أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كامل النجار - حصيلة ذي الحجة من النفاق















المزيد.....

حصيلة ذي الحجة من النفاق


كامل النجار

الحوار المتمدن-العدد: 2138 - 2007 / 12 / 23 - 11:01
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


رغم المقولة المشهورة، و(المعروفة من الدين بالضرورة)، والتي تقول "الإسلام يُجبُ ما قبله" أي يلغية ويمحوه من الوجود، نجد أن الإسلام لم يجب أي شيء من عادات عرب ما قبل الإسلام، تلك الفترة التي سماها المسلمون، بهتاناً وزوراً، ب "الجاهلية". فريضة الحج واحدة من عشرات العادات والممارسات الوثنية التي اقتبسها الإسلام وحافظ عليها. وفي موسم الحج، أي شهر ذي الحجة، يزداد المسلمون نفاقاً لأن الفريضة نفسها مبنية على كذبة كبيرة بُنيت على أسطورة خرافية تقول إن الإله أمر رسوله إبراهيم بذبح ابنه إسحق، ثم افتداه في اللحظة الأخيرة بخروف أنزله من السماء. وفقهاء الإسلام الجدد، عندما تيقنوا أن السماء ليست بناءً مرفوعاً بغير عمدٍ، ولم يبنها الإله بأيديه: (أفلم ينظروا إلى السماء فوقهم كيف بنيناها وزيناها ومالها من فروج) (ق 6) وكذلك (والسماء بنيناها بأييد وإنا لموسعون) (الذاريات 47)، لما تبين لهم استحالة ما يقولون، لجؤوا إلى التأويلات وقالوا إن السماء هي كل ما سما وارتفع فوقنا، وبالتالي يكون الهواء هو السماء. وليس هناك من يعلم، سواء من المسلمين أو اليهود أو المسيحيين، من أي كوكب أو فضاء أتى ذلك الخروف، إذ ليس هناك خرفان في جميع المجرات التي توصلنا إلى اكتشافها حتى الآن، وبعضها يبعد مليارات السنين الضوئية عن كوكبنا.
ولأن فكرة الحج كلها مبنية حول أسطورة، فلابد أن يكون كل ما يمت للحج بصلة مبنياً على اللا معقول. فكل هؤلاء المسلمين الذين يتسابقون إلى الحج، يفعلون ذلك على أمل أن يمحو الإله كل خطاياهم فيرجعوا إلى بلادهم كيوم ولدتهم أمهاتهم، بلا ذنب، حتى يتمكنوا من ارتكاب الذنوب الجديدة من الكذب والخداع وربما غسيل الأموال، التي لابد أن تحدث عندما يرجعون إلى بيوتهم. وهكذا تتكرر التمثيلية عاماً بعد عام. ولا يمل فقهاء الإسلام من تذكيرنا أن الحكمة الإلهية في فريضة الحج هي مساواة جميع الحجيج في كل شيء حتى يصعب معرفة الحاكم من المحكوم. وكل من زار الأماكن "المقدسة" يعلم أن الأمراء ووفود الرؤساء يُعاملون معاملة لا يحلم بها الحاج أحمدو من نيجريا أو الحاج عبد الصبور من أسوان.
وتيمناً بالخروف الاسطوري النازل من الفضاء، يذبح الحجيج كل عام ما يزيد عن المليون خروف، بلا حاجة منهم إلى أكلها. وكانت الغالبية من هذه الذبائح تتلف في هجير صحراء مكة، والآن تحاول المملكة تبريدها وتوزيعها على الفقراء. وبمناسبة الفقر الذي يضرب أطنابه في المدن السعودية الكبرى، فقد انعقد مؤتمر في الرياض في يوليو عام 2005 لدراسة أسباب الفقر في الرياض وخرج بالتوصيات التالية (أما التوصيات التي دارت حولها مجمل الدراسات والبحوث فتركز على الاهتمام بتوسيع خدمات الجمعيات الخيرية وتنويع الفئات الاجتماعية التي تخدمها إلى جانب العمل على رفع درجة التعليم، خصوصا لدى النساء والعمل على مساعدة الأسر التي تعولها امرأة) (منيف الثفوقي، الشرق الأوسط، 31 يوليو 2005). فالمملكة التي يُقدّر فائض موازنتها بالمليارت من الدولارات، تعتمد على الجمعيات الخيرية لرعاية الفقراء. والغريب أن السنة النبوية التي يتباهون بها تحتوي على حديث يقول (قد خرج مسلم وأبو داود عن أبي سعيد الخدري قال بينما نحن في سفر مع النبي صلى الله عليه وسلم إذ جاء رجل على راحلة فجعل يصرف بصره يمينا وشمالا فقال النبي صلى الله عليه وسلم من كان معه فضل ظهر فليعد به على من لا ظهر له ومن كان معه فضل زاد فليعد به على من لا زاد له، قال فذكر من أصناف المال ما ذكر حتى رأينا أنه لا حق لأحد منا في فضل) (الجواهر الحسان في تفسير القرآن لعبد الرحمن الثعالبي). ولكن رغم ذلك يكنز أمراء آل سعود ورجال الأعمال الملايين المكدسة، ويعتمد الفقراء على الجمعيات الخيرية. والغريب أن التوصيات اعترفت بأن هناك عائلات تعتمد في رزقها على المرأة، والمرأة في المملكة وفي الإسلام لا قوامة لها لأنها انثى، والرجل مفضل عليها بما ينفق من ماله. ولولا النفاق لكان هؤلاء النسوة مفضلات على الرجال بما ينفقن من أموالهن.
ففي ذي الحجة من عامنا هذا، خطب الملك عبد الله بن عبد العزيز، خادم الحرمين الشرفين، في مأدبة العشاء الفاخرة التي أقامها على شرف رؤساء الدول وبعثات الحج المختلفة من أمثال الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، والعاهل الماليزي الملك الواثق بالله توانكو ميزان زين العابدين، والرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ عبد الله، والرئيس مأمون عبد القيوم رئيس جمهورية المالديف، ونائب رئيس الجمهورية التنزاني، الدكتور محمد علي شين، ورئيس الوزراء البنغلاديشي الدكتور فخر الدين أحمد، ورئيس الوزراء الغيني لنسانا كوياتي، فشدد ( خادم الحرمين الشريفين، الملك عبد الله بن عبد العزيز، على أن الأديان السماوية الكبرى وما أنزل على النبي إبراهيم عليه السلام من حنيفية سمحاء «تجتمع على مبادئ كبرى وتشترك في قيم عظيمة تشكل في مجموعها مفهوم الإنسانية وتميز الإنسان عن غيره من المخلوقات» مبينا أن تلك المبادئ تتمثل في الصدق والأمانة والتسامح والتكافل والمساواة وكرامة الإنسان.) (الشرق الأوسط 21 ديسمبر 2007) انتهى.

والملك هنا، كغيره من المسلمين، يردد عبارات رنانة وجميلة ولكنها لا تمت لعالم الحقيقة بشيء. فإذا كانت الأديان السماوية الكبرى – الإسلام واليهودية والمسيحية- تجتمع على مباديء كبرى وتشترك في قيم عظيمة، لماذا لا نرى كنائس للمسيحيين أو معابد لليهود في مملكة الملك عبد الله؟ ولماذا قال نبي الإسلام (لا يجتمع دينان في جزيرة العرب)؟ وإذا كانت تلك المباديء تتمثل في الصدق والأمانة والتسامح والتكافل والمساواة وكرامة الإنسان، لماذا يصدر فقهاء الوهابية كل عام الفتاوى التي تُحرّم تهنئة المسيحيين بأعيادهم وتُحرّم إهداء الزهور للمرضى لأنها تمثل تشبهاً بالكفار؟ وأين المساواة بين المسلمين في مملكته؟ هل يتساوى العامل المسلم الإندونيسي مع السعودي في الأجر أو المعاملة؟ وهل يتساوى مواطنو الدول الغربية مع فقراء بنغلاديش وباكستان عندما يرتكبون جرماً مثل بيع الخمور أو التفجيرات؟ ماذا حدث للبريطانيين الذين سُجنوا بعد أن أدانتهم المحاكم الشرعية بالقيام بتفجير لاندكروزر وقتل زميلهم البريطاني بسبب التنافس على بيع الخمور؟ لماذا عفا عنهم الملك وأرجعهم إلى بلادهم بينما لم نسمع يوماً أنه عفا عن باكستاني أو إندونيسي أدين بتهريب أو بيع الخمور؟ فهؤلاء البؤساء يقطع السياف رؤوسهم بعد صلاة الجمعة. أما حديثه عن كرامة الإنسان فيجوز أن نسميه تهكماً بالكرامة، إن لم نقل نفاقاً. أين كرامة بنت القطيف التي استباح جسدها سبعة رجال أو وحوش سعوديين مسلمين، وأمر القاضي الشرعي بحبسها وجلدها؟ أين كرامة الاستاذ الجامعي المزيني الذي حكمت عليه المحاكم الشرعية الإسلامية بالجلد لأنه انتقد زميله الاستاذ بنفس الجامعة؟ أين كرامة الإنسان عندما يحفرون حفرة للمرأة ويرجمونها بالحجارة حتى الموت لأنها مارست الجنس مع غير زوجها، بينما يسافر زوجها إلى جنوب شرق آسيا لنفس الممارسات؟ كل هذه التصريحات تجسد النفاق وانفصام الشخصية الذي يعيشه المسلم يومياً. الانفصام بين ما يعتقد أن الإسلام يوصي به وبين ما يراه يحدث يومياً على أرض الواقع.

أما في السودان، قلعة الإسلام المنيعة التي نصّب رئيسها السابق جعفر النميري نفسه أميراً للمؤمنين بعد أن أعلن تطبيق الشريعة الإسلامية، التي أتي الرئيس البشير لاستكمالها، فقد أصدرت إحدى محاكمه الشرعية يوم 16 ديسمبر حكماُ بالسجن ستة أشهر على اثنين من موظفي "دار متبولي" للنشر لأنهما عرضا كتاب "أم المؤمنين تأكل أولادها" للمفكر السوري نبيل فياض، في معرض الكتاب الذي أقيم مؤخراً في الخرطوم. وقد اقتنى أحد أنصار السنة نسخة من الكتاب وأفشى بالسر الخطير إلى الجهات المعنية التي لم تتوانى في رد شرف السيدة عائشة التي لم تأكل بنيها إنما أطعمتهم للسيوف والحراب يوم اشتركت مع طلحة والزبير في معركة الجمل ضد الخليفة علي بن أبي طالب الذي كانت تكرهه منذ أيام حادثة الإفك عندما نصح الرسول بطلاقها. وقد قالت 12 منظمة حقوقية مصرية في البيان الذي حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه إن الحكم الصادر ضد العاملَينِ عبد الفتاح السعدني (30 عاما) ومحروس محمد عبد العظيم (30 عاما) يعد انتهاكا صارخا لحرية الرأي والتعبير، و..لم يتوافر فيه الحد الأدنى من ضمانات المحاكمة العادلة.
والغريب أن نفس المحكمة الشرعية كانت قد حكمت وفي نفس الشهر على المعلمة الإنكيزية جليان جبنز بالسجن خمسة عشر يوماُ فقط، مع قضاء ثلاثة أيام فقط في السجن وأربعة أيام في منزل ضيافة حكومي، ثم عفا عنها الرئيس المؤمن البشير بعد أن كان المسلمون الغيورون على إسلامهم قد جابوا شوارع الخرطوم منددين بها ومطالبين بفصل رأسها عن جسدها لأنها أساءت لرسول الإسلام. ويبدو أن إساءة الرسول لا تستحق نفس العقاب الذي يستحقه من أساء إلى الزوجة الطفلة عائشة. وقد يقول الذين في قلوبهم مرضٌ إن السبب الحقيقي في اختلاف قسوة العقوبة هو أن الرجلين من دار متبولي مصريان بينما المعلمة إنكليزية. وإذا كانت السعودية معقل الإسلام تفرج عن الإنكليز فلماذا لا يفرج عنهم البشير؟ وكان لكم في مملكة الوهابيين أسوة حسنة.

أما في جمهورية تشاد المسلمة، التي تجاور ليبيا وتفصلها عنها سنوات ضوئية من الفقر والجهل والمجاعات والحروب، فقد بدأت اليوم في العاصمة انجمينا محاكمة 6 فرنسيين و3 تشاديين وسوداني في قضية الاطفال المختطفين من قبل منظمة (ارش دو زويه) الفرنسية، وتتراوح الأحكام في حالة إدانة المتهمين بين 5 إلى 20 عاما، وسط تكهنات بالافراج عنهم بتدخل سياسي من الحكومة الفرنسية) (مصطفى سري، الشرق الأوسط 21 ديسمبر 2007). ويستطيع أي إنسان، حتى الفقير منهم، أن يراهن بأي مبلغ من المال أن الفرنسيين سوف يُحكم عليهم بالسجن ولكن الرئيس التشادي سوف يعفو عنهم ويرسلهم إلى بلدهم معززين مكرمين. أما التشاديين الثلاثة والسوداني فعليهم أن يتحملوا ما تحمله الطبيب الفلسطيني في سجون ليبيا. والغريب في الخبر ليس بدء المحاكمة نفسها وإنما قرار جمهورية السودان الإسلامية إرسال وفد من جانبها لتتبع إجراءات المحكمة، فقد صرح السفير السوداني في انجمينا، (عبد الله الشيخ ان وفداً من بلاده سيصل الى انجمينا لحضور المحاكمة اليوم ولمراقبة الاجراءات القضائية والتعرف على المتهم السوداني في القضية الذي لم تتوفر معلومات عنه لدى السلطات السودانية) (نفس المصدر). ومن الغريب أن تهتم جمهورية السودان بمحاكمة أحد مواطنيها خارج السودان بينما لا تلتزم محاكمها الشرعية بأبسط قواعد المحاكمات العادلة، كما صرحت بذلك المنظمات الحقوقية المصرية. وجمهورية السودان الإسلامية الغيورة على مصالح مواطنيها في أراضي الشتات لم تجرؤ حتى على زيارة معتقليها في سجن غوانتانمو في كوبا إلا بعد ثلاث سنوات من اعتقالهم. أما المساجين والمعتقلين في عاصمتها ومدنها الأخرى فلا يهتم أحد بحضور محاكماتهم، ولا حتى المحامين، لأن المعتقلين في الغالب هم من فقراء دارفور وبقية مناطق السودان. ومن لا يستطيع أن يستأجر محامياً عليه أن يدافع عن نفسه لأن الدولة لا توفر لهم المحامين.

وفي هذا الشهر المبارك كرّمنا شيخ الأزهر بزيارة خاطفة إلى لندن ليسلم على الشيخ محمد السلاموني، إمام مسجد ريجنت بارك بلندن، والذي فقد الإبصار نتيجة هجوم قام به احد العنصريين البيض الذين يكرهون وجود الأجانب في بلدهم. والجدير بالذكر أن هذا هو نفس المسجد الذي كان المسؤول عنه أبو حمزة المصري ذو المخالب الحديدية والذي يبدو أنه فقد يديه وإحدى عينيه عندما كان يتفحص قنبلة في أفغانستان. شيخ الأزهر جاء إلى لندن ليسلم على الشيخ السلاموني وينقل له تحيات الرئيس حسني مبارك وتمنايته له بالشفاء العاجل. وفي مقابلة مع صحيفة الشرق الأوسط، قال الشيخ محمد سيد طنطاوي (إن الإسلام يؤكد أنه لا إكراه في الدين لأن الإكراه لا يؤدي إلا الى كاذبين ومنافقين) (محمد الشافعي، الشرق الأوسط 15 ديسمبر 2007). ولا بد أن الشيخ يعرف أن ما يقوله هو عكس الحقيقة تماماً. فالإسلام بدأ بالإكراه وما زال فقهاؤه يفتون بقتل الخارج من الإسلام. وفي فتوى من الجامع الأزهر قدمها الشيخ عبد اللطيف حمزة بتاريخ 6 يونية 1983، قال المفتي (إذا كان الولد غير بالغ أو غير عاقل يتبع خير الأبوين دينا. الولد الذى صار مسلما تبعا لأحد والديه أو تبعا لهما يظل مسلما
بعد بلوغه ولا يحتاج إلى تجديد اسلامه ولو وارتد أبواه عن الإسلام أو ارتد من أسلم منهما ظل هو على اسلامه. ابداء الرغبة فى اثبات الديانة المسيحية ممن أسلم بالبطاقة يعتبر ردة عن الإسلام يجب قتله إن لم يتب ويرجع إلى الإسلام متبرئا مما فعل) ( فتاوى الأزهر لمئة عام). ويتضح من هذه الفتوى أن الإسلام هو خير الأديان وأن الطفل الذي لم يبلغ الحلم إذا أسلم أبوه أو أمه يصبح مسلماً بدون إرادته ولا يجوز له الخروج من الإسلام عندما يبلغ الرشد ويقرر أنه لا يريد أن يظل مسلماً. أليس هذا هو عين الإكراه؟

ولم يفت شيخ الأزهر أن يُثبت لنا أن وعاظ السلاطين ما زالوا أحياء في القرن الحادي والعشرين، وما زال نفاق الحاكم يسيطر على عقولهم. فهاهو الشيخ يقول لنا (واستطيع ان المس اهتمام السيد رئيس الجمهورية والحكومة والأزهر الشريف بحالة الشيخ السلاموني، والدولة مشكورة ممثلة في الرئيس مبارك كانت قد كلفت الدكتور أحمد نظيف رئيس الوزراء فور الحادث وفي نفس اليوم الذي تم فيه الاعتداء عليه بعلاج الشيخ على نفقة الدولة، وفي أفضل المستشفيات في بريطانيا) (نفس المصدر). فهاهو الرئيس مبارك يتبرع مشكوراً بعلاج الشيخ السلاموني في أحسن مستشفات لندن، مع العلم أن المريض المصري الذي يفقد بصره في مصر لا يوفر له السيد الرئيس العلاج المجاني حتى في أسوأ مستشفيات مصر. يقدم شيخ الأزهر شكره للرئيس المصري وهو يعلم أن الشيخ السلموني وغيره ممن يملك حق الإقامة ببريطانيا يُعالج مجانا في أحسن مستشفيات بريطانا، خاصة في حالة الإصابات أو الحالات المستعجلة Emergencies. ولكن شكر ولي الأمر لابد أن يصدر من شيخ الأزهر في كل المناسبات، خاصة عندما يكون في السفارة المصرية بلندن.

وتذكرني زيارة شيخ الأزهر بزيارة قام بها الوليد بن عبد الملك إلى المدينة وأراد أن يزور مسجد الرسول، فأخرجوا جميع من كان بالمسجد إلا سعيد بن المسيب، فلم يجتريء أحد أن يخرجه. (فقيل له لو قمت قال والله لا أقوم حتى يأتي الوقت الذي كنت أقوم فيه. قيل فلو سلمت على أمير المؤمنين، قال والله لا أقوم إليه. قال عمر بن عبد العزيز: فجعلت أعدل بالوليد في ناحية المسجد رجاء ألا يرى سعيدا حتى يقوم فحانت من الوليد نظرة إلى القبلة فقال من ذلك الجالس أهو الشيخ سعيد بن المسيب؟ فجعل عمر يقول نعم يا أمير المؤمنين ومن حاله، ومن حاله، ولو علم بمكانك لقام فسلم عليك وهو ضعيف البصر. قال الوليد قد علمت حاله ونحن نأتيه فنسلم عليه، فدار في المسجد حتى وقف على القبر ثم أقبل حتى وقف على سعيد فقال: كيف أنت أيها الشيخ؟ فوالله ما تحرك سعيد ولا قام. فقال بخير والحمد لله، فكيف أمير المؤمنين وكيف حاله؟ قال الوليد خير والحمد لله فانصرف) (تاريخ الطبري، ج4، ص 9). فسعيد بن المسيب لم يكن يستلم راتبه من الوليد بن عبد الملك ولم يكن من وعاظ السلاطين.

ويبدو أن النفاق هو سدى ولحم تصرفات المسلمين، خاصة في المدينة "المنورة" رغم ادعائهم أنهم خير أمة أخرجت للناس. فقد أخبرنا القرآن، عندما كان يخاطب النبي، بالآتي:
(ومن حولكم من الأعراب منافقون ومن أهل المدينة مردوا على النفاق لا تعلمهم نحن نعلمهم سنعذبهم مرتين) ( التوبة 101).
(لئن لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرض والمرجفون في المدينة لنغرينك بهم) (الأحزاب 60)
(وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم وإن يقولوا تسمع لقولهم كأنهم خُشُبٌ مسنّدةٌ يحسبون كل صيحة عليهم هم العدو فاحذرهم) (المنافقون 4)
ولا يسعني إلا أن ادعو بطول العمر للملوك والأمراء والمشايخ وعاظ السلاطين واتمنى لهم عيداً سعيداً وعوداً أحمدَ.



#كامل_النجار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أحمد صبحي منصور.. وآفة الغرور 3-3
- أحمد صبحي منصور .. وآفة الغرور 2-3
- أحمد صبحي منصور ... وآفة الغرور 1-3
- من قال لستُ أدري فقد أفتى
- الأديان وتخدير أحاسيس الإنسان
- مشيخة الأزهر والموروث الكهنوتي
- فهمي هويدى ودروس في الكراهية
- هل كان محمد مرسلاً لجميع البشر؟
- الجنة وما أدراك ما الجنة
- من لا يشك ليس إنساناً
- المال هو قلب الإسلام الحقيقي
- ماهو الوحي، ولمن يوحي الإله؟
- رمضان والتخبط في التشريع
- حوار الأديان وحوار الطرشان
- حرب الفتاوى تكشف زئبقية الإسلام
- التعذيب في الإسلام
- نزهة مع الصحابة
- لولا كلمةٌ سبقت
- الإسلام أكبر نكبة أصابت العرب
- رجال الدين يفسدون الدولة


المزيد.....




- وفاة قيادي بارز في الحركة الإسلامية بالمغرب.. من هو؟!
- لمتابعة أغاني البيبي لطفلك..استقبل حالاً تردد قناة طيور الجن ...
- قادة الجيش الايراني يجددن العهد والبيعة لمبادىء مفجر الثورة ...
- ” نزليهم كلهم وارتاحي من زن العيال” تردد قنوات الأطفال قناة ...
- الشرطة الأسترالية تعتبر هجوم الكنيسة -عملا إرهابيا-  
- إيهود باراك: وزراء يدفعون نتنياهو لتصعيد الصراع بغية تعجيل ظ ...
- الشرطة الأسترالية: هجوم الكنيسة في سيدني إرهابي
- مصر.. عالم أزهري يعلق على حديث أمين الفتوى عن -وزن الروح-
- شاهد: هكذا بدت كاتدرائية نوتردام في باريس بعد خمس سنوات على ...
- موندويس: الجالية اليهودية الليبرالية بأميركا بدأت في التشقق ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كامل النجار - حصيلة ذي الحجة من النفاق