أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ابراهيم البهرزي - هديل مسائي على ضريح














المزيد.....

هديل مسائي على ضريح


ابراهيم البهرزي

الحوار المتمدن-العدد: 2127 - 2007 / 12 / 12 - 09:48
المحور: الادب والفن
    


أهدل لك
النواح جدير بالنداء ,
لكنني أهدل لك
لأنك شفيفة منذ أيامنا تلك ...
هل تذكرين عهود السموات الزرق ؟


مات أجمل العشب تحت أحذية العسكريين ...
عشبة وحيدة زرعتني
وما جدت بالندى
ما جدت حتى بالدمعة التي توسلت ...
لامع حذائه العسكري
وناشفة أنت ...
هل تذكرين المياه العميقة في نومنا الباكر ؟


بعد تجربة
تعرف حتى الحمير بان البرادع قد تتخذ شكل السروج المطهمة ,
ببردعتي تلك التي تحبين
لن أعود !
لن آكل العشب !
لن اشرب الماء !
سأكون حكيما بأذنين هاد لتين ....


سيكون احتفالا كبيرا
ولست ادعى !
اعرف أني لست نصيرا ولا مهاجرا ولا من الطلقاء ...
سيكون احتفالا كبيرا لهم
وسأبقى حفيا بما احتججت عليه كثيرا :
كأسا وفيا بلا ندمان !


بعد كل الذي مر
من يستطيع اعترافا ببعض الخجل ؟
لا النبيل ولا المدعي ,
لا القتيل ولا الشاهد الألمعي ,
لا ركين السلامة
لا ناهب الأرض والعرض
لا فقهاء الخصى
منذ خمس عقود تداس البلاد بفوضى الإبل
وهموا
كلهم
يجرشون الحصى ..
تذكرين إذن كل شيء وتنسين غيبوبتي ؟
آه كم فاجأتنا رعود الأمل !


أهدل إليك
كمسرى نهر
يؤب اشتياقا
لسرب قطا تائه عطشا
المياه تهب صعودا إلى حيرة الطير
واهدل إليك
فلا أرى غير صعوبة الذكرى ....
إنني أتذكر الرحم جيدا رغم سهوي المكين ,
يا لبدعة النسيان !
كم تشبهين ألفة الاحتلال ؟


ذهبوا بما نهبوا
وظل الوقت مجروحا فقيرا ...
الكون بعد غيابة العمر الجميل ,
على فرادة نفسي الثكلى أميرا
لا يروم سوى حصيرا ؟!


خذها
خذ الغيمات .
أمك حين أوصتني
ونحن نباغت الطرقات :
خفف عليه أذى الوقاحة !
ثم صرنا هادئين
وعاقلين .....مع البنات !
وتراكمت حرب وراء حروبنا الصغرى
أضعنا الدرب فيها
والبنات
وعقلنا .....
ماذا كسبنا غير عمي الأمهات ؟
خذها
خذ الغيمات
أمك حين أوصتني
رأيت الوقت ناضر
لا يطيق من النصائح غير طلق القهقهات ...
ضحكت علينا ؟
أم ضحكناها تماما
دونما حرص على وشل النكات ؟!
هي هكذا صارت
ضحكناها بكاءا كلها
فمتى تكاثر ضاحكون بلا ملال
قلنا على أسف :
خذوا الغيمات .
ما أم لنا عادت ترى فينا الجمال ,
إنا صحارى الذكريات .....


هدلت عليك كثيرا
هدلت مذ كان اليمام وظل
شبهة للحرس
يقتل ظله على الأرض
فارغ الا من كلاشنكوف
يحرس التمثال
من شذى الحدائق المتثائبة ....


لنا أن ننوح سبعة آلاف عام
لنعرف حجم الفجيعة ..
لقد قلت لك ونحن نحدق بخمسة ملايين متظاهر
يجلدون ظهورهم العارية بالسلاسل
لذكرى 1500 عام من القهر
قلت لك لم اعد صالحا للبراءة من شيء
أو الفخر بشيء
إنها لمعضلة تشبه الملحمة
أن تكون فردا وحيدا خارج السرب
أو سربا جميل الاصطفاف خضوعا لفرد وحيد ..
لنا أن ننوح سبعة آلاف عام
لننجو بدموعنا الخجولة من سيول الجموع ...
ستبكي حياتي طويلا :
لماذا توهمت إن النخيل اشد جمالا من التيوليب ؟
فمن من صبايا المجرة اهدي نخيلا
وتحسبني عاشقا عاقلا ؟
اسر لمن دونما تهم جاهزات
بغربة روحي
وأحوالها النزقة ؟
مر وقت جليل وما مر جيل أمين ....
ستبقى الخطايا
ويبقى ادعاء السجايا
وتبقى المرايا علامتها الفارقة .....
ستبكي حياتي طويلا
لان السعادة عندي ليس الأمان
ولا مطلعا طلعة في الحشود
ولا بركات التوابع والإمعات ..
ستبقى السعادة عندي :
وجودي معي
باسلا
في سفائني الغارقة ..



أهدل لك
كما لو إنني قبل نصف قرن من الهلاك
كنت اويك إلى كوخ
وتؤويني إلى فراديس الانبهار
واهدل لك
أهدل ....
طائر التم عراقيا كان
وقد فر من الاهوار
طائر ألتم
صدفة
قد يغني مرتين
.................................
هل غنينا نحن

مرة أولى ؟



#ابراهيم_البهرزي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كم دكتورا في اكاديمية اللصوص ؟
- حكومة لا تتشاطر الا على حصة الفقراء التموينية ..
- الاتجار بالمهجرات ...التنكيل بالمراة العراقية زمن الاحتلال
- باتجاه عام سابع مسربل بالامال ايها الرفقة الطيبة
- رائحة غاز !...نغروبونتي في المطبخ العراقي ..
- اول زخات المطر على عراق العطاش.....صلاة اغتسال القلوب
- مفاسد الحكومات ودورها في تحويل المثقف الثوري الى مثقف سياحي
- ثقافة الاسترقاق في بلدان الخليج النفطي ..وصمة عار في وجه الح ...
- السبع البواكي -7
- لاجل وثبة جديدة ...ضد بورتسموث جديدة
- الكحل والعمى في رد وزارة العدل السعودية حول جريمة اغتصاب فتا ...
- وينتقمون من الطير ايضا
- الحوار المتمدن : دارة الفلول النبيلة
- السبع البواكي - 6
- ساعدونا لنفهم ...الزوج (الزوجة ) والحبيب (الحبيبة ) بين سؤال ...
- (روبي )والتعويضات العراقية للكويت
- ان المشاعية فطرة ..
- اريد ان ابكي يا وطن
- السبع البواكي-5
- ثورة اقنان اسيا


المزيد.....




- أصالة والعودة المرتقبة لسوريا.. هذا ما كشفته نقابة الفنانين ...
- الذكاء الاصطناعي التوليدي.. ضربة موجعة جديدة لقطاع الإعلام ا ...
- نقل الفنان المصري محمد صبحي إلى المستشفى بعد وعكة صحية طارئة ...
- تضارب الروايات حول استهداف معسكر للحشد في التاجي.. هجوم مُسي ...
- ديالا الوادي.. مقتل الفنانة العراقية السورية في جريمة بشعة ه ...
- مقتل الفنانة ديالا صلحي خنقا داخل منزلها بدمشق والتحقيقات تك ...
- القنبلة الذرية طبعت الثقافة اليابانية بإبداع مستوحى من الإشع ...
- بوليود بين السينما والدعاية.. انتقادات لـ-سباق- إنتاج أفلام ...
- الغيتار تحوّل إلى حقيبة: ليندسي لوهان تعيد إحياء إطلالتها ال ...
- سكان وسط أثينا التاريخية منزعجون من السياحة المفرطة


المزيد.....

- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ابراهيم البهرزي - هديل مسائي على ضريح