عادل أمام فيلسوف العصر .. تأملات في عالمه الداخلي

عماد البابلي

الحوار المتمدن-العدد: 2036 - 2007 / 9 / 12 - 09:36
المحور: الادب والفن
    

الاسم الحقيقي هو عادل محمد إمام محمد مواليد عام 1940ولد في مدينة المنصورة ثم انتقل إلى مدينة السيدة زينب الشعبية ، حيث كان والده موظفا بسيطا بإحدى المصالح الحكومية حاصل على بكالوريوس في الزراعة من جامعه القاهرة ، متزوج من السيدة هالة الشلقاني ولديه ثلاثة أبناء، أكبرهم المخرج السينمائي رامي إمام و أبتنه الوحيدة سارة إمام المتزوجة من أحد أعضاء جماعة الإخوان المسلمين في مصر !! وأخيراً الفنان محمد إمام الدارس بالجامعة الإمريكية بالقاهرة وعادل إمام هو الأخ الأكبر للمنتج عصام إمام وزوج أخته هو الممثل الراحل مصطفى متولي ومن أصدقائه أمين شلبي وابنته منى شلبي.. كانت بدايته الفنية بالمدرسة وعروض الفرق الجامعية ، ثم التحق بفرقة التليفزيون المسرحية عام 1962 .وكانت مسرحية السكرتير الفني مع النجم فؤاد المهندس وفنانة الأغراء شويكار أول ظهور فني على مستوى رسمي ، بعدها ظل عادل إمام يتراوح بين أدوار هامشية في أفلام الأبيض والأسود حتى انطلاقه الأسطوري في مسرحية مدرسة المشاغبين ( المسرحية المعجزة ) ، في فترة السبعينات بدأ مشوار عادل إمام الفني في أول بطولة سينمائية جادة عام 1973 مع فيلم ( البحث عن فضيحة ) ، أستمر بعدها الزعيم أفلام البطولات الجماعية الخفيفة مع رفيق العمر سعيد صالح والفنان سمير غانم ، حتى أصبح أسمه مع نهاية السبعينات مصدراً للأرباح في شباك التذاكر ، خاصة مع أفلام مثل المحفظة معايا عام 1978 ، ورجب فوق صفيح ساخن في العام التالي ، والذي كان أنجح أفلام العام على المستوى التجاري ، وبعدها في فيلم ( الهلفوت ) حيث نجح عادل في مشاغلة الجمهور بشخصية الشاب المتعلم أوالريفي الغلبان الحاقد والناقد لواقعه المعاش محولا أحزان وأوجاع مجتمعه دراما تثير لضحك لا البكاء .. واصل عادل إمام نجاحه التجاري خلال فترة الثمانيات على نفس المنوال ، خاصة مع أفلام أكثر إبهاراً وضخامة على المستوى الإنتاجي مثل "النمر والأنثى" ، و"المولد" ، ولكن صدام عادل إمام مع النقاد ومع الإعمال ذات الطابع السياسي المباشر لم يصلا إلى بر الأمان إلا مع بداية التسعينات وتحديداً بعد تعاونه الكامل و"غير المشروط" مع السيناريست وحيد حامد ، والمخرج الشاب "وقتها" شريف عرفة ، حيث كانت البداية مع "اللعب مع الكبار"1991 ، وتلاها "الإرهاب والكباب" في العام التالي ، ثم "المنسي" و"طيور الظلام" ، "النوم في العسل"، إلى جانب "الارهابى" مع المخرج نادر جلال و الكاتب لينين الرملي ، وكلها أعمال نالت رضا النقاد و ما في جيوب الجمهور ، لرسالتها الاجتماعية الصارخة في نقد الطبقية التي كانت تنخر هيكل المجتمع المصري .. في ما بعد التسعينات ظهر جيل جديد من نجوم الكوميديا الشباب وكان اختبارا حقيقيا لسطوة زعيم لكوميديا العربية مثل الفنان الراحل علاء ولي الدين ومحمد هنيدي وهاني رمزي والفنان ذو اللمسة الخاصة محمد سعد الذي نافس بنجاح شباك تذاكر عادل محمد بفيلميه الرائعين ( اللمبي ) و( بوحة ) ، يتفق بعض النقاد بأن هذا الجيل الجديد هو وريث لمدرسة عادل أمام ومكمل لأسلوبه في الكوميديا مع وجود تطلعات جادة لبعض هؤلاء الشباب في الخروج من هيكل هذه المدرسة ..
أعمال عادل أمام..
(( المهم الحب ،، شباب في عاصفة ،، رمضان فوق البركان ،، كيف تسرق مليونير ،، مراتى مدير عام ،، برج العذراء ،، انا ومراتى والجو ،، غرام فى الطريق الزراعي ،، مذكرات الانسه منال ،، واحده بواحدة ،، الو انا القطه ،، حتى لا يطير الدخان ،، كراكون فى الشارع ،، المولد ،، جزيرة الشيطان ،، مسجل خطر ،، شمس الزناتى ،، الإرهاب والكباب ،، صعيدى حكم دولي ،، التجربة الدنماركيه ،، المتسول ،، بخيت وعديله ( 1-2) ،، أمهات فى المنفى ،، كيف تخسر مليون جنيه ،، على باب الوزير،، انتخبوا الدكتور سليمان عبد الباسط،،الشياطين والكوره ،، القرش ،،الوادمحروس بتاع الوزير،، أربعة وعشرين ساعة حب ،، الخدعة الخفية ،، عنتر شايل سيفه ،، هاللو أمريكا ،، أمير الظلام ،، طيور الظلام ،، انا اللي قتلت الحنش ،، الافوكاتو ،، الحريف - البيجاما الحمراء ،، مين فينا الحرامى ،، خمسه باب ،، زوج تحت الطلب ،، أذكياء لكن أغبياء ،، إحنا بتوع الأتوبيس ،، سلام ياصاحبي ،، خلى بالك من عقلك - رضا بوند ،، شاهد ماشفش حاجه ،، مدرسه المشاغبين ،، عـريـس من جهة أمنيـة ،، السفارة فى العمارة ،، عمارة يعقوبيان ،، مرجان أحمد مرجان )
الفلسفة الوجودية ..
تيار فلسفي مثالي ذاتي ظهر ما بعد الحرب العالمية الأولى اعتمادا على الفلسفة الظواهرية لــ ( هوسيرل ) المبدأ الرئيسي للوجودية هو الإنسان كحقيقة وحيدة في هذا الكون تستحق الدراسة والتأمل والباقي وهم ينعكس من العقل البشري ، وتنقسم الوجودية إلى مدرستين : مدرسة الأيمان ويمثلها( كير كجارد و ياسبر ) ومدرسة الإلحاد ويمثلها ( سار تر و مارتن هيدجر ) ، والمقولات الرئيسية لهذا المذهب هي :ماهية الإنسان ( الإدراك )، الحرية والاختيار ( الذاتية )، القلق ( الحقيقة أولى )، العبث ( تناقض الإنسان بين ذاته الكاملة والوجود الخارجي الناقص )، المشروع ( الهدف من الحياة ) ، وتصنف الوجودية البشر إلى :
أولا / الأصيل ( المدرك و يمتلك الحرية الكاملة والقدرة على الاختيار والذي يخلق المعنى لحياته من خلال المشروع آو التواصل الاجتماعي ) .
ثانيا / الغير أصيل ( عكس السابق وهو يرتبط بـحاجاته البايلوجية فقط وذو سلوك تقليدي وغير متكامل ) .
تؤكد الوجودية ( لانج ) على تحويل الغير أصيل إلى الأصيل من خلال خلق المعنى والقدرة على توجيه الحياة الخاصة والقبول بحقائق الوجود مثل العمر والجنس والموت ..
المتأمل لأعمال الفنان عادل أمام يجده وجوديا من الرأس إلى القدم ، وهي ليست فرضية تقبل النقاش ولكني على مدى سنوات طويلة وأنا أتتبع أعماله لا للبحث عن ضحكة حمقاء لكن البحث في كيف يفكر عادل أمام.. فأعماله تشترك في محورين رئيسين هما ( الجنس ) و ( السياسة - الدين ) لإيصال رسالة اجتماعية تتضمن بأن الشعب مادام يعتبر جسد المرأة هيكلا للقدسية وللرعب ويعتبر ولي الأمر ( الرئيس أو الفقيه ) مقدرا من الله في توزيع الأحزان على شعبه فأن لن تكون هناك أي فائدة من أي عملية أصلاح أو تغيير ، الناس كما يقول السيد عادل بدأت تأكل في بعضها البعض وبعدها بدأن تأكل بنفسها ( عمارة يعقوبيان ) تماما كما يفعل كائن ( الهايدرا ) !! ، الحقيقة تبدأ من الداخل والنور ينبع من أغوار النفس فقط ( فيلم بخيت وعديله )، الشعب كرة قدم بيد أصحاب السلطة يرموها للتسلية فيما بينهم ( فيلم طيور الظلام ) ، الناس تقدس وسائل الأعلام (التلفزيون ) كأنه كتاب الله ( فيلم وحدة بوحدة ) ، الشعب مقسم لطبقتين فقط طبقة عليا تملك كل شيء وطبقة سفلى مسحوقة لا تملك أي شيء وتتغذى الطبقة العليا على منهم في الأسفل ( فيلم المنسي ومسرحية الواد سيد الشغال ) ، السيكس هو الأزمة الكبرى للشعب العربي الجذر الأولي لكل مشاكل وتعاسة مجتمعنا فهو التابو المحرم والملعون ( فيلم التجربة الدنمراكية ) ، العدمية قد تكون مصدرا للتنوير الأعلى ( النيرفانا ) (فيلم رجب على صفيح ساخن )، فكرة العبث واللاجدوى من الحياة ( فيلم المنسي ) ، عقدة التمثيل أو مسرحة الحياة ( الواد محروس بتاع الوزير ) .. الخ .
تلك بعض محاور فلسفة عادل أمام في الحياة ، تلك الفلسفة الجريئة والأصيلة التي تعكس أدراك حقيقي لشفرات الواقع المحيط ، فالسيد عادل أمام أبصر حقيقة الوجود فغني بذكره يا بلادي ، أكتب مقالتي وقد انتهيت قبل قليل من رؤية فيلم الهلفوت للسيد عادل أمام وبدلا من أن يضحكني ككل الجالسين معي من أفراد عائلتي راحت دموعي تنهمر حزنا على مأساة هذا الفيلم ، لم أفهم لماذا بكيت ؟؟؟
جاءت مقالتي هذا تعبيرا عن حزني من مأساة الهلفوت ولعل أحد يجيب لماذا بكيت بدلا من أن أضحك !!!!!!!!!!! ..

#عماد_البابلي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات