أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - باقر الفضلي - العراق: فدرالية للتوحيد أم فدرالية للتقسم..!؟














المزيد.....

العراق: فدرالية للتوحيد أم فدرالية للتقسم..!؟


باقر الفضلي

الحوار المتمدن-العدد: 2059 - 2007 / 10 / 5 - 11:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


واقسم كم روج الانباء هذا.. لإقتدارك في كل فن
بأمرك تضظرب الحادثات، بإسمك يمضي ركاب
المحن.. على أنني..سألتك ياسيدي..ياإله ، وبيمناه
سر الحياة؛
أن تقرأ هذا الخطاب القصير، إذا ما تناولت
عند الصباح، شراب الدم الساخن المستباح (...)!؟
إذا ما تداعيت فوق الطعام
فتجرع بترول ارض (النبي)
تسيغ به بعض ماتزدرد
وبعض الطعام عصي نكد..
(عبد الرحمن الشرقاوي)
وبعض الطعام عصي نكد..
هكذا يختم الشرقاوي رسالته من الشعر الحديث الى الرئيس الامريكي (ترومان)....

وها هو العراق اليوم، ذلك الطعام النكد، الذي يحاول السيد بوش أن يزدرده بجرعة بترول من رائق النفط العراقي، وهو لا زال رهين ذلك اليوم الذي طال إنتظاره، واشتد اواره؛ فالكأس الأمريكي لما تزل تعصف بها رياح الرفض والتمنع..فجاء كهنة مجلس الشيوخ ليدقوا آخر المسامير في نعش راحل، لنجم آفل..!

لقد أخذت "الحمية الانسانية" والعطف الكهنوتي، لشيوخ البيت الابيض، ان يندفعوا الى فك الاشتباك بين الاخوة الاعداء، ويحاولو وقف نزيف حرب البسوس الامريكية في العراق، ويكفروا عن خطيئة سيد بيتهم، فيعلنوا وبئس ما أعلنوا، قرارهم المشين، بفلترة العراق وخندقته؛ في جيوب معزولة، وطوائف متناحرة، وعشائر متخاصمة؛ ينسى الناس فيها عراقيتهم، وتشرأب فيها أعناقهم، لمعجزة؛ ما إنفكت تبهرهم، ويسيل من أجلها لعابهم.. سبقهم اليها اخوان لهم في العرق واللغة، في الدين والتراث؛ جمالهم (بكسر الجيم) فيها، صالونات المرسيدس البهية، وخيامهم فيها، ناطحات للسحاب.. شرابهم منها زيت النفط الرائق، وعطورهم تفوح بغاز النفط الناضب..!؟

إن فدرلوا العراق أو قسموه، عسير عليهم أن يهظموه، وليس في الدستور الذي شرعوه، ما يفتح الشهية لتأسيس فدراليات للطوائف الدينية، أو كيانات قبلية، وإن إستساغ البعض هذا القرار، من الساسة العراقيين الحالمين ببناء إمبراطورياتهم المقدسة على أنقاض دكتاتورية صارعوها، فلأنهم وجدوا في القرار ما يطيب النفوس، ويحيي الآمال؛ ليتخيلوا أنفسهم متربعين على عروش عائمة فوق بحور من "الماء الأسود"، ليغرفوا ما وسعهم الإغتراف، وليشيدوا من القصور ما وسعت الأرض، وليورثوا الأبناء والأحفاد، ما عجز عنه الأجداد..فهم المستضعفون في الأرض وقد حان وقت إنتظروه..!

يدعي الكهنة الشيوخ، وعرافهم جوزيف بايدن وليسلس غلب؛ إن قرارهم حكيم، وهدفهم رحيم، ومن يرجم بالغيب في نظرهم، إلا المغفلون؛ "فالفرق كبير بين الفدرالية والتقسيم"..!؟(1)
وغير قليل من رقص وراء هذا الإدعاء، وطبل وزمر للمستقبل الزاهر في ظل فدرلة العراق على الطراز "البايديني"؛ فللنفوس هوى، ولريع النفط غوى، وما لايدرك كله لا يترك جله.. وقد لجلج الحق ايها السادة المطبلون..!

ونحن نقول؛ نعم ايها الشيخ الفهيم؛ الفرق كبير، فالفدرالية غير التقسيم، والتوحيد غير التشتيت، وما أتيتم به من قرار، هو توحيد (فدرالية) من خلال التشتيت؛ فلا تخلطوا الاوراق، ولا تلعبوا بالمشاعر، فالتلاعب السياسي من مباديء السياسة في كل العصور، وهذا ما أظن ان العراقيين بغافليه..!

فإن كان هدف القرار التوحيد، فمرحباّ بقرار يوحد القلوب، ويجمع الشتات، ويشعر المرء بالكرامة، ويقرب بين الناس في أجناسهم لا في معتقداتهم ، سواسية في مواطنتهم، وولاءهم لوطنهم قبل غيره؛ فهل ما جئتم به من فدرالية، يراعي هذا، وهل يمكن شراء ضمائر الناس بدغدغة مشاعرهم الدينية، فأية فدرالية تلك التي تبنى على المشاعر الدينية، وتؤطر بالإنتماءات الطائفية، بقادرة على توحيد صفوف الناس قبل تمزيقها..!؟

فالفدرالية التي تقترحونها ايها السادة الشيوح، فدرالية تأنفها النفوس، فدرالية تفرق بين الناس وتشرذمهم، وتفكك الأسر العراقية؛ فدرالية تؤسس للتقسيم، وإن حملت عنواناّ للتوحيد، وهذا لب الداء وجوهر المسـألة؛ فدرالية في ظاهرها الرحمة وفي باطنها العذاب؛ فدرالية تشرذم الشعب وتفتت وحدته للنضال من أجل التحرر وفرض سيادته على أراضيه؛ فدرالية تبعثر ثروة الشعب الوطنية (النفط) وتجعلها أكلاّ بين المنتفعين والريعيين..!

أما "النظام الفيدرالي الذي طُوِّق بالقدسية في دستوره"، المقصود الدستور العراقي على حد قول السادة الشيوخ، فهو غير ما تقصدون، وإن قبله الشعب العراقي، فلإدراك منه بأحقية أمة شريكة في الوطن ولها خصائصها ومقوماتها الخاصة عن غيرها، وليس بدافع طائفي أو قبلي كما ترسمون، وقد كان لنا كلام كثير حول ذلك..!؟(2)

فإن كنتم ناصحين، أعيدوا القراءة، وإن كنتم تضمرون غير ما تعلنوه؛ فلم تعد هناك ثمة أوراق مستورة، واللعب على المكشوف ديدن المخلصين فيما يدعوه..!؟
_____________________________________________
(1) http://www.iraqworld.net/articles.php?subaction=showfull&id=1191440941&archive=&start_from=&ucat=6&
(2) http://www.rezgar.com/debat/show.art.asp?aid=78183



#باقر_الفضلي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق/ النفط: مع من نقف..؟!
- إيران: حسن الجوار أم قطف الثمار..؟!
- العراق: محاولة تمرير قانون النفط والغاز بالإيحاء..!!؟
- حمامات الدم في كربلاء: من يقف وراءها..؟!
- العراق: الوطن الباقي..!
- الحزب الشيوعي العراقي: أين يقف..؟!
- العراق: كنوز المعرفة والتراث من يحميها..؟!
- العراق: العملية السياسية.. هل من جديد..؟!
- سنجار قلعة للصمود..!!؟
- العراق: العملية السياسية - الشروط والإلتزامات..!؟
- هنيئاّ للشعب بفتيته الأشاوس..!
- العراق: مسودة قانون النفط والغاز، هل سيرفضها النواب..؟!
- العراق: مجلس النواب والقرار الصعب..!؟
- الديمقراطية تقف على رأسها..!؟
- العراق : البرلمان والأفلام الصامته..!؟
- البصرة: آفاق صورة المستقبل..؟!
- العراق: مطبخ الوجبات السريعة..!؟
- العراق: حقوق الطفل والمسؤولية المفقودة..!!؟
- العراق: حقوق الطفل والمسؤولية..!!؟
- غزة والتحرير..!؟


المزيد.....




- زيلينسكي يصف اتفاق المعادن مع واشنطن بالعادل.. ما رأي الأوكر ...
- طبيب أمريكي عمل بمستشفيات غزة بأكثر من زيارة: الأمر يزداد سو ...
- أسطول الحرية: السفينة المتوجهة إلى غزة تتعرض لقصف بمسيرة وما ...
- إسرائيل تشن غارة على محيط القصر الرئاسي في دمشق في -رسالة لل ...
- إسرائيل تعلن شنها ضربات بمنطقة مجاورة للقصر الرئاسي السوري
- هل يوافق ترامب على ضرب إيران بـ-أم القنابل-؟
- -أسطول الحرية- يؤكد خطورة إصابة إحدى سفنه ويدعو مالطا للتحرك ...
- تقرير: الاستخبارات الهندية تشير إلى ارتباط باكستان بمنظمي هج ...
- حادث مروحية مروع في أستراليا.. والشرطة تفتح تحقيقا عاجلا
- بروفيسور بريطاني: ترامب يرى فرصا أكبر للبزنس مع موسكو لذلك ي ...


المزيد.....

- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - باقر الفضلي - العراق: فدرالية للتوحيد أم فدرالية للتقسم..!؟