أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - منذر مصري - الحاجة إلى حضانة














المزيد.....

الحاجة إلى حضانة


منذر مصري

الحوار المتمدن-العدد: 2189 - 2008 / 2 / 12 - 10:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


(إنها أكثر ما أحبّ في الكتاب)، هذا ما علق به الصديق ثائر ديب، مترجم كتاب (فكرة الثقافة) الذي أهداه مؤلفه المفكر الانكليزي المعروف تيري ايجلتون (1943-) إلى الراحل إدوارد سعيد، والصادر عن دار الحوار/2007/ - اللاذقية، وأنا أذكر أمامه الفقرة التالية: (أولئك الذين يدّعون الحاجة إلى فترة من الحضانة الأخلاقية لتهيئة البشر للمواطنية السياسية، يضمون في صفوفهم من ينكرون على الشعوب المستعمرة حقّها في أن تحكم نفسها بحجّة أن عليها أن تتحضر بما يكفي لأن تمارس ذلك بصورة مسؤولة. ويغفل هؤلاء حقيقة أن أفضل تهيئة للاستقلال السياسي هي الاستقلال السياسي ذاته).
ربما يستغرب المرء، كيف يمكن، في زمننا الراهن، لمن يشترطون الحضانة الأخلاقية لتهيئة البشر للمواطنية السياسية، أن يضموا في صفوفهم من ينكرون على الشعوب المستعمرة حقّ أن تحكم نفسها بنفسها؟! فكتاب ايجلتون هذا، كانت قد صدرت طبعته الأولى كفاتحة لسلسلة (بيانات بلاكويل- Blackwell Manifestos) عام /2000/، وهو زمن بات فيه وكأن الجميع قد وصل لقناعة مؤكدة أن عهد الاستعمار قد ولّى، وحقّ الشعوب بتقرير مصيرها بات معترفاً به في كافّة المنظمات والهيئات الدولية، السياسية والحقوقية والإنسانية. ولكن، كما يبدو، إذا لم نحصر قول (ايجلتون) في دائرة التشبيه الضيقة، ما زال هناك من ينكر هذا الحق على شعوب تعاني ظروفاً معينة تستدعي عودة هذا الجدل، كالفلسطينيين والعراقيين، على سبيل المثال.
وأحسب أنه شيء حسن، أن يجد المطالبون اليوم بحقّهم وحق شعوبهم بالمواطنية السياسية في دول ليست قليلة في العالم، ومنها تقريباً كل الدول العربية، في أحد كتب مفكر معاصر بمكانة تيري ايجلتون كلاماً يدعم إدعاءهم بعدم الحاجة لفترة حضانة أخلاقية، لتهيئة (تربية) الشعوب لهذه المواطنية، ويزيد على ذلك بأن أفضل طريقة للتهيئة للمواطنية، (واسمحوا لي أن استبدلها الآن بكلمة: الديموقراطية) هي المواطنية (الديموقراطية) نفسها. إلاّ أن هذه المقاربة، تشبيه المواطنية بالاستقلال السياسي، ربما تلقي بعض ظلال الشك حول مدى مصداقية المقولة برمتها، لأنّ الدول التي نالت استقلالها، حدث فيها ما يبدو أنه خلاف ذلك.. فرغم ما كانت تعانيه هذه البلاد خلال فترة استعمارها من انتقاص في سيادتها الوطنية، ومن سياسات التمييز والتفريق التي كان يمارسها الحكام المفوضون والمندوبون الساميون، فإنها كانت تتمتع بمجالس نيابية منتخبة وحكومات وطنية وحياة سياسية حقيقية ما أمكن ضمن تلك الشروط، تجلت بتكوين حركة تحررية شعبية وسياسية ودبلوماسية بآن، تطالب بالحرية والاستقلال، دفعت بكتل كبيرة من الشعب لحالات من المقاومة وصلت لحد العصيان المسلح، كما أوصل الكثير من شخصياتها الوطنية البارزة إلى المنافي والزنازين. ولكن ما أن فازت هذه الدول باستقلالها، حتى راحت تتخبط في حالات من الفوضى وعدم الاستقرار السياسي الذي كان يؤثر على نحو شديد الوطأة على مجريات الأمور كافة. وقامت الانقلابات العسكرية بتتابعها السريع، بكسر ظهر نمو البلاد الطبيعي، وإعادته، كل انقلاب، إلى درجة الصفر، أو قبل الصفر، سياسياً واقتصادياً واجتماعياً.
ولكن السؤال هو: هل حقاً فازت البلاد المستعمَرة باستقلالها؟ هل حقاً خرجت منها الدول المستعمِرة إلى غير رجعة، تاركة لها أن تدبر أمورها بنفسها بما فيه مصالحها ومصالح شعوبها؟ أم أن ما احتفظت به من مفاتيح، وما خلفته من بنى تابعة، وما ربطتها به من صلات، يجعلنا نقول، وأظن تيري ايجلتون نفسه سيوافقنا، إنها لم تدعها لشأنها أبداً؟.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاللاذقية
* نشر هذا المقال في الملحق الثقافي لصحيفة (بلدنا) 11/2/2008



#منذر_مصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هنا دمشق من اللاذقية- دمشق ليست لي
- إغلاق سوق الأيديولوجيات
- ثلاثة دفاعات مفككة عن جريمة افتراضية
- صياد يشفق على السمك
- أكراد – أخوتي بالرضاعة
- محمد رعدون.. كنت وما زلت وستبقى.
- جناية أدونيس
- أربعة مشاهد سورية لا علاقة لها بعبد الحليم خدام، وسؤال؟
- سلالات الغزاة
- ردود وتعليقات على رسالة تعزية /11/ مثقفاً سورياً لغسان تويني ...
- رسالة إلى غسان تويني: ليس لنهر الحرية أن يجف
- الشاعرات السوريات: جُرحٌ في النوم يندمل
- رجل أقوال: (أنام كالشعراء وألتقط الوقت)!؟
- محمد دريوس:( عندما يكون الشاعر حقيقة لا تحتاج لبرهان)؟
- سوريا في خطر ( 2 من 2) بمشاركة نخبة من المثقفين والسياسيين ا ...
- ملف : سوريا في خطر ( 1 من 2)!؟
- السؤال الأعمى : لماذا لم يساعدوه!؟
- آتية من المرارات : هالا محمد من ( ليس للروح ذاكرة ) إلى ( هذ ...
- كمطعون يكتب اسم قاتله بدمه
- السيناريوهات الثلاثة المتخيلة لنهاية ( الأبدية ) !!!ـ


المزيد.....




- مطاردة بسرعات عالية ورضيع بالسيارة.. شاهد مصير المشتبه به وك ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: الولايات المتحدة اختارت الحرب ووضع ...
- الشرطة الأسترالية تعتقل 7 مراهقين متطرفين على صلة بطعن أسقف ...
- انتقادات لرئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بسبب تصريحات -مع ...
- انهيار سقف مدرسة جزائرية يخلف 6 ضحايا وتساؤلات حول الأسباب
- محملا بـ 60 كغ من الشاورما.. الرئيس الألماني يزور تركيا
- هل أججت نعمت شفيق رئيسة جامعة كولومبيا مظاهرات الجامعات في أ ...
- مصدر في حماس: السنوار ليس معزولًا في الأنفاق ويمارس عمله كقا ...
- الكشف عن تطوير سلاح جديد.. تعاون ألماني بريطاني في مجالي الأ ...
- ماذا وراء الاحتجاجات الطلابية ضد حرب غزة في جامعات أمريكية؟ ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - منذر مصري - الحاجة إلى حضانة