أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - قاسيون - الترابط الديالكتيكي بين الإنساني والطبقي














المزيد.....

الترابط الديالكتيكي بين الإنساني والطبقي


قاسيون

الحوار المتمدن-العدد: 2132 - 2007 / 12 / 17 - 11:44
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


■ جبران الجابر

في ندوة باسم ماركس طرح أحد المشاركين فكرة أعلن فيها اكتشافاً آخر من «اكتشافاته»، حيث زعم أن الماركسية فلسفة إنسانية قبل أن تكون فلسفة سياسية وطبقية..

إن تلك الفكرة تضع سوراً بين الإنساني والطبقي، وتضع إشارة مساواة واحدة بين الظواهر وكل طبقة من الطبقات الاجتماعية والشرائح الاجتماعية، وتلغي أحد خصائص الديالكتيكي الذي يتطلب بحث العلاقات المتكونة بين الظواهر والعامل المادي البشري وموقفه ودوره في الظواهر. إن الظواهر الاجتماعية والبيئية لا يستقيم بحثها بدون الذهاب في عمق المسائل حيث أن تلك الظواهر تتكون وتتغير في ظروف سياسية واقتصادية واجتماعية تستند إلى علاقات إنتاجية محددة.

لقد رأى صاحبنا المعنى الثانوي للإنساني والطبقي، وجعل المساحة الديمغرافية هي الحد الفاصل بين ما هو إنساني حيث أن الظواهر التي تؤذي كافة الناس هي إنسانية والظواهر المتعلقة بطبقة أو شريحة هي ظواهر طبقية.

طبيعي القول إن الفقر والمجاعات والحروب والأوبئة وغيرها لم تهبط من علياء، لها علاقاتها الوثيقة والمتنوعة مع الطبقات الاجتماعية، وإلا فإننا سنحمل فقراء أفريقيا وآسيا وجياعهما المسؤولية الكاملة عن الفقر، ولا يبقى فعلاً أية مسؤولية على الاحتكارات ما فوق القومية واستغلالها ونهبها، وهو المغزى العميق لفصل الإنساني عن الطبقي، ثم أن الفرق في سفسطات المنطق الشكلي لا تؤدي فقط إلى عزل الظواهر عن العوامل البشرية ودورها وموقفها، بل تنتهي فعلياً إلى تبرئة الطبقات المستغلة التي سبب استغلالها ونهبها عبر مئات السنين تلك الأوضاع اللا إنسانية التي تعيشها تلك الشعوب.

ومعروف جيداً أن النضال ضد الحروب هو مهمة الطبقات الشعبية، في حين أنه معروف أن تلك الحروب لا تشتعل نيرانها بعيداً عن مصالح الطبقات المستغلة، وهي في حقيقة الأمر ضد السلام وضد مناضليه وقواه، سقت ذلك المثال لتوضيح أن الظواهر الطبقية والإنسانية تتكون بفعل دور لطبقة أو أكثر، ويعود ذلك إلى علاقات الإنتاج السائدة، ولكن الصورة لا تكتمل إلا إذا رأينا أن المواقف الطبقية مختلفة ومتضادة من الظواهر الإنسانية والطبقية.

في هذا الصدد تجدر الإشارة إلى أن نضال الطبقات المستغلة تمكن من جعل العديد من المشكلات الطبقية والاجتماعية مسائل إنسانية، وبعبارة أخرى يتحول الطبقي والتحرري إلى إنساني هكذا انتهت الأمور في الحرب الأمريكية على فيتنام. وهكذا تتحول قضية الشعب الفلسطيني إلى مشكلة إنسانية وكذلك الأمر فيما يتعلق بالمجاعات والفقر والأوبئة.

إلا أن الكوارث لا تغيّب عن تأثيراتها ومفاعيلها وتداعياتها، ظهر ذلك جلياً في الولايات المتحدة عندما ضرب بعض موانئها الإعصار، فخلف أناساً مشردين دون بيت أو شجرة أو مخدة، لكن أثرياء تلك المنطقة كانوا قد ذهبوا إلى قصور أخرى لهم في أماكن أخرى من الولايات المتحدة.

إن فلسفة ماركس إنسانية لأنها فلسفة عميقة في طبقيتها، ولم يجد ماركس معبراً فعلياً للإنساني إلا بإنهاء استغلال الإنسان للإنسان، وفي ضوء ذلك كانت فكرة الماركسية أن الطبقة العاملة تحرر نفسها، وفي الوقت نفسه تحرر البشرية..

هذا هو جوهر المنهج الديالكتيكي المادي حيث الترابط بين الإنساني والطبقي.



#قاسيون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- «العصا والجزرة» مجدداً!!
- الإدارة الأمريكية.. ما وراء العناوين؟
- لماذا لم يؤد انخفاض سعر الدولار إلى تحسن الميزان التجاري الأ ...
- ديمقراطية الإعدام خارج القانون
- د. ماهر الطاهر ل«قاسيون»:كثافة الحضور العربي في أنابوليس دون ...
- العميد أمين حطيط ل«قاسيون»:جاؤوا بنار ليحرقوا بها الوطنيين ف ...
- وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل لقاسيون:«أجانب» الإحصاء الاست ...
- لننتقل من الدفاع إلى الهجوم
- أليس هذا استقواءً آخر بالخارج؟؟
- المؤتمر الخامس والعشرون لنقابات العمال .. المطالب العمالية ب ...
- انجازات مؤتمر الحزب الوطني الحاكم في مصر والخصخصة:«كمن يبيع ...
- مؤشرات جديدة لحرب أمريكية على إيران
- طموح الحركة النقابية بين الواقع.. والمأمول
- رفع سعر البنزين.. ماذا بعد؟؟
- في الذكرى ال 83 لتأسيس الحزب الشيوعي السوري..الشيوعيون السور ...
- لماذا.. وبماذا يهددون؟؟!
- لطريق إلى انتزاع زمام المبادرة الاستراتيجي
- دلالات الاستطلاع بالقوة
- ما وراء ارتفاع الأسعار ؟
- ماذا يريد الفاسدون من الشعب؟


المزيد.....




- نيويورك.. الناجون من حصار لينينغراد يدينون توجه واشنطن لإحيا ...
- محتجون في كينيا يدعون لاتخاذ إجراءات بشأن تغير المناخ
- التنظيمات الليبراليةَّ على ضوء موقفها من تعديل مدونة الأسرة ...
- غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب
- الرفيق حنا غريب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني في حوار ...
- يونس سراج ضيف برنامج “شباب في الواجهة” – حلقة 16 أبريل 2024 ...
- مسيرة وطنية للمتصرفين، صباح السبت 20 أبريل 2024 انطلاقا من ب ...
- فاتح ماي 2024 تحت شعار: “تحصين المكتسبات والحقوق والتصدي للم ...
- بلاغ الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إثر اجتماع ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - قاسيون - الترابط الديالكتيكي بين الإنساني والطبقي