أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ناس حدهوم أحمد - صرخة يائسة














المزيد.....

صرخة يائسة


ناس حدهوم أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 2128 - 2007 / 12 / 13 - 10:06
المحور: الادب والفن
    



كلما أقبل عيد من الأعياد
تشدني الكآبة ويغمرني الحزن . فلا أكاد أفهم هذه الظواهر التي يأخذ بها الناس
ولا يستطيعون منها فكاكا .رغم ما تسببه لهم من مشاكل ومصاعب جمة .
أرقب سرورهم وفرحتهم أثناء هذا العيد فيبدو لي ذلك تافها للغاية وأنا أرى قلوبا
يغمرها البؤس والمعاناة وهي تتبادل التهاني بطريقة متكلفة ومصطنعة .
أعياد غير واقعية مصدرها قصص غرائبية وأساطير بعيدة كل البعد عن المنطق
والواقع المعيش .في نفس الوقت تجد هؤلاء يتعلقون بهذا الواقع بشكل غريب فتبدو
هذه النفوس كما لو أنها مصابة بالفصام وبعقلية لا تبعث على الإرتياح.
أسترجع حالتي المفعمة بالقلق والحزن فلا أكاد أقتنع بوجودي أو أثق حتى بما تم حشوه في ذاكرتي وأنا طفل صغير
أشياء لا يصدقها العقل ولا تخضع لمنطق الحياة
وإذا ما أردت الإستفسار بخصوص ذلك لا أجد من يتقبل مجرد المناقشة
( ولو ممن يظنون نفسهم مثقفين )
فيصبح الشك عند هؤلاء في مستوى الجريمة ويصبح العقل برمته خيانة عظمى .
حتى المدرسة نفسها تطعم أطفالنا وتغديهم بالقصص والأساطير الخارجة عن المنطق
فينسب ذلك الى قوة عليا .فلمن يصدق هذا الطفل العقل أم النقل ؟ الغرائبي أم
واقع الحال ؟
والوقت يوحي بعكس ما تطرحه مناهجنا والدليل على ذلك هو تقدم العقل على النقل
فبطريقة تفكيرنا لم نستطع بناء غواصة واحدة أو طيارة واحدة أو أشياء أخرى وما
أكثرها
صرنا مهددين في أمننا القومي
في أمننا الغدائي كذلك
خطر خارجي وآخر داخلي
لقد جاء إندحارنا من تفكيرنا الميت
كيف يمكن أن تكون أمورنا صحيحة بينما الآخر يراها فيسخر منها ومنا ؟
نستورد كل احتياجاتنا التكنولوجيا من ذاك الآخر الذي يسخر منا ثم نعلم أطفالنا
كيف نشتم ذلك الآخر لأنه لا يشبهنا ولا يفكر بعقليتنا
لكننا لا ننكر أن هذا الآخر هو صانع التيكنولوجيا التي هى الأساس للحياة الحديثة وأركانها
لقد تحولنا الى كتل بشرية تمشي على الأرض تستهلك ولا تبدع وتنامت فينا
الأسطورة
والخيال النكوصي بينما خصومنا يتنامى فيهم العقل وتنقرض لديهم خلفيات
الماضي السحيق. هم يبنون الجديد ونحن نرمم القديم إلى أن يسقط فوق رؤوسنا
نسافر إلى بلادهم فنصاب بالإحباط من جراء ما نراه لديهم من تقدم وبناء عملاق ونظام
متساوي الأضلاع
شعوبهم مستيقظة شعوبنا نائمة
شعوبهم تشارك في عملية البناء الشامل
شعوبنا تنام حالمة داخل خرائبنا
لم يعد لدينا إبداع نتحدث اليه سوى بعض إبداع الماضي الذي مات من جراء الإجترار
وتحول علماءنا إلى رواة للقصص والأساطير
بينما علماؤهم صاروا روادا للفضاء
صناعا للصواريخ العابرة للقارات
مبدعين للتكنولوجيا الحديثة ( بالتأكيد علماؤنا لا يفهمون ألفها من يائها )
شعوبنا تغرق في التخلف والجهل والأمية
ولم نعد نر ى في شوارعنا إلا تكاثر المجانين بسبب البؤس
تكاثر المشردين بسبب إنعدام المأوى
تكاثر الشحادين بسبب إنعدام لقمة العيش والكرامة
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .



#ناس_حدهوم_أحمد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوار من الداخل
- سيدة الشعر
- قصة مهداة الى الأخ الكبير مصطفى مراد
- عشوشة والعيد
- الكبش القاتل
- اللوتس المترنح
- دخان البحر
- الركض المتسول
- الدهشة
- لوثة العيد
- رمضان والقلة
- وطني بين الأمس واليوم
- عدالة الغرب في إختطاف الأطفال الأفارقة
- الحب والشيخوخة - مهداة الى مصطفى مراد والحمزاوي -
- شارون الكارثة
- صدام الكارثة
- طعنة خنجر
- الموت
- وحيد في عزلتي
- آكل الصخرة


المزيد.....




- الأدب، أداة سياسية وعنصرية في -اسرائيل-
- إصدار كتاب جديد – إيطاليا، أغسطس 2025
- قصة احتكارات وتسويق.. كيف ابتُكر خاتم الخطوبة الماسي وبِيع ح ...
- باريس تودّع كلوديا كاردينال... تكريم مهيب لنجمة السينما الإي ...
- آخر -ضارب للكتّان- يحافظ في أيرلندا على تقليد نسيجي يعود إلى ...
- آلة السانتور الموسيقية الكشميرية تتحدى خطر الاندثار
- ترامب يعلن تفاصيل خطة -حكم غزة- ونتنياهو يوافق..ما مصير المق ...
- دُمُوعٌ لَمْ يُجَفِّفْهَا اَلزَّمَنْ
- جون طلب من جاره خفض صوت الموسيقى – فتعرّض لتهديد بالقتل بسكي ...
- أخطاء ترجمة غيّرت العالم: من النووي إلى -أعضاء بولندا الحساس ...


المزيد.....

- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ناس حدهوم أحمد - صرخة يائسة