أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الحسين شعبان - العلاقات العراقية- الامريكية .. والعودة الى نقطة الصفر!!















المزيد.....

العلاقات العراقية- الامريكية .. والعودة الى نقطة الصفر!!


عبد الحسين شعبان

الحوار المتمدن-العدد: 2177 - 2008 / 1 / 31 - 11:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بتوقيع اعلان المبادئ بين الرئيس الامريكي جورج دبليو بوش ورئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، يكون العراق قد دخل مرحلة جديدة من العلاقة الامريكية – العراقية، ورغم أن إعلان المبادئ تم توقيعه بسرعة فائقة ودون مناقشات كافية الاّ انهه سيثير جدلاً واسعاً وسجالاً مثيراً وتقاطعاً حاداً بعد عرضه على مجلس النواب تمهيداً لتحويله الى معاهدة ملزمة وليس اعلان مبادئ!!
ويهدف الاعلان التحضير لصيغة جديدة للعلاقات الامريكية- العراقية من جهة، والعلاقة العراقية بالمجتمع الدولي من جهة أخرى، وخصوصاً ما يتعلق "بتحرر" العراق من سيف الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة وبخاصة المواد 39 الى 42 الخاصة بفرض العقوبات، تلك التي ظل العراق يخضع لها منذ صدور القرار 660 اثر غزو الكويت في 2 آب (اغسطس) 1990 وحتى الآن.
ورغم الاطاحة بالنظام السابق وإلغاء بعض العقوبات المفروضة على العراق، الاّ أن الفصل السابع ظل يحدد طبيعة العلاقة مع المجتمع الدولي، يضاف اليه القرارات التي صدرت عن مجلس الأمن ما بعد الاحتلال وخصوصاً القرار 1483 الذي " شرعن" الاحتلال، والذي صدر في 22 أيار (مايو) 2003 والقراران 1500 و1511 (2003) بشأن الاجراءات التي تم اتخاذها لاستعادة تمثيل العراق من طرف الحكومات المتعاقبة، والقرار 1546 الخاص باستعادة السيادة للعراق الصادر في 8 حزيران (يونيو) 2004، وأخيراً القرار 1771 بشأن توسيع دور الامم المتحدة وموظفيها في العراق.
وسيتبع اعلان المبادئ جولة مفاوضات رسمية بين بغداد وواشنطن، ومن المقرر أن تنتهي بتوقيع معاهدة طويلة الأمد قبل 31 تموز (يوليو) 2008، وهو موعد خفض عدد القوات الأمريكية في العراق (الفرق الخمسة التي تم استقدامها لتعزيز القوات الامريكية في العام الجاري 2007) حسب الجدول الزمني الذي وضعه الرئيس بوش في ايلول (سبتمبر) 2007.
وسيشمل نطاق المعاهدة الامريكية- العراقية حسب الاعلان، العلاقات المستقبلية بين البلدين السياسية والأمنية والاقتصادية، تلك التي ستمنح الولايات المتحدة امتيازات كبيرة جداً، أكثر من الدولة الأكثر حظوة أو رعاية ومن بينها: الابقاء على 50 ألف جندي أمريكي في قواعد خارج المدن والأحياء السكنية لمواجهة التدخلات الخارجية، وكذلك لمواجهة التحديات الداخلية وأية محاولات للانقلاب على الوضع القائم، وسيكون من ضمن العلاقات التفضيلية بعد بقاء طويل للقوات الامريكية، امتيازات واسعة النطاق للاستثمارات الامريكية وبخاصة في مجال النفط.
ولعل الهدف الآخر هو انهاء مهمة القوات المتعددة الجنسيات في العام القادم، حيث سيكون تمديد قرار مجلس الامن الدولي 1546 الذي جاء على أساسه القرار 1771 للمرة الأخيرة، حسبما صرّح رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بعد الدائرة التلفزيونية المغلقة المشتركة مع الرئيس بوش.
وبدلاً من وصاية مجلس الأمن الدولي وسيف الفصل السابع، ستكون العلاقة بتوافق بين المجموعة الحاكمة اذا ما حظي الاتفاق بموافقة البرلمان وبين الولايات المتحدة مباشرة، لكن الجلسة المغلقة بين الحكومة ومجلس النواب العراقي التي دامت ثلاث ساعات أظهرت اعتراضات وتحفظات لجوهر المعاهدة والاعلان قد تتسعان اذا ما جرى عرض نصوص الاعلان والمعاهدة فيما بعد في وسائل الاعلام، خصوصاً تصاعد عمليات الممانعة والاحتجاج والمقاومة!
صحيح ان الاعلان ما زال غير ملزم، لكنه تضمن مجموعة مبادئ ستترك بصماتها على المعاهدة التي سيتم التوقيع عليها لاحقاً وبذلك فهو يشكل إطاراً للعلاقات المستقبلية.
ان صيغة اعلان المبادئ التي حددت الخطوط العريضة والمبادئ العامة للمعاهدة المستقبلية تقترب من صيغة العلاقات الامريكية- العراقية في العام 1954 وتوقيع عدد من المعاهدات العراقية- الامريكية والعراقية- البريطانية عشية توقيع معاهدة حلف بغداد، فيما يخص القواعد وتحركات القوات الامريكية والبريطانية والافضليات الاقتصادية والحماية الأمنية من التحدّيات الخارجية والداخلية، وحسب منطوق الاعلان ومضمونه ستستمر، رغم ادعاءات استعادة السيادة في السابق والحاضر، القوات الامريكية في التحكّم بالمجال الجوي والحدود والعلاقات الخارجية (العسكرية والاقتصادية) وبخاصة في ميدان النفط حيث تسعى لإمرار قانون النفط والغاز الذي سيحمي مصالحها لعشرات السنين.
وقد يكون الاتفاق هو محاولة استباقية لمنع حدوث تداعيات في حال اضطرار القوات الامريكية للانسحاب من العراق أو اعلان جدول زمني لذلك، لكنها تشترط الحصول على عقود نفط طويلة الامد إضافة الى الامتيازات العسكرية، وهو ما توافق عليه حكومة المالكي وحلفائها وبخاصة الحركة الكردية.
لم يتحدث الاعلان ولا المبادئ العامة للمعاهدة عن الانسحاب الامريكي أو خطط الانتشار، خصوصاً وان الاعلان والمعاهدة سيكونان بين طرفين غير متكافئين أحدهما قوي ويفرض شروطه والآخر ضعيف ومفكك ويريد الاحتفاظ بالسلطة بمساعدة قوات الاحتلال، وبالتالي فإن مثل هذا الاعلان والمعاهدة يشوبهما الكثير من عيوب الرضا وخصوصاً عنصر الاكراه، فيما يتعلق بالمعاهدات الدولية طبقاً لاتفاقية فيينا حول قانون المعاهدات لعام 1969، اذ ان المعاهدة ستتيح للولايات المتحدة فرصة التدخل في مختلف الشؤون الداخلية والخارجية العراقية، طالما هي التي لها اليد الطولى في السياسة الاقتصادية والعسكرية وهي التي تحمي الحكومة وتمنع محاولات الاطاحة بها وتراقب الحدود والأجواء لتمنع أي تهديد خارجي بعد ضمان الوضع الداخلي.
ان اغفال الاعلان والمعاهدة تحديد جدول زمني للانسحاب يعني بقاء القوات الامريكية الى أجل غير مسمّى في العراق، ومثل هذا الأمر لا يمكن قبوله كأساس للوحدة الوطنية ولاجراء مصالحة وطنية حقيقية، خصوصاً وان الكثير من القوى داخل وخارج العملية السياسية تضع هذا الهدف في أولوية أية اتفاقات سياسية.
من جهة أخرى ورغم مرور ما يقارب خمس سنوات على الاحتلال فإن الولايات المتحدة ما تزال تتخبط ازاء علاقتها بالعراق، فقد كانت المرحلة الاولى هي الحكم الامريكي المباشر بقيادة الجنرال جي غارنر، ثم جاءت المرحلة الثانية بقيادة الحاكم المدني الامريكي بول بريمر أي بقيادة امريكية مع مشاركة عراقية محدودة وتابعة، أما المرحلة الثالثة فقد بدأت بعد إعلان قانون إدارة الدولة العراقية للمرحلة الانتقالية في 8 آذار (مارس) وصدور قرار مجلس الأمن الدولي 1546 استعداداً لما سمّي استعادة السيادة في 28 حزيران (يونيو) 2004 وكانت بقيادة امريكية بمشاركة دولية وتعاون عراقي محدود، واستمرت المرحلة الثالثة بعد اجراء الانتخابات ومجيء حكومة الدكتور ابراهيم الجعفري ومن ثم حكومة نوري المالكي( بعد الاستفتاء على الدستور في 15 تشرين الاول/اكتوبر 2005) واجراء انتخابات في 15 كانون الاول (ديسمبر) 2005.
أما المرحلة الرابعة فستكون بعد اعلان المبادئ وانهاء الخضوع للفصل السابع واقرار المعاهدة الامريكية- العراقية الطويلة الامد.
هل أن العراق ينتظر بعد ما يزيد عن 50 عاماً العودة الى ما قبل حلف بغداد عام 1954 والمعاهدات الثنائية الامريكية والبريطانية- العراقية، أم أن مرحلة الاستقلال الثاني ستكون أكثر فداحة!!
د. عبدالحسين شعبان*
* كاتب ومفكر عراقي




#عبد_الحسين_شعبان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اللاجئون العراقيون : مسؤولية من؟
- سيناريوهات الاجتياح التركي للاراضي العراقية!!
- سيناريوهات الوجود أو الانسحاب الامريكي من العراق!!
- العدالة الانتقالية وذاكرة الضحايا!!
- شط العرب.. وصاعق التفجير!!
- هل الديمقراطية مثالية؟!!
- المكتب البيضاوي: انه الاقتصاد يا غبي!!
- التنوع الثقافي والنخب الفكرية والسياسية!
- العرب والتنمية!!
- العراق: من إرث الماضي الى تحديات المستقبل
- العرب ومفارقات العولمة
- القضية العراقية بين التدويل والتأويل
- الدولة العراقية: سياقات التماسك والتآكل
- اختلاس الزمن في ظاهرة الاختفاء القسري!
- البصرة هل هو ثمن الحرية!
- الهوية الثقافية: الخاص والعام
- حين يختفي الاعلامي مؤرخ اللحظة !!
- مجتمع الايتام والآرامل!!
- اللاجئون العراقيون: مسؤولية من!؟..
- شهادة حية على التعذيب في سجن ابو غريب


المزيد.....




- بعد جملة -بلّغ حتى محمد بن سلمان- المزعومة.. القبض على يمني ...
- تقارير عبرية ترجح أن تكر سبحة الاستقالات بالجيش الإسرائيلي
- عراقي يبدأ معركة قانونية ضد شركة -بريتيش بتروليوم- بسبب وفاة ...
- خليفة باثيلي..مهمة ثقيلة لإنهاء الوضع الراهن الخطير في ليبيا ...
- كيف تؤثر الحروب على نمو الأطفال
- الدفاع الروسية تعلن إسقاط 4 صواريخ أوكرانية فوق مقاطعة بيلغو ...
- مراسلتنا: مقتل شخص بغارة إسرائيلية استهدفت سيارة في منطقة ال ...
- تحالف Victorie يفيد بأنه تم استجواب ممثليه بعد عودتهم من موس ...
- مادورو: قرار الكونغرس الأمريكي بتقديم مساعدات عسكرية لأوكران ...
- تفاصيل مبادرة بالجنوب السوري لتطبيق القرار رقم 2254


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الحسين شعبان - العلاقات العراقية- الامريكية .. والعودة الى نقطة الصفر!!