والشرف حرب طبقية ايضا ..

ابراهيم البهرزي

الحوار المتمدن-العدد: 2139 - 2007 / 12 / 24 - 11:57
المحور: ملف مفتوح: مناهضة ومنع قتل النساء بذريعة جرائم الشرف
    

. حسنا فعلت الحوار المتمدن إذ أردفت جريمة الشرف بصفة (الذريعة )..لان الغالب على جرائم (الشرف ) كما يمكن التحقق عن ذاك من أضابير الشرطة والمحاكم والطب الجنائي هو غياب أصول الواقعة وتوافر عناصر الذريعة !
ومع ذلك تسوى القضية وتحسم قضائيا على اعتبار أن الذرائع المجردة هي وقائع دامغة! ..ويدفن الجسد البريء الذبيح مكبلا بجرائم الغير ...الطلقاء الأحياء !
وكنت أتمنى أن يحل بدل مفردة (الشرف) الواردة في تايتل الحملة ..تعبيرا أدق يعبر عن الحال المقصود الذي تشير إليه الحملة الدولية المذكورة ..وذلك بان يحل محل الشرف تسمية (السمعة الجنسية ) ..ليكون العنوان هو (الحملة ضد الجرائم بذرائع السمعة الجنسية ) ..لأنه الأقرب لواقع الحا ل ..لان مفردة الشرف وغيابه أو امتلاكه حين يقصر على جسد المرأة فقط ..سيحقق مقولة عن اعتبار أن المرأة (عورة )!..وهو لا ينسجم مع الغاية النبيلة للحملة ..ولا يرضي المرأة الإنسان !
ثم إن المعروف عن هذه الجرائم هي اتخاذها في الغالب (الشرف) وسيلة لتبرير الجرم دون فهم حقيقي للمداليل الرمزية لمفردة الشرف ..وتضييقها على (تلك اللحمة الصغيرة الرقيقة )..كما يقول (وليم فوكنر )!
فهي ليست كذلك عند شعوب كثيرة ...طالما إننا نتحدث عن مشروع حملة عالمية ...
فان كان كل المقصود بالأمر هو مااشرنا اليه ...سيغدو العنوان أطول نسبيا ..وربما يكون :
الحملة العالمية ضد القتل بذرائع السمعة الجنسية في المجتمعات الشرقية

في هذه الحال ينبغي أن لا نكتفي بالدعوة لحملة !
الأمر يتطلب دراسة ..بل دراسات ..ويا حبذا أن تكون هذه الدراسات ميدانية ..والأكثر تحبيذا أن تكون أكاديمية لأجل إشراك الجسد الجامعي بهذه الزحمة ..
فالقضية بمجملها ليست (ظاهرة )عابرة ليتم التضامن دعويا على إلغائها ...انه شرخ في النسيج الاجتماعي والتاريخي لمجتمعات كثيرة تلقي بتبعات مفهوم ضخم اسمه الشرف على كاهل مخلوق نزعت عنه الإرادة ...يدعى ..كائن المرأة !
ألا ترون إن الأمر كله هو تنصل تاريخي وأخلاقي عن تحمل كل ما تقتضيه قيم (الشرف )المكلفة .._اعني القيم الحقيقية لما يشبع مفردة الشرف بكامل مداليلها الفلسفية والاجتماعية _ تنصل من قبل الرجل التاريخي ..على حساب المرأة التاريخية ؟؟؟!
تنصل عن القيم الحقيقية للشرف :
الصدق
النبل
الوفاء
المحبة
الأمانة
العدل
السماحة
والحب ..نعم تقصير في الحب !
مقابل إلقاء كل هذه الأعباء على عاتق تلك (اللحمة الصغيرة الرقيقة )كما يقول فوكنر؟
ملاحظة أخيرة ...لو تم تقصي كل جرائم القتل تحت ذرائع السمعة الجنسية وعمل تقويم احصائي بذلك لتبين أن :
أكثر من 90% من هذه الذرائع المجرمة تحدث عند العوائل الفقيرة المسحوقة طبقيا
والسبب طبعا ليس لأنهم لا يمتلكون الشرف ..أو العقل..
بل لأنهم يعتقدون أنهم إن افتقدوا المال فيجب أن لايفتقدوا المثال !
فهم لا يمتلكون الغطاء الذي يذب عنهم نظرة الدنيء على اجمل أشياءهم ...نساءهم !
الفقر مكشوف جدا
والغنى ساتر!
الشرف حرب طبقية ايضا !

#ابراهيم_البهرزي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل