أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كامل النجار - إرهاب إسلامي أم إسلام إرهابي؟













المزيد.....

إرهاب إسلامي أم إسلام إرهابي؟


كامل النجار

الحوار المتمدن-العدد: 2186 - 2008 / 2 / 9 - 10:48
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


نشر الكاتب العراقي عزيز الحاج مقالاً في موقع إيلاف الإلكتروني بعنوان (نعم إرهاب إسلامي وفاشي) بتاريخ 6 فبراير 2008. ورغم التحليل الجيد الذي أثبت به الكاتب أن الإرهاب في عصرنا هذا أصبح محصوراً في الجماعات الإسلامية أو الإسلام السياسي، فإن الكاتب قد تقاعس عن تحليل الأسباب التي أدت إلى تفشي هذه الظاهرة في العالم الإسلامي، ربما تقيةً منه لتفادي إهدار دمه من قبل الجماعات الإسلامية الأوربية التي اغتالت المخرج الهولندي ثيو فان غوخ. وأنا شخصياً لا ألومه على تقيته. ولكن لو كنا جادين في القضاء على الإرهاب فلا بد من الوصول إلى منابعه لتجفيفها. فالإرهاب والقتل الجماعي لا يتأتى إلا في مجموعات من الناس خضعوا لعملية أدلجة وغسيل دماغ لفترات طويلة، وخاصة إذا حدثت في الطفولة. فالأيدولوجية تفرض على المؤدلج نمطاً معيناً من السلوك والأفكار وحتى اللباس، فالنازية تحت هتلر، والفاشية تحت موسوليني اعتمدتا على الخُطب النارية التي تمجد القومية والاثنية الآرية وعلى الخوف من العقاب إذا لم يفعل الناس ما يُقال لهم، وفرضت على شباب موسليني القمصان السود وعلى شباب النازية الصليب المعقوف. وهذه الأدلجة جعلت من الشباب الألماني والإيطالي آلات قتل معبأة وجاهزة للانطلاق لتفتك بأعداء الرايخ الثالث وأعداء إيطاليا. وكذلك نجحت الايدولوجية الماوية (نسبةً لماوتسي تونج) في فيتنام تحت إرشاد بول بوت و"الخمير روج" في قتل أكثر من مليون من الفيتناميين في حقول القتل الشهيرة. وكذلك ثورة ماوتسي تونج نفسها التي راح ضحيتها الملايين باسم الأيدولوجية. وتنسحب نفس المقولة على الجنود النظاميين في كل جيوش العالم. هؤلاء الجنود يؤدلجون عن طريق التمارين العسكرية المتكررة والعقاب الصارم لمن يخالف وفرض الزي العسكري، حتى يصبحوا كالروبوتات الآلية التي تنفذ أوامر الضابط أو الجاويش دون أي محاولة لفهم أو تقنين تلك الأوامر. هذا التنفيذ الأعمى للأوامر أدي إلى موت حوالي مائة ألف جندي وجرح حوالي ربع مليون آخرين في معركة Gallipoli في الحرب العالمية الأولي في عام 1915 فيما يعرف بحرب الخنادق التي دارت بين قوات الحلفاء والجيش العثماني. هؤلاء الجنود حفروا خنادق ، كلٌ في جانبه، وعلى بعد مئات الأمتار فقط من بعضهم البعض. وفي كل صباح كان الضباط يأمرون الجنود بالخروج من خنادقهم والهجوم على الجانب الآخر، ليحصدوا بعضهم بالرصاص. وعلى مدى سبعة أشهر لم يتقدم أي جيش سوى بضعة أمتار رغم الخسائر الباهظة ورغم إيمان جنود الحلفاء أنهم لن ينجحوا في اجتياح الجيش العثماني. ولكن الروح المؤدلجة جعلتهم يحاربون الأتراك نهاراً ويلعبون معهم الكرة في الأمسيات.
فهل الإسلام يجعل المسلمين إرهابيين؟ الجواب حتماً بالايجاب، فالإسلام اعتمد على أدلجة أتباعه منذ البداية وأوهمهم بأن القرآن هو كلام الله الأزلي الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه. فماذا يقول لهم القرآن؟ القرآن اعتمد على عزل المسلمين وجعلهم الفئة الوحيدة الناجية، وعليه يجب عليهم عداء من لا يتبع ملتهم. وقد ركّز القرآن على العداء لله وللمسلمين من جهة، واليهود والنصارى والشيطان من الجهة الأخرى. فيبدأ القرآن أدلجة الأتباع بالآيات التالية:
• من كان عدواً لله وملائكته ورسله وجبريل وميكائيل فإن الله عدو للكافرين (البقرة 98)
• قال الله لآدم حين أخرجه من الجنة : قال اهبطوا بعضكم لبعض عدو ولكم في الأرض مستقر ومتاع إلى حين (الأعراف 24)
• وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعدةٍ وعدها إياه فلما تبين له أنه عدو لله تبرأ منه إنّ إبراهيم لأواه حليم (التوبة 114). كيف يكون أبو إبراهيم عدواً لله وهو لم يصنع أكثر من أن عبد الأوثان التي وجد عليها آباءه؟ وكيف يتبرأ إبراهيم من أبيه والقرآن يقول إن الله قد أوصى الأبناء بالإحسان إلى الوالدين وألا يقول لهما إُفٍ ولا ينهرهما ويقل لهما قولاً كريماً " ربِ أرحمهما كما ربياني صغيرا" ؟ لا شيء غير غسيل الدماغ والأدلجة يمكن أن يجعل الابن يتبرأ من أبيه.
• ما كان لأهل المدينة ومن حولهم من الأعراب أن يتخلفوا عن رسول الله ولا يرغبوا بأنفسهم عن نفسه ذلك بأنهم لا يصيبهم ظمأ ولا نصبٌ ولا مخمصةٌ في سبيل الله ولا يطئون موطئاً يغيظ الكفار ولا ينالون من عدوٍ نيلاً إلا كُتب لهم به عملٌ صالح إن الله لا يضيع أجر المحسنين (التوبة 120). فالذي ينال من عدو المسلمبن أو عدو الله تُكتب له الحسنات
• وعندما أوصى الله أم موسى قال: أن اقذفيه في التابوت فاقذفيه في اليم فليلقه اليم بالساحل يأخذه عدوٌ لي وعدوٌ له وألقيت عليك محبةً مني ولتصنع على عيني (طه 39). ولا نعلم لماذا أصبح الفرعون اخناتون عدواً لله وهو كان أول فرعون يعتنق فكرة الإله الواحد بدل آلهة قدماء المصريين العديدة. وهذه الآية من الآيات القليلة في القرآن التي بها ذكر المحبة. فأغلب آيات القرآن تحث على العداوة والبغضاء
• قال أفرأيتم ما كنتم تعبدون. أنتم وآباؤكم الأقدمون. فإنهم عدو لي إلا رب العالمين (الشعراء 75-77). لماذا أصبحت الأصنام الحجرية التي لا تنفع ولا تضر عدواً لإبراهيم. وكيف يكون الحجر عدواً؟ إنها فكرة إقصاء الآخر
• ودخل المدينة على حين غفلةٍ من أهلها فوجد فيها رجلين يقتتلان هذا من شيعته وهذا من عدوه فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوه فوكزه موسى فقضى عليه (القصص 15). مرة أخرى نسأل كيف أصبح ذلك المصري العادي عدواً لموسى الذي تربى في البلاط الملكي ولم يختلط بالعامة؟ هل أصبح عدوه لأنه غير يهودي وموسى كان مرسلاً لليهود؟
• وفي الختام يقول القرآن للمسلمين: وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم (الأنفال 60). فهذه الآية تجعل كل من لا يعتنق الإسلام عدواً لله وللمسلمين حتى إن لم يعلم بهم المسلمون. والوصية الإلهية هي إرهابهم

العداء للآخر، مهما كان الآخر، هو الأساس الذي يقوم عليه الإسلام. فلله أعداء وللمسلم السني أعداء، وللمسلم الشيعي أعداء وأكثر الأعداء إيلاماً للأمة الإسلامية هم اليهود والنصاري وأهل الغرب عامةً. وكل إنسان يحاول أن ينتصر على عدوه، أما عن طريق المحاكم أو باليد أو بالقتل بأي وسيلة. الوسيلة المفضلة عند المسلمين هي الإرهاب، كما أوصاهم القرآن "ترهبون به عدو الله وعدوكم". وهذا ما نراه يحدث الآن في العراق وقد حدث قبل ذلك في نفس البلد على مدى تاريخه الإسلامي الطويل. المسلمون السنة، كما هو معلوم يسمون المسلمين الشيعة "الروافض"، والشيعة يسمون المسلمين السنة "النواصب" ويبادلونهم العداء، والعدو يُستحسن أن يقتل. يقول الإمام الخميني (أما النواصب والخوارج لعنهم الله تعالى فهما نجسان من غير توقف ذلك على جحودهما الراجع إلى إنكار الرسالة.) والنجس هو اللقب الذي أطلقه القرآن على المشركين. فإذاً النواصب مشركون، والمشرك عقابه القتل. ولا يكتفي الإمام الخميني بعداء النواصب بل يتعداه إلى عداء الشيعة الذين ينتمون إلى مذاهب أخرى غير الاثني عشرية، فيقول (غير الاثني عشرية من الشيعة إذا لم يظهر منهم نصب ومعاداة وسب لسائر الأئمة الذين لا يعتقدون بامامتهم طاهرون، وأما مع ظهور ذلك منهم، فهم مثل سائر النواصب) (تحرير الوسيلة، ج1، ص 106).
بمثل هذه الآيات والكتب يؤدلجون الأطفال الأبرياء في مدارس القرآن وكتاتيبه وحسينياته. حتى الأطفال الذين لا يتحدثون العربية في الهند وباكستان والصين وماليزيا وكردستان وغيرها، يجبرهم الشيوخ على حفظ هذه الآيات عن ظهر قلب، بالإضافة إلى آيات القتال والجهاد العديدة، ويعلمونهم أن أقصر طريق إلى الجنة وبنات الحور هو الشهادة في سبيل الله. وحتى يشتري الشيوخ موافقة الآباء على الاستشهاد اخترعوا أحاديث عن النبي تقول إن الشهيد يشفع لسبعين من أقاربه ليدخلوا معه الجنة، ويتعشى الجميع مع رسول الله. فهل هناك جائزة أثمن من هذه؟ (وفي ذلك فليتنافس المتنافسون). وحتى تتم الأدلجة يفرض فقهاء الإسلام على الأتباع لبس الدشداشة القصيرة وإعفاء اللحية مع حلق الشارب حتى يسهل على الناس معرفة المسلم المؤدلج، وياحبذا لو وضع في فمه مسواكاً
وبؤرة أعداء الإسلام لا تنضب فكل جمعة يزيدهم أئمة المساجد في خطبتهم الأسبوعية بأنواع أخرى من الأعداء حفدة القردة والخنازير والمغضوب عليهم والضالين، والفرنسيين الذي منعوا الحجاب في مدارسهم والدنماركيين الذين رسموا الكاريكاتيرات المسيئة للرسول، ويسألون الله أن يشتت شملهم ويفني نسلهم ويجمد الدم في عروقهم (إنهم لا يلدون إلا فاجراً كفارا) كما قال نوح. يقول آية الله الخميني عن الدعاء في السجود، يستحب أن يقال (أللهم إني أنشدك دم المظلوم. اللهم إني أنشدك بإيوائك على نفسك لأعدائك لتهلكنهم بأيدينا وأيدي المؤمنين). فلا يكفي أن يجمد الله الدم في عروق كل أعدائه بنفسه، بل يجب أن يطلب منه الساجد أن يظفر بهؤلاء الأعداء ليقتلهم بيده ويتقرب بهم إلى الله. ويذكرني هذا الدعاء بما قاله الإسلامي المغربي يوسف فكري في المحكمة التي كانت تحاكمه لأنه ذبح رجلاً آخر، قال: "كان المدعو عمر الفراك أول عدو أتقرب به إلى الله سبحانه وتعالى." (أسبوعية الصحيفة المغربية 18/4/2003). وعمر الفراك كان مسلماً مثله لكن الأدلجة جعلته عدواً للمسلمين. فإله الإسلام لا يختلف عن إله اليهودية في ظمئه إلى الدماء. ويقول الخميني عن الخُمس في الغنيمة (يجب الخُمس من المال في ما يغتنم قهراً بل سرقةً وغيلةً من أهل الحرب الذين يُستحل دماؤهم وأموالهم وسبي نسائهم وأطفالهم إذا كان الغزو معهم بإذن الإمام) (تحرير الوسيلة، ج1، ص 322). فحلال على المسلم سرقة ونهب وقتل النصارى واليهود جهراً أو غيلةً لأنهم أعداء الله.
ولأن الهدف قتل عدو الله وعدو المسلمين، فلا يهم أن يكون هناك مسلمون وناس أبرياء استعملهم العدو درعاً بشرياً Human Shield كما فعل صدام حسين أيام حرب الخليج الأولى عندما احتجز المدنيين الأوربيين والأمريكان وجعلهم دروعاً في مصانع السلاح. وقد افتى فقهاء الإسلام على مر العصور أن المجاهدين يجوز لهم قتل المدنيين المسلمين الأبرياء الذين تترس بهم الأعداء، من أجل الوصول إلى أعداء الله، حتى يدخلوا الجنة ويتمتعوا ببنات الحور.. وهذه هي الذريعة التي يعتمد عليها الإرهابيون المسلمون في العراق والجزائر والمغرب وفلسطين والشيشان وتركيا وغيرها من البلاد. ولكن المؤسف حقاً والذي يدمغ الإسلام وإلهه بالإرهاب هو ما لجأ إليه الإرهابيون العراقيون أخيراً من تفخيخ امرأتين ذاتي عاهة عقلية لتفجير سوق الطيور في بغداد وقتل وجرح عشرات العراقيين الأبرياء. ولأن المرأتين كان ينقصهما الذكاء الذي يسمح لهما بتفجير نفسيهما، فقد استعمل الإجراميون الإسلاميون جهاز التحكم من على البعد وفجروا المرأتين ومن حولهما. لا يمكن لشخص سوي أن يفعل ذلك في غياب الايدولوجية الإسلامية. ولكن الشخص المؤدلج ما هو إلا روبوت في هيئة إنسان.
وطبعاً لا نستغرب من استفادة الإرهابيين من ذوات العاهات العقلية أو الخلقية لأن الإسلام يعتبر مثل هؤلاء الناس مسخاً يجوز لله أن يضرب بهم الأمثال في البلاهة وعدم الفائدة. (وضرب الله مثلاً رجلين أحدهما أبكم لا يقدر على شيء وهو كَلٌ على مولاه أينما يوجهه لا يأتي بخير هل يستوي هو ومن يأمر بالعدل وهو على سراط مستقيم) (النحل 76). فهل الأبكم لا يستطيع أن يزرع أو يعمل في مصنع أو يعمل كاتبا مثلاً؟
وكنتيجة حتمية لكل هذه الأدلجة منذ الصغر وترديد الأفكار الشوفونية التي تمجد المسلمين وتصغّر وتحتقر الغير، نجد أن الرجل العادي في أي بلد مسلم لا يتردد في نعت غير المسلمين بأرذل النعوت والطلب من الله أن يقطع دابرهم. ولذلك لا يهتم هذا الرجل المسلم عندما يسمع أن المجاهدين قد فجروا مجمعات سكنية في السعودية أو الجزائر أو أي بلد في أوربا. بل الغالبية منهم يحتفلون لمثل هذه الأخبار ويوزعون الحلوى في الشوارع كما حدث يوم غزوة مانهاتن المباركة عندما امتلأت شوارع العواصم العربية بالمحتفلين. ولنفس هذا السبب أعلن الأصولي المصري هاني السباعي عندما سألوه عن تفجيرات قطارات لندن، قال إنه "نصر كبير" ثم حاول فيما بعد البعد بنفسه عن هذا التصريح وعزاه إلى أسامه بن لادن.
وقد يقول قائل إن الإسلام بريء من الإرهاب وإن الذين يقومون بالعمليات الاستشهادية هم المتشددون الذين لا يمثلون الإسلام. ولكن إذا نظرنا إلى أسماء الأحزاب والمنظمات الإسلامية في البلاد العربية نجد القتل والقتال جزءاً لا يتجزأ من سايكلوجية المنضوين تحت هذه الأحزاب. فنجد مثلاً، الجماعة السلفية للدعوة والقتال بالجزائر، شباب المجاهدين بالصومال، حركة الجهاد الإسلامية بغزة، الجماعة الإسلامية الليبية المقاتلة، جماعة التكفير والهجرة المصرية التي سفكت دماء ثمانية وستين سائحاً غربياً في الأقصر في عام 1997، كتيبة الفاروق بالجوائر، جيش المهدي بالعراق، كتائب بدر بالعراق والقائمة تطول. والمنتمون لمثل هذه الأحزاب هم الذين اغتالوا المفكرين العلمانيين في البلاد العربية لأنهم أصبحوا مرتدين في نظر هذه الجماعات. وحتى المسلم غير المنتمي لهذه الأحزاب لا يتردد في حرق كنيسة أو قتل راهب أو راهبة انتقاماً لسمعة نبي الإسلام كما حدث في الصومال بعد خطاب البابا بنيدكت الذي انتقد فيه الإسلام، وكما حدث في بيروت والعراق وباكستان من مظاهرات وإحراق ممتلكات غربية وكنائس عندما نشرت صحيفة دنماركية رسماً كاريكاتيرياً عن نبي الإسلام.
وحتى النساء الأوربيات اللاتي شاءت أقدارهن أن يتعرفن على شباب مسلمين في أوربا واعتنقن الإسلام لإرضاء هؤلاء الرجال، أصبحن مجاهدات يفجرن أنفسهن. فمثلاً موريل ديغوك، المرأة البلجيكية ذات الثمانية وثلاثين ربيعاً عندما اعتنقت الإسلام بعد أن تزوجت مغربياً، تحولت إلى قنبلة بشرية وسافرت إلى العراق وفجرت نفسها عند مرور دورية أمريكية، ولم تنجح إلا في قتل نفسها. وهناك عدد من الأوربيات زوجات مجموعة هوفستاد الهولندية التي كانت لها صلة بمقتل المخرج ثيو فان غوخ قد تدربن في الجهاد وصناعة التفجيرات.وحتى إمام المسجد الهولندي الذي اعتنق الإسلام وغير اسمه إلى عبد الجبار فاندفين قال في مقابلة تلفزيونية إنه يتمنى الموت للبرلماني الهولندي خيرت ولدرز لأنه يهاجم المسلمين ويطالب بعدم السماح لهم بالإقامة في هولندا. فما الذي حوّل هؤلاء الأوربيين من أناس مسالمين يستمتعون بالموسيقي والرقص والحفلات إلى متعصبين يمارسون القتل في سبيل الله؟ حتماً إنها التعاليم الإسلامية وأئمة المساجد في أوربا.
أما في البلاد العربية فالجامعات والكتاتيب والفقهاء ووعاظ السلاطين لا يتوانون في أدلجة الناس وإخراج الكتب والفتاوى التي تحض على الجهاد وقتل الكفار والعلمانيين المسلمين لأنهم أصبحوا مرتدين. فمثلاً يوجد كتاب على الأنترنت عنوانه "الفتاوى الندية في العمليات الاستشهادية" يحتوي على فتاوى كان قد أصدرها كلٌ من الشيخ محمد بن إبراهيم، والشيخ ناصر الدين الألباني، والشيخ حمود بن عقلاء الشعيبي، والشيخ سلمان بن منيع، والشيخ سليمان العلوان، والشيخ على الخضير الذي تاب مؤخراً بعد اعتقاله وظهر في تلفزيون السعودية ليعتذر عن فتاواه الجهادية، والشيخ سلمان العودة والدكتور أحمد عبد الكريم نجيب استاذ علم الحديث بسراييفو، والذي عمل قبل ذلك في معهد قطر الديني، ومجمع الفقه الإسلامي السوداني، ورابطة علماء فلسطين. كل هؤلاء الشيوخ أجازوا العمليات الاستشهادية وقتل الأبرياء، وحضوا عليها.
أما فقهاء الجهاد والكراهية العرب والذين هربوا من بلدانهم إلى حياة الرفاهية في الدول الأوربية التي منحتهم حق اللجوء وصرفت لهم أموال الضمان الاجتماعي والسكن المجاني، من أمثال الغنوشي، وعمر بكري السوري، وأبوحمزة المصري وأبو قتادة وغيرهم كثير، فقد عضوا الأيادي التي أطعمتهم ونشروا فتاوى الحقد والكراهية بين المصلين في مساجد لندن وبقية العواصم الأوربية. والشيوخ الذين لم تسمح ظروفهم أو لم يتمكنوا من الهجرة إلى أوربا مثل الكتور محمد عمارة وزغلول النجار وبقية شيوخ الأزهر والشام وفلسطين وقطر فقد تقيؤوا حقدهم على غير المسلمين في شكل مقالات اسبوعية بالصحف أو فتاوى في الفضائيات الإسلامية. ولا غرابة في ذلك لأن كراهية الغير متأصلة في التراث الإسلامي، وحتى القرآن ذكر أن "الله لا يحب" ثنتين وعشرين مرة، ولعن اليهود والنصارى مرات عديدة.
ومن البديهيات أن نعترف أنه بعد كل هذه الأدلجة الإسلامية التي استمرت أربعة عشر قرناً من الزمان فقد أضحي الإسلام إرهابياً أكثر مما أضحى الإرهاب إسلامياً. ورغم هذا نجد أحد القضاة الامريكان يقول "يجب ان نحمي حريات حتى هؤلاء الذين يكنون لنا الكراهية." (القاضي روبرت دوماد عن المواطن الامريكي السعودي المعتقل ياسر عصام حمدي.) إنها مفارقات مخجلة لو كانوا يشعرون.



#كامل_النجار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جناية الغزالي على عقول المسلمين
- من كان منكم بلا خطيئة فليرمها بحجر
- حصيلة ذي الحجة من النفاق
- أحمد صبحي منصور.. وآفة الغرور 3-3
- أحمد صبحي منصور .. وآفة الغرور 2-3
- أحمد صبحي منصور ... وآفة الغرور 1-3
- من قال لستُ أدري فقد أفتى
- الأديان وتخدير أحاسيس الإنسان
- مشيخة الأزهر والموروث الكهنوتي
- فهمي هويدى ودروس في الكراهية
- هل كان محمد مرسلاً لجميع البشر؟
- الجنة وما أدراك ما الجنة
- من لا يشك ليس إنساناً
- المال هو قلب الإسلام الحقيقي
- ماهو الوحي، ولمن يوحي الإله؟
- رمضان والتخبط في التشريع
- حوار الأديان وحوار الطرشان
- حرب الفتاوى تكشف زئبقية الإسلام
- التعذيب في الإسلام
- نزهة مع الصحابة


المزيد.....




- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كامل النجار - إرهاب إسلامي أم إسلام إرهابي؟