أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كامل النجار - فهمي هويدى ودروس في الكراهية















المزيد.....

فهمي هويدى ودروس في الكراهية


كامل النجار

الحوار المتمدن-العدد: 2082 - 2007 / 10 / 28 - 11:23
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الاستاذ فهمي هويدى الذي تنم كتاباته عن كراهيته المطلقة لكل ما هو غير إسلامي، اختار أن يقدم لنا درساً، مبني على معلومة مبهمة لم يبين لنا مصادرها، في كراهية الغرب للإسلام. فقد نشر السيد هويدى مقالاً مطولاً في صحيفة الأهرام المصرية بعنوان "درس في الكراهية والكيد" بتاريخ 22 أكتوبر (تشرين الأول) عن إشاعة سمعها تقول إنّ المحافظين الجدد بأمريكا ينوون عقد ندوات بمائتي جامعة أمريكية للتحريض ضد الإسلام، او "لشيطنته"، فبدأ مقاله بالآتي (أغلب الظن أنها ليست مصادفة‏,‏ أن تنظم في مائتي جامعة أمريكية هذا الأسبوع حملة لشيطنة المسلمين‏,‏ في حين تسعي إسرائيل لاستصدار قرار من الأمم المتحدة يطالب الدول الأعضاء بمنع أي حركة إسلامية من المشاركة في الإنتخابات بدعوي أنها عنصرية وإرهابية‏.‏) انتهى
وبما أن الخبر الذي سمعه السيد هويدى ما هو إلا إشاعة ويقع ضمن نظريات المؤامرة التي يؤمن بها الإسلاميون كما يؤمنون بالحديث، تكرم هو بنفسه وقال (لا أعرف إلي أي درجة يمكن أن يؤخذ هذا الكلام علي محمل الجد نظرا لشذوذه وغرابته‏.‏ لكننا لا نستطيع أن نكذبه أو نتجاهله لسببين‏,‏ أولهما أن الأخبار التي نقلته شبه مؤكدة) انتهى
ولا بد أن السيد هويدى ملم بالآية التي تقول (وما يتّبع أكثرهم إلا ظناً إن الظن لا يغني من الحق شيئا) (يونس 36). ومع ذلك فقد بنى مقاله على الظن دون أن يعرف، أو إن عرف، دون أن يخبرنا بالمصدر الذي استقى منه هذه المعلومة التي لا يعرف حتى هو على أي محمل من الجد يحملها. ولكنه لا يستطيع أن يُكذّب الإشاعة لسببين: أولهما أن الأخبار التي نقلته شبه مؤكدة. فما دامت الأخبار شبه مؤكدة، أي لم تتأكد بعد، لماذا إذاً الاستعجال وإلقاء الدروس في الكراهية يوم 22 أكتوبر مع أن اسبوع الندوات الأمريكية، كما يقول السيد هويدى هو من يوم 22 إلى يوم 26 أكتوبر. أما كان الأجدر بالسيد هويدى أن يقطع الشك بالقين وينتظر أربعة أيامٍ حسومة حتى تنتهي الندوات ويعرف ما قيل فيها قبل أن يستبق الأمور ويعتمد على الظن والتخمين؟ ولكن يبدو أن الإسلاميين قد أصبحوا مغرمين بالضربات الاستباقية بعد أن عانوا منها في أفغانستان والسودان.
والسبب الثاني الذي قدمه لنا السيد هويدى أغرب من الأول، فقال (وثانيهما أننا نعيش زمنا انقلبت فيه أوضاع كثيرة‏,‏ حتي بات المستحيل ممكنا والشاذ والمستغرب واقعا مقبولا.. وهو مايستدعي إلي أذهاننا مقولات السابقين عن علامات الساعة الصغري‏,‏ التي من بينها انقلاب الأوضاع رأسا علي عقب‏,‏ بحيث تلد الأمة ربتها‏) انتهى
والسيد هويدى من اتباع السلف الصالح الذين يثقون بالبخاري أكثر من ثقتهم بالقرآن، فهو يستدل بعلامات الساعة الصغرى التي أكثر من ذكرها البخاري وأبو هريرة رغم أن القرآن يقول (يسألونك عن الساعة أيان مرساها قل إنما علمها عند ربي لا يجليها لوقتها إلا هو ثقلت في السموات والأرض لاتأتيكم إلا بغتةً) (الأعراف 187). وقال كذلك (قد خسر الذين كذبوا بلقاء الله حتى إذا جاءتهم الساعة بغتةً) (الأنعام 31) وفي نفس السورة (حتى إذا فرحوا بما أُتوا أخذتهم بغتةً فإذا هم مبلسون) (44). فإذا كرر القرآن في أكثر من عشر آيات أن الساعة تأتي بغتةً، يكون من الغباء إعطاء الناس علامات صغرى بقرب حدوثها ثم علامات كبري بأنها أوشكت أن تأتي. فالذي يتوقع حدوث شيء ما لا يباغت وقت حدوثه. فليس هناك علامات ساعة صغرى ولا كبرى لأنها تأتي بغتةً. أما استشهاده بأن الأمة تلد ربتها، فلو كانت هذه علامة من علامات الساعة، كما يظن، لقامت الساعة منذ أيام الدولة العباسية التي كثر فيها الخلفاء الذين استسروا بالإماء فولدن لهم بناتاً وصبياناً أصبحوا فيما بعد خلفاء، أي ولدت الأمة ربتها وربها. بل لأتت الساعة من أيام الخلافة الراشدة عندما اشترى علي بن أبي طالب أمة وولدت له (ثم خرج خالد{ابن الوليد} من المصيخ فبدأ بالثنيّ فبيت أهله وسبى وبعث بخمس اللّه إلى أبي بكر فاشترى عليَ بن أبي طالب رضي اللّه عنه الصهباء ابنة ربيعة بن بجير فاتخذها {أمةً} فولدت له) (المنتظم في التاريخ لابن الجوزي، ج4، ص 46). وحدث نفس الشيء في الخلافة العثمانية. فهاهي الأمة قد ولدت ربتها مئات المرات، فأين هي الساعة؟
ثم يقول السيد هويدى ((وقد تبني الحملة واحد من متعصبيهم المهووسين‏,‏ اسمه ديفيد هورويتز‏,‏ مؤلف كتاب فن الصراع السياسي وصاحب المواقف المشهودة ضد الأمريكيين السود‏(‏ قال إنهم يجب أن يشعروا بالامتنان للعبودية التي نقلتهم من مصيرهم البائس في أفريقيا ونقلتهم إلي نور الحضارة في الولايات المتحدة‏)) انتهى
ومن الغريب حقاً أن يصبح السيد فهمي هويدى فجأةً مدافعاً عن الأمريكان السود ولم ينطق ببنت شفة عن العبيد الذين أذلهم الإسلام وجعلهم كالبهائم لا قصاص فيهم (والصواب كما يقتص من النفس أن يقتص من الجرح، فهذه هي حال العبيد مع الأحرار. وأما حال العبيد بعضهم مع بعض، فإن للعلماء فيهم ثلاثة أقوال: أحدها أن القصاص بينهم في النفس وما دونها، وهو قول الشافعي وجماعة، وهو مروي عن عمر بن الخطاب، وهو قول مالك. والقول الثاني أنه لا قصاص بينهم لا في النفس ولا في الجرح وأنهم كالبهائم، وهو قول الحسن وابن شبرمة وجماعة) (بداية المجتهد ونهاية المقتصد لابن رشد القرطبي، ج2، باب القصاص). فالذي بيته من زجاج لا يجوز له أن يلقي الحجارة على بيوت الأخرين.
ويستمر السيد هويدى فيقول (ومن بين المطبوعات التي أعدت للتوزيع علي طلاب الجامعات صورة لمسلمة محجبة يجري دفنها تمهيدا لرجمها‏,‏ أرادوا بها أن يدللوا علي وحشية المسلمين في تعاملهم مع النساء‏.‏ ولم يذكروا أن الصورة كانت لقطة في فيلم تم تصويره في عام‏1994,‏ والسيدة المحجبة التي ظهرت فيها ممثلة أدت دورها‏,‏ ومازالت حية ترزق حتي الآن‏.‏) انتهى
ولا أدري ما هو قصد السيد فهمي هويدى من هذه الجملة. هل قصد أن ينكر وحشية المسلمين في تعاملهم مع النساء، أم قصد أن يتنكر لعملية رجم الزانية؟ فكلا الأمرين ثابتان في الإسلام، ويدعو القرآن المسلمين ليشهدوا عذاب ورجم الزانية وجلد شارب الخمر (الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة ولا تأخذكم بهما رأفة في دين الله إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر وليشهد عذابهما طائفة من المؤمنين) (النور 2). غير أن البخاري استبدل الرجم بالجلد. ونلفت نظر السيد هويدى إلى أن القرآن لم يقل "وليشهد عقابهما" وإنما قال "وليشهد عذابهما" وقال كذلك (ولا تأخذكم بهما رأفة". فوحشية معاملة المرأة مذكورة في القرآن. وإذا كان السيد هويدى يعرف أن الصورة المعروضة هي لممثلة في فيلم تم تصويره عام 1994، لماذا لم يذكر لنا اسم الفيلم واسم الممثلة التي ما زالت حيةٌ ترزق، أم أنّ السيد هويدى خمّن ذلك وأراد أن يوهم القاريء أنه يعرف ما يتحث عنه؟
ويتحدث السيد هويدى عن الحملة النكراء التي يقودها أعداء الإسلام فيقول عن تلك الحملة (التي يقودها السيد هورويتز يشترك معه فيها متحدثون من الغلاة المهووسين أمثاله‏,‏ بينهم سيدة تدعي آن كولتر اشتهرت بعد أحداث‏11‏ سبتمبر‏,‏ حين أعلنت أن الولايات المتحدة يجب أن تغزو العالم الإسلامي‏,‏ وأن تقتل قادته‏,‏ وتجبر الآخرين علي التحول إلي المسيحية) انتهى.
أليس هذا ما فعله المسلمون منذ بداية الإسلام حينما غزوا فارس وبيزنطة والهند وشمال أفريقية، خاصةً أرض الفراعنة؟ ألم يقتلوا قادة الفرس والهنود ويفرضوا الإسلام على الجميع أو الجزية؟ أليس هذا ما فعله طارق بن زياد في مسيحي إسبانيا التي غيروا اسمها إلى الأندلس وما زال المسلمون يحنون إلى استرجاعها؟ أم أن الغزو محصور على المسلمين فقط؟
ثم يخبرنا السيد هويدى (قبل بدء هذه الحملة في الجامعات يوم‏ 22‏ أكتوبر كان مجلس النواب الأمريكي قد أصدر قرارا في‏2‏ أكتوبر نص علي الاعتراف بالدين الإسلامي كأحد أعظم ديانات العالم‏.‏ وأعرب عن الصداقة والدعم للمسلمين في الولايات المتحدة والعالم‏,‏ كما أشاد بالمسلمين الذين رفضوا التفسيرات والحركات الإسلامية التي تبرر وتشجع الكراهية والعنف والإرهاب‏.‏ وفي الوقت نفسه فإنه أعلن عن رفض وإدانة الكراهية والتعصب والعنف الموجه ضد المسلمين في داخل أمريكا وخارجها) انتهى
هذا ما فعله الكونجرس الأمريكي الذي أشاد بالإسلام واعتبره من أعظم الديانات، فهل يستطيع السيد هويدى أن يطلب من مجلس الشعب المصري أن يتبنى قراراً يقول فيه إن الديانة المسيحية من أعظم الديانات في العالم أو أن الديانة اليهودية كذلك، بدل التغني يومياً بتحريف التوراة والإنجيل والدعاء على اليهود أبناء القردة والخنازير؟ هل يستطيع أو يرغب مجلس الشعب المصري أن يصدر قراراً يدين فيه تعصب المسلمين ضد الأقباط وإهانتهم وحرق كنائسهم؟
ثم ينتقل السيد هويدى من مهاجمة الجامعات الأمريكية إلى مهاجمة إسرائيل فيقول (الأدهي مما سبق والأمر‏,‏ هو ذلك المسعي الإسرائيلي الذي تسربت أنباؤه في الآونة الأخيرة‏,‏ ويستهدف إصدار قرار من الأمم المتحدة يحظر علي أي دولة من أعضاء الجمعية العامة للأمم المتحدة السماح لأي حزب أو حركة بالمشاركة في أي انتخابات تجري فوق أراضيها‏,‏ بزعم أن هذه الأحزاب وتلك الحركات إرهابية وعنصرية. فقد ذكرت صحيفة هآرتس‏(‏ في‏9/24)‏ أن وزيرة الخارجية تسيبي ليفني تعكف علي وضع خطة تتضمن فرض قيود علي مشاركة الحركات الإسلامية الإرهابية في أي انتخابات بأي مكان في العالم‏.‏ وإنها سوف تستغل مشاركتها كممثلة لبلادها في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة‏,‏ من أجل حشد التأييد لفكرتها‏.‏ وأضافت الصحيفة أن السيدة ليفني ستحاول إقناع الدول المشاركة في الاجتماعات بتبني قرار يصدر عن الجمعية العمومية يتضمن فرض قيود علي مشاركتها الحركات الإرهابية في الانتخابات‏,‏ وستؤكد أنها في إقدامها علي هذه الخطوة إنما استخلصت العبرة من السماح لحركة حماس بالمشاركة في الانتخابات التشريعية الفلسطينية التي أسفرت فوزها بالأغلبية في المجلس النيابي‏,‏ وبرئاسة الحكومة‏,‏ في حين أنها حركة إرهابية تسلمت الحكم بوسائل ديمقراطية‏,‏ ثم أصبحت تفرض بنفس السلاح أجندة غير ديمقراطية‏) انتهى
والغرض من هذه الفقرة هو إثارة النعرات الإسلامية ضد إسرائيل رغم أن إسرائيل ليس لديها أي أمل في إجازة مشروع كهذا في الجمعية العمومية التي تسيطر عليها وفود جمهوريات الموز العديدة. والدليل على ذلك أن أي مشروع تقدمت به الدول العربية، في الجمعية العمومية، ضد إسرائيل قد تم تمريره بغالبية ساحقة ولم يمنع تنفيذ تلك القرارات إلا حق النقض الأمريكي في مجلس الأمن. وبالطبع تستطيع إسرائيل أن تتقدم بمشروع قرار للأمم المتحدة يمنع مشاركة الحركات الإسلامية من خوض الانتخابات في البلاد الإسلامية، ولكن السيد هويدى يعلم أن الجمعية العمومية للأمم المتحدة لا تتدخل في إدارة شؤون البلاد الداخلية، وإلا لأصدرت قراراً يمنع التوريث في البلاد العربية، أو يمنع الإيرانيين من اضطهاد سنة الأهواز العرب. وهل كانت الوزيرة الإسرائيلية لفني مخطيئة في قولها إن الحركات الإسلامية تستغل الديمقراطية للوصول إلى كراسي الحكم ثم تلفظ الديمقراطية على أنها كفر بواح وتلجأ إلى الديكتاتورية الدينية؟ أليس هذا هو برامج الأخوان المسلمين في مصر؟
ويقول السيد هويدى كذلك (أول سؤال يتبادر إلي الذهن حين يقرأ المرء هذه التصريحات هو‏:‏ من يتكلم ؟‏..‏ فالذين يقودون حملة الكراهية في الولايات المتحدة ويصفون الإسلام بالفاشية هم أنفسهم يمارسون بحق المثقفين والليبراليين الأمريكيين ـ ناهيك عن العرب والمسلمين ـ ذات الأساليب الفاشية‏,‏ من مراقبة وحظر وقمع وتصفية أدبية‏,‏ وقد وصف نيكول كولسون في صحيفة العامل الإشتراكي حملتهم الأخيرة تلك بأنها صليبية فاشية مسكونة بالكراهية ضد العرب والمسلمين‏(10/19).‏ انتهى
وبالطبع لا يستطيع أحد أن ينكر أن الحريات الفردية قد تراجعت في أمريكا في السنوات الأخيرة، ولكن الفضل في ذلك يرجع إلى غزوة مانهاتن المباركة التي نفذها الشباب المسلم الورع، فقبل تلك الغزوة لم يكن هناك أي مراقبة على الجامعات والمعاهد ولا على المواطن الأمريكي أو الزائر. ولكن بعد الغزوة الإسلامية المباركة اضطر الأمريكان إلى مراقبة كل فرد وكل معهد لضمان حماية المواطن البريء. ألا تعيش كل الدول الإسلامية، وخاصة مصر وسوريا تحت قانون الطواريء منذ منتصف القرن الماضي؟ وعلى الأقل فبعض الكتاب الأمريكيين ينتقدون ما يحدث في أمريكا ويكتبون في صحفهم دفاعاً عن المسلمين، رغم الذي حدث. فهل نطمع أن يدافع كاتب مسلم مثل السيد هويدى أو العوا أو عمارة عن المسيحيين والبهائيين والشيعة؟
ويستمر السيد هويدى في هجومه على إسرائل، وكان قد بدأ المقال بمهاجمة المحافظين الجدد في أمريكا، ولكن لابد من حشر إسرائيل في كل كبيرة وصغيرة، فقال عن الإسرائيليين (في الوقت ذاته فإن المرء لا يستطيع أن يخفي دهشته من الجرأة التي واتت القيادات الإسرائيلية‏,‏ حين تسعي لدمغ الناشطين الإسلاميين بالعنصرية والإرهاب‏,‏ وهم يمثلون دولة لم تقم إلا علي الإرهاب‏,‏ في حين لاتزال تمارس العنصرية ضد فلسطيني‏48.‏ وتطالب أحزابهم العلمانية والدينية بحرمانهم من حقوقهم السياسية‏,‏ بل إن رئيس الكنيست الأسبق إبراهام بورج قال صراحة إن جميع الأحزاب الإسرائيلية تمارس العنصرية‏,‏ ويتقاطع بعضها مع الإيديولوجية الصهيونية‏.‏) انتهى
ولا خلاف أن إسرائيل قامت على أسس دينية وأنها تتعصب ضد من هو غير يهودي، وهذا متوقع من دولة تقوم على أساس الديانة فقط، ونلاحظ نفس الشيء في إيران الخميني بعد ثورته الدينية، وفي السودان بعد سيطرة الأخوان المسلمين على الحكم. وكذلك في مصر التي يدافع فهمي هويدى والأخوان المسلمون عن المادة الثانية في دستورها والتي تقول إن الدستور يستمد أخكامه من الشريعة الإسلامية. ولو قُدر للأخوان المسلمين أن يتسنموا ذروة الحكم في مصر فسوف يصبح اضطهاد غير المسلمين أمراً عادياً (أكثر مما نراه الآن).
ويختتم السيد فهمي هويدى مقاله بالآتي: (أما السؤال الثالث فهو‏:‏ هل نتوجه باللوم فيما يجري إلي الذين يقودون حملات الكراهية والكيد في واشنطن وتل أبيب فقط‏,‏ أم أننا ينبغي أن ننحي ببعض اللائمة علي بعض إخواننا في عواصمنا العربية والإسلامية الذين يقفون في نفس المربع؟) انتهى.
وهنا أحب أن أذكّر السيد فهمي هويدى بمقولة الخليفة علي بن أبي طالب (الصامت عن الحق شيطان أخرس.) فكراهية الغير يشربها المسلمون مع حليب أمهاتهم ويحثهم القرآن على عدم موالاة وصداقة غير المسلم. وأظن السيد هويدى قد رأى على شاشات تلفزيون مصر، كما رأينا، تلك الطفلة، التي لم تبلغ سن الخامسة، عندما سألتها المذيعة ماذا تكره، فأجابت على الفور أنها تكره اليهود لأنهم قرود وخنازير. وصفق لها الجميع. فإذا كان هذا هو حال أجيال المستقبل في العالم الإسلامي، ألا يجب على السيد فهمي هويدى أن يشكر بعض من يتفوه بكلمة الحق في العواصم العربية بدل أن ينحي عليهم باللوم.



#كامل_النجار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل كان محمد مرسلاً لجميع البشر؟
- الجنة وما أدراك ما الجنة
- من لا يشك ليس إنساناً
- المال هو قلب الإسلام الحقيقي
- ماهو الوحي، ولمن يوحي الإله؟
- رمضان والتخبط في التشريع
- حوار الأديان وحوار الطرشان
- حرب الفتاوى تكشف زئبقية الإسلام
- التعذيب في الإسلام
- نزهة مع الصحابة
- لولا كلمةٌ سبقت
- الإسلام أكبر نكبة أصابت العرب
- رجال الدين يفسدون الدولة
- ما أبشعه من إله يذبح الأطفال
- أطباء خانوا مهنتهم
- البغض في الله
- عندما نقتال العقل من أجل النقل
- بلطجية الأزهر ورضاع الكبير
- فتاوى تحض على الجهل
- الإعجاز غير العلمي


المزيد.....




- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كامل النجار - فهمي هويدى ودروس في الكراهية