أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عاصم بدرالدين - بيروت تبعث من جديد!














المزيد.....

بيروت تبعث من جديد!


عاصم بدرالدين

الحوار المتمدن-العدد: 2134 - 2007 / 12 / 19 - 09:16
المحور: الادب والفن
    


ينطلق معرض بيروت الدولي العربي للكتاب هذا العام في نسخته الـواحدة والخمسين،ولبنان يمر في أصعب الظروف وأكثرها دقة وخطورة،إلا أن هذه الظروف الأليمة لم تمنع مدينة الحرف ، من ممارسة هوايتها المفضلة (القراءة) ومن الإحتفال بالكتاب... الرابطة الجدلية التي تجمع بيروت بالكتاب،تخطى عمرها الخمسين عام..خمسة عقود من المشاركة،خمسين عاماً من النضال،السياسي،الفكري والأدبي...وبيروت مدينة النشر والطباعة والإنتاج...والمطالعة.
الكتاب يبعث بيروت من جديد:
الكتابة عن بيروت ليست أمراً صعباً وليست مهمة سهلة،فرغبة الكاتب وشغفه إلى معانقة تاريخ المدينة وحاضرها تزيّل كل الصعوبات والمعوقات،وفي المقابل الرهبة والهيبة التي يفرضها تاريخها المشع يضعان خطاً ضيقاً للكاتب،حدوداً لتقدمه ومعرفته وما سيكتبه،فأن تكتب عن بيروت فأنت تكتب عن قديسة أعلنت طوباويتها بنفسها،تكتب عن أميرة توجت نفسها على مملكة بنتها من "حجار" و"رماد" التاريخ...إنك تكتب عن أسطورة ولدت من رحم الآلهة..
يعرف عن القديسين أنهم رجال خير ،ينشرون المحبة والسلام.لبيروت دور مشابه ولكنه ليس دائم ، لبيروت المدينة-الأسطورة وجه أخر،وجه ألفه اللبنانيين وكل القادمين إليها من خارج الحدود،وجه دام إلى حد الإجرام فالقتل..
بيروت الأصغر سناً بين شقيقاتها من المدن العربية الساحلية،أستطاعت الصمود،رغم مراهنة الكثير من المدن المجاورة على نهايتها وهي في المهد،لكنها إستمرت وذهبوا هم.حيفا عروسة الجليل الفلسطيني ومنافسة بيروت التاريخية،أضمحل دورها بسبب الإحتلال الإسرائيلي لفلسطين عام 1948،نستطيع أسطرة الفكرة أكثر ، فنعتبر أن لعنة بيروت حلة على حيفا ومدن الساحل المتوسطي ، فقضت على دورهم ... وإنفردت بالواجهة البحرية كلها.
لبيروت طابع تناقضي،مشاعرها دائماً متطرفة ، حين تحب ، تحب إلى أقصى درجة حتى الوله،وحين تكره تصل إلى الذروة إلى القتل.
في كتاب "تاريخ بيروت" يصف سمير قصير المدينة بأنها "جمهورية الآداب العربية"،فبيروت الساحة والمقاهي والمشهد والحياة قدمت الكثير للأدب العربي بنمطيه النثري والشعري،كانت دور النشر فيها ملجأ كل شاعر وكاتب وكانت دورياتها الثقافية البارزة في الستينات المسلك نحو المجد والشهرة،كانت بيروت الإنطلاقة لكل أديب عربي،كانت المنفى لكل معارض،كانت المقر لكل إنقلابي.
مدينة ألهمت العشرات من الأدباء،في حياتها وانتعاشتها وحتى في خرابها ودمارها،مئات القصائد كتبت بإسم بيروت،ومئات الروايات كتبت لبيروت،كل شاعر وروائي كتب عن بيروت كما رآها،فرأوا فيها مدينةً للحب والعشق أو للحرب والدمار والحزن أو مدينة للتنوع والتناقض أو مدينة للذاكرة والتأمل... تعددت الرؤى ... لكن المدينة واحدة.
لبيروت والحداثة الشعرية العربية تاريخ مشترك،فالشعر الحديث غير المقفى أخذ مجده من بيروت،وكانت شهرته وإنتشاره منها وفيها،فالشعراء الذي برزوا في هذا المجال كانت المدينة-القصيدة بيتهم،وأغلبهم مروا فيها وسكونها ومنها إنطلقوا.
لبيروت والرواية العربية تاريخ قديم،فالرواية العربية الأولى كانت من بيروت،وبيروت نفسها كانت مادةً أولى في مختلف الروايات والقصص العربية،أحداث بيروت (على إختلافها وتناقضها) فتحت في مخلية الكتاب أفاقاً جديدة.لا تنحصر علاقة بيروت بالرواية من خلال "الفكرة" بل من خلال المتنفس الذي ستقدمه هذه المدينة "الكريمة" لكتب وروايات منعت في منشئها الأصلي.
وإذا كان للأدب مجد في بيروت ، فللفن أيضاً عظمة...فالمسرح العربي بدأ من هنا، والسينما العربية أفادت من موقع بيروت المميز،والأغنية أعلنت سموها ورقيها في حاضرة العرب الأولى.

بيروت القصيدة.
بيروت الرواية والقصة.
بيروت المسرحية.
بيروت المشهد.
بيروت الأغنية.
بيروت مدينة ... الأدب والفن والحرية.




#عاصم_بدرالدين (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الذاكرة لا تصنع وطناً!
- إلى جبران تويني ...
- الشباب العربي
- رسالة إلى فخامة الرئيس...في اللحظة الأخيرة
- نقد محتشم لتدخلات رجال الدين في الإستحقاق الرئاسي..!
- الحاكم و العصفور …
- ألا يخجل؟!
- العلمانية -سلة متكاملة-
- قالها ولكنه لم يفهم اللعبة
- العلمانية التركية ليست مثلا ...
- لبنان ... بلد الألف هوية
- في الممانعة والإعتدال العربيين
- الأحزاب العلمانية اللبنانية وواقعها


المزيد.....




- هل يسهل الذكاء الاصطناعي دبلجة الأفلام والمسلسلات التلفزيوني ...
- فيلم جديد يرصد رحلة شنيد أوكونور واحتجاجاتها الجريئة
- وثائقي -لن نصمت-.. مقاومة تجارة السلاح البريطانية مع إسرائيل ...
- رحلة الأدب الفلسطيني: تحولات الخطاب والهوية بين الذاكرة والم ...
- ملتقى عالمي للغة العربية في معرض إسطنبول للكتاب على ضفاف الب ...
- لأول مرة في الشرق الأوسط: مهرجان -موسكو سيزونز- يصل إلى الكو ...
- شاهين تتسلم أوراق اعتماد رئيسة الممثلية الألمانية الجديدة لد ...
- الموسيقى.. ذراع المقاومة الإريترية وحنجرة الثورة
- فنانون يتضامنون مع حياة الفهد في أزمتها الصحية برسائل مؤثرة ...
- طبول الـ-ستيل بان-.. موسيقى برميل الزيت التي أدهشت البريطاني ...


المزيد.....

- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عاصم بدرالدين - بيروت تبعث من جديد!