أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قاسيون - أليس هذا استقواءً آخر بالخارج؟؟














المزيد.....

أليس هذا استقواءً آخر بالخارج؟؟


قاسيون

الحوار المتمدن-العدد: 2113 - 2007 / 11 / 28 - 10:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تصريحات النائب الاقتصادي السيد الدردري في لندن الأربعاء 9/11/2007، تثير الكثير من التساؤلات التي تتطلب إجابات واضحة، لأنها لا تضع فقط مصداقيته قيد البحث، وإنما أيضاً الحكومة التي يمثلها. فهو يقول: «اتخذنا القرار بالاندماج بالاقتصاد العالمي مهما كانت الكلفة»، ويضيف فوراً: «عادة، الدول التي تشرع في عملية الإصلاح، كالتي شرعت بها سورية تؤازرها شقيقة كبرى... لكننا في سورية من يؤازرنا؟ أعتقد أن المجتمع الدولي يفوت على نفسه فرصةً كبيرةً جداً ليكون شريكاً مؤازراً لأكبر وأكثر برنامج إصلاح تحدياً...».

هكذا تماماً.. لسان حاله يقول: بدأنا بالإصلاح الذي تريده الشقيقات الكبرى (احزروا من المقصود؟)، ولكنكم خذلتمونا ولم تؤازرونا رغم أننا مستعدون أن نقوم بما تريدون.

ألم يصبح مفهوماً حتى الآن، أن الشقيقات الكبرى، أي الغرب الإمبريالي، لا يقدم شيئاً، إلا إذا قبض ثمنه مسبقاً؟! وفي حالتنا، فإن أي دعم اقتصادي مشروطٌ بتنازلات سياسية مسبقة تمسّ جوهر القضية الوطنية، أي دور سورية الوطني ووزنها الإقليمي سياسياً.. لماذا؟ لأن إعادة هيكلة المنطقة سياسياً، ووضعها تحت حماية إسرائيل الصهيونية، هو الضمانة الحقيقية لعائدية أية استثمارات اقتصادية يمكن أن يقدم عليها الغرب «المترنح» تحت وطأة أزمته الخاصة، والتي تؤكد الأيام أنه لا مخرج منها سلمياً...

أي أن العقدة هنا، التي أصبحت مفهومة للجميع، هي: التحولات السياسية في المنطقة والتي اسمها الحركي: «الشرق الأوسط الكبير»، هي الضمانة الأمنية لأي تجاوب اقتصادي غربي مع أية عملية إصلاح مزعومة.

ولكن، إذا كان الإصلاح، إصلاحاً فعلاً، لماذا يتطلب ضمانة أمنية؟ لأنه بالذات ليس ذلك الإصلاح الذي تريده شعوب المنطقة لمصلحتها وخيرها، وإنما ضد مصلحتها وخيرها ولذلك مطلوب ضمانات سياسية وعسكرية له!

وأمام هذه الحالة من الإصرار على الاندماج مع الغرب «الفارط»، هناك تفسيران: إما أن السيد الدردري يستغبينا، لأنه يعتقد أن لا أحد سيفكّ ألغاز الرسائل المشفرة في كلامه، والتي في جوهرها هي استدعاء للدعم من الخارج، وإما، وهو الاحتمال الأحسن، «لا يفهم» لماذا تجري الأمور هكذا، وهو ما قاله حرفياً عندما أكد: «شراكتنا مع الاتحاد الأوربي تم تعليقها لأسباب حتى الآن (لا نفهمها)».

فإذا لم يفهم هو حتى الآن أسباب عدم إقامة هذه الشراكة التي كان داعياً متحمساً لها، معتبراً إياها في حينه القاطرة لفرض الإصلاحات التي يرفضها المجتمع السوري، فهذا شأنه، أما القوى الوطنية فكانت ترى في هذه الشراكة منذ البدء فخاً لجر سورية إلى معسكر المعتدلين العرب، وفي أحسن الأحوال مقدمة لإضعاف مناعتها، ومن ثم جرها إن ارتضت ذلك أو لم ترض.

والحمد لله أن القرار السياسي لم يكن، ويجب ألا يكون بأيدي أناس متهالكين على إرضاء الغرب (مهما كانت الكلفة)، هذا المنطق الساداتي الذي أسقطته الشعوب، ولفظته الأيام والتجارب... والخطير في منطق (مهما كانت التكلفة)، أنه يمكن أن يودي بصاحبه إلى تنازلات سياسية كبرى للوصول إلى الهدف المنشود، ألا وهو الإصلاح المزعوم الذي من منطلق طبقي محدد، يجب أن يخدم شرائح محددة أصبحت ترى خلاصها بالركوع أمام العدو الخارجي واستجدائه، خوفاً من شعوبها وحمايةً لمصالحها الضيقة.

لا نريد هنا معالجة واستعراض النتائج المبهرة التي حققها فريقه الاقتصادي خلال فترة زمنية قياسية، فهي لن تصمد أمام أي نقد جدي وتحليل، وخاصة إذا أخذنا عينة منها مخبأة في المجموعة الإحصائية لعام 2006 في صفحتها 321 والتي اعتبرت علناً أن تصدير المازوت (عفواً تهريبه) في قائمة تصدير القطاع الخاص قد بلغت 870 ألف طن بما قيمته 18.8 مليار ل.س، وقياساً على هذا الإنجاز، فعلى الإنجازات الأخرى السلام...

فهذا المثال هو خير إثبات على الطريقة التي تبنى عليها الأرقام والإنجازات الوهمية المختلفة...

وما يهمنا أخيراً، هو برنامج الدردري الذي سيغذ السير فيه في عام 2008، وهو حسب ما أعلنه من لندن:

1 – مواجهة العجز في الموازنة الذي تتسبب فيه سياسة الدعم المتبعة.

2 – الحكومة لا يمكن أن تستمر في دعم قطاع عام خاسر.

3 – لدينا 1.4 مليون موظف إنتاجهم ضعيف، سنجلس العام القادم لمناقشة هذا الموضوع بجدية.

4 – إعادة توجيه برامج التربية باتجاه السوق المفتوح (أين الإجتماعي؟) لتتلاءم مع سوق العمل.

وينهي كلامه بلغة المنتصرين قائلاً: سورية لن تتراجع عن قرارها بالانتقال إلى اقتصاد السوق (لم نفهم هنا: مفتوح، مغلق، أم اجتماعي)، وأخطر ما في هذا البرنامج أنه يجعل النتائج أسباباً، مغيباً بحركة التفافية سريعة الأسباب الحقيقية للعجز في الموازنة وفي وضع القطاع العام التي تكمن في السياسات الاقتصادية الحكومية الكلية التي تمنع الاستثمار الحقيقي، ولا تريد مواجهة الفساد الكبير الذي تحول إلى عائق أساسي للنمو، وعائق أساسي لمنع تدهور المستوى المعاشي للناس، في وقت أصبح هو بالذات (أي موارد الفساد التي يجب أن تمتلكها الدولة والمجتمع)، المصدر الرئيسي للنمو، ولتحسين معيشة المواطنين، وفي ذلك ضمانة لكرامة الوطن والمواطن.
----------------
افتتاحية العدد 332 من جريدة قاسيون



#قاسيون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المؤتمر الخامس والعشرون لنقابات العمال .. المطالب العمالية ب ...
- انجازات مؤتمر الحزب الوطني الحاكم في مصر والخصخصة:«كمن يبيع ...
- مؤشرات جديدة لحرب أمريكية على إيران
- طموح الحركة النقابية بين الواقع.. والمأمول
- رفع سعر البنزين.. ماذا بعد؟؟
- في الذكرى ال 83 لتأسيس الحزب الشيوعي السوري..الشيوعيون السور ...
- لماذا.. وبماذا يهددون؟؟!
- لطريق إلى انتزاع زمام المبادرة الاستراتيجي
- دلالات الاستطلاع بالقوة
- ما وراء ارتفاع الأسعار ؟
- ماذا يريد الفاسدون من الشعب؟
- الوهم والخراب..
- مشروع الشرق الأوسط الكبير دخل طريقاً مسدوداً
- خياران لا ثالث لهما
- السير نحو المجهول
- اعتدال آل سعود و«إخوتهم»..
- الحرب قادمة..
- وريث فيديل كاسترو هو الحزب
- وحدة الشيوعيين السوريين
- بغداد: مدينة الستة ملايين تعاني العطش والحر


المزيد.....




- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...
- مئات المستوطنين يقتحمون الأقصى المبارك
- مقتل فتى برصاص إسرائيلي في رام الله
- أوروبا.. جرائم غزة وإرسال أسلحة لإسرائيل
- لقطات حصرية لصهاريج تهرب النفط السوري المسروق إلى العراق بحر ...
- واشنطن.. انتقادات لقانون مساعدة أوكرانيا
- الحوثيون: استهدفنا سفينة إسرائيلية في خليج عدن وأطلقنا صواري ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قاسيون - أليس هذا استقواءً آخر بالخارج؟؟