أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - قاسيون - لماذا.. وبماذا يهددون؟؟!














المزيد.....

لماذا.. وبماذا يهددون؟؟!


قاسيون

الحوار المتمدن-العدد: 2084 - 2007 / 10 / 30 - 10:25
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


تواترت في الفترة الأخيرة بعض التصريحات لبعض المسؤولين الاقتصاديين، وأهمها للنائب الاقتصادي في محافل رسمية وإعلامية.. أنه في حال استمرار الدعم، وعدم رفعه حسب الخطة السابقة للحكومة، فالوضع سيصبح كارثياً بعد حين، إذ سينخفض احتياطي العملات الصعبة، وسنضطر للاقتراض بمليارات الدولارات، ويمكن أن تنخفض قيمة الليرة السورية تجاه الدولار إلى 200 ل.س، ناهيك عن ضرورة تخفيض الموازنة وما تتحمله من أعباء، وخاصة الاجتماعية في مجالَيْ الصحة والتعليم وغيرهما..

وقبل أن نناقش صحة، ودقة هذه التوقعات الكابوسية، نريد أن نطرح سؤالاً مقابلاً:

كيف كان الوضع لو سُحب الدعم تحت ستار إعادة توجيهه بالطريقة التي اُقْتُرِحت؟! فلنتخيل السيناريو المفترض في هذه الحالة..

لقد ارتفعت الأسعار في السوق بمجرد الإعلان عن نوايا الحكومة بحدود الـ 50% من مستوى أسعار ماقبل الإعلان عن خطة رفع الدعم.

ولو طبق فعلاً، ماذا كان سيحصل؟؟

استناداً لما حصل من ارتفاع فعلي لكان من المتوقع أن ترتفع الأسعار ليس 5% كما كانوا يتوقعون، وإنما بحدود 75 – 100%، أي أن مستوى معيشة ذوي الدخل المحدود الذين يشكلون الأكثرية الساحقة، كان سينخفض بشكل كارثي مع ما يحمله من أخطار اشتداد حدة التوترات الاجتماعية، مما كان سيدفع الحكومة مكرهة لرفع سريع وكبير للأجور من مصادر تضخمية غير حقيقية، الأمر الذي لو حدث، لكان سيضغط على الليرة السورية بشكل كبير، وحينها فعلاً كانت الحكومة ستجد نفسها أمام خيارين:

إما تخفيض قيمة الليرة السورية، أو الحفاظ عليها مقابل التخلي عن جزء من احتياطيات العملة الصعبة للدفاع عن الليرة في السوق... أي أن ملامح السيناريو الكارثي كان سيتحقق لو رُفع الدعم، وليس عكسه.

والآن ماذا يحصل، بعد أن فشل هذا الفريق في مسعاه الأولي؟

إنه يقوم عملياً بتخفيض بنود موازنة 2008، وخاصة الاستثمارية، بحجة شح الموارد، والمعلومات الأولية تفيد أن هذه التخفيضات جدية وكبيرة، وهذا إن دلَّ على شيء، فهو يدل على حقيقة دامغة وهي أن نسب النمو المعلنة هي أرقام خلبية غير حقيقية، وإن كانت حقيقية فيجب أن تتجلى بموارد واضحة، مما يوجب أن ترفع أرقام الموازنة لا أن تخفضها، فأين هي الحقيقة؟!!

بانتظار معرفتها من خلال البحث العلمي الدقيق، يمكن أن نؤكد منذ الآن أمرين:

الأول: إن كان النمو خلبياً «مجرد فقاعة»، فهذا يؤكد الفشل الذريع للسياسات الحكومية الاقتصادية التي أشرف عليها وأدارها الفريق الاقتصادي، مما يتطلب مراجعة سريعة لها وله.

الثاني: إن كان النمو المعلن حقيقياً، فهذا يعني أنه يجري بشكل مقصود تخريب الاقتصاد الوطني من خلال حجب الموارد المتوفرة عن خزينة الدولة أو على الأقل من خلال منع تدويرها في الاقتصاد الوطني.

والسؤال الأهم هو:

لماذا يجري كل ذلك والآن تحديداً؟! إن تهديد الاقتصاد السوري ومن ورائه الشعب السوري بالويل والثبور وعظائم الأمور، لأنه لم يمتثل لإرادة الفريق الاقتصادي، وفي هذه اللحظة التي تشتد فيها الضغوطات والأخطار الخارجية على بلدنا، لا يمكن فهمه إلا على أساس أن الجبهة الخارجية متصلة اتصالاً وثيقاً بالجبهة الداخلية التي يعد الاقتصاد والمجتمع من مكوناتها الرئيسية، وهي بنهاية المطاف جبهة واحدة، ليس فقط من وجهة نظرنا، وإنما أيضا من وجهة نظر أعداء سورية التي بممانعتها ومقاومتها للمخططات الأميركية ـ الصهيونية تضرب مثلاً يحتذى للشعوب العربية التي تنظر بقرف إلى حكامها المنبطحين، والمهزومين أمام إرادة الغرب الامبريالي.

لذلك مثلما نأخذ على محمل الجد التهديدات الخارجية، يجب أن نأخذ على محمل الجد التهديدات التي تطال الوضع الداخلي، ولكن إذا كان منع التهديدات الخارجية لايكفي فيه إرادتنا، إلا أن منع التهديدات الداخلية مرتبط بإرادتنا.. بإرادتنا فقط..

ومادام الهدف المنشود بالتهديدات الداخلية قد أعلن، فهذا يسهّل، ويقصر طريق مواجهتها، والأمر سيكون أصعب لوكان غير ذلك.

لقد أصبحت الليرة السورية وثباتها في هذه الظروف خطَّ مواجهة حقيقي وأساسي، لأنه دون ذلك سيمكن تحقيق كل مفردات مشروع الضغط الداخلي الذي سيطال مستوى معيشة الناس المتدهورة أصلاً، والاحتياطيات السورية من العملات الصعبة، ودور الدولة عبر موازنتها في تنشيط الاقتصاد الوطني وحماية المستهلك، وكل ذوي الدخل المحدود..

لقد قدر علينا أن نخوض المعركة الوطنية الكبرى على كل الجبهات في آن واحد، ولدى الشعب السوري وقواه الحية والنظيفة مايكفي من القوى وحسن التدبير لتأمين الانتصار، وفي ذلك ضمانة لكرامة الوطن والمواطن.


---------------
افتتاحية العدد 328 من جريدة قاسيون



#قاسيون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لطريق إلى انتزاع زمام المبادرة الاستراتيجي
- دلالات الاستطلاع بالقوة
- ما وراء ارتفاع الأسعار ؟
- ماذا يريد الفاسدون من الشعب؟
- الوهم والخراب..
- مشروع الشرق الأوسط الكبير دخل طريقاً مسدوداً
- خياران لا ثالث لهما
- السير نحو المجهول
- اعتدال آل سعود و«إخوتهم»..
- الحرب قادمة..
- وريث فيديل كاسترو هو الحزب
- وحدة الشيوعيين السوريين
- بغداد: مدينة الستة ملايين تعاني العطش والحر
- من لا يملك خبزه لا يملك إرادته..
- الكهرباء بين السياسة والاقتصاد
- على طريق «وحدة الشيوعيين السوريين» .. خطوة إلى الأمام
- انتخابات لبنان:انزياح المزاج الشعبي نحو إرادة الانتصار
- أي نمو نريد؟؟
- د. كمال خلف الطويل لقاسيون:مغامرو المؤسسة الأمريكية الحاكمة. ...
- الخطر الاستراتيجي القادم


المزيد.....




- التنمية الاقتصادية الروسية تقدم توقعات جديدة لأداء الاقتصاد ...
- مصر تعلن حجم الأموال من صفقة رأس الحكمة في خزانة الدولة
- السيارات الكهربائية تغزو شوارع الأردن.. ما مصير محطات الوقود ...
- كيف غيّر ميسي وجه الاقتصاد الرياضي الأميركي بانتقاله إلى إنت ...
- بعد 200 يوم من حرب غزة.. الاقتصاد الإسرائيلي يواجه صعوبات وت ...
- كبير الاقتصاديين ببنك إنجلترا: خفض الفائدة قد لا يزال بعيدا ...
- الصين تدافع عن حقها في التجارة مع روسيا
- الإمارات تسمح بتأجيل سداد القروض لمتضرري المنخفض الجوي
- نادي المصدرين الإسبان: العلاقات التجارية مع إسرائيل تتدهور ب ...
- -ركلها من الخلف-.. فتاة حلبة تتسبب بحرمان مقاتل من المنافسة ...


المزيد.....

- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى
- جذور التبعية الاقتصادية وعلاقتها بشروط صندوق النقد والبنك ال ... / الهادي هبَّاني
- الاقتصاد السياسي للجيوش الإقليمية والصناعات العسكرية / دلير زنكنة
- تجربة مملكة النرويج في الاصلاح النقدي وتغيير سعر الصرف ومدى ... / سناء عبد القادر مصطفى
- اقتصادات الدول العربية والعمل الاقتصادي العربي المشترك / الأستاذ الدكتور مصطفى العبد الله الكفري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - قاسيون - لماذا.. وبماذا يهددون؟؟!