أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هادي الحسيني - حوار ساخن مع الشاعرجان دمو















المزيد.....

حوار ساخن مع الشاعرجان دمو


هادي الحسيني
(Hadi - Alhussaini)


الحوار المتمدن-العدد: 373 - 2003 / 1 / 20 - 04:47
المحور: الادب والفن
    


 


                                      حوار ساخن مع الشاعر" جان دمو "       - هادي الحسيني-
الشاعر دائماً في المكان الخطأ! والثمانينيون عاشوا في تعتيم ثقافي
لقد وضعوا فيي قفص الحرب وكانوا اشد الاجيال معاناة ؟      

المقدمة: يقول جان دمو في احدى قصائده الجديدة التي كتبت في عمان :
لو تمتعت بقيلولة تمساح
لما واجهت الكوارث التي واجهتها
واين يكون المفتاح؟
في الرحيل الى الامازون
المسعورون ايضاً معنيون بهذا  السؤال.
هكذا يرى جان دمو الآن الكوارث المتلاحقة ، وكما راى فم حبيبته مثل حمار كهربائي يوماً ما في اسماله . وفي اواسط الستينيات كان له زميل عرف بظرفه وكتاباته الفنتازية والتي يوقعها باسم  " جهين " انه الدكتور جليل العطية الذي انصرف لتحقيق التراث في السنوات الاخيرة ، وكان اسم " جان دمو " لم يكن معروفاً آنذاك ، وقد فبرك الدكتور العطية نشر اسم جان دمو في جريدة " صوت العرب " في ظل خبر عن المستشرق الكندي المعروف " جان دمو " وفي حينها كان يقوم بزيارة اولى  لبغداد . وقد اشتهر دمو الشاعر منذ ذلك الحين واصبح ظاهرة شعرية فريدة في الشعر العراقي على الرغم من أنه لم ينجز سوى مجموعة " أسمال " عام 1993 وهذا
لا يعني ليست له مجاميع عديدة ولحد الان يرفض طبعها ، لكون ان شخصية جان تختلف عن كل الشخصيات كذلك تختلف عن شخصيتي أشهر صعلوكين في مجتمع الشعر العراقي الحديث وهم حسين مردان وعبد الامير الحصيري وكل واحد من هذين الاسمين له خط يعكس الصعلكة التي تمثله والمرحلة التي يجاريها . وما بين كل جيل ثقافي عراقي يبزغ عادة مجموعة من الصعاليك وهذه ميزة بالتاكيد تحسب لصالح الشعر العراقي لا ضده. ذتك ان القدرة على التمرد هي بحد ذاتها ابداع منقطع النظير . جان دمو كان كالثعلب في الافلات من المآزق التي يقع فيها ، فهو يحمل اسماله ويتمنى ان يكون وجوده شاهداً على مرحلة ، فالخمرة التي يحتسيها في كل الاوقات والغفلة التي يفتعلها باستمرار هي حصانة له ضد العقاب ، فهو يبصق دائماً في وجوه السلطة ويشتم من يريد ، ويود ان يكون حوله الشعراء الشباب ليحتسي معهم الخمرة حتى الصباح ، ومن هنا ينطلق دمو في مزاحه المستمر وقد خرج منذ البدء من سجون الذات ويعيش داخل شفافية الخيال . وحين تحدثه عن الشعر والفن ينفلق كالقنبلة ويتحدث بشراهة ، ولكن يحدث هذا في الشهر مرة واحدة ! عندما يكون في حالة ساكنة متمتعاً بكل شيء . وقد انتهزت هذه الساعة او اكثر من ساعة حتى استطعت ان اسحبه للحديث وبشكل مطلق عن الشعر والادب ، وهكذا بدأ الحوار مع الشاعر الصعلوك جان دمو :
• كيف تسير في رأيك حركة الشعر العراقي بعد الهجرات المتلاحقة للشعراء العراقيين وخصوصاً ان اغلب الرواد هم في المنفى وقد رحل اغلبهم منذ سنوات ؟
- الحقيقة الثابتة في الشعر العراقي بما ان له ركائز قوية سيبقى حياً ومتدفقاً ، ولكن المشكلة ليست في الشعر أنها في اعماق المجتمع واعماق السياسة ، فالشعر العراقي حقيقة واضحة لا تحتاج الى معرفة من احد وعلى الرغم من كل الانتكاسات التي اصابت المجتمع العراقي بقي الشعر حياً .
ولكن بالنسبة لي الشعر ليس هو العلاج لا بد  ان تندغم بتيارات اخرى وبحركة المجتمع ، الشعر وحده لا يكفي على الرغم من انه الخبز اليومي للشاعر اما فاعليته وحركته اين الآن ! لقد أنثلمت . وهل من المعقول ان كبار شعراء العراق هم في المنفى يجب ان يتغذى الشاعر من طين وطنه والمشكلة تكمن هنا في النظام الذي يحاول ان يمسخ كل شيء وتحديداً الشعراء . . حتى يسخرهم من اجل الشعارات ، انه يخنق تنفسهم ويجعلهم في قطيعة دائمة فلماذا البياتي وسعدي يوسف وحسب الشيخ جعفر وفؤاد التكرلي وآخرون من الكبار خارج العراق ! الكل يحاول ان يستنشق الاوكسجين بحرية . . .
* ما هو تقيمك لشعر الستينيات في العراق كونك احد ابناء هذا الجيل ،وكيف تراه في المراحل التي تلت ذلك ؟
-                    -تعتبر فترة الستينيات فترة مزدهرة والسبب يعود الى ان السلطة آنذاك كانت  متسامحةببعض من حرية التعبير الثقافي وكان هناك هامش موجود في الستينيات وناهيك أنه كانت هناك مكتبات عديدة خاصة وعامة تستطيع من خلالها ان تتلامس مع اللغات الاجنبية وما هو عالمي وهذه المكتبات ألغيت كلياً أواخر السبعينيات ، كنا نقرأ جميع الروايات وما يترجم من شعر عالمي كان هناك أنفتاح ، لقد عاشا السبعينيون كامتداد للستينين وبعدهم الثمانينين عاشوا في تعتيم ثقافي تام ، فقط وضعوهم في الحرب بكل اهوالها لقد كانوا اكثر معاناة من جميع الاجيال التي سبقتهم . . .
• كيف تتبلور القصيدة في داخلك ؟
- لا تنسى ان القصيدة هي عبارة عن بحر متلاطم ، فكيف تخرج باللالىء من هذا البحر انها ليست لها علاقة في اللغة ، لها علاقة بالجسد والروح والاعضاء والحضارة . القصيدة ليست كيان لغوي ، انها كيان عقلي فقط . . .
• هل تعتقد هناك تعتيم على حركة الحداثة في الشعر ؟              
- مما لا شك فيه هناك تعتيم وتعتيم كبير جداً ليس في الشعر فقط انما في الثقافة عموماً وفي كل الاصعدة ، خذ مثلاً تأثير الانظمة الدكتاتورية على الحداثة ، الى اين خنقتها لحد ان بعض الرموز الشعرية المهمة خلدت للصمت وابسط مثال على ذلك " محمود البريكان " صمت وانزوى بعزلته منذ اكثر من عقدين وليس قليلاً تأثير الانظمة الدكتاتورية فقد خنقت الثقافة تماماً  ، والتعتيم لا يوّلد غير توقف كل شيء . . .
• مجموعتك الشعرية اليتيمة " اسمال " طبعت في بغداد وكان لها صدى كبير ، هل انت راضي عنها ؟
- اسمال ككل لا تعدو مجموعة شعرية متكاملة كونها لا تمثلني ليس بسببي ، الطباعين والناشرين هم السبب الرئيسي لقد استعجلوا في الطبع . لا اعرف كيف تم طبعها كنت أود أن أشرف عليها بنفسي الا أنهم مسخوها في الطباعة والغريب في الامر في بغداد كتبت عنها العديد من الدراسات النقدية الايجابية وما زالت حتى هذه اللحظة يكتب عنها في الخارج ، والحقيقة لا اعرف ما السر في ذلك . . .
* اعرف منذ زمن طويل بانك يا جان تحلم بمشروع كتابة عمل روائي ، هل ما زالت فكرة المشروع قائمة ؟
-  لا وقت الآن لتنفيذه ولهذا فشلت روائياً ومن ناحية أخرى أن العراق الان غارق روائياً وانا جزء من هذا الفراغ ، لا استطيع أن اكتب العمل الروائي الذي احلم فيه ولي اسبابي الخاصة وسيبقى العراق ولأمد طويل جداً فراغاً روائياً بحتاً . والرواية هي عمل عقلي محض وذات مجال حضاري مطلق انها مسؤولة عن مجال حضاري كامل وعن هندسة وتركيب وتخطيط مجمل . . .
* لماذا لا تتسع خارطة الادب العراقي للروائيين ، فهم قلة بعكس الشعر ؟
-  اولاً ان الروائي ينخلق في وضع حضاري متكامل والرواية تنخلق بازمة خاصة يمربها البلد وتستمر ، انها ليست شعراً وليست مهمتها ان تقوم بمهام الشعر . هناك شعراء بالعشرات وهناك روائيون قليلون جداً ذلك ان مهمتهم صعبة ومعقدة جداً والشعر ممكن ان ينطلق من الفراغ . . .
* كيف ترى الخسارات المتتالية والفقدان والمنفى والهجرة التي كلها تضغط عليك كشاعر عراقي وجد نفسه خارج وطنه ؟
- هذا سؤال يبدو لي صعباً . . أرجو ان تمهلني قليلاً حتى يتسنى لي التفكير جيداً وذلك لانني الان في حالة سبات عميق مع الشرب . . . وبعد لحظات طالت . . . قال جان : اولاً ما يسمى بالخسارات والفقدان الخ . لم تمارس عليّ فقط لقد مورست على جيلي قاطبة وعلى الاجيال التالية ام انا فلا أهتم او اتوقع ان يمنحني الوطن شيئاً . انا اصنع الوطن ، انفيه وحتى قد يمنح هوية اخرى لا ينتظرها او يتوقعها . . انا الان في العراء والشاعر لابد ان يكون في العراء شاء أم ابى انه لا يحتاج الى مساند أياً تكن ، بالعكس هو يخلق مساند سياسية واجتماعية واقتصادية للاخرين وله حضارية مطلقة ليست له علاقة بكل هذه التفاصيل ومع ذلك انه دائماً " الشاعر " في المكان الخطأ  . . وزمانه في أي تاريخ جاء في الوقت الخطأ ايضا. . .
* في حوار أجريه معك قبل فترة قلت ليس هناك رموز في الشعر بوجه عام ، السؤال الان وثانية من هم في رأيك رموز الشعر العراقي ؟
- بالدرجة الاولى السياب والبياتي ونازك وسعدي يوسف ومحمود البريكان ، هذا اولاً وطبعاً باستثناء الجواهري فهذا حالة خاصة وفريدة وهناك انفجار كبير في عقد الستينيات بداً من حسب الشيخ جعفر وسركون بولص واخرين . . .
• ماذا يقول جان دمو في الشعر بوجه عام ، وهل له دور في المجتمع والحياة ؟
- لو لم نمر بالظروف الاستثنائية لكان الشعر قد اخذ طابعاً آخر . وان العمل السياسي ومجازر الحروب القت بثقلها على الشاعر العراقي بالذات ولربما أختلفت الاتجاهات والادوار ولكن مع ذلك الشعر العراقي واجه هذه الاشياء مباشرة واستطاع ان يتحمل كل تبعات السياسة والحروب ومن جانب آخر الجميع يعرف ان الساحة العربية خالية من الشعر عدا العراق باستثناء البعض هنا وهناك . . ومن المحتمل يكون هؤلاء قد تناصوا مع الشعر الغربي ، لهذا تجد ان الشعر العراقي هو الوحيد الذي تحمل كل هذا ، وهنا استثني من الشعراء العرب فقط لبنان  . اما دور الشعر فهو حضاري بنائي وتغييري وهو ابعد من الجمال الان وحتى ابعد من الفلسفة ناهيك ان امام التطورات التكنلوجية فقط اصبح الشعر هامشي طالما الان نعيش في ظل انظمة تتفاوت بدكتاتورياتها ولا اعتقد ان الشعر يستطيع مواجهة الدكتاتورية  ، يفترض ان ثمة سلاحاً آخر . . .
• ماذا يعني اليك الوطن  ؟
 -الوطن لم يكون نقطة صفر ، انه الوطن أي شخص يكون تجاه وطنه مسؤول عن حضارة وارض وناس وان الكل احجار في زاوية مغلقة ، فما جدوى القصائد أذاً . . . . . .

                                                    هادي الحسيني/ 1998
 



#هادي_الحسيني (هاشتاغ)       Hadi_-_Alhussaini#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ملاحظات حول الكتابة الحية


المزيد.....




- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هادي الحسيني - حوار ساخن مع الشاعرجان دمو