أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - أحمد سوكارنو عبد الحافظ - عشوائية القرارات فى التعليم الجامعى














المزيد.....

عشوائية القرارات فى التعليم الجامعى


أحمد سوكارنو عبد الحافظ

الحوار المتمدن-العدد: 2123 - 2007 / 12 / 8 - 02:48
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


رغم أن الدولة تدرك أهمية وضرورة تطوير التعليم الجامعى وفق معايير طموحة للاعتماد والجودة ورغم أن الجامعات سارعت بتأسيس وحدات لقياس الجودة فى الكليات المختلفة وسعت لتنظيم الدورات تلو الدورات لرفع مستوى أعضاء هيئة التدريس فإن الأوضاع لم تتحرك قيد أنملة. وقد يتهمنا البعض بالتشاؤم إذا قلنا إن الشهادات التى تمنحها جامعاتنا فقدت بريقها، وحتى الشركات والبنوك فى مصر باتت تفضل خريجى الجامعات الأجنبية ومن المؤكد أن أحدا لم يعد يصدق الشعارات التى تهدف إلى غسيل أدمغتنا وإقناعنا بأن الحال عال العال وأن جامعاتنا باتت تسير على الطريق الصحيح المؤدى إلى عالم التقدم والتطور وربما سوف يستقر بها المقام فى قائمة الخمسمائة أفضل جامعة على مستوى العالم. وفور سماع هذه الشعارات فقد يقع المرء فريسة لاكتئاب شديد يتخلله نوبة بكاء على الحالة المتردية التى وصلت إليها الأحوال فى جامعاتنا ولا نملك الآن سوى محاولة تحديد تلك القوى التى تدفعها إلى الوراء إذ كلما تقدمنا خطوة إلى الأمام نجد الآخرين قد تقدموا خطوات ونشعر كأننا محلك سر تماما كمن غاصت قدماه فى الوحل ولا يستطيع أن يتقدم أو حتى يتراجع للوراء. وكلما وضعنا أيدينا على سبب من الأسباب نجد أن هناك أسبابا أخرى أكثر حدة وأشد ضراوة . ومما لا شك فيه أن البحث المضنى عن أسباب التراجع قد يصيب الإنسان باليأس خاصة عندما يتبين له أن المسئولين قد صموا آذانهم عن نواقيس الإنذار التى يطلقها بين الفينة والفينة وكلما أشار أصحاب الرأى والرؤى إلى سلبية من السلبيات نفاجأ بأن الأيدى الخفية تبدأ فى غزل خيوط الانتقام من حولهم بهدف إسكاتهم وترهيبهم. ولذلك لا يسعنا إلا أن نهمس فى أذن القارئ بأن آفة الآفات فى التعليم الجامعى هى عشوائية اتخاذ القرارات.

من المعروف أن الجامعات شأنها شان المؤسسات الكبرى تدار –أو هكذا يجب أن يكون الأمر—بشكل ديمقراطى حيث تناقش فيها الآراء قبل صدور القرارات الحيوية. فالجامعات بها مجالس ذات مستويات مختلفة كمجلس القسم ومجلس الكلية ومجلس الجامعة وقد أوضح المشرع لقانون تنظيم الجامعات المعمول به الآن أن هذه المجالس ليست جزرا منفصلة عن بعضها ولكنها منظومة واحدة تعمل على النهوض بالمستوى العلمى والتعليمى. فمثلا ينبغى أن تناقش الموضوعات الخاصة بأحد الأقسام فى القسم المختص أولاً قبل أن ينتقل الأمر إلى المجالس الأخرى. وهناك هدفان وراء هذا التشريع : الهدف الأول هو أن القسم المختص هو الأكثر دراية بأموره الأكاديمية واحتياجاته الفعلية. والهدف الآخر هو أن الأمور التى تناقش فى هذه المجالس ذات صلة بمستقبل أجيال وتتعلق بأموال عامة تستقطع من دافعى الضرائب. وما يدعو للأسف أن هذه الخطوات التى نظمها القانون تظل فى سبات عميق ولا تجد من يوقظها، وفى الغالب الأعم نفاجأ أن قرارا صدر من دون المرور على الأقسام المختصة مما له من آثار سيئة على العملية التعليمية، ونسوق ما حدث فى كلية الآداب بأسوان مثالا صارخا لما آلت إليه الأمور فى هذا الشأن حيث قامت كلية الآداب بأسوان بنشر إعلان تعبر فيه عن حاجتها إلى أعضاء هيئة تدريس فى مادة (لغويات اللغة الانجليزية) من دون مشورة القسم المختص، هذا رغم أن القسم يضم عضوين متخصصين فى اللغويات بينما يفتقد إلى تخصصات أخرى لم يشر إليها الإعلان. وقد يقلل أحدهم من شأن التبعات المترتبة على هذا الإعلان قائلا: أن هذا لن يضر بل أن التعيين فى هذا التخصص إضافة ودعم لهيكل القسم. وبالطبع هذه المقولة مردود عليها للأسباب التالية:

أولا: هذه القرارات تؤدى إلى إحداث انشقاق وتصدع بين أعضاء القسم من جهة وعميد الكلية من جهة أخرى. ثانيا: هذه القرارات قد تلحق الضرر بالمال العام لأن الإعلان يبحث عن تخصصات لا حاجة للقسم لها ولا يعمل على سد العجز فى التخصصات الأخرى إذ سيظل القسم يعتمد على الانتدابات فى التخصصات الشاغرة التى لم يلتفت إليها الإعلان. وبعبارة أخرى فإن هذا الضرر بالمال العام يتحقق من خلال أمرين: الأمر الأول يتمثل فى توفير الدرجات المالية للأعضاء الجدد فى تخصصات غير مطلوبة والأمر الثانى يتعلق بتخصيص ميزانية خاصة للإنفاق على الانتدابات فى التخصصات التى لم يعلن عنها..

ربما سيغضب البعض لأننى نكأت الجرح وقد يكون ذلك صحيحا لكنه جرح ملوث أبى أن يندمل ولا يجدى معه محاولات التطهير والتضميد ولا علاج له سوى البتر وإلا امتد الخطر لسائر أجزاء الجسد. قد نقبل العشوائيات فى إحيائنا الشعبية أو حتى فى قرانا النائية ولكننا لا ينبغى أن نتعاطف مع عشوائية اتخاذ القرارات فى التعليم الجامعى.



#أحمد_سوكارنو_عبد_الحافظ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السلطة والقانون فى العالم المتحضر والعالم الثالث
- إلى متى الخلط بين الرشوة والهدية ؟
- تجربة انتخابات الحزب الوطنى فى مصر
- مسلسل -يتربى فى عزو-: الدروس المستفادة
- تجارب الطفولة وتأثيرها على شخصية الإنسان
- الحزب الوطنى ورجاله من أهل النوبة
- جرس الإنذار الأخير ينطلق فى الجامعة
- أستاذ الجامعة الذى لا يعرفونه
- الانتحار والضباب
- هل نحن حقا نهتم بالسياحة كرافد من روافد الدخل القومى؟
- لماذا اختار الفرنسيون ساركوزى رئيسا للجمهورية؟
- عشوائية الفتاوى فى العالم الاإسلامى
- عصر الإساءة إلى الديانات السماوية
- إنما الأمم الأخلاق ما بقيت
- اختفاء الرحمة من مستشفياتنا
- هل نعلم شيئا عن النوبة وأهلها؟
- هل نستطيع تحقيق مكانة إعلامية تليق باسم مصر؟
- مزايا طرح قضايا النوبة داخل أرض الوطن
- كيف نواجه جبروت المال والشهرة والسلطة؟
- حرية التعبير كضمانة للديمقراطية فى مصر


المزيد.....




- إعلام: وفد مصري إلى تل أبيب وإسرائيل تقبل هدنة مؤقتة وانسحاب ...
- -أنصار الله- تنفي استئناف المفاوضات مع السعودية وتتهم الولاي ...
- وزير الزراعة الأوكراني يستقيل على خلفية شبهات فساد
- ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب عنف- في ...
- دراسة حديثة: العاصفة التي ضربت الإمارات وعمان كان سببها -على ...
- -عقيدة المحيط- الجديدة.. ماذا تخشى إسرائيل؟
- مصر: بدء التوقيت الصيفي بهدف -ترشيد الطاقة-.. والحكومة تقدم ...
- دبلوماسية الباندا.. الصين تنوي إرسال زوجين من الدببة إلى إسب ...
- انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض ...
- الخارجية الأمريكية لا تعتبر تصريحات نتنياهو تدخلا في شؤونها ...


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - أحمد سوكارنو عبد الحافظ - عشوائية القرارات فى التعليم الجامعى