أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد الخمسي - (II)أحلام من الخيال العلمي تأمل في تمثال الزعيم















المزيد.....

(II)أحلام من الخيال العلمي تأمل في تمثال الزعيم


أحمد الخمسي

الحوار المتمدن-العدد: 2193 - 2008 / 2 / 16 - 10:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعد إنهاء المقال، اسندت جنبي واتكأت على الكرسي لأتابع شريط وثائقي عن زعيم سوداني بداية القرن الواحد والعشرين، كان يدعى حسن الترابي، في دعابته المرحة حول تاريخ دارفور، وسرعان ما غلبتني سنة من النوم:

"سيناريو جميل، في تلفزة جهوية، سنة 2063، في احتفال حضرته مديرة القناة 17 للتلفزة الفيدرالية المغربية، للاحتفاء بالذكرى المئوية لوفاة رمز إحدى المناطق التاريخية المكونة للمملكة الفيدرالية المغربية، اسمه عبد الكريم الخطابي، لا يعرف شباب اليوم حكاية شهرته إلا عبر الرسوم المتحركة. وقد صادف ذلك، الذكرى الثالثة عشرة لقيام (منذ 2050) كيان اتحاد المغرب الكبير.

وقد حكت شمس ، مديرة التلفزة المذكورة، للسيناريست الشهير في التلفزة الريفية الناطقة باسم سلطة الحكم الذاتي، الشيخ الهرم، السيد محمد النضراني، كيف تحدثت إليها أمها، سوسن الخمسي، عن جدها، الراحل أحمد الخمسي، عن انطلاقة الرسوم المتحركة في تلفزة منطقة الريف التاريخية. وقد أكد لها السيناريست النضراني، بما تبقى لديه من قدرة خائرة عن الكلام الملهوج، بسبب سنه وقد بلغ من الكبر عتيا، عن اتفاق بينه وبين جدها للرحيل من تطوان إلى الحسيمة، قصد قراءة في الرسوم عن بطل الريف، ابن عبد الكريم. قبل 55 سنة خلت، أي سنة 2008. إذ صدر له كتاب من الرسوم المتحركة مع مطلع سنة 2008 أو 2009، لا أتذكر جيدا، بسبب بدايات الزهايمر.

من حسن الحظ أن هذه التفاصيل المملة جرت ضمن برنامج شيق باللغة الريفية لتلفزة الحكم الذاتي بالريف. وحكى السيناريست النضراني أن القاعة حيث جرت المناقشة قبل نصف قرن (2008) مضى، عرفت تشابكا بالأيدي ساعتها بين رجل الأعمال الشهير اليوم، إلياس العماري الذي سمع في القاعة تدخلا ينتقد الإعلان عن حركة نشر اسمه ضمن مؤسسيها في ذلك التاريخ، وبين بعض اليساريين من الاتحاد الاشتراكي ومن الحزب الاشتراكي الموحد (أحزاب لم تعد قائمة اليوم) عندما كان أصدقاء الملك محمد السادس ذوي بأس شديد، في ريعان صعودهم، يجمعون الأنصار لحركتهم، تحت ذريعة ملء الفراغ، كان اليساريون المتشابكون مع إلياس يشتمونه بكونه انضم إلى حركة يمينية، فأصابه هياج عصبي ورد عليهم بخليط من الفرنسية والدارجة الخليجية بما يفهم منه عجز ما كان يسمى ببقايا الحركة الوطنية على رأس أحزاب نعتها إلياس، بالتقليدية. فخطف أحدهم كرسيا بلاستيكيا ونزل على ظهر الياس، ومباشرة ألقي القبض على ذلك اليساري المتعصب، مما عنى أن المخزن (وهونعت كان يطلق على الدولة المركزية قبل إنشاء نظام الفيديرالية في المغرب) كان يحمي إلياس. ويحكى أنه أصيب بقبض لم يشف منه إلى اليوم رغم شيخوخته البالغة. منذ انتشرت الصلاة بالقبض بين الناس تقليدا للائمة الشباب آنئذ، المنتمين لحركة العدل والإحسان التي لم تعد لها قائمة اليوم.

"إلياس المذكوروهو اليوم شيخ هرم ، صاحب شركات وعقارات في أبو ظبي، سبق أن كان سنة 2040 على رأس الحكومة المحلية في منطقة الريف ذات الحكم الذاتي،قال أحد المتكلمين ، وقد جلب إليها استثمارات كبرى من إمارة دبي، حيث كان يذهب للعب البوكر بداية القرن الواحد والعشرين. وكان نزقا واشلاهبيا كبيرا منذ نعومة مخالبه" قال المتكلم بدعابة.

كان الحاج علي يدوخ البوليس بلباقته وعلاقاته الواسعة، مع اليساريين والإداريين وكان نسخة من الطيبين عيسى وموسى ومحمد، وكان الريفيون يتلونون بألوان الطيف من أجل الريف والمال و"السلوفلوف". هكذا هم المغاربة ذوي المعدن المحلي الصرف. يتلونون بألوان الايديولوجيا، لكن النكهة المحلية فيها نوستالجيا خاصة تجاه الطفل، اب الرجل. وهو جالس ضمن ضيوف البرنامج، بلحية كثة، وظهر مقوس، وطاقية متشبها بالراحل الشيخ عبد السلام. ومن العجيب والغريب أن كلا من المخزن السابق والأصوليين والليبراليين واليساريين علاقة بالمافيا الحشيشية بدءا من العائلة إلى المقاولة إلى البرلمان. فقد كان المخزن يتغاضى عن الارتباط بالمافيا بل يشجع على ذلك، ليس فقط ليضمن الموارد من العملة الصعبة عند الضرورة، بل من باب "التمثيل" الديمقراطي العضوي لكل الشرائح الاجتماعية. فكان الحي الإداري بالعاصمة الخليفية والعمارات الشاهقة وجمعية المنعسين العبقريين في تجاور ليس بعده تجاور.

كان قناص تركيست، مدير الإذاعة والتلفزة الريفية في منطقة الحكم الذاتي اليوم، قد لون باللون المحلي ما كان قد عرف بداية الواحد والعشرين أفلام الفيديو في موقع اليوتوب، عندما كانت شبكة الأنترنت في شكلها البدائي المتخلف، وكان النظام المركزي القديم في المغرب شديد الحساسية من حرية التعبير، غير أن المغرب على خلاف السعودية وسوريا آنذاك قد دشن الانفتاح على مجتمع الإعلام والمعرفة، وقد سبق أن أسر الملك لأصدقائه في أمريكا، في عهد رئيس من فئة الكوبوي، كان اسمه خورخي الببوش، أنه سيتحمل شخصيا متاعب حرية التعبير، فظهر ذلك جليا، من خلال غض الطرف عن التحقيقات الصحفية حول الحياة الإدارية للقصور الملكية على غير العادة المتعارف عليها في عهد سلفه الحسن الثاني. غير أن ذوي الطموحات الشخصية من الوزراء كانوا شديدي الضيق من اجتهادات الصحفيين بهذا الصدد، فكانوا يجدون في التحقيقات والاستطلاعات المصورة ذريعة لتحريك الدعوى العمومية أو يدفعون بعض البرلمانيين لتقديم أسئلة شفوية في الموضوع من باب "كاري حنكه" لتبرئة الذمة ولتلميع السيرة النحاسية بالحامض والفحم الأسود من العمل التشريعي.

على يسار قناص تركيست، مستشار السفارة الصينية، وسرعان ما اقترح مخرج البرنامج التلفزي مشاهدة شريط صيني مدبلج بحروف تيفيناغ، ساعتها هملج الشيخ إلياس معلقا:"لولـــم نكن بحركتنا بقيادة الشيخ المصلح الكبير أطال الله عمره رغم شيخوخته السي فؤاد عالي الهمة، نفعنا الله ببركته، لما تمكنا اليوم من فهم الحروف الصينية وتيفيناغ؟؟؟

من كان يقول أن المخزن سيسمح بتسمية شوارع الحسيمة بأسماء الشيخ عبد السلام ياسين والرفيق ماوتسي تونغ والكولونيل الهاشمي الطود. ومن كان يتخيل أن ميزان "أراللا بويا" سيسجل ضمن الإيقاعات الموسيقية الخالدة في فيينا وباريس مقر الاتحاد المتوسطي لولا وضوح الرؤيا عند الولي الصالح سيدي فؤاد.

انتقل الفيلم الوثائقي إلى الميناء المتوسطي الرابع في الحسيمة حيث الاستثمارات الصينية الضخمة، وعلق الباحث والمحرم السياسي، عفوا المحلل السياسي، سر القدرة الالهية بارتباط القرن الواحد والعشرين مع السلام الساخن، مقارنة مع ارتباط الحرب الباردة مع القرن العشرين.".........................................

+ + +


عندما قرأ أحدهم الحلم الموصوف أعلاه، بما تتصف به بنية الأحلام من تفكك وسوريالية، علق: "الخمسي مسكين بدا غي كيهترف". أما أحدهم الثاني فعلق على التعليق الأول" ربما الدولة لم تترك للناس ما يختارونه من تعبير سوى بصيغة الأحلام؟ أما الوقائع فلا أمل للناس بالمشاركة الفعلية فيها سوى ككراكيز تتحرك من وراء ستار".

إذا أردت أن تكون إرادتك حرة، فاختر لنفسك دور الكركوز. فستكون لك الحرية غير المحروسة في أن تلعب دور الكركوز. وإذا كانت السياسة فن الممكن، لما لا يختار المتحمسون لممارسة السياسة هذا الممكن الملموس؟

الدولة لا تستطيع لا الاستغناء عن التدبير المباشر للسلطة بدل سيادة الشعب. فلا خوف من 37 في المئة في مشاركة الناس في الانتخابات رغم تدنيها واحتقارها لسيادة الشعب. والدولة لا تقوى على الاستغناء عن المخزن الاقتصادي الاستجابة لما اقترحه المقاولون في كتابهم الأبيض من تخفيض معدل الضرائب من 35 إلى 25 في المئة. فلا خوف من 35 في المائة، رغم ارتفاعها عن إمكانيات الرأس المال وقوانينه المنتجة.

وفي الحالتين، ما زال الجيل المتحكم في المبادرات شديد المركزية. كيف لا يسمح الانسان لنفسه بما تخيله ابن طفيل مع الحي بن يقظان فيما يشبه الوعي في أعماق سابع نومة، لعل فرنسة مخيلتنا تجعل حظ أحلامنا مثل جول فيرن أثناء ثمانين يوما من السفر الخيالي حول الريف....والريف فقط، ضمن المغرب الجميل، بدل الكرة الأرضية كلها؟

ولعلني أصحب معي في الرحلة قراء الأيام عندما نتصفح معا كتابين: كتاب التاريخ المحاصر للأستاذ علي الإدريسي وكتاب ابن عبد الكريم للأستاذ محمد النضراني. وكلاهما مدرسة لصناعة النخبة المحلية ذات العقلانية في السياسة المغربية المقبلة في أفق خمسين سنة المقبلة. المغرب الفيدرالي المنفتح على مستقبله الديمقراطي خلال نصف القرن المقبل.



#أحمد_الخمسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءتين في -كتاب الأمير-
- سطحية السياسة المغربية في الصحراء وفي السياحة سواء
- حديث الروح
- هل يدشن التقرير الإصلاح الشامل في الاتحاد الاشتراكي؟
- شروط الانتقال من الزوبعة في الفنجان إلى التغيير
- حتى لا نصب الغاز على نار زيارة خوان كارلوس للمدن المغربية ال ...
- موقع النقد الذاتي في بنية العقل السياسي المغربي
- الدرس من مكناس أو العقد الاجتماعي المرتقب
- مسؤولية المفكرين في ثقب طبقة الأوزون الإيديولوجي
- عندما سحقت الدولة المعنى النبيل للسياسة
- تشكيل الحكومة وزيت العزوف المسمومة
- وداعا أيتها السنونو
- من المسؤول عن ملوحة الماء في النهر الانتخابي
- حسب توقيت الرماد
- -غير بالتاويل- مع نتائج الانتخابات
- لموت الصري وموعد الانتخابات هل دقت ساعة القطيعة مع سياسوية ا ...
- بمناسبة عيد ميلادك أيتها الجميلة
- سيف الصيف
- الجسد الذي تحول إلى طائرة مروحية
- بعض قواعد البرشمان لتشكيل البرلمان


المزيد.....




- زيلينسكي يقيل رئيس حرسه الشخصي بعد إحباط مؤامرة اغتيال مزعوم ...
- شوّهت عنزة وأحدثت فجوة.. سقوط قطعة جليدية غامضة في حظيرة تثي ...
- ساعة -الكأس المقدسة- لسيلفستر ستالون تُعرض في مزاد.. بكم يُق ...
- ماذا بحث شكري ونظيره الأمريكي بأول اتصال منذ سيطرة إسرائيل ع ...
- -حماس- توضح للفصائل الفلسطينية موقفها من المفاوضات مع إسرائي ...
- آبل تطور معالجات للذكاء الاصطناعي
- نتنياهو يتحدى تهديدات بايدن ويقول إنها لن تمنع إسرائيل من اج ...
- طريق ميرتس إلى منصب مستشار ألمانيا ليست معبدة بالورود !
- حتى لا يفقد جودته.. يجب تجنب هذه الأخطاء عند تجميد الخبز
- -أكسيوس-: تقرير بلينكن سينتقد إسرائيل دون أن يتهمها بانتهاك ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد الخمسي - (II)أحلام من الخيال العلمي تأمل في تمثال الزعيم