أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عاصم بدرالدين - الزواج المدني: الخطوة الأولى














المزيد.....

الزواج المدني: الخطوة الأولى


عاصم بدرالدين

الحوار المتمدن-العدد: 2195 - 2008 / 2 / 18 - 08:31
المحور: المجتمع المدني
    



جميل أن ترى الطوائف اللبنانية متفقة..فهذا هو يوم المنى! لكن على ماذا يتفقون؟ وهل هذا الإتفاق إيجابي،كفكرة الإتفاق بشكل عام؟
الغريب في الأمر أن الطوائف ورجالها لا يتفقون إلا على الناس،أو بمعنى أخر لا يتفقون إلا بما فيه مصلحتهم كمؤسسات رعاية "دينية" على حساب الشعب ووحدته،وما نقصده هنا بالوحدة،ليس المصطلح الطائفي:"الوحدة الوطنية" المنتشر في لبنان،إنتشار النار في الهشيم،فهذا المصطلح ما هو إلا نتيجة للنظام الطائفي المكرس عرفاً وقانوناً في صميم حياتنا اليومية،السياسية والإقتصادية والإجتماعية، المرتبطة حكماً بالحياة الدستورية.الوحدة هنا،ترجع إلى وحدة الإنتماء الأولي الذي هو،عادةً،الإنتماء إلى الوطن..
ماذا يعني أن تكون منتمياً فعلاً إلى وطنٍ ما؟
لا ينحصر الإنتماء في حيازة هوية أو أي ورقة قانونية أخرى تثبت في خانة الجنسية أن حاملها "لبناني". الإنتماء في الدول المتطورة العلمانية (وكأن مفهوم التطور والعلمانية مترابطين دائماً)، يتخطى الأوراق إلى الأفعال،المواطن هو الذي يدفع الضرائب ويلتزم القوانين وينتخب المرشحين الأكفأ .. إلخ. وفي المقابل تقدم الدولة (السلطة) له شتى أنواع الخدمات ،وتكون المسؤولة عن تحسين ظروف حياته،وهو يخضع لها بشكل مباشر دون أي وسيط (كالمرجعيات المذهبية عندنا)،ويحاسب من يشاء في الإنتخابات والإستفتاءات..كل هذا سمي بــ"المواطنية".
مشروع الدولة العلمانية الديمقراطية،لا يمكن أن يكون مجتزأ ولكنه من جهة أخرى لا يمكن أن يفرض بشكل متكامل وسريع ضمن سياق التغير الجذري في وطن أصبحت العوامل الطائفية والمذهبية والعشائرية والعائلية سمة رئيسية ،تسيطر على مختلف المستويات الإجتماعية.
وإذا كانت الدولة العلمانية ، هي دولة الحرية والعدالة والمساواة بين جميع المواطنين،على قاعدة المواطنية كما أشرنا سابقاً،فهذا يفترض أولاً إزالة الخلفيات الأخرى من الفكر السائد،وجعل عملية الإختلاط سهلة وذلك عن طريق المؤسسات الموجودة في المجتمع.
و يعتبر جميع علماء الإجتماع والنفس في العالم أن الأسرة هي الخلية الأولى والأكثر تأثيراً على الفرد (المواطن) في مختلف مراحل حياته..لذا فإن مشروع الدولة العلمانية يبدأ عن طريق المؤسسة الزوجية،من خلال نشر هذا الفكر الإنساني في النفوس ليحل محل الفكر الطائفي "الغرائزي". وتناقل هذا الفكر يجب أن يكون عن طريق أول مؤسسة إجتماعية يمر فيها الفرد ويستمر فيها إلى حين أن يكوّن هو نفسه لاحقاً مؤسسة أخرى يديرها.
..وإذا كان السني(ة) لا يستطيع أن يتزوج إلا من أبناء طائفته وكذلك الشيعي(ة) والماروني(ة) والدرزي(ة) فهذا حكماً سيؤدي إلى الإنغلاق الطائفي،والإنعزال لا يؤدي إلا إلى الخراب (راجع الحرب الأهلية اللبنانية)..وحقن النفوس و تجييشها طالما أن المواطن "كذا" سيبقى يرى بالمواطن الأخر أنه "الغريب" المتربص به!
لذلك فإن إباحة الزواج المختلط أو ما يسمى الزواج المدني (قانون مدني للأحوال الشخصية في شكل أشمل) هو الخطوة الأولى في طريق الدولة العلمانية،فهذا الزواج يسمح بتكوين نسيج إجتماعي متنوع يفك العزلة أولاً،و ثانياً يريح العقل اللبناني من "مجهول الأخر"،لأنه في حالة الزواج هذه لن يبقى "أخراً" بل سيصبح الذات (الزوج أو الزوجة) حتى لو كان الزواج من أبناء طائفة واحدة،فالعقيدة الدينية في هذا العقد المدني (الزواج) لا تُأخذ بعين الإعتبار.
إضافة إلى ذلك،سيكون هذا الزواج مباشرة تحت سلطة "الدولة" ورقابتها و بعيداً عن أي وساطة أخرى،تفرض شروطها التعجيزية ربما فيصبح زواج أحمد من أنطوانيت يحتاج إلى موافقة إلهية!!..وهذا ما يعزز الإنتماء إلى الوطن بدلاً من الإنتماء إلى الطائفة!
بإختصار:الزواج المدني يؤدي إلى توحيد المرجعية وتالياً الإنتماء،و يمنح المجتمع اللبناني تخالط إجتماعي عفوي أفضل مئة مرة من "وحدة وطنية (مزعومة) قائمة على تحالف ملل ومذاهب".


نظرة مغايرة

صديق لي،أصابه ملاك الحب بسهامه وأحب فتاة من غير أبناء ملته..أحبها هكذا دون أي مقدمات أو مبررات وهكذا الحب أصلاً، ومن المعروف أنه حين يصيب لا يرحم،ولا يترك مجالاً للعقل ليلعب دوره..يسيطر ذلك الشعور الغامض على كل شيء. إحتار صاحبنا ماذا يفعل ،ومن المفترض أن أي قصة حب،طبيعياً،ستنتهي بالزواج وهذا ما يريده هو والحبيبة..ولو فرضنا أن الأهل لا يمانعون (وهذه مشكلة أخرى،نتيجة الخلفية المذهبية المعششة في نفوس الأجيال السابقة-جيل الحرب،حتى أن البعض قد يعود إلى ما قبل ذلك فـ يصل إلى عام 1840 أو الحروب الصليبية أو الإجتياح المملوكي لأراضينا!!!؟)،يبقى أنه في لبنان لا يمكن للمختلفين دينياً الزواج إلا بإنتقال أحدهم إلى طائفة الأخر..والإثنين،وللصدف وهذا من حقهما،متمسك بدينه وإيمانه..
ما الحل إذاًَ؟ قد يكون الحل الأبسط أن ينفصلا وأن يثقبا قلبيهما..لننسى الحل القبرصي،لأنه غير منطقي،ألا يوجد قوانين في لبنان لنلجأ إلى خارجه؟...هذه إهانة،وأمر مخجل فعلاً ومن المؤكد أن القبارصة يشمتون بنا!!
هذه الحالة شبيهة بعشرات ألوف الحالات،وأنا لا أبالغ،والحل ما زال مستعصي..وأمام هذا الإستعصاء،نسأل المرجعيات الدينية التي حسب إدعائها تمثل الله على الأرض: لماذا وضع الله،خالقنا، هذا الشعور الغامض في نفوسنا؟(إستناداً إلى قول الشاعر: يلومونني في حبِّ سلمى كأنما-يرون الهوى شيئاً تيممتهُ عمدا/ألا إنما الحبُ الذي صدَّع الحشا-قضاءٌ من الرحمن يبلو به العبدا) ولماذا جعله غير قادر على التميز بين دين وأخر؟ (ولماذا أنجب كل هذه الأديان أساساً..إن أنجبها هو وقد تكون لقيطة!؟) و أليس خالقنا،الله، واحد؟ و أليس المسيحي والمسلم واليهودي:إنسان ومن أبناء آدم؟ وهل الحب..يُقاوم ،يُصد ويُرفض؟أليس هذا مخالفة لإرادة..مشيئة..لما خلقه الله فينا؟....؟ ....؟
هذه الأسئلة برسم الله!!



#عاصم_بدرالدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بيروت،أدب وفن
- حالة حب (قصة قصيرة)
- بيروت:-مملكة الغرباء-
- غزة فوق الحصار
- ثقافة -حرق الإطارات-
- أسئلة وقبلة
- القتل العادي!
- ترسبات طائفية!
- حول مقولة: الدين لله والوطن للجميع
- خواطر على هامش العام الجديد
- أنشكر العاهل السعودي على الحق؟! (نعتذر من فتاة القطيف)
- بيروت تبعث من جديد!
- الذاكرة لا تصنع وطناً!
- إلى جبران تويني ...
- الشباب العربي
- رسالة إلى فخامة الرئيس...في اللحظة الأخيرة
- نقد محتشم لتدخلات رجال الدين في الإستحقاق الرئاسي..!
- الحاكم و العصفور …
- ألا يخجل؟!
- العلمانية -سلة متكاملة-


المزيد.....




- بريطانيا - هل بدأ تفعيل مبادرة ترحيل طالبي اللجوء إلى رواندا ...
- أونروا تستهجن حصول الفرد من النازحين الفلسطينيين بغزة على لت ...
- اجتياح رفح أم صفقة الأسرى.. خيارات إسرائيل للميدان والتفاوض ...
- احتجاجات الجامعات الأميركية تتواصل واعتقال مئات الطلاب
- الأونروا: وفاة طفلين بسبب الحر في غزة
- لوموند تتحدث عن الأثر العكسي لاعتداء إسرائيل على الأونروا
- لازاريني: لن يتم حل الأونروا إلا عندما تصبح فلسطين دولة كامل ...
- مميزات كتييير..استعلام كارت الخدمات بالرقم القومي لذوي الاحت ...
- تقاذف الاتهامات في إسرائيل يبلغ مستوى غير معهود والأسرى وعمل ...
- غورغييفا: 800 مليون شخص حول العالم يعانون من المجاعة حاليا


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عاصم بدرالدين - الزواج المدني: الخطوة الأولى