أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عماد البابلي - مأساة الحلاج ( المسيح الثاني .. الروح الزكية )















المزيد.....

مأساة الحلاج ( المسيح الثاني .. الروح الزكية )


عماد البابلي

الحوار المتمدن-العدد: 2135 - 2007 / 12 / 20 - 11:43
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


نبي من الطراز الأول ، رسول وداعية من رتبة السوبر التي فقدناها منذ زمن طويل .. تمثل قصته صفحة عار في تاريخ التخلف العربي الأسود ، وكيف استطاعت جموع الماغوغية تحطيم نجم الفكر الأصيل بكل سفالة ووقاحة ، لا تختلف مأساة الحلاج عن مأساة المسيح كثيرا فالاثنين يشبه أحدهم الأخر بدرجة كبيرة وكان الاختلاف الوحيد فيما بينهما هو الزمان والمكان وتفاصيل درامية أخرى متواضعة تدفعنا للقول بأن الحلاج هو المسيح الثاني !!
من هو الحلاج ؟؟؟
هو الحسين بن منصور وكنيته هي " أبو المغيث " ولد في سنة 224 هـ - 857 م في قرية الطور في الشمال الشرقي لمدينة البيضاء التابعة لمقاطعة فارس في إيران ، تركت أسرته مدينة البيضاء لتهاجر إلى مدينة واسط في العراق ، كان أبوه يعمل في حلج القطن ونسجه ، والمرجح أن لقب الحلاج جاء بسبب صنعة أبيه ، أمضى سنواته الأولى متنقلا بين كتاتيب مدينة واسط يتلقى ما أتيح له من العلم ، ترك الحلاج مدينة واسط لينتقل إلى مدينة "تستر" ليلتقي هناك مع الشيخ " سهل بن عبدالله التستري "وسرعان أن حدث بينهما خلاف على مسألة الميعاد التي كان رأي الحلاج فيها متطرفا حيث أمن بالمعاد الروحاني مكفرا أبسط البديهيات الإسلامية !! أنتقل الحلاج بعد مدينة " تستر " إلى البصرة ليصاحب أحد أشهر مشايخ الصوفية هناك وهو " عمرو بن عثمان المكي " الصوفي الذي باركه كأحد مشايخ الصوفية في مدينة البصرة ، على الرغم من العلاقة الطيبة والصداقة بينه وبين " المكي " إلا أنه تزوج ببنت أبي يعقوب الأقطع منافس المكي على زعامة المتصوفة في مدينة البصرة ، هذا الزواج زاد من حدة المنافسة بين الشيخين خصوصا بعد أن لمع أسم الحلاج علميا هناك بعد حطم المؤسسة الفقهية في مناقشاته معها ، أصبح الحلاج بعد ذلك غير مرغوب فيه لا من الناحية الصوفية ولا من الناحية الفقهية لكثرة مجادلاته ورفضه على واقع الشريعة الإسلامية التي لم تعجبه قط .. بعد ذاع أسم الحلاج في الجنوب العراقي كله عمد للسكون والصمت والعزلة عن الناس وشؤون العباد ، لم تهدأ الحال حتى بعد عزلته تلك فقد تقمص نفر من الناس أفكاره ، وبهذا نشأ مذهب فيما يعرف بــ " مذهب الحلاجية " .. ترك البصرة قاصدا بغداد حيث أتصل هناك بأشهر مشايخ الصوفية وهو " الشيخ الجنيد "، في مدينة بغداد كان في انتظار الحلاج قطعان من الخصوم اتهموه بأنه داعية للقرامطة وحركة الزنج التي كانت تلك الحركات الاشتراكية الطوباوية تهدد عرش بني العباس في عقر دارهم ، يؤكد المستشرق الفرنسي " لوي ماسينون " ( الذي أسلم وتصوف فيما بعد في مدينة القاهرة ) على تعاطف الحلاج مع القرامطة لسببين ، الأول : أن القرامطة نشأت على مذهب الإسماعيلية الحركة المتشيعة والتي أسست الدولة الفاطمية في مصر
لا حقا ، والسبب الثاني : هو التوافق الفكري الكبير بين أفكاره وأفكار القرامطة حيث أعتمد الاثنين على التفسير الباطني للشريعة الإسلامية وعدم الاعتماد على ظاهر النص ..الشيخ الجنيد البغدادي وعلاقته الطيبة مع أفراد الحاشية في القصر العباسي كان لها الأثر الكبير في إسقاط كل التهم الموجهة ضده .. بعد أن زادت حدة الحرب بين القرامطة وبني العباس ترك بغداد قاصدا الحج مارا بمدينة البصرة ، رحلة الحج لم تكن للحج في مقامها الأول ولكن لشيء أخر هو تطهير النفس بممارسة أشق الرياضات الصوفية قسوة على النفس ، زاد عدد أتباع الحلاج كثيرا وخاف مشايخ الصوفية منه لأنه أخرج أسرار المذهب الصوفي للعامة من الناس ،عاد لبغداد في صورة تختلف عن ما سبق فقد أخذ يدعوا الناس جهرا لمذهبه الفكري مما أثار أصحاب السلاطين عليه وحقدهم مما تعرض الكثير من أتباعه للملاحقة والتعذيب وخصوصا تلميذه وصاحبه " أيراهيم بن فاتك " .. حج الحلاج مرة أخرى لمكة وبعهدها لم يرجع لبغداد ولكن سافر للهند عن طريق البحر وإلى الصين بعدها وهناك أطلع على أسرار الفلسفات الشرقية ..
محاكة الحلاج ..
بعد عامين رجع الحلاج لبغداد ليجد تضاعف عدد أتباعه من المستضعفين والفقراء الذين وجدوا في دعوته الإسلام الحقيقي ، الدين الذي يساوي بين البشر لا دين الطبقية وامتيازات فئة بشرية على حساب أخرى ، نسبت للحلاج الكثير من الأساطير بعد عودته من الهند كالمشي على الماء والظهور في عدة أماكن في وقت واحد وغيرها من الخوارق مما زاد من حنق الحاقدين عليه من تجار الدين من فقهاء البلاط العباسي فأخذوا يمهدون السبيل لمحاكمته بتهمة الزندقة عند الخليفة المقتدر ، نجح أعداء الحلاج في ذلك وكانت التهمة التي وجهت أليه هي فتواها في مسألة الحج التي جاءت في كتابه الشهير
“ الإخلاص " التي تنص على أن :
( ( أن الإنسان إذا أراد الحج ولم يمكنه ذلك ، له أن يفرد في داره مكانا مطهرا ينصب فيه ما يشبه الكعبة ، فيطوف حوله كما لو كان في مكة ، ثم يجمع ثلاثين يتيما ويكرمهم بالطعام ويخدمهم بنفسه ويغسل أيديهم ويكسو كلا منهم قميصا ويدفع إليهم سبعة دارهم ، كانت له ثواب حجة بأكملها ..))
فشل أصدقاء الحلاج في الدفاع عنه عند الخليفة المقتدر ، وتأجلت المحاكمة سبع سنين لخوف القصر العباسي من ثورة أتباعه وبعدها نجح الوزير حامد بن العباس في أقناع الخليفة بإصدار حكما نهائيا عليه بالصلب لمدة ثلاثة أيام حيث علق جسده على جذع نخلة في وسط سوق بغداد !! وبعدها قطعت أطرافه ورأسه وأحرقت جثته وتم تثر الرماد على نهر دجلة !!!!!
أهم أفكاره
# المعاد روحاني وليس جسماني .
# يمكن الاستعاضة عن الفرائض الخمسة بشعائر أخرى تناسب روح العصر .
# وجود روح ناطقة وسيطة بين الخالق والخلق .
# الله والإنسان هما طرفي جديلة لا يختلفان عن بعضهما إلا في التكامل ( مذهب الفيض الصاعد والنازل الأفلاطوني ) .
خاتمة ..
تلك قصة الحلاج الشهيرة وفتواها الشهيرة عن الحج ، حج البيت تلك الفريضة المقدسة ، لكن اليوم في مدينتي نسبة 80 % من حجوا هذا العام من كبار التجار والأعيان وموظفي الدولة المرتشين الفاسدين الذين يملئهم الحرام والسحت من الرأس إلى أخمص القدم من قتلة الفكر والتنوير ..
ااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا
شكرا لكم .. وأيامكم سعيدة !!



#عماد_البابلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عالم بلا حياة خير من عالم رأسمالي .. أحصائيات متواضعة عن بيع ...
- لوحات فلسطينية .. عندما يموت القمر
- أسماعيل الصفوي .. عبث ودجل و.. هالة نور !!!
- فرانسيس بيكن ومختارات من كتاب ( الأورغانون الجديد ) ..
- الخميني .. شاعرا !! وعاشقا !!!!
- أيران .. لمحات من تاريخها ( موجز أسود لتاريخ أسود )
- ورقة بن نوفل .. حكاية الراهب الشبح
- الفلسفة الروحانية .. المصطلحات الفنية ( الجزء الثاني )
- الفلسفة الروحانية .. المصطلحات الفنية ( الجزء الأول )
- عادل أمام فيلسوف العصر .. تأملات في عالمه الداخلي
- أعجاز جديد في القرآن الكريم .. ( رؤية جديدة )
- مالذي يحدث عند العباس بن علي ؟؟؟؟
- فيورباخ .. سيرة نبي ومجاهد ( الجزء الثاني )
- فيورباخ .. سيرة نبي ومجاهد ( الجزء الأول )
- مقدمة عن توم وجيري .. مقدمة عن الكآبة .. مقدمة عن الطب النفس ...
- بأسم حبة مخدر نبتدأ
- الغزالي في مستفى الأمراض العقلية .. تهافت الكهنة والرعاع
- تمهيد للماركسية .. حلقة رقم 3
- تعريف الماركسية .. حلقة رقم 2
- نحو مفهوم مبسط للماركسية .. حلقة رقم 1


المزيد.....




- لولو فاطرة في  رمضان.. نزل تردد قناة وناسة Wanasah TV واتفرج ...
- مصر.. الإفتاء تعلن موعد تحري هلال عيد الفطر
- أغلق باب بعد تحويل القبلة.. هكذا تطورت أبواب المسجد النبوي م ...
- -كان سهران عندي-.. نجوى كرم تثير الجدل بـ-رؤيتها- المسيح 13 ...
- موعد وقيمة زكاة الفطر لعام 2024 وفقًا لتصريحات دار الإفتاء ا ...
- أسئلة عن الدين اليهودي ودعم إسرائيل في اختبار الجنسية الألما ...
- الأحزاب الدينية تهدد بالانسحاب من ائتلاف نتنياهو بسبب قانون ...
- 45 ألف فلسطيني يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في المسجد الأقصى ...
- استعدادا لذبحها أمام الأقصى.. ما هي قصة ظهور البقرة الحمراء ...
- -ارجعوا إلى المسيحية-! بعد تراكم الغرامات.. ترامب يدعو أنصار ...


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عماد البابلي - مأساة الحلاج ( المسيح الثاني .. الروح الزكية )