أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هادي الحسيني - في ذكرى بدر شاكر السياب















المزيد.....

في ذكرى بدر شاكر السياب


هادي الحسيني
(Hadi - Alhussaini)


الحوار المتمدن-العدد: 376 - 2003 / 1 / 23 - 05:07
المحور: الادب والفن
    


                  ضوءْ الاصيل يغيم ، كالحلم الكئيب , على القبور
                  وآهٍ , كما ابتسم اليتامى ، أو كما بهتتْ   شموعْ
                  في غيهب الذكرى يٌهومَّ   ظلٌّهنَّ  على   دموعْ
                  والمدرجٌ  النائي تهبّ  عليه  أسراب  الطيورِ   ،
                  كالعاصفات  السود  ، كالأشباح  في بيت قديمْ
                  برزت لترعبْ  ساكنيه
                   من غرفةٍ  ظلماءَ  فيه . . .
هذه الابيات من المقاطع الاولى  لقصيدة السياب ( حفار القبور ) ضمن مجموعته الخالدة أنشودة المطر ، تذكرتها  حيث الضباب والثلج يخيمان على العاصمة النرويجية اوسلو ، في
هذه الايام القارصة من شدة البرد . وما ان اكملت قراءة القصيدة وقبيل ان انتهي منها احسست بانني اتجول في كورنيش البصرة وقريباً من تمثال السياب , لا في سواحل اوسلو الباردة , شعور غريب ادخلني في سعادة غامرة ، ولكن للحظات . فاليكن ذلك وما اجمله .
ان هذه الايام التي تمر علينا هي ذكرى وفاة شاعرنا الكبير بدر شاكر السياب والتي سوف تصادف  يوم  24 / ديسمبر ولسوف تمر الذكرى الثامنة والثلاثين  لرحيل السياب  بعد رحلة حياة مريرة  اتسمت بالكفاح والعطاء الادبي  ووضعته في طليعة  رواد حركة الشعر العربي الحر  . حيث يعد السياب  من اوائل الشعراء العرب الذين جددوا في الشعر العربي  وأغنوا القصيدة العربية الحديثة ، مع نازك الملائكة وعبد الوهاب البياتي  وبلند الحيدر وآخرين . وقد مثلت حياته الغنية بالالم والعوز والغربة  والفراق قمة  المعانات او المأساة الدرامية  . .  وقد عبر عنها الناقد الراحل جبرا ابراهيم جبرا  بقوله " لقد كان في حياة السياب من الدراما  شيء كثير  . . . صباه في جيكور . . فقره . . سياساته . . اعتقالاته . . خيباته . . عذابه الابوي الاخير " . . وقد كانت قصائده كلها تؤخذ كمأساة درامية متكاملة  . تنمو وتتصاعد  نحو ذروه من ذرى التجربة الانسانية الرامزة  الى الحياة البشرية  في ربع قرن من الزمان  مفعم بالاحداث والمتفجرات  . . لقد اكد السياب على ان  حركة الشعر الحر أكثر من مجرد اصطلاح عروض ، وكتب في عام 1954  قائلاً : " ان الشعر الحر على اختلاف عدد التفعيلات المتشابهه  بين بيت شعري وآخر . . انه بناء فني جديد . . واتجاه واقعي جديد جاء ليسحق  الميوعة الرومانتيكية . . وادب الابراج العاجية . . وجمود الكلاسيكية .
وقد كان السياب في مقدمة الشعراء العرب الذين خاضوا غمار مغامرة تجاوزنظام الاوزان  والقافية الواحدة في الشعر العربي  الذي تحرر من قيود القافية والوزن .
ولد الشاعر بدر شاكر السياب عام 1926  في قرية صغيرة من قرى البصرة هي قرية"جيكور
التي تعد أشهر قرية في الادب العربي الحديث ، فقد تغنى بها الشاعر وبجدولها الصغير "بويب" المتفرع من شط العرب ، ووصفها بأنها جنة ذات "نخيل" وهو الابن الاول لعائلة تمتلك  اراضي مزروعة بالنخيل وتحيا حياة لائقة . .
كانت طفولته سعيدة في دار جده والتي تقع على جدول " بويب " وكان يحب مراقبة السفن والمراكب وهي تصعد الى البصرة أو تنحدر الى الخليج العربي ، وقد تركت حكايات جدته انطباعات عميقة الاثر في شعره . .
اتم الشاعر دراسته الابتدائية في المدرسة المحمودية في "ابو الخصيب" وعرفت شناشيلها  ذات النوافذ الزجاجية الملونة والمزينة بالخشب المحفور بالزخارف العربية ، كما أنهى دراسته الثانوية في مدرسة البصرة  وكان من الطلاب المتفوقين وتعد  قصيدته "على الشاطيء" من أقدم قصائده المخطوطة التي عبر فيها عن أساه العميق لضياع الاحلام في قصة حب مطوية !
التحق السياب بدار المعلمين العالية في بغداد ودرس اللغة الانكليزية وبدأ نبوغه يظهر في
بغداد . وقد تأثر السياب بالادب الاوربي وكان بودلير اول شاعر غربي يتعرف على شعره من خلال ديوانه " ازهار الشر " كما كان الشعراء الرومانسيون الانكليز من مصادره الهامة  .
وبعد تخرجه عمل في دوائر الدولة لكنه كان يجابه بالفصل والاعتقال بسبب مواقفه الوطنية ، ثم لاحقته لعنة المرض حيث بقي أواخر حياته يتنقل من مشفى الى آخر الى ان اختطفه الموت في 24/12/1964 . ورغم ان حياته لم تمتد طويلاً الا انه ترك وراءه ثروة شعرية أحدثت انعطافاً كبيراً في مسار القصيدة العربية  وتمثلت في الدواوين والاثار الادبية التالية :
ا-ازهار ذابلة
ب-أساطير
ج-انشودة المطر
د-المعبد الغريق
ه-شناشيل ابنة الجلبي
و-منزل الاقنان
ز-اقبال
ح-قيثرة الريح
ط-اعاصير
ر-البواكير
لقد لقي ادب السياب اهتماماً كبيراً من قبل النقاد في الوطن العربي والعالم وترجمت قصائده الى مختلف اللغات الاجنبية ، وقدمت على الدراسات النقدية الكثيرة وادرجت قصائده في المناهج التعليمية ونال عدد من الباحثين شهادات عليا لرسائل كتبت عن حياته وقصائده .
فتحية الى مجدد القصيدة العربية الاول مع نازك والبياتي وسعدي يوسف ، وسنبقى في كل عام من هذه الاعوام الصعبة التي يمر بها شعبنا العراقي المكابر الصابر على ظلم الطاغية الحاكم نمجد أدبائنا وفنانينا ورموزنا العراقية الكبيرة ولن ننساها مهما تعاظمت صروف الزمن ومحنه
علينا . . . . .



#هادي_الحسيني (هاشتاغ)       Hadi_-_Alhussaini#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوار ساخن مع الشاعرجان دمو
- ملاحظات حول الكتابة الحية


المزيد.....




- الإعلام الغربي وحرب الرواية بغزة: كيف كسرت مشاهد الإبادة الس ...
- أطروحة دكتوراة عن أدب سناء الشعلان في جامعة الأزهر المصريّة
- يوروفيجن تحت الحصار.. حين تسهم الموسيقى في عزلة إسرائيل
- موجة أفلام عيد الميلاد الأميركية.. رحلة سينمائية عمرها 125 ع ...
- فلسطينية ضمن قائمة أفضل 50 معلمًا على مستوى العالم.. تعرف عل ...
- أفلام الرسوم المتحركة في 2025.. عندما لم تعد الحكايات للأطفا ...
- العرض المسرحي “قبل الشمس”
- اكتمال معجم الدوحة التاريخي للغة العربية.. احتفال باللغة وال ...
- المدير التنفيذي لمعجم الدوحة: رحلة بناء ذاكرة الأمة الفكرية ...
- يعيد للعربية ذاكرتها اللغوية.. إطلاق معجم الدوحة التاريخي


المزيد.....

- دراسة تفكيك العوالم الدرامية في ثلاثية نواف يونس / السيد حافظ
- مراجعات (الحياة الساكنة المحتضرة في أعمال لورانس داريل: تساؤ ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ليلة الخميس. مسرحية. السيد حافظ / السيد حافظ
- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هادي الحسيني - في ذكرى بدر شاكر السياب