أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خليل المياح - لوغوس الحداثة أم اختفاء الثنائيات















المزيد.....

لوغوس الحداثة أم اختفاء الثنائيات


خليل المياح

الحوار المتمدن-العدد: 2164 - 2008 / 1 / 18 - 01:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بتاريخ 31/12/2007 وعلى قاعة الاشراف التربوي الثقافي وبدعوة من منتدى الشطرة الابداعي تحدث الصديق العزيز القاص المعروف محمد خضير سلطان حول الحداثة والحداثوية وفي سياق حديثه جاءت افكار ومفاهيم باغتت الحضور لغرابة بعضها ومناقضة البعض الاخر للمنطق العام الذي تعارف على وجود افكار رجعية وتقدمية وثنائية المادة والفكر ووجود حتمية علمية واخرى قد تبدو مستلبة ومؤلينة في العملية التاريخية في مقاربات الشعوب صوب شواطئ المعرفة والتقدم الخ...
لكن النقيضة الأرأس التي استوقفت الغالبية العظمى من الحضور هي اطروحة انتهاء حقب الايديولوجيات والتي تذكرنا بحكاية (فوكوياما ونهاية التاريخ)!.
ولايفوتنا ان نذكر اننا نبجل الاصدقاء ولكننا نحترم الحقيقة في المرتبة الاولى .
ثمة عبارات فلسفية لدى ابن سينا نرى من النجاعة في هذا الزمن العولمي ان نذكرها وذلك لان المثقفين يحتكمون الى حقل معرفي نواته المركزية(انوية الكايوس) أي بمعنى الفوضى المتشظية والعبارة هي: "أما الرعاع والمضغة ومن ليس من اهل الحقيقة فلا سبيل الى عرض تلك الاقاويل عليهم" بديهي ان الامثال تضرب ولاتقاس .
اذا المثقفون عموما ومنهم المثقلون بالهم الانساني ، قد يتفقون على ان الشاعر اليوت نبي الشعر المعاصر كان في البدء مؤدلجا حينما تحدث الينا في الارض الخراب عن التوقي الى روح العصر المسيحي البدائي والى العودة الى طهرانية ذلكم الزمن بالضد من زمن التسليع البورجوازي الذي يتحكم في نواة مفهوم الرجال الجوف!.
ومن يدري فربما قصد اليوت بفكرته عن الرجال الجوف المؤدلجين آدم سمث أو ريكاردو وصولا الى نقيضهم الاعلى ماركس وجماعته !
وأصل الحكاية،،حكاية الحداثة،، كما يراها كاتب مرموق هو صادق جلال العظم في كتابه(دفاعا عن المادية والتاريخ) يشير الى المناقشات العربية التي تخلط بين مفهومين الاول منهما هو الحداثة بمعنى ( modernity ) وهي حركة التاريخ الاوربي منذ عصر النهضة والاصلاح الديني اللوثري حتى اليوم ومحركه الاول صعود نمط الانتاج الرأسمالي وتوسعه ، والمفهوم الثاني هو الحداثة بمعنى ( modernism ) وهو حركة فنية ادبية فكرية اوربية بدأت في اواخر القرن التاسع عشر وازدهرت في القرن العشرين ومن ابرز اعلامها الاوائل ومؤسسيها الشعراء رامبو وبودلير وملارميه.
وهكذا تتجلى المقاربات الشعرية والنثرية في العالم وهي التي تبحث عن الخلاص الفردي او تلك التي تؤكد الثقافة كأبستيمولوجيا فوكوية التي تتضح انها رياح لن تحمي الغدران من الفساد الانطولوجي !.
وأظن ان لاأحد بات يماري في القول بأن سير التاريخ لايتوقف على المثقف ، لكن المثقف مطالب بالخضوع الى قوانين التاريخ ، ان اراد ان يكون له وجود وتأثير ، وهذه طبعا ادلوجة من ادلوجات اليسار العالمي !.
اما حالة الانتاج الاسيوي التي اشار اليها ماركس بفرادة وكونها كانت تقبع خارج التشكيلات الاقتصادية الكلاسيكية فلقد كانت تخص الهند تحديدا، فهل يريد المثقف الحداثوي الغاء كل التشكيلات السابقة في التاريخ بحجة تلك الذريعة الاسيوية؟
وللحقيقة ان للعلم نعرته الخاصة كما للفكر القومي او نظرية الاستشراق التي اراد بعض المثقفين التنظير لها بحيث جعلها : الاستشراق اعلى مراحل الرأسمالية! كما رأيناها لدى ادوارد سعيد مثلا ...
ولكن ماخطب الطبيب الابيض اذ يخاطب طبيبا من عرق اسود ويصمه بالغباء والامشاج الجنسية ليس لسبب الا لكون بشرته سمراء؟ اليست هذه ايديولوجية فضائحية ؟! .
ولكن لو اخذنا حكاية افلاطون فسنراه يقول : العبد عبد في روحه وجسده ، الا يشير هذا السنتاكس الدلالي الى ايدلوجيا الفيلسوف الذي طالما نعتناه بالالهي ؟!.
ولقد لفت نظرنا الفيلسوف هيجل الى ان الفلاسفة يعجزن عن عبور نهر الرودس ،، كناية عن البحر الزمني،، فهل يعجز المثقف عن ادراك انه لايريد الغاء الاستلاب او الادلجة بحجة ان امير البلاغة العصرية (رولان بارت ) بمقولته ان لابراءة لاي خطاب ؟!
وحكاية الغلام الذي يحسب ان القمر لايظهر في السماء لانه شرير ، تدلنا على ان لكل حقية تاريخية محددة فلسفتها الخاصة عن التاريخ بحسب ابليخانوف المفكر الروسي المعروف .
ومن ارهاصات الحداثة والحداثويين اختفاء الحتمية من حياتنا ناسين ان ظاهرة المطر تسقط بصورة محتمة لامفر منها في شروط بعينها !
طبعا يبدو للوهلة الاولى ان حرية الاختيار النسانية لاتتوافق مع الضرورة التاريخية وان الضرورة تنفي الحرية والحرية تنفي الضرورة !
والواقع ان ذلك التناقض المشهور والتنافي المزعوم بين الحرية والضرورة لاوجود له.. فالحرية مستحيلة بدون فهم الضرورة .. ومن منا يريد لحياته ان تكون العوبة في يد المصادفة ؟ اذ ضرورة افعال الغير وفهمها تكوّن الشرط الاول لحرية افعاله ...
وبرأي البعض من الحداثويين ان مقوله الارتجاع والتقدم اصبحت نافلة لابل متهافته وهذه دلالة على حنين رومانسي الى ايام الصفاء السطحي التي شابت العلاقات الاقطاعية والقنانة اذ أن شاعرا عراقيا هاجم السياب لانه قال في احدى قصائده / وفي العراق جوع / .. طبعا ارتكز الشاعر المسكين الى ان في قرى/ابو الخصيب/ النساء يمتلكن تنانير لشواء الخبز وبالتالي فليس ثمة جوع ناسيا ان نفي النفي يأتي تأكيدا دون ان يدري ذلكم الناقد المبجل !
وتأتي ثالثة الاثافي كما تقول العرب العاربة والمستعربة ان الايديولوجيا هي نافلة طالما ان الزيف يلحق بها !
والكل على دراية بان ماركس قد اكد ان الايدولوجية هي" صورة الواقع المقلوبة" كما ان غرامشي قد صدع بما اشار اليه ماركس وصاحبه انجلز من ان "البشر انما يعون الصراعات البنيوية على ارضية الايديولوجيات" لكن انجلز يتفرد بالنص التحليلي الاتي: "الايديولوجية هي بروتسيس (عملية) يتم في ذهن من نسميه بالمفكر، وهو دون شك يتم عن وعي منه ولكن بوعي زائف ، فالقوة المحركة الحقيقية التي تسيره تظل مجهولة بالنسبة اليه، والا لما كان ذلك البروتسيس ايديولوجيا فهو يتصور قوى محركة مزيفة او ظاهرية الخ....".
والان ليقل لي الادباء والفنانون لما تصدت سيمون سيمون دي بوفوارالى همنجواي
ونعتها اياه بالمغامر المتسكع على شواطئ الكاريبي ! اليست الايدولوجيا الوجوديه هي التي دفعت بصاحبة سارتر الى ذلك الوصف البرجوازي المهين؟!
ولايفوتنا بهذا الصدد ذكر المساجلات الكلامية التي نشبت بين الكاتب صادق جلال العظم والشاعر ادونيس وكون الاخير لم يستطع الخروج من معطف الصوفية الهايدجرية التي ترفض الحضارة مع العلم ان ادونيس قد افصح بأنه على ولاية الفقيه وانه مسلم شيعي من الطراز الاول .
وهكذا تبقى الايدولوجيا مراوغة على غرار ذلك الكائن البحري الاسطوري الذي وصفه الاغارقة بالخرافي( بروتايوس) الذي لايستطيع احد صيده او الامساك به!
وبرأينا تبقى اشكالية الايدولوجيا تجتاج الى قراءة خاصة" اعراضية" symptomatic كي نعثر على شفرتها الحقيقية ...
ولقد نادى التقدميون عموما بضرورة اختفاء الاختفاء ( أي فائض القيمة) وعودته الى اصحابه الشرعيين شريطة ان تختفي مقولة هيجل عن الدولة ( أي الفكرة المطلقة) واضمحلالها !.
وختاما نجد انفسنا بحاجة الى فلترة تقدمية لبرالية التاسيس لتشع علينا عهود الانوار وخلافا لذلك سنقبع في مستنقع الدمامة ولاهوت الايروس!.



#خليل_المياح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الغيبية عصمة ممشوحة بالزيت الإلهي
- خليل الغالبي يمتطي الحقيقة
- الدستور ليس نهاية المطاف
- بدون مماحكة ..مدن الله الأموية والعباسية ذبحت الصالحين من ال ...
- الدكتاتورية لن تعبر النهر مرتين
- استقالة العقل ام مركزيه انسانية
- العولمة تقرع نواقيس الخطر...قراءة في كتاب (وحدة وصراع النقيض ...
- النظرة الاستعلائية وتبخيس العامة عبر التاريخ
- تلك الوردة بدون عطر ... لماذا !!
- الضغينة المكبوتة والكراهية للقيم
- بروميثيوس باحثا عن العدالة
- شبح اليوتوبيا يتجول في أعماقنا فلماذا نتجاهله.. ؟
- التماهي مع الواقع
- مسألة في اليقين الشعري
- علي شريعتي والانسان ذو البعدين


المزيد.....




- روسيا توقع مع نيكاراغوا على إعلان حول التصدي للعقوبات غير ال ...
- وزير الزراعة اللبناني: أضرار الزراعة في الجنوب كبيرة ولكن أض ...
- الفيضانات تتسبب بدمار كبير في منطقة كورغان الروسية
- -ذعر- أممي بعد تقارير عن مقابر جماعية في مستشفيين بغزة
- -عندما تخسر كرامتك كيف يمكنك العيش؟-... سوريون في لبنان تضيق ...
- قمة الهلال-العين.. هل ينجح النادي السعودي في تعويض هزيمة الذ ...
- تحركات في مصر بعد زيادة السكان بشكل غير مسبوق خلال 70 يوما
- أردوغان: نتنياهو -هتلر العصر- وشركاؤه في الجريمة وحلفاء إسرا ...
- شويغو: قواتنا تمسك زمام المبادرة على كل المحاور وخسائر العدو ...
- وزير الخارجية الأوكراني يؤكد توقف الخدمات القنصلية بالخارج ل ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خليل المياح - لوغوس الحداثة أم اختفاء الثنائيات