تبرعاتكم وتبرعاتكن المالية تحفظ استقلال الحوار المتمدن، فشاركونا في دعم استمرارية هذا الفضاء اليساري الحر

بي نظير بوتو ...علمانية اخرى على مذبح السلطات الذكورية ..

ابراهيم البهرزي

الحوار المتمدن-العدد: 2143 - 2007 / 12 / 28 - 12:37
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني

بالطريقة الشرقية الدنيئة نفسها التي تسوى فيها المنازعات بين الخصوم السياسيين في المجتمعات الشرقية ...بتفجير الجسد ! ,تمت ازاحة بي نظير بوتو من الحياة السياسية في باكستان والحياة اجمالا !
والسيدة الراحلة سليلة تلك البورجوازيات الاسيوية المتمدنة التي منحت الى ليل اسيا البهيم حزمة من النساء العلمانيات الحاكمات في مجتمعات يغلب عليها مع الفقر طبعا ...هيمنة العسكر الانقلابيين وعصيهم الضاربة من امراء الكهنوت بشتى دياناته في هذه القارة الملغومة بالديانات ...
ان تتصارع امراة على سداد الحكم في هذه المجتمعات شديدة الذكورة جسارة مضاعفة تحسب لها ...مع الملاحظات التي لابد منها على المناهج والافكار التي تحملها هذه السيدة ..فهي نتاج بيئتها , رغم ان هذا لا يشفع لتبرير بعض المفاسد ..
والسيدة بوتو ربما تكون اخر امراة في اسيا الفقيرة سليلة العوائل البورجوازية المتمدنة من خريجي وتنشئة اوكسفورد والجامعات العريقة الاخرى في الغرب واللواتي اضفن ( نكهة )طرية للحياة السياسية شديدة الحموضة في الفرع الفقير من اسيا ...بعد الرائدة الام انديرا غاندي (مع اختلاف المنهج والتوجهات طبعا )..والراحلة باندرانايكة ...وخالدة ضياء والشيخة حسينة ...ربما تكون الاخيرة في سلالة السياسيات الاسيويات ذوات الكاريزما العائلية ...
وبالرغم من مؤشرات الفساد السياسي في فترة حكمها (والذي يعزى لزوجها وافراد من عائلتها كالعادة !)..وبالرغم من لجوءها (وقد تكون مضطرة )لقلاع الرجعيات العربية خلال سنين المنفى ..وهي الرجعيات القادرة وبامتياز كبير على توسيخ اي اسم في السياسة او الثقافة (فهذا واجبها الشرعي ..)..الا انها تبقى (ايماضة )لعلمانية ربما لن تر اسيا الفقيرة تكرارا لها في ظل تنامي سطوة العسكر والمؤسسة اللاهوتية المساندة خفية وجهارا لهم....
كانت ظاهرة عجيبة هي ظاهرة وصول هذا الطراز من النسوة العلمانيات الى سداد السلطة في مجتمعات بنيت بسبب من تركيبتها الدينية والاجتماعية على احتقار المراة واحتكارها للغاية الانجابية فقط !...وعصي على الفهم السريع سر هذه الكاريزما التي كانت الراحلة بوتو ورفيقاتها المذكورات من سيدات اسيا يحملنها ويؤثرن فيها على الفقراء من الشعوب ...خصوصا وكما اشرنا الى انحداراتهن البورجوازية والاقطاعية احيانا !
درس بوتو ونساء اسيا القويات اللواتي حكمن في اشد ظروف بلدانهن قساوة ونجحن وربما في بعض المواقف التاريخية اكثر من نجاح الرجال ..هو درس لمن يدعي ان ميدان السياسة واصول الحكم بالنسبة للنساء .. هو ميدان اوربي صرف ..ان لم يقال عنه سكسونيا !
قد يختلف البعض مع الراحلة بوتو في تفاصيل كثيرة ..كما يختلف الكثيرون مع الراحلة غاندي وبندرانايكة والاخريات ...
الاانهن حكمة تقول :
ان المجتمعات الشرقية والفقيرة منها قد تهدا تحت سلطة المراة الحاكمة !
لماذا ؟
هذا السؤال قد يجيب عنه محللون نفسانيون لا كتاب اعمدة (صحفية ) سريعة مثل (حضرتنا )!
بل ربما جوابه الاكثر دقة هو عند (حضرتهن )!...

وداعا بوتو ..

#ابراهيم_البهرزي (هاشتاغ)

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل