الاتفاقية الاستراتيجية بين العراق والولايات المتحدة الامريكية

جوزيف شلال
(Schale Uoseif)

الحوار المتمدن-العدد: 2117 - 2007 / 12 / 2 - 11:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

الاتفاقية الغير ملزمة التي وقعها الرئيس بوش مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي لتحديد علاقات بلديهما بحيث تمهد لاجراء محادثات رسمية العام القادم لرسم معالم علاقات استراتيجية متينة وقوية مستقبلا . من اهم تلك النقاط الواردة في الاتفاقية والمعاهدة الغير ملزمة بين الطرفين هي . . .
في الجانب السياسي
دعم الحكومة العراقية في حماية النظام الديمقراطي من الاخطار الداخلية والخارجية . احترام الدستور وصيانته باعتباره تعبيرا عن ارادة الشعب والوقوف بحزم امام اي محاولة لتعطيله او تعليقه او تجاوزه . العمل والتعاون المشترك بين دول المنطقة والذي يقوم على اساس الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية ونبذ استخدام القوة في حل النزاعات .
في المجال الاقتصادي
دعم العراق للنهوض في مختلف المجالات الاقتصادية وتطوير قدراته الانتاجية ومساعدته على الانتقال الى اقتصاد السوق والتجارة الحرة . تشجيع وتدفق الاستثمارات الاجنبية وخاصة الامريكية الى العراق للمساهمة في عمليات البناء واعادة الاعمار . مساعدة العراق على الغاء ديونه وتعويضات الحروب التي قام بها النظام السابق .
ثالثا - المجال الامني
تقديم التزامات لبغداد لردع اي عدوان خارجي يستهدف العراق وينتهك سيادته وحرمته واراضيه ومياهه او اجوائه . مساعدة العراق في مساعيه لمكافحة جميع مجموعات الارهابية وفي مقدمتها تنظيم القاعدة الارهابي . دعم العراق في تشييد وتدريب وتسليح قواته المسلحة لجميع اصنافها . تتولى الحكومة العراقية تاكيدا لحقها الثابت بقرارات مجلس الامن الدولي منها الفصل السابع وطلب ولاية قوات متعددة الجنسية للمرة الاخيرة .

في هذه الخطوة الكبيرة والمهمة نقول
الاتفاقية هي نوع من المعاهدة طويلة الامد ولو انها الان تعتبر غير ملزمة وفي طور النقاش واجراء المزيد من المباحثات والاضافات والحذف الا انها من اقوى المعاهدات والاتفاقيات التي عقدتها اميركا مع اي دولة حليفة . وهي شبيهة الى حد ما ببعض الاتفاقات المبرمة بين الولايات المتحدة وبعض الدول الخليجية لحمايتها من اية تهديدات خارجية يمكن ان تتمثل في المستقبل .
من الامر الطبيعي ان يكون هناك معارضة داخلية في العراق لمثل هكذا اتفاقات . ولكن في النهاية نقول من لديه الشرعية والسلطة والولاية هو فقط القادر على ابرام مثل هكذا معاهدات من هذا النوع مع دول خارجية لطالما ان الشرعية وحسب راي متوفرة وطالما كذلك ان السلطة التنفيذية هي مخولة باجراء مثل هذه الاتفافيات فستجريها بالرغم من وجود وكما قلنا تحفظات لدى المعارضة وهذا حاصل في كل نظام ديمقراطي .

انا لا اعتقد ان الاتفاقية فيها اضرار ومساوئ للعراق وللشعب العراقي واعتبرها من قمة الانجازات الكبيرة التي حققتها الحكومة والدولة العراقية الحديثة وخاصة حكومة السيد نوري المالكي والمالكي شخصيا . وهي مهمة لانها جاءت في الوقت المناسب وبعد اربع سنوات من التحرير من ابشع نظام دموي ودكتاتوري وفلشي .
المعاهدة والاتفاقية الحالية والغير ملزمة تمثل رغبة عراقية سياسية استراتيجية بان يكون العراق حليفا قويا لاميركا واميركا كذلك راغبة بذلك . ومن هنا ارى ان الحليف الجديد الاستراتيجي لاميركا سيكون الاول وهو العراق بالرغم من ان هناك حليف قوي واستراتيجي في المنطقة الا وهو اسرائيل .

اسرائيل غير قادرة على التحرك في المنطقة لاسباب كثيرة منها البعد التاريخي من الصراع وحتى العقائدي وعملية السلام والحروب ومشاكل التطبيع والعلاقات الطبيعية .
العراق سيكون له دور مهم وفي غاية من الاهمية في المنطقة لانه اي العراق قادر في التحرك وعلى جميع المستويات والاتجاهات لانه سيكون مقبولا لدى جميع الاطراف .
هناك من قال حول هذه الاتفاقية بانها ستنتهي وتقبر مع انتهاء حكم ولاية الحزب الجمهوري والرئيس بوش في نهاية عام 2008 . نقول ان من يحكم اميركا ويوجه سياساتها وبرامجها الطويلة الامد هي - مؤسسات خلف الكواليس - هي التي تقرر وتطرح السياسات والمهات وما على الرئيس والادارة سوى التنفيذ . نحن لا نقول انها دكتاتورية ونظام حكم كما الموجود في العالم الثالث والدول الاخرى ولكن هذه هي سياسة اميركا التي اوصلتها الى القمة في كل شيئ .

اخيرا سنسمع من الاعلام العربي ومن المضللين والحاقدين على العراق والعراقيين كلاما غريبا وعجيبا . واول ما سمعته كان ان في الاتفاقية ابقاء 50 الفا من القوات الامريكية في العراق ولا نعرف من اين اتوا بهذا الرقم . علما حصلت على نص الاتفاقية الكامل / ومن يريدها انا جاهز ان ابعثها له / .
نحن لم نقل سوف لا تكون قوات في العراق . وحتى وجود مثل تلك القوات هذا لا يعني الانتقاص من السيادة والتدخل في الشان العراقي . اذن كيف نقرا حالة كوريا الجنوبية واليابان والمانيا والبحرين وقطر والكويت ودول اخرى عديدة . ! .

#جوزيف_شلال (هاشتاغ)       Schale_Uoseif#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل