أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سهيل أحمد بهجت - نقد العقل المسلم الحلقة الثالثة عشرة















المزيد.....

نقد العقل المسلم الحلقة الثالثة عشرة


سهيل أحمد بهجت
باحث مختص بتاريخ الأديان و خصوصا المسيحية الأولى و الإسلام إلى جانب اختصاصات أخر

(Sohel Bahjat)


الحوار المتمدن-العدد: 2138 - 2007 / 12 / 23 - 03:20
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الشّـيــــــعة و الإنتــــــــــــــــحــــــــــــــــاريون
من المعروف ، تاريخيا ، أن "خطّ الإمام" و "حزب الله" قد تسبب في ظاهرة "الإنتحاريين" الذين تعاني منهم الأغلبية الشيعية في العراق ، فمهما حاول المُنظّرون تبرير ما روج له "حزب الله" بحجة أن عملياتهم "الإنتحارية" ضد الإسرائيليين و الأمريكيين كانت تتم ضدّ "قوات عسكرية"!! ، لكنها و بلا جدال أوحت إلى الحركات الطائفية السنية "القاعدة" و أذيالها ، أن تقوم بقتل العراقيين ـ الشيعة على وجه الخصوص ـ بهذه الطريقة البشعة الغدارة ، كما أن علينا أن لا ننسى "أحداث سبتمبر" الأليمة و التي كانت عبارة عن "عملية انتحارية ضخمة" ، و صحيح أن تلفزيون "المنار" التابع لحزب الله لم يعد يروج لعملياته الانتحارية و غابت وجوه اؤلئك الذين كانت القناة تعرضهم كـ"مسافرين إلى الجنة"!!.
لكن الإعلام الإيراني لا زال يروج عبر أفلام الكارتون و المسلسلات لعمليات "الإنتحار" ، و أحد هذه المسلسلات كانت تدور عن قصة فتاة فلسطينية صغيرة ، يقوم ضابط إسرائيلي بسرقة عينيها لإبنه الأعمى و يعيد الفتاة و هي عمياء ، فيغضب أخوها ـ و ما أسرع المتدين المسلم إلى الغضب ـ و يقوم بتفجير نفسه بين اؤلئك الضباط انتقاما لأخته.
إن هذه الثقافة التي تجعل المرء سريعا في تفجير نفسه ، هي فعلا ثقافة خطرة و لا تحمل أي ميزة شجاعة أو رجولة ـ كما يحب الشرقي أن يفتخر ـ و لا يمكن أن نقارن هذا العمل "الوصول السريع إلى الله ـ حسب تعبير أحد الكـُتـّاب" بما يقوم به جندي أو محارب يدافع عن بلده أو قضية معينة ، بمعنى أنه أقرب إلى الهروب من آلام المعركة و ما يترتب عنها من تشوه أو عوق.
كما أن على شيعة العراق أن يقوموا عبر الثقل الكبير للمرجعية الشيعية في العراق ، بإصدار فتاوى صريحة "تحرّم الإنتحار" المبرر و غير المبرر ، و أيضا الضغط على الإيرانيين لإلغاء هذه الثقافة من بين الشيعة ، صحيح أنه لا شيعي فجر نفسه ـ لحد الآن ـ في دولة غربية أو أناسِ مدنيين ، لكن ما تقوم به السلطات الروحية في إيران و الحوزات في قم و طهران من تشجيع لهذا الأسلوب الإرهابي ، هو ضار بالشيعة أنفسهم و غير لائق أخلاقيا.
بل إن أفلام الكارتون الإيرانية "و هي بالتأكيد موجهة للأطفال" تشكل دافعا خطيرا لخلق جيل غير منضبط و خطر على مجتمعه و العالم ، من هنا وجب العودة إلى صيغ التشيع الأصيلة و التي تركز على "الإنسان المسالم" و الذي لا يؤذي أحدا ، و يروي الشيعة في كتبهم حديثا يقول: "المسلم من سلم النـاس من يده و لسانه" و صيغة هذا الحديث تتلائم مع التطور الأخلاقي للإنسانية . بينما يرويه السنّـة بالصيغة التالية :"المسلم من سلم المسلمون من يده و لسانه"!!.
كما قلت في حلقات سابقة من هذا البحث ، شكلت الثورة الإيرانية و بكل مقوماتها الفكرية و الثقافية ، انتكاسة خطيرة لمفاهيم التشيع ، و تحولا دراماتيكيا نحو الأسوأ ، بينما كان من المفترض حدوث العكس ، كان من المنتظر أن تقف المرجعية في إيران مع "حرية العقيدة" و السلم الأهلي و نشر التشيع عبر "الكلمة" و "الكلمة فقط" و طرق الدعوة المتوفرة في جميع البلدان الديمقراطية ، و القيام بحملات ثقافية ضخمة من تبادل أفكار و خبرات و خدمة مجتمع ، لكن المسألة أصبحت مقلوبة الآن ، حيث يقوم مجموعة صغيرة من المعممين باحتكار كل شيء و كل يوم يقوم هؤلاء بأفعال تسيء إلى التشيع و بأبشع الأساليب ، تارة عبر خلق "تدين فاشي" و تارة "عبر تبني العنصرية العربية" أو بالترويج للإنتحار القاتل و الإرهابي كما رأينا في هذه الخلاصة.
من المهم جدا إذن أن ينتبه الشيعة إلى أن ما يحصدونه اليوم هو نتاج إيران الشيعية التي أساءت إلى التشيع و جعلته دافعا لمتطرفي السنة ليستخدموا الآن ، ذات الأساليب القذرة ، لقتل الشيعة العراقيين .
أعتقد أننا طرحنا كثيرا من النقاط الجديدة الجديرة بالبحث من قبل الباحثين و الكتّاب ، إن إعادة أي دين أو مذهب إلى أصوله القادرة على التعايش مع الحضارة و التطور و الديمقراطية ، لهو من أصعب المهات على الإطلاق ، و من ضمن تلك المشكلات هو تعامل "الفرد الشيعي" مع القوانين المدنية و العصرية ، فنحن نجد رفضا شيعيا ـ على مستوى النخبة المعمّمة و المتدينة ـ للقانون المدني و المحاكم المدنية ، على أساس أنها من "التحاكم إلى الطاغوت" حسب الآية القرانية (يريدون ليتحاكموا إلى الطاغوت) ، متناسين أن هذا الأمر أيضا داخل في الاختيار الشخصي ، كما أن الطاغوت هنا هو (هوى السلطان) أو (الطاغية الدكتاتور) و ليس المساواة بين البشر ، و هو مفهوم إنساني في صميم الديانة الإسلامية.
و نحن هنا ضربنا هذا المثل للكثير من المواضيع التي تعتبر ضرورية للبحث و الدراسة ، إن العنصرية "الإسلامية" التي خلقها المذهب السني العروبي أصبحت خطرا كبيرا بسبب انتقال هذه العدوى إلى المذهب الشيعي الذي يعاني الآن من "اغتراب" عن الذات الأصولية التي تجد نفسها في تناقض مع الواقع و التطبيق ، تحول "التشيع" في ما بعد "الثورة الإيرانية" إلى دافع آخر للعنف و العنصرية و لغة الكراهية ، و رأينا كيف هدد "حزب الله اللبناني" بخلق ما يشبه "تنظيم القاعدة الشيعي"!! الأمر الذي يعني أننا نكاد نفقد الأمل في علاج هذه الحالة "حزب الله" و أن السرطان قد لامس النخاع.
و لا بد أيضا من مراجعة شيعية للهويتين "الدينية" و "الوطنية" مع إلغاء ما يسمى "الهوية القومية" كمنهج سياسي ، و كيفية الملائمة بين "تقليد المرجع" و "الإنتماء الوطني" ، و فعلا فقد خلقت "ولاية الفقيه" هذه النظرية الإيرانية خللا في تركيبة الفرد و الجماعة الشيعية داخل و خارج إيران ، و لم تكن هذه الإزدواجية في الإنتماء موجودة عندما كانت إيران دولة "علمانية" ، لكنها خرجت إلى السطح بعد "الثورة" و محاولات تصديرها و كأنها بضاعة معلّبة.
لا بد من فك و تحليل هذه التناقضات و إزالة عقدة الشعور بالنقص لدى "الشيعي" التي تجعله صاحب ردود أفعال أكثر من كونه "مثالا و نموذجا يحتذى به" ، لذلك نجد أن أكثر ما تنتجه الحوزات هو ردود أفعال أكثر من كونها فهما شيعيا للقرآن و الإسلام.



#سهيل_أحمد_بهجت (هاشتاغ)       Sohel_Bahjat#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نقد العقل المسلم الحلقة الثانية عشرة
- نقد العقل المسلم الحلقة الحادية عشرة
- نقد العقل المسلم الحلقة العاشرة
- نقد العقل المسلم الحلقة التاسعة
- نقد العقل المسلم الحلقة الثامنة
- نقد العقل المسلم الحلقة السابعة
- نقد العقل المسلم الحلقة السادسة
- نقد العقل المسلم الحلقة الخامسة
- نقد العقل المسلم الحلقة الرابعة
- نقد العقل المسلم الحلقة الثالثة
- نقد العقل المسلم الحلقة الثانية
- نقد العقل المسلم الحلقة الأولى
- حول برنامج -المصالحة- أو -التوافق العراقي-
- الدين سلاح ذو حدّين!!
- العراق و -جاره الصالح-
- الولايات المتحدة و -المالكي- و -المؤامرة الأخيرة-
- زيارة الرئيس -بوش-.. تقوية المركز العراقي.
- من الشيعة من هو عالة على -التشيُّع-!!
- -كردستان العراق-.. شريعة السراديب و الكهوف
- حماس: الزرقاوي شهيد الأُمّة!!


المزيد.....




- ثبت الآن تردد قناة طيور الجنة بيبي على نايل سات وعرب سات وتا ...
- شاهد.. المرشد الأعلى في إيران يعلن النصر على إسرائيل
- إسرائيل ترفض فتح المسجد الإبراهيمي كاملا للمسلمين برأس السنة ...
- فنزويلا: المعارضة خططت لهجوم على معبد يهودي في كراكاس لاتهام ...
- الجيش اللبناني يعلن توقيف أحد أبرز قياديي تنظيم الدولة الإسل ...
- هيا غني مع الأطفال.. تردد قناة طيور الجنة الجديد على نايل سا ...
- ألمانيا: السوري المشتبه بتنفيذه عملية الطعن بمدينة بيليفيلد ...
- المواطنون المسيحيون يؤكدون دعمهم للقيادة وللقوات المسلحة الا ...
- مفتي القاعدة السابق: هذه الرؤى جعلت بن لادن يعتقد أنه المهدي ...
- حزب الله يُصدر بيانًا حول -النصر الإلهي- للجمهورية الإسلامية ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سهيل أحمد بهجت - نقد العقل المسلم الحلقة الثالثة عشرة