أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - هادي الحسيني - الرعب في أوسلو














المزيد.....

الرعب في أوسلو


هادي الحسيني
(Hadi - Alhussaini)


الحوار المتمدن-العدد: 644 - 2003 / 11 / 6 - 03:03
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


الحدث المرعب الذي اصاب العاصمة النرويجية اوسلو قبل ايام للاسف الشديد لم تتحدث عنه الصحافة والقنوات الفضائية العربية , فقد كان حدثاً ليس له مثيل في تاريخ العالم , انه الوباء, بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معاني مخيفة ومرعبة,   لما فيه من موت تحقق ليس بفعل انسان ما,انه القدر, ليس الا .
فاعلى برج في مركز عاصمة النرويج اوسلو هو فندق ساس المؤلف من  خمسة وثلاثين طابق من الزجاج , ويعتبر هذا الفندق من أرقى الفنادق في أوسلو , حيث استضاف في العام 1999 الرئيس الامريكي بيل كلنتون , كونه مكان راق يليق برئيس اكبر دولة في العالم .  فقبل ايام سقط البرج فوق بنايات صغيرة سكانية معظمها , وقد اودى سقوط هذا البرج بوفاة الالاف من الضحايا الابرياء , وقد عرف السكان بعد ساعات من سقوطه بان السقوط جاء كنتيجة طبيعية لعاصفة واعصار ثلجي قل نظيره في العالم , على الرغم من ان المتعارف عن هذه البلاد ,انها ذات مناخ بارد خالي من الرياح  والاعاصير . لكن الكارثة قد حدثت وياليت لو كانت تلك الاعاصير الثلجية اكتفت بسقوط البرج , انما الكوارث تفاقمت الى كارثة تسحب اخرى.     
فذات يوم نرويجي قارص البرد , كان الثلج فيه قد تجاوز حدوده المعروفة, فيما ظلت السماء يتدلى منها الثلج لأكثر من أسبوع , وسكان العاصمة النرويجية قابعون في بيوتهم , الامر الذي تعذر عليهم ان يخرجوا الى الاسواق لكي يتبضعوا  لديمومة الحياة , كان ذلك قبيل شهر رمضان بيومين لا اكثر .
السيارات تجمدت محركاتها , وبقيت جاثمة مكانها من دون ان تحرك ساكن
الاشجار كالعادة اصبحت بيضاء , البيوت بيضاء , السيارات بيضاء , الخبز هنا هو دائماً ابيض , كومبيوتري دخل الثلج اليه فاصبح هو الاخر ابيض , بينما انا لا املك الكومبيوتر في بيتي !, صديقي الحميم التقيته , كأنني التقيت بقالب ثلج تتحرك له شفتان فقط  وقبل ان اصافحه بحرارة الثلج قرأ عليّ معلقة امرء القيس الشهيرة قائلاً :
قفا نبكي من ذكرى حبيب ومنزلي  -- لا حضت بأرجيلها ولا خذت سيد علي
قلت له ضاحكاً ما الذي اصابك ,
قال : ارجوك لا تقل لي ان الوزن في بيت الشعر قد انكسر, فثمة اوطان تكسر ولا احد يعترض , واكمل: امن المعقول ان يكون الثلج في اوسلو بهذه القساوة المؤلمة التي اودت بحياة الناس ها هنا . الامر الذي جعل مني ان اقرأ كل  الاشياء بالمقلوب؟
فارقته على عجل وكنت اهم في الوصول الى البيت علني احتمي به ,
النساء النرويجيات الحسناوات لا استطيع تمييزهن عن الاجنبيات , اللصوص, الطيبين, القتلة , قطاع الطرق ,  الناس كلهم بيض ,  وما كان بامكاني تمييز الاسود من الابيض .
 مرسى السفن في اوسلو كانت السفن فيه واقفة على بحر ثلجي , المتمعن به جيدا سيقول ان هذا البحر لن يذوب الى اكثر من عقد ونيف , حتى لو وجهت عليه شمس العراق بشهري تموز وآب ,
كل شيء هنا ابيض تماماً الا شيء واحد فقط , الا وهو القلب . فهذا المتحرك والساكن باستمرار لا تستطيع تمييزه حتى لو هطلت الثلوج لقرن من الزمان  .
العمال النرويجيون تعطلوا عن اعمالهم  تماماً ,
الموظفون استقروا في بيوتهم وما عادوا ليخرجوا ابدا ,
المحلات اغلقت ,
الحافلات توقفت ,
المترو دخل الثلج الى انفاقه واصبح عاطلا عن العمل ,
اما مطار اوسلو فقد اغلق الى شعار اخر ,
التلفزيون النرويجي قطع البث فيه واصبح  كانه تلفزيون  الجمهورية العراقية ما بعد سقوط الطاغية ؟
المأكولات المخزونة في مجمدات البيوت اصبحت خالية تماماً من الطعام ,
وبدأ العد التنازلي  في قدوم الخطر الى هذا البلد الجميل الامن ,
الاطفال لم يصلهم الحليب فبدأو يتساقطون موتى الواحد تلو الاخر ,
كبار السن هم الاخرون لم يستطيعوا المقاومة من دون غذاء فماتوا هم ايضاً
لم يبقى في هذا البلد غير الشباب ,
ولكن الى متى سوف ينتظرون ,
زوبعة كبيرة وقعت فوق راس النرويج وما من معين ولا من ناصر ,
ماذا نفعل اذا ؟
ماذا سيحل بنا نحن الباقون الان ؟
كل شيء اسود ومخيف وووووووووووووووووووالخ
ملاحظة : لا تصدق عزيزي القاريء
            ان هذا المقال هو كاميرة الانترنيت الخفية  ......

هادي الحسيني /اوسلو النرويج



#هادي_الحسيني (هاشتاغ)       Hadi_-_Alhussaini#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حسب ا لشيخ جعفرسياب آخر يجوب الفضاءات بدون رتوش
- اين اجدك هذه الليلة يا جان دمو
- الطريق سالكة
- الاحمق
- شجى الحنين المعتق بالغربة - قراءة في مجموعة - خريف المآذن - ...
- شاعر بقي متأملاً وجه الموت
- مقابر
- حوار مع المخرج السينمائي العراقي هادي ماهود
- مات ابو داوود عراب الادباء في مقهى حسن عجمي
- الزمن المشلول
- لو كنت انتظرت قليلاً يا رعد عبد القادر
- النظام يتخبط والشعب يعبر حاجز الخوف
- في ذكرى بدر شاكر السياب
- حوار ساخن مع الشاعرجان دمو
- ملاحظات حول الكتابة الحية


المزيد.....




- صرخة أنجتها من الموت.. لحظات تحبس الأنفاس لطفلة كادت تُدهس أ ...
- ليدي غاغا تلهب أجواء شاطئ كوباكابانا بالبرازيل في حفل مجاني ...
- رئيس الأركان الإسرائيلي: نستدعي عشرات آلاف الجنود لتوسيع الح ...
- إعلام عبري: ضباط وجنود احتياط إسرائيليون يرفضون بشكل كبير ال ...
- بعد استهداف مطار بن غوريون.. نتنياهو يهدد الحوثيين بضرب اليم ...
- عاصفة رملية تضرب العاصمة العراقية بغداد وتثير قلق السكان
- استئناف الرحلات الجوية في مطار بورتسودان بعد استهدافه بطائرا ...
- وسط تصاعد الفوضى في غزة.. حماس تعدم متهمين بالسرقة
- نتنياهو: سنرد على استهداف الحوثيين لمطار تل أبيب في الوقت وا ...
- ترامب يستبعد ترشحه لولاية ثالثة في 2028 ويؤكد تركيزه على -أر ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - هادي الحسيني - الرعب في أوسلو