أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالقادر حميدة - تداعي الذاكرة في ( أجراس الفقدان )














المزيد.....

تداعي الذاكرة في ( أجراس الفقدان )


عبدالقادر حميدة

الحوار المتمدن-العدد: 2146 - 2007 / 12 / 31 - 10:54
المحور: الادب والفن
    



طه عدنان .. شاعر وقاص مغربي يرتدي صقيع البعد و الابتعاد و النأي منذ سنين عدة .. و يشهر في وجه هذه البرودة اللغة الدافئة التي تملأه لتحول برده أمنا وسلاما عليه .. إنه سحر الكلمات التي تأتيه دائما حينما يحتاجها .. أو يدعوها إليه .. ربما عرف طه عدنان أكثر بقصائده و خاصة قصيدة ( الشاشة عليكم ) .. لكنه يخبئ في جوانحه قاصا متمرسا تنساب له المعاني و الكلمات و الصيغ .. و لعل ما شدنا في هذا المقام ما اجترحه من حكي في ( أجراس الفقدان ) .. حكاية موت الجدة و ما يمكن أن ترمز إليه .. و ما يمكن أيضا أن يخلفه هذا الفقد من فراغات لا تملأها عند الكاتب إلا الجدة ..
و قد يقودنا هذا إلى تذكر ما للجدة من أهمية و حضور في حياة و أدب الكثير من الروائيين و الشعراء .. و لعل أبرزهم غابرييل غارسيا ماركيز رائد الواقعية و السحرية و التي يعترف في حوار أجراه معه ميندوثا بأنه حينما قرأ الروايات الكبرى و تذكر ما كانت تحكيه جدته .. قال أن هذه الكتابة ممكنة جدا .. فالجدة هي ذاكرة الحكي عند كبار الكتاب منذ الجدة الكبرى شهرزاد ..
و هكذا نجد الأمر ذاته اليوم عند طه عدنان .. فكلمت الفقد الأربع و التي رنت أجراسها منذ تلقاها صباحا على هاتفه المحمول .. جعلته يتوهج ذكريات و ألما .. و ينحدر في بئر الطفولة مغترفا ما عن له من ذكريات وسط تزاحم الأفكار و التأنيب و الدموع المنهمرة على غير موعد .. هكذا رسم طه لوحته بكل تلقائية .. وبانسيابية تجعل فعل الحكي عنده آسرا .. يبعث فينا إحساسا غريبا بأن طه كبح جماح هذه التداعيات .. فربما كانت ستكون رواية كبيرة بالعنوان ذاته .. أو ربما تغلبت عنده روح الشاعر الراغبة في مقامتنا هذا الإحساس بالبرودة و الصقيع و البياض المسيج لكل المعاني .. أو ربما أربكته الكلمات الأربع فأرادت الشخصية المحورية في هذه القصة الانفضاض بسرعة من رد الفعل السريع .. لتتفرغ بعد ذلك لذكرياتها و مشاهدها .. معاودة إحياءها لتعيش فيها من جديد مدة أطول ..
لكن نقائض الحكاية تنجلي داخل الحكاية ذاتها لتشبه نقائض الحياة عامة .. فالبرد الذي نحسه حين يحكي عن مدينته .. سرعان ما يقابله دفء مدينة مراكش و طريق العودة و صور الجنوب المغرية .. و الحياة المملوءة صخبا تخبئ وراءها موتا قادما من جهة ما .. موت ساكن .. " العالم منشغل بمفقودي تسونامي وبأشياء أخري أقل جدية يملأون بها فراغ أعمارهم القصيرة في انتظار الموت .. " و الصباحات الهادئة الحزينة تقابلها صباحات الصبا و الشغب التي كانت الجدة تطبخ فيها الحليب بالزعتر لأولئك الأطفال العابثين بنور الشمس .. وهي تلف لهم الخبز و السمن و البيض في منديل قبل توجههم إلى البحر .. حيث جزر اللعب و المرح ..
عن أجراس الفقدان على قصرها مقطوعة دافئة عزفها بوجد و بكلمات نابضة الكاتب الغربي طه عدنان .. و تلقيناها في صباحنا الموافق للثاني عشر فبراير 2005 بيومين قبل عيد الحب .. تلقيناها عبر ( القدس العربي ) .. و ظللنا نتذكرها إلى اليوم لأنها بقدر ما حملت لنا من وجوه الحياة .. علمتنا أن " الفقد أقسى من الموت .. إنه جوهره الأكثر مرارة .. "
عبدالقادر حميدة
الجلفة / الجزائر



#عبدالقادر_حميدة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- و أملأ نفسي بنص جديد
- أقدار
- الأولى بعد الألفين
- أقاليم البوح في شجر الكلام
- غليون بايزيد
- لأننا نحب آسيا جبار
- مضى كل شيء
- فضاءات الدهشة .. في خرائط السؤال (الكتابة بالطباشير.. مقالات ...
- مواسم الحزن
- رائحة إديت
- حجارة على الجسر
- خبز و نبيذ / صفحات من مفكرة كاتب مغمور
- خبز و نبيذ
- سيرة الوقت
- ايحاءات التفاح و مغامرة التجريب
- شجر بري
- للخطوة الصحيحة .. تجل أكيد
- مشارف .. تمحو الأرض
- رشا
- الحكاية لا تنتهي


المزيد.....




- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...
- رسميًا.. جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 لجميع التخصصات ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالقادر حميدة - تداعي الذاكرة في ( أجراس الفقدان )