة من أوراق اللعب في يد أمريكا ، ثم جاء أبو جيمي ، ليجعلها مائة في المائة ، ثم ترجم ذلك بحذف كلمة لا من معجمه ، و منذ ذلك الوقت فقدنا حريتنا ، و إستقلاليتنا .

لقد أثبتت الدول الأفريقية ، التي زارها بوش الإبن - بإستثناء ليبيريا - أن المعنى القديم للإستقلال ، و الذي عرفه أجدادنا ، في مصر ، و أفريقيا ، لازال هناك من يؤمن به ، و يجسده على أرض الواقع ، ذلك المعنى الذي ينظر لأي وجود عسكري أجنبي ، في حدود الدولة ، تحت أي مسمى ، أكان ذلك المسمى ، صداقة ، أو تحالف ، أو تعاون ، على إنه إحتلال .

معظم دول أفريقيا ، كما هو جلي ، لم تنس التضحيات التي قدمتها ، فيما مضى ، من أجل الإستقلال ، لهذا تدرك إنه عزيز ، صعب المنال إن فقد ، لهذا كانت أحرص من أن تفرط فيه .

على أننا لا يجب أن يغيب عن بالنا أن سلوك الأحرار ، ليس بالشيء الجديد على الأفارقة ، و إن إتخذ أشكال أخرى ، فقد سبق لدول القارة الأفريقية - منذ سنوات قلائل - أن تصدت للضغوط الأمريكية الإقتصادية لفتح بلادها للأغذية المبرمجة وراثيا ، و التي تتواجد بالفعل في مصر منذ أعوام ، بعد أن جعل منا آل أبو جيمي فئران تجارب .

مثلما لا يغيب عن بالي موقف نيجيريا المشرف ، حين قاضت أحد أكبر شركات الدواء في العالم ، بعد ان إتهمتها بإجراء تجارب لأحد منتجاتها الجديدة ، على الأطفال النيجيريين ، و هو الإجراء الذي لم نسمع به في مصر ، طوال عهد أسرة أبو جيمي .

في الجزيرة العربية ، لازال هناك من ينعت الأفارقة السمر ، بالعبيد ، و لكن العبيد هم من فرطوا ، بإرادتهم ، في حريتهم ، و إستقلالهم .

إنني حقاً فخور بأفريقيتي ، فرغم كل ما تعانيه معظم الدول الأفريقية ، إلا إنها قالت لا لعودة الإحتلال ، فأثبتت أن هاماتها لازالت مرفوعة ، في مقابل هامات العرب المحنية ، و الذين تلامس أنوفهم الأرض .



#أحمد_حسنين_الحسنية (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإعتراف بكوسوفا ، إعتراف و تكفير
- أربعة و عشرين ميدالية ، لم تمنع إسقاط تشاوتشيسكو
- إنما ينطق سعد الدين إبراهيم عن الهوى
- ابنة مارجريت تاتشر ربعها عربي ، و توماس جفرسون فينيقي ، فماذ ...
- طفل واحد لا يكفي
- على آل سعود الإعتذار لنا ، نحن أهل السنة
- لا لحصانة ديرتي وتر و المارينز في مصر
- علينا ألا ننغلق ، علينا ألا نكرر خطأنا زمن الإمبراطورية الرو ...
- الركلات و الهروات للضعفاء ، و للأقوياء ما أرادوا
- حان وقت إسقاط أسرة أبو جيمي ، و بدون ضوء أخضر من أمريكا
- هل من المحظور على المسلمين الترشيح لرئاسة الولايات المتحدة ا ...
- هل يعد ج. د. بوش الإيرانيين برئيس مثل أبو جيمي ؟
- لقد حطموا الذكاء المصري ، إنهم يريدونا عبيد
- لن نقف أمام تكايا آل مبارك
- مخاوفنا مبررة ، فالحرية الإقتصادية ليست مطلقة
- هكذا يجب التعامل مع آل مبارك
- نصب تذكاري لضحايا مذبحة المهندسين
- يعقوب صنوع أديب الحرية
- الأغنياء و المساتير أيضاً يثورون
- هم الذين كفروا و صدوكم عن المسجد الحرام


المزيد.....




- دفعة جديدة من الصواريخ الإيرانية تصيب أهدافا في تل ابيب وحيف ...
- -مغامرة- ترامب بقصف إيران تهدد بصراع طويل الأمد في الشرق الأ ...
- الجيش الإسرائيلي يعلق على الضربة الأمريكية لإيران: نفحص الوض ...
- إسرائيل تستعيد جثامين ثلاثة رهائن من غزة قُتلوا في هجوم 7 أك ...
- ماذا نعرف عن الضربة الأمريكية للمفاعلات النووية الإيرانية؟
- واشنطن -تدمر- مواقع نووية إيرانية.. وطهران تتوعد بالرد
- عباس عراقجي: الشعب الأيراني لن يساوم على استقلاله وسيادته
- ما خيارات الرد المتاحة أمام إيران وهل ستعود للمفاوضات؟
- كيف تسلل الموساد لمفاصل الدولة في إيران؟
- تغير المناخ يطيل مدة تعافي الغابات من الحرائق الكارثية


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - أحمد حسنين الحسنية - الأحرار في أفريقيا ، و العبيد في الجزيرة العربية و شرم شيخ المنصر