أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - أحمد سوكارنو عبد الحافظ - المعلم فى مراحل التعليم المختلفة بين الأمس واليوم














المزيد.....

المعلم فى مراحل التعليم المختلفة بين الأمس واليوم


أحمد سوكارنو عبد الحافظ

الحوار المتمدن-العدد: 2133 - 2007 / 12 / 18 - 10:23
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


رغم تطور المناهج الدراسية فى المراحل المختلفة فى الآونة الأخيرة وحرص المسئولين على مواكبة العصر فى العلوم والتكنولوجيا والدراسات الإنسانية إلا أن مستوى الطلاب اليوم لم يرتفع وقدرتهم على الفهم والتحصيل لم تنمو بقدر كاف لاستيعاب هذا التطور الحاصل فى شتى المجالات. لا ننكر أن طلاب اليوم ليسوا كطلاب الأمس ولكن الأهم هو أن معلم اليوم فى مراحل التعليم المختلفة لم يعد مثل معلم الأمس حيث كانت هذه المهنة تمثل رسالة يؤديها المعلم نحو المجتمع وحيث كان المعلم يدرك أنه يمثل قدوة لتلاميذه وطلابه، قدوة فى القناعة ومساعدة الآخرين والصدق مع النفس والتضحية بها.

كان معلم الأمس فى جميع مراحل التعليم يؤمن بأهمية الرسالة التى يؤديها نحو تلاميذه وطلابه ولم يكن يكتفى بإلقاء الدروس وشرحها ثم يذهب إلى حال سبيله، إذ كان يولى اهتماما خاصا بهم ويحثهم على التفوق ويتتبع خطواتهم داخل وخارج المدرسة ويأخذ بأيديهم للتغلب على العثرات والعقبات التى تواجههم ولا يلتفت إلى القروش القليلة التى تختبئ فى جيوبهم. أتذكر عندما كنا صغارا نلعب الكرة المصنوعة من قطعة القماش ويلوح فى الأفق خيال أى من أساتذتنا فى المدرسة الابتدائية نختفى فورا عن الأنظار. لقد كان الأستاذ محتفظا بكرامته ولم يكن جل همه وغايته جمع الأموال. لقد كان الأستاذ يشترى من حر ماله مجموعة أقلام وكراسات ليعطيها للطلاب المتفوقين تشجيعا لهم على المنافسة ومواصلة الاجتهاد. وكان الأستاذ مثل مكتشفى المواهب يتنبأ بمستقبل باهر للمجدين من الطلاب ولا يتردد فى مد يد العون لمن يحتاج المساعدة. أذكر أن أحد أساتذتى (صلاح مرسى) فى المرحلة الابتدائية سألنى ذات مرة عن المادة التى أجد صعوبة فى فهمها فقلت له: الحساب، فأعطانى دروس إضافية فى هذه المادة ورفض أن يتقاضى أى أجر. ومازلت أذكر أستاذ اللغة الانجليزية محمد نور فى مدرسة محمد صلاح الدين الباقر الثانوية بمركز نصر النوبة الذى أعاقه ضيق الوقت عن شرح كتاب القواعد ففوجئنا به يحث طلاب الفصل على التواجد بعد صلاة العصر لشرح الكتاب دون اجر أو مقابل. ويمكن قول إن أستاذ الجامعة بالأمس القريب لم يكن ليتردد لحظة واحدة فى تقديم المساعدة لطلابه. أتذكر عندما كنت طالبا جامعيا فى السبعينيات أن ذهبت إلى أستاذنا أمير كامل فى كلية الآداب بقنا لأشكو له عدم توفر الكتب الأجنبية فى مكتبات المدينة فإذا بهذا الأستاذ الجليل يصر على إحضارها لى من القاهرة. واذكر أستاذا آخر هو الدكتور أحمد المختار الذى توجه إليه أحد الطلاب ليحصل على الكتاب مجانا فتبين أن الكتاب لم يعد متوفرا ففوجئنا بالأستاذ يخرج من جيبه مبلغا من المال ويقدمها للطالب حتى يتمكن من تصوير الكتاب. أليس هؤلاء هم الأجدر بالإشادة والأكثر استحقاقا للتقدير وعرفان الجميل؟

إن هذه الصفات وغيرها من كريم الخصال وحميد السجايا باتت غريبة فى مؤسساتنا وهيئاتنا التعليمية وذلك لانشغال معلمينا ومدرسينا بهمومهم الخاصة. من المعروف أن هناك مجموعة من المدرسين تسعى لامتهان مهن أخرى بعد انتهاء اليوم الدراسى فمنهم من يعمل فى السباكة أو أعمال الطلاء أو قيادة سيارات الأجرة. والجدير بالذكر أن معظم معلمى اليوم صاروا يجوبون القرى والنجوع مترددين على منازل الطلاب لإلقاء الدروس الخصوصية. وأعتقد أن هؤلاء المعلمين مضطرون لتحقيق دخل يضمن لهم حياة كريمة إذ لم يعد المرتب كافيا لتغطية احتياجاتهم. ولكن ما يدعو إلى الأسف هو أن جلهم قد يتبنى اتجاه الدروس الخاصة طريقا لتحقيق الثراء السريع. لقد ابتدعوا أفكارا جديدة لزيادة الدخل واستنزاف أولياء الأمور ومنها تصوير بعض الأوراق وبيعها فى كل لقاء. وحتى أساتذة الجامعة باتوا مشغولين بأمور أخرى تتعلق بتحقيق الأرباح سواء بطرق مشروعة أو غير مشروعة. لقد أشترى أحدهم قطعة ارض من أحد المواطنين بسعر زهيد وعقد النية على التربح من بيعها. واستطاع بدهائه المعهود أن يستغل سذاجة وطيبة هذا المواطن الذى أراد بيع قطعة مماثلة ليقنعه بأن بيع القطعتين معا سوف يحقق ربحا أكبر واتفق معه على ثمن الأرض وبادر المواطن بأن حرر له توكيلا خاصا لبيع القطعة. ولم يكذب الأستاذ خبرا إذ هم بلقاء المشترين واستلم منهم ثمن قطعتى الأرض ولما عاود المواطن الاتصال به قال له بأن الأرض بيعت بالثمن المتفق عليه ولما استبدت به الهواجس أضطر المواطن إلى مقابلة المشترين ليسألهم عن الثمن المدفوع فتبين أنهم دفعوا للمربى الفاضل ثمنا يفوق بكثير المبلغ الذى ذكره الأستاذ. ولما قابله المواطن ليتقاضى منه ثمن قطعته لم يسلمه سوى جزء قليل وطالبه بالانتظار بضعة شهور. من المؤكد أن مثل هذه الممارسات ساهمت وتساهم فى انخفاض أسهم المعلم والأستاذ فى نظر الطلاب والمجتمع.

اعتقد أن ضيق ذات اليد أدى إلى امتهان معلمى وأساتذة اليوم مهن أخرى مثل السباكة والنقاشة. أما ظاهرة اختفاء القيم والمثل والرغبة فى جمع الأموال فقد أدت إلى انتشار الدروس الخصوصية وسمسرة الآراضى والتربح بالطرق غير المشروعة دون وضع أى اعتبار للمكانة والقدوة والرسالة التى تمثلها هذه المهنة الجليلة.



#أحمد_سوكارنو_عبد_الحافظ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عشوائية القرارات فى التعليم الجامعى
- السلطة والقانون فى العالم المتحضر والعالم الثالث
- إلى متى الخلط بين الرشوة والهدية ؟
- تجربة انتخابات الحزب الوطنى فى مصر
- مسلسل -يتربى فى عزو-: الدروس المستفادة
- تجارب الطفولة وتأثيرها على شخصية الإنسان
- الحزب الوطنى ورجاله من أهل النوبة
- جرس الإنذار الأخير ينطلق فى الجامعة
- أستاذ الجامعة الذى لا يعرفونه
- الانتحار والضباب
- هل نحن حقا نهتم بالسياحة كرافد من روافد الدخل القومى؟
- لماذا اختار الفرنسيون ساركوزى رئيسا للجمهورية؟
- عشوائية الفتاوى فى العالم الاإسلامى
- عصر الإساءة إلى الديانات السماوية
- إنما الأمم الأخلاق ما بقيت
- اختفاء الرحمة من مستشفياتنا
- هل نعلم شيئا عن النوبة وأهلها؟
- هل نستطيع تحقيق مكانة إعلامية تليق باسم مصر؟
- مزايا طرح قضايا النوبة داخل أرض الوطن
- كيف نواجه جبروت المال والشهرة والسلطة؟


المزيد.....




- أثار مخاوف من استخدامه -سلاح حرب-.. كلب آلي ينفث اللهب حوالي ...
- كاميرا CNN داخل قاعات مخبّأة منذ فترة طويلة في -القصر الكبير ...
- جهاز التلقين وما قرأه بايدن خلال خطاب يثير تفاعلا
- الأثر الليبي في نشيد مشاة البحرية الأمريكية!
- الفاشر، مدينة محاصرة وتحذيرات من كارثة وشيكة
- احتجاجات حرب غزة: ماذا تعني الانتفاضة؟
- شاهد: دمار في إحدى محطات الطاقة الأوكرانية بسبب القصف الروسي ...
- نفوق 26 حوتا على الساحل الغربي لأستراليا
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بها
- الجيش الأمريكي يختبر مسيّرة على هيئة طائرة تزود برشاشات سريع ...


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - أحمد سوكارنو عبد الحافظ - المعلم فى مراحل التعليم المختلفة بين الأمس واليوم