أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قاسيون - ما وراء ارتفاع الأسعار ؟














المزيد.....

ما وراء ارتفاع الأسعار ؟


قاسيون

الحوار المتمدن-العدد: 2040 - 2007 / 9 / 16 - 07:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عشية شهر رمضان، شهدت الأسواق السورية موجة جديدة من ارتفاعات الأسعار، لتضاف إلى الموجة التي سبقتها مؤخراً بعد انتشار الإشاعات عن رفع دعم المحروقات الذي لم يتم في حينه، وهذه الموجات المتلاحقة لارتفاعات الأسعار وخاصة للسلع والخدمات التي تهم المواطن البسيط، تؤثر بشكل سلبي ومؤلم على مستوى المعيشة الذي هو أصلاً دون المستوى المطلوب. وقد واجهت الحكومة هذه الارتفاعات في الأسعار بموجات من تصريحات بعض مسؤوليها الذين هددوا بالضرب بيد من حديد على كل من يتلاعب بالأسعار، محاولين إيهام المواطن أن تاجر المفرق هو المسؤول عما يجري، والحقيقة أن السبب الحقيقي هو في مكان آخر، والأصح القول: إن جملة الأسباب الأساسية تكمن في السياسات المتبعة وطرق المعالجة.
لقد حذرنا سابقاً من فقاعة النمو التي تبجح بها الفريق الاقتصادي كثيراً، وقلنا إن النمو الحقيقي يجري عادة في قطاعات الإنتاج المادي. وإن أرقام النمو إذا جرت في أماكن أخرى مثل قطاع الخدمات، والمال، والمصارف، فإن ذلك لن يعدو كونه إلا فقاعة ستنفجر، وها هي تنفجر اليوم بالتدريج في وجه الفريق الاقتصادي، وتتجلى في الارتفاعات المستمرة في الأسعار التي هي تعبير عن خلل عضوي في السياسات والإدارة الاقتصادية.
والأدق إن سيل الاستثمارات في قطاع العقارات والأراضي هو الذي أرسى أساس المشكلة التي نعيشها اليوم، والتي يجني ثمارها المرّة المواطن البسيط. وما محاولة تحميل المسؤولية لتاجر المفرق إلا محاولة بائسة لإبعاد الشبهات عن المتهم الأساسي الذي تسبب في خلق الأجواء الحالية.
إن هذه السياسات قد خفضت هامش الأمان الذي يتمتع به الاقتصاد السوري بسبب ديونه المنخفضة واحتياطاته الكبيرة من العملات الصعبة وإنتاجه الوفير من النفط، خفضته إلى حده الأدنى، لدرجة أن أي رفع «مفتعل» للطلب كما يحدث الآن أصبح مؤثراً بشكل كبير على السوق والأسعار والقوة الشرائية لليرة.
والواضح أن العدو الخارجي الذي يتربص ببلادنا، يحاول استخدام نقطة الضعف هذه لخلق عدم استقرار اقتصادي، وتوتر اجتماعي، يؤديان بنهاية المطاف لخدمة أهدافه السياسية، لذلك أصبحت الجبهة الاقتصادية في الداخل هي جبهة مواجهة من الدرجة الأولى بامتياز..
وكان الطين سيزداد بلة لو استطاعت القوى الداعية لرفع الدعم عن المحروقات من تحقيق مآربها، إذاً كانت الأسعار سترتفع حينها بشكل ضخم وسريع مع كل ما يحمله ذلك من مخاطر هزات وفوضى....
إن البعض من الليبراليين الجدد في بلادنا يبررون سلوكهم في تصريحات رسمية، بأنهم يسعون لتحقيق اقتصاد الوفرة في مواجهة اقتصاد الندرة الذي يسبب طوابير من الدور حتى على علب المحارم.
والحقيقة أن هذه الوفرة التي يتحدثون عنها، وبالاستفادة من تجارب البلدان التي سارت على هذا الطريق، كانت وفرة بضائع متنوعة ومختلفة على رفوف المخازن، ولكن بآن واحد شح كبير في جيوب المواطن، لا يسمح له إلا بالتفرج على هذه الواجهات الوفيرة... وهم بهذا الطرح يريدون وضعنا أمام ثنائية وهمية جديدة: إما وفرة، أو ندرة بضائع في السوق، مع أن محرك الطلب، ليس عرض البضائع نفسها، وإنما القدرة الشرائية للطلب المتمثلة في الأجور، ومستوى الأسعار نفسه.
إن حكومة توفر البضائع بحرية، ولا توفر الطلب عليها، لا تختلف كثيراً عن حكومة تؤمن أجوراً اسمية جيدة، ولا تؤمن السلع والخدمات الضرورية للمواطن.
والمطلوب اليوم، هو سياسة دولة تؤمن أجوراً محترمة لمواطنها، وبالمقابل قدرة سلعية محترمة قادرة على التوازن مع الأجور.
هذا هو خيارنا الذي يؤمن كرامة الوطن والمواطن.

----------------
افتتاحية العدد 322 من جريدة قاسيون



#قاسيون (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا يريد الفاسدون من الشعب؟
- الوهم والخراب..
- مشروع الشرق الأوسط الكبير دخل طريقاً مسدوداً
- خياران لا ثالث لهما
- السير نحو المجهول
- اعتدال آل سعود و«إخوتهم»..
- الحرب قادمة..
- وريث فيديل كاسترو هو الحزب
- وحدة الشيوعيين السوريين
- بغداد: مدينة الستة ملايين تعاني العطش والحر
- من لا يملك خبزه لا يملك إرادته..
- الكهرباء بين السياسة والاقتصاد
- على طريق «وحدة الشيوعيين السوريين» .. خطوة إلى الأمام
- انتخابات لبنان:انزياح المزاج الشعبي نحو إرادة الانتصار
- أي نمو نريد؟؟
- د. كمال خلف الطويل لقاسيون:مغامرو المؤسسة الأمريكية الحاكمة. ...
- الخطر الاستراتيجي القادم
- «رَشّ انبز»... بس على مين وليش؟
- الأزمة الفلسطينية... استعصاء عابر أم مأزق دائم؟
- تخدير «سلمي» لمسار «عدواني»


المزيد.....




- ترامب وبوتين يغادران ألاسكا بعد قمة جمعتهما وترامب يؤكد عدم ...
- إجراء -غير معتاد بروتوكوليا- في المؤتمر الصحفي لبوتين وترامب ...
- مصافحة للتاريخ.. ترامب وبوتين يفتتحان قمة ألاسكا لبحث حرب أو ...
- تحركات إسرائيلية مكثفة على أطراف مدينة غزة.. خطوة أولى نحو ا ...
- قمة الـ3 ساعات.. مباحثات -بناءة- بين ترامب وبوتين في ألاسكا ...
- ترامب: لم نتفق بشأن -القضية الأهم- مع بوتين
- ترامب وبوتين يعقدان مؤتمرا صحفيا بعد اجتماعهما
- السويد: مقتل شاب وإصابة آخر في إطلاق نار قرب مسجد بمدينة أور ...
- ضغوط الإقليم تشعل من جديد جدل السلاح بلبنان والعراق
- مشاهد محاكاة لعمليات المقاومة في حي الزيتون بمدينة غزة


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قاسيون - ما وراء ارتفاع الأسعار ؟