أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - عزيز باكوش - الشاعرة المغربية ثريا حمدون ترتاد فضاء نورانيا عبر شاهد العصر الذي لم يمت















المزيد.....

الشاعرة المغربية ثريا حمدون ترتاد فضاء نورانيا عبر شاهد العصر الذي لم يمت


عزيز باكوش
إعلامي من المغرب

(Bakouch Azziz)


الحوار المتمدن-العدد: 2158 - 2008 / 1 / 12 - 03:40
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


صدر أخيرا للأديبة المغربية ثورية حمدون الطبعة الأولى لمؤلفها الجديد " الشاهد الذي لم يمت" وذلك ، عن دار القرويين بالبيضاء= المغرب
الإصدار المومأ إليه ، ديوان شعري يقع في 87 صفحة من الحجم المتوسط. صمم غلافه ذ : واعلام مصطفى ، و يتضمن اضمومة من36 قصيدة تصدرتها قصيدة - مدينة العناكب – المغول في الزمن العربي- محاكمة زيد.....اختفاء- الحرف اللامرئي.
الديوان في الجوهر ، إهداء الى ذاكرة ناجي العلي شاهد العصر العربي الردئ ، وثابته الذي لم يتحول ، والذي يظل على الدوام " يسكن بداخلنا كالشجرة الطيبة، يتجول في بستان الحروف ،و يبحر في ذاكرة الصمت وصخب الأشياء ، ينظر يسمع ويتكلم".
ويشكل ديوان " الشاهد الذي لم يمت " حسب ما جاء في مقدمة كتبها الراحل الدكتور محمد أعمارة وثيقة إثبات شاهدة على زمن ليس كالأزمنة السابقة التي تكونت داخل دورتها حضارة الآباء والأجداد. لكنه زمن بمعنى مختلف تماما، زمن " ينطلق منه المضمون الشعري ، وتلتقطه حاسة سادسة تشيده في فضاء بعض القصائد... ويتميز بالإحباط .. حيث تصير فيه المدن مقابر للأحلام ، التي يتعلق بها الوجدان الإنساني المتطلع الى الأجمل والأرقى."
ويبدو أن اهتمام الشاعرة ثوريا حمدون بالهم العربي ،"حتى ان العبد لا يدري على أي شيء يبكي.." هو ما جعلها في قلب الاهتمام لشعراء مغاربة وعرب. فالشاعرة ثورية حمدون حسب احد الشعراء المغاربة شاعرة عربية تحمل هما عربيا ، يبدأ من اللغة العربية وموقعها من الإعراب العربي ومن الخلاف العربي الذي يستمر بإصرار ..ومن النحو الى الحياة حيث الياس يصارع الأمل..وحيث الآلام أكباد تمشي على الأرض..وحيث القصيدة تساؤل عن النقاء الجرح الأخضر".
ومنذ القصيدة الأولى " مدينة العناكب" يبدو الشعر لونا من الاحتجاج على الفوضى والضجيج" ، وثورة فائرة ضد "أسلوب المصادرة في حياة بشرية تتحكم فيها فلسفة الأقوياء واستسلام الضعفاء. تيمة مركزية ، يتأسس البوح والمكاشفة في إيغالها العميق في البؤس العربي من الماء الى الماء ، لكن الرواد والشعراء الكبار، سيدركون أن صوت الشاعرة ثريا حمدون ليس ترفا ولا لعبا على الكلمات وإنما ، سيكون إيقاعيا، يملا الشعر بالتمرد الرومانسي الذي يناسب صوت الشعر ، صوت يمجد الكتابة بدم الشاعرة، وان كان يعرف في الآن نفسه أن العناكب كعادتها تنسج بيوتها الواهية لتصطاد الكلام".
مازلنا نخطو الخطوة الأولى
تحملنا خطايانا وهنا على وهن
بيننا مليون قرن
والأزمنة عناكب
فينا بعرش الردى
فينا يحتضر الخزف
يمتزج الخزف بالخزف
والدمع المالح
ينحث في الجسد انهارا
ليتنا نغسل الثرى بالثرى
ليتنا نغتسل
حتى نخرج من الظلمات الثلاث
كللؤلؤة.
والشاعرة برأي الشاعر محمد صوف حزينة دائما ترسم مدينة للعناكب، وكلما ذكر الرسم تنساب صورة حنظلة ..وحيثما وجد حنظله تحضر الدماء ..تحضر الرؤوس المذبوحة وتبدو الوجوه دون وجه..دون صمت ودون صوت.
لا يمكن تصفح الديوان من غير أن يستحضر القارئ شخصية حقيقية اسمها في الذاكرة الجمعية للعرب ، منقوشة بجرح اخضر ، كائن شاهد على عصر مات، لكنه الشاهد الذي لم يمت ، كائن اسمه في القواميس وفي الموسوعات العالمية "ناجي سليم حسين العلي ولد وعاش من 1937 إلى 29 غشت 1987، رسام كاريكاتير فلسطيني مشهور ، تميز بالنقد اللاذع في رسومه، ويعتبر من أهم الفنانين الفلسطينيين والعرب . رسم ما أكثر من 40 ألف رسم كاريكاتوري ، إغتيل على يد مجهول عام 1987 في لندن. ورغم فورية التحقيق من طرف المصالح الأمنية البريطانية ، ولحد كتابة هذه السطور ، لم تعرف الجهة التي كانت وراء الاغتيال على وجه القطع. وإختلفت الآراء حول ضلوع إسرائيل ،أم منظمة التحرير الفلسطينية، أو المخابرات العراقية. ولا توجد دلائل ملموسة تؤكد تورط هذه الجهة أو تلك حسب ما توصلت إليه المصالح الأمنية في هذا البلد او ذاك.

يحضر الزمن العربي في الديوان بالرغم من كونه عجينة للكتابة والمحو ، مرآة كاشفة تعكس ملامح العروبة المتآمر عليها.. وهكذا فان ذلك الزمن يبدو في قصيدة المفعول في الزمن العربي كتلة جامدة باردة ، لا اثر فيها للحياة ، لان الذين يسكنون ذلك الزمن ، ينفقونه في الفراغ ، ويستسلمون دائما لقاعدة المفعول الذي يهش عليه الفاعل بعصاه الغليظة."
لكن قارئ ديوان الشاهد الذي لم يمت سيجد نفسه مرة أخرى أمام صوت متدفق يفيض احتجاجا ..وينتقل من موقع الى موقع، يتلمس الكشف عن موقف الذات الشاعرة التي تريد التجاوز، وتبحث عن لحظة كتابة يصير فيها الشعر اكبر من الهزائم والنكسات، ويتحول فيها صوت الشاعرة الى محادثات ومناجيات تتعثر بين وصف الواقع والتعبير عن الحلم ، أي بين المرارة الكائنة يقول المرحوم بن عمارة والفرح الممكن.
ويرصد الشاعر او القارئ المتمعن على السواء في بعض قصائد ثوريا حمدون ، هواجسها الناطقة في الشعر وبالشعر ، ضميرا للمتكلمة التي تحسن انتقاء المنطوق به لفظا ومعنى ، والتي تريد للجملة الشعرية أن تختزل حركية الوجدان بلطائف العبارة وأناقتها.
لم لا ، فثوريا شاعرة تجوب الأرض بأحلامها المتدفقة، تصافح كل الحضارات الحزينة هاربة من شر خلق، وهي تمسك في يديها جمرات تبزغ في كفها كلمات".

في قصيدتها " خيمة النور" توغل الذات بوحها عميقا في أدغال التصوف ، تتحول الشاعرة الى كائن يرتاد فضاء التحليق في عالم نوراني خاص ،لا يدرك شفافيته إلا الشعراء العميقون ، المتصوفة ، "اللذين يرون بعين القلب " لا بعين السراب. تقول الشاعرة :
ولجت بوابة الفجر
احبس الهواء في صدري
يحط النور رحاله
يطوف
في جسدي يسري
أدخل داخلي
أسكنني
أنا خيمة النور.
هي لوحة واحدة ترسمها كل قصائد المجموعة لا تستثني اللوحة عن هذه القصيدة او تلك يرى محمد صوف .... قصيدة تفضي الى قصيدة الى لون الى خط الى شكل.م ص
في نهاية الديوان، تكتمل الصورة قاتمة معتمة مع خيوط ضوء خافتة ، إذا تأملتها جيدا، حتما ، يضيف الشاعر ستتبين قارئا كنت او ناقدا "ذاك الطفل الذي لا نرى وجهه أبدا، ولكننا نرى ما يراه، لان ما يراه نراه نحن.
هذا الطفل يعرفه القاصي والداني من المحيط الى الخليج، رغم ملامحه التي لا نتبينها لأنها فينا. هذا الطفل هو...حنظلة.
ولد "حنظلة" في العاشرة في عمره، وسيظل دائما في العاشرة من عمره ، ففي تلك السن غادر فلسطين، وحين يعود حنظلة إلى فلسطين، سيكون بعد في العاشرة ثم يبدأ في الكبر ، فقوانين الطبيعة لا تنطبق عليه لأنه استثناء ، كما هو فقدان الوطن استثناء.

عن سبب تكتيف يديه، الى الخلف يقول ناجي العلي : كتفته بعد حرب أكتوبر 1973 لأن المنطقة كانت تشهد عملية تطويع وتطبيع شاملة ، وهنا كان تكتيف الطفل دلالة على رفضه المشاركة في حلول التسوية الأمريكية في المنطقة ، وبهذا المعنى يصبح حنظلة ثائرا وليس مطبعا.
وعندما سئل ناجي العلي عن موعد رؤية وجه حنظلة أجاب : عندما تصبح الكرامة العربية غير مهددة ،وعندما يسترد الإنسان العربي شعوره بحريته وإنسانيته"عن موسوعة ويكيبيديا"
وللحقيقة والتاريخ ، اشتهر الشهيد ناجي بشخصية حنظلة رغم انه كان لدى ناجي شخصيات أخرى رئيسية تتكرر في رسومه، شخصية المرأة الفلسطينية التي أسماها ناجي "فاطمة " في العديد من رسومه, هي شخصية لا تهادن, رؤياها شديدة الوضوح فيما يتعلق بالقضية وبطريقة حلها, بعكس شخصية زوجها الذي ينكسر أحيانا. في العديد من الكاريكاتيرات، يكون رد فاطمة قاطعا وغاضبا, كمثال الكاريكاتير الذي يقول فيه زوجها باكيا - سامحني يا رب, بدي أبيع حالي لأي نظام عشان أطعمي ولادي فترد فاطمة -الله لا يسامحك على هالعملة".
هناك الكاريكاتير الذي تحمل فيه فاطمة مقصا، وتقوم بتخييط ملابس لأولادها, في حين تقول لزوجها: -شفت يافطة مكتوب عليها "عاشت الطبقة العاملة" بأول الشارع, روح جيبها بدي أخيط كلاسين للأولاد.
ثمة شخصية زوجها الكادح والمناضل النحيل ذي الشارب، كبير القدمين واليدين مما يوحي بخشونة عمله.
مقابل هاتيك الشخصيتين تقف شخصيتان أخريتان, الأولى شخصية السمين ذي المؤخرة العارية والذي لا أقدام له (سوى مؤخرته) ممثلا به القيادات الفلسطينية والعربية المرفهة والخونة الانتهازيين. وشخصية الجندي الإسرائيلي, طويل الأنف, الذي في أغلب الحالات يكون مرتبكا أمام حجارة الأطفال, وخبيثا وشريرا أمام القيادات الانتهازية.
ثمة نكهة خاصة مميزة في أسلوب ثوريا حمدون الرشيق ...
تنتقل بخفة وذكاء وموهبة أيضاً باللعب على أوتار الكلمات ونبض الوطن
وقد فجرت بعض قصائدها جدالا نحويا على مستوى عربي كبير في بعض المنتديات الالكترونية . لكن الشاعرة ترد : هل هذه الجملة :"ضرب زيد عمرا"
هي سبب الخلاف العربي؟
أيهما العامل وأيهما العميل؟
ومن هم العملاء
تلك هي المسألة.

يشار ان للشاعرة ديوان شعري مخطوط يحمل عنوان " هوية امراة عربية".



#عزيز_باكوش (هاشتاغ)       Bakouch__Azziz#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حراس مواقف السيارات نهارا وليلا ، مورد بشري خارج التغطية
- 4+4=16
- -التنشئة- المغربية ترصد علاقة الفن والثقافة بالدماغ
- ذبابة تهشم واقية بورش -قصة قصيرة-
- جراحة على الهواء
- الكاتب الصحفي المغربي حميد تهنية يجيب اليوم عن الاسئلة التسع ...
- الصحفي والكاتب المغربي محمد الزعماري يجيب اليوم عن الاسئلة ا ...
- الباحث في علوم التربية الاستاذ عبد العزيز قريش يجيب عن الاس ...
- يجيب عنها اليوم الاستاذ والخبير الاعلامي المغربي يحيى اليحيا ...
- الصحفي ومدير جريدة صوت البرنوصي علي مسعاد يجيب عن الاسئلة ال ...
- الباحث في علوم التربية الأستاذ محمد الصدوقي يجيب عن الأسئلة ...
- الاسئلة التسع يجيب عنها اليوم رئيس نادي الصحافة بتازة الصحاف ...
- سوق اللحية
- مؤسسة محمد السادس للتربية و التكوين تحتاج الى دفعة قوية حتى ...
- محمد ابو مهدي حسني يجيب اليوم عن الاسئلة التسع
- الباحث السوسيولوجي المغربي عياد أبلال يجيب اليوم عن الاسئلة ...
- تلميذة اعلانات- قصة قصيرة-
- في نقد برامج المدرسية الأساسية للأستاذ عبد العزيز قريش
- تسع اسئلة حول المقروئية والرواج الصحفي بالمغرب يجيب عنها الي ...
- بتكتمها الشديد ،وزارة الصحة المغربية تتبنى الدجل


المزيد.....




- تحليل لـCNN: إيران وإسرائيل اختارتا تجنب حربا شاملة.. في الو ...
- ماذا دار في أول اتصال بين وزيري دفاع أمريكا وإسرائيل بعد الض ...
- المقاتلة الأميركية الرائدة غير فعالة في السياسة الخارجية
- هل يوجد كوكب غير مكتشف في حافة نظامنا الشمسي؟
- ماذا يعني ظهور علامات بيضاء على الأظافر؟
- 5 أطعمة غنية بالكولاجين قد تجعلك تبدو أصغر سنا!
- واشنطن تدعو إسرائيل لمنع هجمات المستوطنين بالضفة
- الولايات المتحدة توافق على سحب قواتها من النيجر
- ماذا قال الجيش الأمريكي والتحالف الدولي عن -الانفجار- في قاع ...
- هل يؤيد الإسرائيليون الرد على هجوم إيران الأسبوع الماضي؟


المزيد.....

- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي
- فريديريك لوردون مع ثوماس بيكيتي وكتابه -رأس المال والآيديولو ... / طلال الربيعي
- دستور العراق / محمد سلمان حسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - عزيز باكوش - الشاعرة المغربية ثريا حمدون ترتاد فضاء نورانيا عبر شاهد العصر الذي لم يمت