أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - باقر الفضلي - الجمعة الحزينة...!؟














المزيد.....

الجمعة الحزينة...!؟


باقر الفضلي

الحوار المتمدن-العدد: 2185 - 2008 / 2 / 8 - 11:35
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


وهكذا إنسلخت اليوم الجمعة؛ خمس وأربعون عاماً من الزمن، لتدون مسيرة شعب، [[حمل فوق رأسه خبزاً لتأكل الطير منه]]؛



إذ ما إنفك هذا الشعب يدفع ضريبة تحرره في الرابع عشر من تموز/1958 ؛ دماً وألماً وتشريداً وخراباً ما دونه خراب.. ثأراً مستديماً من شعب يطمح للحرية وبناء وطن ينعم بالأمن والسلام..!



ولا أدري إن كان ذلك الشيخ، متنبئاً أم كان حدسه بالآتي تدعمه تجربة عمر طويل ..!؟





كان اليوم جمعة، في الثامن من شباط/1963 وقد صادف الرابع عشر من رمضان، وكان الشيخ الوقور يجلس في مقدمة مجلس القاتحة الذي أقامه بمناسبة وفاة ولده البكر، مستقبلاً المعزين من المحبين والأصدقاء ، وكانت الساعة قد تجاوزت التاسعة صباحاً، حينما قطع صمت الجالسين مَنْ دَلِفَ الى المجلس وهو يزعق بأعلى الصوت؛ أنْ إنقلاباً قد حصلَ في بغداد..



أرتبك الجميع وتململ المجلس وتقاطعت نظرات الناس؛ بين مصدق للخبر أو غير مصدق.. وتعدد منظر الداخلين من الشباب مؤكدين الخبر ..



نهض الشيخ الوقور من مقامه، وبأعلى صوت منادياً الجميع؛ أن تداركوا أمركم الآن، منهياً بذلك شعائر مجلس الفاتحة، ومعلناً أن الفاتحة تقام اليوم على أرواح الشعب..



وما هي إلا دقائق معدودات؛ حتى دخل البيت مَنْ يُنبأ بسقوط أول شهيد برصاص الإنقلابيين.. وكانت الشهيدة مواطنة من أبناء المدينة، كانت تنشد إبنها الذي غاص بين جموع المتظاهرين المحتجين..!!؟





بعدها بيوم واحد، بدأ مسلسل الموت في العراق؛ عنيفاً دموياً؛ حينما كانت عقارب الساعة تدنو من الواحدة والنصف ظهراً من يوم التاسع من شباط/ 1963، وبعد مشادة كلامية حادة إستغرقت ما يقرب من عشرين دقيقة، بين الفقيد الشهيد الزعيم عبد الكريم قاسم وبين عبد السلام عارف في غرفة مبنى الإذاعة العراقية في الصالحية، خر عبد الكريم قاسم صريعاً مضرجاً بدمه، ليختلط بدماء الشهيدين المهداوي وطه الشيخ أحمد اللٌذين شاركاه نفس المصير..!



وتمر الذكرى وتشاء الصدف أن تكون (الجمعة) يوم الخشوع والعبادة، الذي سخره الإنقلابيون لتنفيذ خططهم للإنقلاب يومذاك، هو اليوم الذي طلب فيه عبد الكريم قاسم إضبارة شركة النفط الوطنية ليكتب البيان الخاص بهذه الشركة، في وقت كانت فيه طائرات الإنقلابيين؛ النقيب منذر توفيق الونداوي والملازم الطيار فهد السعدون والملازم الطيار واثق عبد الله الرمضاني، القادمة من قاعدة الحبانية الجوية، تدك بقنابلها وزارة الدفاع، ويذيع فيه حازم جواد البيان الأول للإنقلابيين، من مرسلات البث الإذاعي في أبي غريب، وأحمد حسن البكر يوجه أرتال الإنقلابيين الى أهدافها نحو وزارة الدفاع ودار الإذاعة في الصالحية..!؟



لقد سُفِكتْ دماء كثيرة منذ ذلك الحين، ولما تزل تُسفك حتى اليوم، وأصابع الإتهام نفسها تشير الى نفس الجهات التي وقفت وراء الإنقلابيين في الثامن من شباط/1963 ، تلك الجهات التي حددها الزعيم عبد الكريم قاسم في السويعات الأخيرة من عمره، وأشار اليها بعين الصواب، حينما كتب بيان شركة النفط الوطنية.. فهل هناك أبلغ من هذا دليل..؟ وهل كان علي صالح السعدي مجانباً للحقيقة عندما أشار الى قدومهم بقطار أمريكي..؟؟!



إنه الصراع السياسي من أجل السلطة، ويظل نفسه ذلك الصراع؛ وإن كانت هناك ثمة عبر ودروس من التأريخ؛ فإنها تظل تدور في فلك هذا الصراع..!



أما لعنة النفط، فإنها لا زالت تتحكم برقاب الناس..!؟



8/2/2008

______________________________________________



#باقر_الفضلي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدولة المدنية الديمقراطية بين الطموح والواقع..!
- العراق: الصداقة والتعاون أم شيء آخر..!
- يا قلب ميسان..!*
- التلوث الإشعاعي: الموت بصمت..!؟
- الشهيدة..!
- البصرة: قتل النساء وصمت الحكماء ...!!؟
- حسن العتابي وداعاً..!!
- مجلس النواب : الحاجة والضرورة..!
- الحوار المتمدن والعملية النقدية..!
- العراق: إشكالية إبرام العقود النفطية والمصلحة الوطنية..!
- موقف غير عادل من قضية عادلة..!؟
- أوقفوا قرع طبول الحرب..!!
- تركيا: هل أزفت الساعة..؟!
- البصرة: الى أين..؟
- الحصافة السياسية عند الأزمات ..!!
- تركيا: عود على بدأ..!؟
- الفدرالية: بين خلط الأوراق ودق الأعناق..!؟
- نزيهة الدليمي.. لك الخلود..!
- العراق: فدرالية للتوحيد أم فدرالية للتقسم..!؟
- العراق/ النفط: مع من نقف..؟!


المزيد.....




- -حظا سعيدا- و-استمر-.. ترامب يوجه رسالتين منفصلتين إلى خامنئ ...
- متى تندلع الحرب؟ عند عامل توصيل البيتزا الخبر اليقين!
- إصبع طهران على الزناد: هذه خطة إيران لمواجهة حرب محتملة مع أ ...
- ترامب: سئمت من الوضع في إيران وأريد استسلاما غير مشروط
- واشنطن بوست: ترامب يسعى لتفادي أي صراع مع إيران
- وزير الدفاع الإسرائيلي: سلاح الجو دمر مقر قيادة الأمن الداخل ...
- انقسام داخل إدارة ترامب بشأن التدخل في الحرب الإسرائيلية الإ ...
- استراتيجية إسرائيل في حربها ضد إيران: تدمير القدرات النووية ...
- صحة الفم، كيف تؤثر على صحتنا الجسدية والنفسية؟
- الإقطاعيون الرقميون.. من فلاحة الأرض إلى حرث البيانات


المزيد.....

- كتاب تاريخ النوبة الاقتصادي - الاجتماعي / تاج السر عثمان
- كتاب الواجبات عند الرواقي شيشرون / زهير الخويلدي
- كتاب لمحات من تاريخ مملكة الفونج الاجتماعي / تاج السر عثمان
- كتاب تاريخ سلطنة دارفور الاجتماعي / تاج السر عثمان
- برنارد شو بين الدعاية الإسلامية والحقائق التاريخية / رحيم فرحان صدام
- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - باقر الفضلي - الجمعة الحزينة...!؟