أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خليل المياح - مسألة في اليقين الشعري















المزيد.....

مسألة في اليقين الشعري


خليل المياح

الحوار المتمدن-العدد: 1997 - 2007 / 8 / 4 - 08:18
المحور: الادب والفن
    



من البهي تماما ، ان نطلق على الفنانين عموما ، والادباء منهم خاصة ، عبارة (( ميزان الكون العادل )) سيما وعالمنا اليوم في مسيس الحاجة الى نطاسيين يتفحصون اعتلاله !! وثمة تعريف للفن مقتضاه .. موقف النظام من الفوضى ، موقف العقلانية من التلقائية .
أذن وبمزاج الفنان الخاص ، وهذا هو صميم الموقف الذاتي ، يمسك بناصية الحقيقة حيث تتجلى الحرية موئلا للفنان ومنارة للمتلقي على قدم المساواة وبات من نافل القول ان تطهير الانسان يمر عبر بوابة الجمالي
- الاستيتيك – بغية التخلص من شرنقة الاغتراب ، ولكننا نلاحظ غربة اخرى تخيم علينا اذ نقرأ بعض الشعر الذي خطة يراع الثمانينيات . وكان الشعر في عمومه ، عدا استثناءات معينة ، في تلك المرحلة قد تواطأ على تكريس مقولة شاعر قديم ليت الفتى حجر تمضي عليه الحوادث وهو ملموم !!
ومعلوم ان التناول لكينونة العالم نثرا وشعرا بروح صوفية مآله اجراء التصالح بين المتضادات في جوهرها . ولا ريب ان تناولا كهذا سيؤول بنا حتما الى غربة مزدوجة . ان ترديدنا الذي يلحف بأن الفن ليس سلاحا للادانة والاتهام كما يتراءى لـ ( آلآن روب غرييه ) وحوارييه في الوطن العربي ، هو غربة اخرى حقا . واحسب اننا جميعا على دراية بـ ( قبلِية ) الفهم لما هو جوهري في المسألة الجمالية وكونه ينبثق من ترالب الواقع المحايث ، وبأشتراط عدم المتح من آبار الدوغماتية ( النصية الوثوقية ) . وحيث ان جمالية الادب ليست معطى" للعقل سلفا ، أي ليست فطرية في المبدع ، كما انها ليست عابرة في طريق الروح( الهيغلي ) . كي تتعرف على ذاتها في ختام السيرورة ، لذا اصبح الجميع ينادي باجتماعية اللغة وفردية الكلام .
ولقد كان سقراط على دارية فصيحة عندما عبر عن منفعية الجمال وان ناقضه ( كانط ) بلا هدفية الفن لاحقا .. وياتي( بريتون ) وهو سيد السورياليين الذين اداروا ظهورهم للعالم وهجروه لخلوه من المغزى العميق ، ثم نراه أي بريتون نفسه يصدع بأن مغامرته تلك بلا طائل ، واصبح اكثر راديكالية ودعا الى تغيير الحياة عن طريق الفن والادب ، متخذا كشوفات فرويد واشراقات رامبو وطروحات ماركس متكئا له !
ومن تراثنا العربي الاسلامي تنثال علينا الافكار ايضا فها هو الامام الغزالي يشيرنا الى ( حسن الخلق مع الناس ان لا تحمل الناس على مراد نفسك بل تحمل نفسك على مرادهم ما لم يخالف الشرع ) .
ان الادب يبتدع مسألة لا جدال حولها لكن ، وبعيدا عن المماحكات اللفظية ، يبتدع ماذا ؟؟
اليست جوهر ؟ ام نرجع ثانية فنفصل الانسان عن الطبيعة او العكس ، ثم نتثاءب لنقول :- ان الجوهر يمكث هناك ، بعيدا عنا وكي ننأى عن الجدل المغلق ، احادي الطرف ، او بمعنى اما واما المبسطتين ، ولنفترض ان رؤيا الشعر اللاهوتي قد تطيب لها كلمات السيد المسيح ( ان مملكتي ليس من هذا العالم ) ويريد البعض ان ينسج على منواله ، صنيع ( اليوت ) في الارض اليباب ، ومع لك ينمبغي ان نتعرف الى ان المسيح بكلماته المتواضعه قد نقض المنطق اليهودي الفريسي ( الذهب والفضه ) !!!
وكلنا يعلم بان ( هوميروس ) سلف الشعراء الغربيين الاعلى ، كان شعره شعبيا وكان منحازا للصاعدين من الشرائح الاجتماعية ، وبالضد تحديدا من هراطقة وكهان المعابد !
ومن نافل القول الاشارة الى المحبة المفقودة والود الآفل ، عند حديثنا عن افلاطون وطرده الشعراء من جمهوريته . وبحسب يوتوبيا الفيلسوف ان الواقع ماكر ومضلل وينبغي عدم مخادنته من قبل الشعراء ، والان امتثل ( البعض ) من الشعراء لكلمات المعلم ، فباتوا يرهصون وينقبون في خفايا النفس .. أي عادوا الى الكهف ، واسفاه ، وتركوا مخادنة الشمس للقلة التي فضلت مقولات الوعي والحرية على ضلال الكهوف !
بدءاً وعندما حصل السبر التاريخي لحياة الشاعر انطلاقا من كينونته عرافا وكاهنا لقبيلته ، يداوي جراحها ، وان بسحر الموهوم ، عقدت له الراية وعندما بدأ يشتغل لحسابه الخاص ذكرته القبيلة اياها ، بشفه صريحة :- ان الالهة تلفظ الفاترين !!!
اننا نحلم بفنان او شاعر يقرأ لنا ( البخت ) وفقا لمباديء ( الغرافلوجيا ) لا ان يلوذ نائما او نادبا او يقبع عن همومنا اليومية ، مجللاً نفسه رياءً بقنوط الشيوخ الذين عجزوا عن مواكبة اليافعين ...
وهذا ميرلوبونتي ورغم وجوديته يرى ان الشعر والفن بدءا كانا في خدمة الدين والالهة والحقيقة المقدسة . اذن فمن حقنا ان نعتقد ، والحال هذه بأن الشاعر والاديب يريان اكثر من شمس واحده في رابعة النهار ! وبعيدا عن ذكر اسماء معينة او نتاجات ابداعية لذوات باتت اسماؤهم تطرق اسماعنا بطثافة ، اقول يتهيأ لنا بان هذا الرهط يمارس غواية الكتابة بروح ( سرنمية ) أي الجولان النومي وما يترتب على ذلك من الاستغراق في فوضى الاوهام ، والاستسلام للعماء المخيم على الطبيعة البشرية ( كايوس ) . ومنطقيا الفن في راهينيته هذه سيولد حتما ايديولوجيته الواهمة مع ان الفنانين يجأرون بسقوط عصر الايديولوجيات !! والذين اكدوا على الحداثة لوحدها ابتهجوا طويلا لأسقاط مفهوم الموضوع واحتراق موضوعة السبب والنتيجة ، واليوم نراهم يدربكون لموضوعة الغموض وجاذبيته الادبية الخاصة ، متناسين ان السق الاشياء بالوجدان الانساني هما وجه اللوطن ووجه الام الملازمان لنا حتى وقت الرحيل واخيرا هل يماري احد منا بان الشعر محمود درويش بات يطلق النار على اشرعة اسرائيل السبعة بنصوص من الشعر ، لان الفنان فيه قد امتلك اليقين الراسخ اولا ومن ثم قام برفده شعريا بصورة او بطرائقية لافتة للنظر ، وهو لم يزعم يوما بانه قد تحرر من سلالة الرائيين الذين فرقوا بين سفري الاسطورة والواقع ، ثم اعتكفوا يلوكون هرطقة عدمية بتوسطات مؤدلجة من هدجر او نيتشه !!!
وبعد ان باعد الزمن بين همنغواي وشيخة والبحر او لمن تقرع الاجراس تصدت له سيمون دي بوفوار واصفة اياه بالمتسكع والباحث عن اللذات البرجوازية . اما الشعر ( أوفيد ) فقد تحدث عن الثعالب تجد اوجارا لها والانسان لا يجد مأوىً يستره طبقا لما جاء في رواية الحقيقة ولدت في المنفى لكاتبها ( فانتيلا هوريا ) فعاقبته روما الجبروت ونفته ليعيش مع الاقوام البرابرة . ومايكوفيسكي اذ يشخص البيروقراطية وسرطانها يفضل الانتحار على التسليم بنظرية العدل الطبقي الواهنة ( المرحلة الستالينية ) !!!
ومن نصوصنا العربية ينبثق التاريخ الذي اثلُه وجه ( عمرو المقصوص ) صاحب الكلام :- ( اما ان تعدل واما ان تعتزل ) قالها لتلميذه ( معاويه الثاني ) والنتيجة اختفاؤه من ساحة الوجود . ان اسلاف الشاعر من المتنبي حتى الزهاوي قد اعتبروا فنهم قوامه الانشاء الشعري للواقع الى الحد المستطاع ، لكنهم قد تحفظوا من الاكثار من استعمال الاقنعة الشعرية التي تشير الى الكل والمطلق وخوفنا من الاخير اذ تحت عباءته يمكث الاستغلال . اما سيف (ديموقليس ) فذلك ما نريد من الشاعر ان يمتشقه ، وعندها سيكون الشعر هاجسنا المنبجس من دمائنا !!!



#خليل_المياح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- علي شريعتي والانسان ذو البعدين


المزيد.....




- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خليل المياح - مسألة في اليقين الشعري