فقراء العالم مدينون للشعب الصيني بحصولهم على مستلزمات التكنولوجيا الحديثة ..

ابراهيم البهرزي

الحوار المتمدن-العدد: 2145 - 2007 / 12 / 30 - 12:40
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    

البضاعة الصينية رديئة !
هذا قول شائع يردده المستهلك ...
وهذا المستهلك ما كان بإمكانه أن ينعم بمقتنيات التكنولوجيا الحديثة لولا البضاعة الصينية , إن كان من محدودي الدخل !
يستطيع المنصف أن يقول بثقة مطلقة : إن فقراء العالم ما كانوا ليتملكوا القدرة على تلمس أزرار الكومبيوتر لولا الشعب الصيني !
وليتأمل ومن على مواقع الانترنيت من يشكك بذاك أسعار هذه المنتجات ذات المناشيء الغربية والأمريكية واليابانية ويقايس أسعارها بالدخول العامة لفقراء الشعوب ...ويحكم إن كان بإمكانية هؤلاء الفقراء اقتناء هذه التكنولوجيا _لو كانت حكرا على هذه الشركات _أم لا ؟
الأمر لا يقتصر على فقراء جنوب العالم _وكل جنوب العالمين خراب ...._
بل يشتمل على فقراء الدول الغنية أيضا ..فليس بالطبع كل شعوب الدول الغنية تمتلك مصباح فوكوياما السحري !
ما كل منصف على يقين منه , هو أن الكثير من عبارات الإزراء بالبضاعة الصينية مرجعها إلى سنوات الحرب الباردة مع الاتحاد السوفييتي المرحوم ومنظومته الاشتراكية ...يوم كان حلفاءهم في دول العالم الثالث يبتزونهم بصفقات الأسلحة ويشيعون _بالآن نفسه _ أن بضاعتهم باردة كلها ولا تسخن إلا حال تشغيلها ..باستثناء (المكوي ) الكهربائي الروسي !..(يستأهلون ..بلا شماتة !)
هذه الثقافة لا زالت شغالة تجاه الصين العظيمة وصناعتها ( الرديئة )..
فجهال هذه الثقافة يجهلون أن الصين التي يبلغ عديد سكانها المليار والثلاثمائة مليون نسمة وهو ما يزيد عن خمس سكان الأرض قاطبة ...قد انفتح نظامها الشيوعي على الاستثمار الخارجي المقنون منذ العام 1978 ( أي قبل نكوص النظام السوفييتي بأكثر من عقد من الزمان ...)
ويجهلون بان اقتصادها الآن هو الأسرع نموا في العالم بل هو سادس اقتصاد في العالم ...وانها قد حققت معدلات نمو تجاوزت ال 10%, لاكثر من اربع سنوات متتاليات , بل انها قد حققت في العام 2006 معدل نمو 7ر10 وهو اعلى معدل نمو مسجل حتى اان !
ولاجل ان لايذهب الظن بالمشككين الى ان حا لها هو مثل حال النظم السوفييتية السابقة وحال شعوبها هو كحال (شمهودة )التي تلطم مع الكبار وتاكل مع الصغار نقول :
ان التقارير الغربية تؤكد ان الصين قد تفوقت على الولايات المتحدة في استهلاك المواد الزراعية والصناعية ,بل هي اكبر مستهلك في العالم (قياسا الى عديد نفوسها ) للحبوب واللحوم والفحم والفولاذ واجهزة التلفزيون والثلاجات والكومبيوترات واجهزة الموبايل ....بل ان عدد اجهزة الكومبيوتر الداخلة للاستخدام ( يتضاعف !) كل 28 شهرا , وان اكثر من 10% من سكان الصين هم من مستخدمي الانترنيت ..وانه خلال سنتين ستتجاوز نسبة مستخدمي الانترنيت الى عدد السكان نسبة ذلك في الوايات المتحدة !
ووفقا لتقرير مؤسسة برايست ووتر هاوس فان من المتوقع ان يتجاوز الاقتصاد الصيني كافة دول السبعة الكبار بحلول العام 2050 ليغدو اكبر من الاقتصاد الامريكي بمقدار 43% ؟
وان ما حققته الصين من فائض تجاري في العام 2006 فقط قد تجاوز 177 مليار دولار ؟
ويقول لك جاهل يتلمس البضاعة في السوق :
انها رديئة ! لانها صينية !
لقد اشتريت كيبورد صيني لحاسوبي الصيني من بائع ( مغلواني ) وحين حسبت سعرها وجدته لا اكثر من خمسة دولارات !
فتاملت ..كم منها لاجور الشحن ومخاطر الطريق (التامين ) والضرائب وارباح البائع ( المغلواني )...وكم سيتبقى من ذلك لصانعها العامل الصيني ؟
انهم حقا لشعب وهاب يهب الفقراء جديد التكنولوجيا !
وبغير البضاعة الصينية ستكون كل تكنولوجيا العالم نخبوية ...تتحكم فيها الاحتكارات الراسمالية من اجل ان ..لا تصل لايادي الفقراء !
بضاعة رديئة شبه مجانية ..خير من احلام مكلفة الثمن ..

#ابراهيم_البهرزي (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل