أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عماد البابلي - هولاكو في محمكة عادلة جدا .. حقائق مهملة














المزيد.....

هولاكو في محمكة عادلة جدا .. حقائق مهملة


عماد البابلي

الحوار المتمدن-العدد: 2140 - 2007 / 12 / 25 - 09:49
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


هولاكو خان .. أسم نقرأه ضمن قائمة السفاحين في التاريخ البشري ، أسم مرفق معه الكثير من الجرائم التي أرتكبها بحق الشعوب التي وقعت ضمن قبضته الحديدية ..هذا ما كتبه لنا المؤرخين العرب وغير العرب عنه في جانب وحيد عنه دون ذكر الجوانب الأخرى التي قد تكون مشرقة ( !! ) نعم مشرقة بالنسبة لكتابة حرة ونزيه دون أي تعصب أو ميول قومية حمقاء ، مؤرخينا الأفاضل زادوا في شدة سواد صفحته التاريخية ولكن حين يتناولون أي فاتح عربي كأمثال ( قتيبة بن مسلم الباهلي ) و ( عقبة بن نافع )و ( محمد الفاتح السلطان العثماني ) فأنهم يصفونه كقديس قبل أن يكون سفاح بدوي نشر الرعب أولا قبل أن ينشر الإسلام في البلاد التي دخلت ضمن ممتلكات خليفة رسول الله ، المسألة هنا تتعلق بما يعرف بــ ( التفسير الديني للتاريخ ) فأي انقلاب تاريخي لا يبرره الدين فهو صفحة دموية فقط ولكن وجود عقيدة دينية تقف وراءه فأن للمسألة أوجه أخرى قابلة للنقاش ( !! ) يقول في هذا الفيلسوف الفرنسي ( بيرغسون ) : ( إنه وإن وجدت حضارات بغير بناء وعمار إلا أنه لم توجد حضارة من غير معابد..)، هذا الذي حدث مع السيد هولاكو لم تكن لديه عقيدة دينية بررت فتوحاته وهنا بيت القصيد .. هنا سأستعرض فيما يلي جوانب هذه الشخصية من باب الحياد الفكري لا من باب الجدل الفارغ الذي طالما كرهته ..
في عام 17 12 م ولد هولاكو ، أسم أبيه هو ( تولوي خان ) أصغر أبناء الإمبراطور جنكيز خان ، وأمه هي ( سرخقتناي بكي ) التي كانت من أحد قبائل الترك وكانت تعتنق المذهب النسطوري المنشق من الكنيسة الشرقية كأحد أعرق المذاهب المسيحية التي تؤمن بالطبيعة الناسوتية( البشرية ) للمسيح من بلاد منغوليا في وسط أسيا ، تزوج هولاكو صغيرا من شابة حسناء أسمها ( دوقوز خاتون ) تمتع أهلها بنفوذ قوي في قبائل الكيرايت التركية التي استوطنت شمال إيران ، زوجة هولاكو كانت على جانب كبير من التدين فأخذت تنشر الأديرة في بلاد المغول مستغلة نفوذ زوجها الكبير في البلاط المغولي ، عُرف هولاكو بشغفه الكبير بالحضارة الفارسية وآدابها حتى أنه جعل كل مستشاريه من الفرس في حملته في غرب أسيا التي كلفه بها أخوه ( مونكو خان ) لإخضاع قبائل اللور في جنوب أيران والقضاء على فتن طائفة الحشاشين ومن ثم إخضاع مملكة خوارزم، أستطاع هولاكو بنجاح أكمال مهمته تلك ، كُلف فيما بعد ذلك في إخضاع الخلافة العباسية في بغداد والقضاء على سلطة الأمراء الأيوبيين ( الكرد ) في الشام ، نجح هولاكو في حربه هذه ولكن الاضطرابات التي حدثت في البلاط المغولي جعلته يتوقف عن زحفه عن مصر ليرجع هو وأسرته تاركا أمر جيشه بيد فرسانه الذين لم يوفقوا في معركة عين جالوت مع دولة المماليك البحرية في مصر ، وهنا نود نشير إلى رسالته الشهيرة للخليفة المستعصم ( الشاذ أخلاقيا ) : ( عندما أقود جيشي الغاضب إلى بغداد, سأقبض عليك سواء اختبأت في الجنة أو في الأرض. سأحرق مدينتك وأرضك و شخصك. أذا كنت حقا تريد حماية نفسك و عائلتك الموقرة, أسمع نصيحتي, وأن أبيت ذلك فسترى مشيئة الله فيك ) ، رسالة لا يكتبها بربري متوحش أو جاهل ، لكن يكتبها رجل على درجة من العلم والمعرفة ، الجانب الذي نود أن نشير له في حياة هولاكو هو علاقته مع الطوسي الفلكي الفارسي المشهور وتقريبه له وجعله أقرب مقربيه ..قبل مناقشة علاقة هولاكو مع الطوسي فلنعرف من هو الطوسي أولا ؟؟ الطوسي هو ا لعلامة أبو جعفر محمد الطوسي، ولد في طوس في مطلع القرن السابع للهجرة، وتوفي ببغداد في أواخر القرن نفسه، وكان أحد حكماء الإسلام الذين طارت لهم شهرة كبيرة. كرَّمه الخلفاء وقرّبوه، كما جالس الأمراء والوزراء، مما أثار حسد الناس، فوشوا به كذباً وحكم عليه بالسجن. وقد وضع في إحدى القلاع حيث أنجز أكثر مؤلفاته في الرياضيات، فكان سجنه سبباً في ازدياد شهرته. وعندما استولى هولاكو على بغداد، أطلق سراح الطوسي وقرّبه وأكرمه، وجعله في عداد علماءه، ثم عيّن أميناً على أوقاف المماليك التي استولى عليها هولاكو. وقد استغل الطوسي الأموال التي دفعت له في إنشاء مكتبة كبيرة زادت مجلداتها على مئتي ألف كتاب. كما بنى الطوسي مرصداً فلكياً وجعل فيه عدداً من العلماء المشهورين، أمثال المؤيد العرضي الذي أقبل من دمشق، والفخر المراغي الموصلي، والنجم دبيران القزويني، ومحيي الدين المغربي الحلبي ، الطوسي فقيه شيعي كبير يعتبر أحد أعيان الشيعة في التأليف وتعتبر كتبه اليوم أحد أهم مصادر المذهب الشيعي .
علاقة الصداقة بين هولاكو خان وبين الطوسي تثير تساؤلا حادا سنتناوله فيما بعد ، المهم في عام 1265 م توفي هولاكو بعد حدوث انقسامات حادة بين القبائل المغولية هددت الإمبراطورية الموحدة ..
نقاط للنقاش ..
أولا / زوجة هولاكو كانت على الديانة النسطورية تلك الديانة التي لم تكن مرغوبة كثيرا في الكنيسة الشرقية والمعروف بأن التتار متعصبين جدا لدينهم الوثني ؟؟؟
ثانيا / علاقته مع الطوسي كيف نشأت وكيف قوت لهذه الدرجة الكبيرة ؟؟ والمعروف بأن التتار غير مثقفون نهائيا ولا يهتمون نهائيا بالمعرفة وهمهم الوحيد هو القتال ؟؟
تالتا / أمر بتغير عملة الدولة الأسلامية في بغداد فكتب عليها ( لا أله إلا الله محمد لاسول الله )بتأتر من وزيره الطوسي ؟؟؟؟

من النقاط الثلاث نتبن وجود جوانب مشرقة غامضة في حياة تلك الشخصية لم يركز عليها مؤرخي ودارسي التاريخ من أصحاب الشهادات المعلقة والأمجاد الأكاديمية الفارغة ..



#عماد_البابلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مأساة الحلاج ( المسيح الثاني .. الروح الزكية )
- عالم بلا حياة خير من عالم رأسمالي .. أحصائيات متواضعة عن بيع ...
- لوحات فلسطينية .. عندما يموت القمر
- أسماعيل الصفوي .. عبث ودجل و.. هالة نور !!!
- فرانسيس بيكن ومختارات من كتاب ( الأورغانون الجديد ) ..
- الخميني .. شاعرا !! وعاشقا !!!!
- أيران .. لمحات من تاريخها ( موجز أسود لتاريخ أسود )
- ورقة بن نوفل .. حكاية الراهب الشبح
- الفلسفة الروحانية .. المصطلحات الفنية ( الجزء الثاني )
- الفلسفة الروحانية .. المصطلحات الفنية ( الجزء الأول )
- عادل أمام فيلسوف العصر .. تأملات في عالمه الداخلي
- أعجاز جديد في القرآن الكريم .. ( رؤية جديدة )
- مالذي يحدث عند العباس بن علي ؟؟؟؟
- فيورباخ .. سيرة نبي ومجاهد ( الجزء الثاني )
- فيورباخ .. سيرة نبي ومجاهد ( الجزء الأول )
- مقدمة عن توم وجيري .. مقدمة عن الكآبة .. مقدمة عن الطب النفس ...
- بأسم حبة مخدر نبتدأ
- الغزالي في مستفى الأمراض العقلية .. تهافت الكهنة والرعاع
- تمهيد للماركسية .. حلقة رقم 3
- تعريف الماركسية .. حلقة رقم 2


المزيد.....




- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...
- مئات المستوطنين يقتحمون الأقصى المبارك
- مقتل فتى برصاص إسرائيلي في رام الله
- أوروبا.. جرائم غزة وإرسال أسلحة لإسرائيل
- لقطات حصرية لصهاريج تهرب النفط السوري المسروق إلى العراق بحر ...
- واشنطن.. انتقادات لقانون مساعدة أوكرانيا
- الحوثيون: استهدفنا سفينة إسرائيلية في خليج عدن وأطلقنا صواري ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عماد البابلي - هولاكو في محمكة عادلة جدا .. حقائق مهملة