الغريب الوحيد في منفاه
كاد ان يكون ضياعاً
كاد ان يحتسي
جرعة الموت حتى ينتقم
فالسماء تعرفه
هو تحت ظل خيمتها
لا تستطيع رؤيته
من شباك مغلق
..................
هو يعتلي النجوم
بسرعة الضوء
ويوشك ...
ان يمسها بيده
ثمة امرأة
لا تعرف نشوتها
تلوح له من بعيد
دون التقرب لها
تفقد الذاكرة
حين يدخل روعها ذكرى الحروب
وحين تذكر ذلك الغريب
ترد تستعيد
لقد توحد البحر والمنفى
عبر مجاعات الحروب
والغيوم التي حملت
كتلاً من الاحزان
لموسم جديد
حينها كانت الايام
تمسح عن عذاباتها
بقايا الالم
واي الم
...............
................
.............
فالعالم مملوء بالويلات
وعلى كل رصيف
يقطن بعض المنفيين
وفوق رقابهم
يتدلى سيف الجوع
الدامي
أقف في انزواء الظلام
باكيا هدر السنين
سنيني التي ضيعتها الحروب
وسط دوي المدافع
تحت الادغال
وفوق الجبال
تلك التي ما حفظت
قللها يوماً
من الانفلاقات
والراجمات
لكن العالم
مملوء بالاهات
جئنا نمتطي
صهوة الجياع
تطاردنا الصحراء
والاحلام الموثوقة
يتحكم فيها المبغى
وترمي بنا
من جوع الى غربة
................
..............
على مشارف الحدود
يخدش فينا المنبوذون
وحين وقفنا على اخر نقطة
في الحدود الموثوقة
ايقنت
ان الرمال
تراقبنا عن كثب
..........
اقصد غربتي
في شهوة الليل
ويؤلمني عويل النساء الثكالى
دموعي تصوغ الغناء الحزين
وتمطر
الاسى قبل المطر
هنالك مقصلة الحروب
واي حروب
لاتعرف سوى الرماد
ومئات الالاف من القتلى ؟؟