أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نضال نعيسة - لا بارك الله بهذه الثقافة














المزيد.....

لا بارك الله بهذه الثقافة


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 2181 - 2008 / 2 / 4 - 10:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعد زوبعة فيروز التي أثارتها بعض البكتريات وذهبت، كما غبرها، هباء وذرّتـْها الرياح، يصبح آخر من دخل على خط همروجة الثقافة العربية التي تدور رحاها في هذه الأيام هو جنبلاط ما غيره، الذي لا يمكننا أن نقول فيه إلاّ: "الله لا يبلينا، ولا يورينا ويا رب تعافينا". جنبلاط" كش برة وبعيد"، الذي اعترف بعظمة لسانه بأنه مارس الكذب والنفاق لمدة خمسة وعشرين عاماً، فقط لا غير، يعطينا فكرة جيدة عن نوع الثقافة التي يتبناها ويدافع عنها ويسوقها ويريدنا أن نتقمصها، وتسمح لنا بتصنيفه بواحد من كبار جوقة المثقفين التي تضم فيمن تضم،" والله يجبر بالخاطر"، سعد الحريري، وفيلتمان، وخدام، وحمادة، وفتفت، ما غيره، بطل رواية "وليمة الشاي لعيون شاحاك"، وقل لي من "تثاقف" أقل لك من أنت. ثقافة تقديم الشاي لجنود الاحتلال، والتغزل ببوش، والتحالف مع المال السياسي والبترودولار، وإشاعة الهزيمة والاندحار وتصعير الخدود لأباطرة الشر والعدوان، هي ما يجب أن نقف له باحترام اليوم. ألا تصبح الثقافة، ومثقفيها، في هذه الحالة في وضع المتهم، بل المدان مادام آخر فرسانها والمتباكين عليها هو جنبلاط؟ ولا أدري إذا كان النضال السياسي من أجل وصول جماعة فاشية ذات أجندة عنصرية فئوية إلى الحكم تحالفت مع واحد من أكبر من رموز الفساد في الشرق الأوسط يدخل في أي باب من أبواب الثقافات؟ ولا أدري أية ثقافة ستتمخض عن تزاوج الفساد مع فكر التكفير والكراهية والإقصاء؟ وهل الترحيب بغزو أمريكي لسوريا ومغازلة واحد من عتاة مجرمي العصر وسفاحيه الكبار، وزيارة السفارة الأمريكية والتنسيق مع بعض من صغار موظفيها، و"الجعجعة" السياسية والإليكترونية، والامتدادات الحريرية لجماعة الإعلان، والاصطفافات الشللية، والحقن الفئوي، والتشرذم وشخصنة العمل والنشاط العام، قد أصبح ثقافة قائمة يجب أن "نطج" لها السلام، ونبجلها بطقوس من الهالة والتقديس والاحترام، ومن لم يفعل فأولئك هم الكافرون؟ وإذا أصبحت الستالينيات البائدة، والإيديولوجيات والبضاعات الفاسدة، والأفكار الراكدة والرغي والثرثرة الزائدة، ثقافة يتباكى عليها من هب ودب ويضيع دمها بين وشتانماير وجورج بوش وجنبلاط فعلى الديمقراطية والنضال السلام؟

وكيف أصبح تاجر، وهامور، وحوت من حيتان المال، ورجل أعمال أتخم عقوداً وتصديراً واستيراداً وصفقات يسيل لها اللعاب بطلاً قومياً ومناضلاً عنيداً وواحداً من عتاة المثقفين ورجالاتها الكبار تبكي عليه ميركل وشتانماير، وينوح عليه مغضوب الوالدين السكير جورج بوش من وراء البحار، وترثيه جوقة الحريري وأبو الفتافيت وجنبلاط؟ ومتى كان مهرب دخان وسمسار ومصوّج سيارات سابق، مثقفاً، ولا اعتراض ولا تهكم من أية مهنة وعمل شريف، كلا وحاشا ومعاذ الله؟ وما علاقة التهريب والتصويج والسمسرة بالثقافة؟ وهل المطلوب تعويم مثل هذه النكرات لتصبح الثقافة عندها فقط ثقافة معترف بها نباركها ونحتفي بأردأ أنواعها وأشدها تهافتاً وضحالة على الإطلاق؟ ومتى كان داعية للعنف والإقصاء وسفك الدماء ممن يتبنى تكفير الناس مثقفاً ذا حصانة، ولا يشق له غبار؟ ومتى كان المثقفون أصلاً طلاب سلطة وحالمين بمقعد لهم في ترتيبات الشرق الأوسط الجديد؟ وهل كل من تلاعب بمفردات الاستبداد والفساد صار مثقفاً معصوماً وإلها معبوداً يجب أن تنهال عليه الأوسمة والتبريكات وتنحني له الهامات ويحظى بالحصانات؟ أوليس من الطعن والغدر بتاريخ وأصول الثقافة، أن يحصل ذاك المزج والهرج والمرج بين مثقفين سوريين كبار، فعلاً، لا قولاً، ولا فسحة لسرد أسمائهم هنا، وبين بعض من الكويتبين وصعاليك الإنترنت و"الجعاجيع" الصغار؟ ألم تكن الثقافة تاريخياً فوق السياسات الزائلة وحساباتها، ونأى المثقفون الكبار بأنفسهم عن دوائر وعوالم السياسة، ولا تقبل الثقافة ذات البعد الزماني السرمدي على نفسها أن تكون في نفس الموضع مع السياسة الآنية المتقلبة والزائلة؟ وكيف يصبح منشق بلشفي سابق وداعية للانشقاق وتائه إيديولوجياً ومحقون طائفياً في عداد المثقفين؟ أليس من الظلم والإجحاف أن يوضع أولئك وهؤلاء في نفس ميزان الثقافة الرفيعة الواحدة؟ ألا يشعر المرء بأن هناك لعبة خسيسة، ومحاولة دنيئة يرمي البعض إلى تمريرها عبر هذه "العبطة"، والهيلمة"، والاستهبال؟

فإذا أصبحت الثقافة هكذا، هي تلك التي يرعاها بوش، ويزمر لها ساركوزي وأبو الفتافيت، ويطبـّل لها جنبلاط وجوقة 14 آذار، ويصفق لها مارينز سوريا، ويهلل لها أصحاب الفكر السلفي والبلشفي والفاشيات القومية، وتضم المهربين والسماسرة وطلاب السلطة والتجار، وترتفع نبرتها طرداً، وتعلو ويشتد سعارها، مع اشتداد الضغط والحصار والتهديد الخارجي، وتكون عوناً وتمهد للاحتلال، وتكون ذريعة للتدخل والعدوان، فبكل بساطة، وخذوها على بلاطة، لا بارك الله بهكذا ثقافة، على الإطلاق.



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل فينو غراد عميل سوري؟
- فتوى سياسية ضد جماعة الإعلان
- إعلان بيع بالمزاد العلني
- إيّاكم أن تكونوا شرفاء ووطنيين
- نعوة فقيد: إعلان دمشق في ذمة الله
- اللهم شماتة...انهيار إعلان دمشق
- خبر عاجل: بيان استنكار من البيت الأبيض
- عملاء المخابرات السورية
- تصريحات الترك والنفخ في صور إعلان دمشق
- متى نعيد الاعتبار لسايكس وبيكو؟
- إعلان دمشق: متاهات البحث عن مرجعيات
- السعودية الجديدة والعلاّك الكبير
- بوش النبيل: هل أصبح الترك جلبي سوريا؟
- إعلان دمشق والأصابع الأمريكية
- وإذا المغتصبة سُئِلَت بأية شريعة جلدت؟
- مأزق الإخوان المسلمين
- آل البيوت السياسية
- حوار ساخن عن الأصولية وأم الدنيا
- الحوار المتمدن: شمعة جديدة تقهر ظلام الفكر
- أنابوليس خليجية: زمن التوافقات


المزيد.....




- ممثلة أميركية تتألق في البندقية بفستان من إيلي صعب عمره أكثر ...
- إيران تكشف تفاصيل عن ضربة إسرائيل على سجن إيفين
- لماذا ترغب بريطانيا في شراء مقاتلات F-35A؟
- قاعدة العديد في قطر والإنذار الأخير.. خفايا الليلة التي عبرت ...
- هجوم روسيا الصيفي في أوكرانيا يترنّح: زخم ميداني دون مكاسب ا ...
- ترامب: -لن نتسامح- مع مواصلة محاكمة نتنياهو بتهم فساد
- لماذا تشعر بالتعب وقد نمت 8 ساعات؟
- ضحيتها السائقون والمستخدمون.. -أوبر- اعتمدت على سياسة مشبوهة ...
- مستوطنون يقتحمون الأقصى وشرطة الاحتلال تقتحم سلوان
- مصدر قضائي: 71 قتيلا في الهجوم الإسرائيلي على سجن إيفين بطهر ...


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نضال نعيسة - لا بارك الله بهذه الثقافة