أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - عبد العزيز الخاطر - فاتورة الفوات التاريخى














المزيد.....

فاتورة الفوات التاريخى


عبد العزيز الخاطر

الحوار المتمدن-العدد: 2115 - 2007 / 11 / 30 - 11:00
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


فاتورة " الفوات التاريخي "
الدولة : شركة خاصة والشعوب : زبائن
نتعجب كيف تُورث الجمهوريات في عالمنا العربي وكيف ينحاز الاقتصاد لطبقة على حساب الطبقات الأخرى وكيف يزداد عدد الجامعات والمدارس في عالمنا العربي أيضاً ويزداد معدل الأمية فيه كسراً للقاعدة العكسية بين الطرفين وألا عجب من ذلك أنه كلما ازددنا استهلاكاً للتكنولوجيا ارتفعت بالتالي كمية التعصب والتطرف داخل أطرافنا . ثمه مرحلة من عدم التوازن وعدم التجانس وكأن الأمــر خليط من الأزمان والمراحــل داخل بوتقة الحاضر المعاش . انه " الفوات التاريخي " فالانسداد التاريخي ضمن مرحلة واحدة من التطور وعدم قيام التغيرات المطلوبة داخل بنى الدولة العربية واكتفاءها أو وقوفها فقط ضمن مرحلة النشوء الأولى في الجانب السياسي والاجتماعي والاقتصادي أي مرحلة " ما قبل الحداثة " أدى بالتالي الى ظهورها بالمظهر المشوه الذى نراه ونلمسه بأيدينا وأحاسيسنا لقد كان من المنتظر أن تحدث تغيرات داخل هذه البنى إذا لم تكن في ساعتها فلابد أن تكون في مراحل متأخرة ولكن ضمن الدائرة الواحده للتطور العالمي ، لقد استغرقت مرحلة الحداثة فترة طويلة وارتكزت على معايير وقيم طالت جميع أبنية هذه المجتمعات وربما ليس آخرها إسقاطات وتأثيرات ما يسمى بالعولمة التي تحولت معها القيم الى رموز والأنظمة الى تحالفات للقوى الاقتصادية في المجتمع في مرحلة ما بعد الحداثة كما يسميها البعض ، لقد كان واضحاً أن هذه الإفرازات ما كانت لتتم لو لم تحقق هذه المجتمعات الحداثة أولاً وهي كما تجلت سياسياً في مجتمعات التعدد والليبرالية واقتصادياً في قيام الدولة الضريبية والاقتصاد الحر واجتماعياً في الفصل بين الماضي والحاضر أي المعاصرة ، لذلك كان من السهل عليها وبهذه البنية التحتية القوية أن تتعامل مع فوضى ما بعد الحداثة بأقل الخسائر والتكلفة حيث تغيرت بنية الأحزاب الحاكمة هناك ولم تعد تحكمها الأيدلوجيات السياسية فقط حتى مع احتفاظها بأسمائها التاريخية ولا يخفى على أحد أثر كارتلات الشركات العملاقة العابرة للقارات في صياغة الفعل السياسي تبعاً لمقتضيات مصالحها في شتى الأحزاب ولكن دور قيم الحداثة لا يزال قائماً وملموساً على أيه الحال وهو ما يشكل هيكل الدولة هناك في حين يشكل الامتداد الاقتصادي ودور الشركات العملاقة المتزايد في العملية السياسية مرحلة ما بعد الحداثة .
فثمه ارتكاز وتراكم تاريخي لـه القدره في التحكم بإفرازاته والتعامل معها ولكن ما هو الحال لدينا ؟ قفزه كبيرة وعبور مخيف لمرحلة الحداثة دون المرور بها وبتأثيراتها واضطرار حقيقي لمواكبة إسقاطات ما بعد الحداثة التي يمر بها عالم اليوم. هنا حصل تشوه حقيقي حيث الانتقال من مرحلة سابقة للحداثة الى مرحلة ما بعد الحداثة فتحولت الدولة مضطرة للتعامل مع هذه الكارتلات الاقتصادية الضخمة الى شركة خاصة لتسويق منتجات تلك الكارتلات يديرها النظام وتحولت الشعوب الى زبائن لدى الدولة ( الشركة ) بحكم دورها الاستهلاكي نظراً لعدم قيام الأسس الحديثة للمجتمع المدني الحقيقي في عالمنا العربي فالأمر يبدو أشد مأساوية نظراً لعدم وجود مرجعية حقيقية تاريخية يمكن لهذه الشعوب أن تلجأ لها عند شعورها بالضيم والإجحاف فالمرجعيات أما قبلية أو دينية أو طائفية في حين أن مرحلة ما بعد الحداثة خاصة في أبعادها الاقتصادية تواجه مقاومة ضارية لدى نقابات العالم المتقدم الحريصة على بقاء البعد الإنساني في جميع الحالات واضحاً ومؤثراً وهو كما أشرت في ثمرات تحقيق مرحلة الحداثة السابقــة . فمرجعيات تلك الشعوب الحديثة لا تزال قائمة وإفرازاتها منجزات لا تستطيع أن تتخلى عنها أما الدولة في عالمنا العربي فهي في مأزق حقيقي بين فترة قيامها وانقطاعها عن التطور وانتقالها بالتالي الى مواجهه هذه المرحلة المتقدمة جداً من الحداثة . دونما وجود للأسس الحقيقية اللازمة لاستمرارها بشكل طبيعي وانتقالها من مرحلة أخرى بشكل أكثر انسيابية دون أن يلحق ذلك بالمجتمع أي أذى أو كارثة . ولنا أن نتصور عمق المشكلة حينما ندرك إن سقوط الدولة ( النظام ) في عالمنا العربي يعني سقوط المجتمع وسقوط المجتمع يعني بالتالي الرجوع الى الحالة الطبيعية الأولى أي مرحلة الاقتتال من أجل البقاء وفي الوقت الذى يعبر فيه العالم الى مرحلة متقدمة من الفكر السياسي تقوم على تأسيس حقيقي للقطاع الثالث من المجتمع وهو القطاع الأهلي ومؤسساته ونقاباته للموازنة مع القطاعين الحكومي والخاص نجد إعادة إنتاج " الملك العضوض " وتجميل صورته مستمرة تحت دعاوى كثيره ليس أقلها التمسح بالديمقراطية وقيام المجتمع المدني بينما الواقع عبارة عن إعادة إنتاج لصفحة مظلمة من تاريخنا كأمة .



#عبد_العزيز_الخاطر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فخ الديمقراطيه صندوق الانتخابات وغزو الدهماء
- لما ذا يعجز الطرح الايديولوجى عن انقاذ الامه؟
- الطبقه الوسطى فى الخليج وظاهرو التضخم
- الوعى الحقيقى والوعى الزائف
- قانون المرورالجديد واخلاقيات المهبه
- الوعى الزائف لجيل الامس
- انسان الخليج النفطى
- الاصطفاف خلف صنمية النص
- تناقض سافر:شكل الدوله الحديث ونمط العلاقات المتخلف
- دولة الرفاه وروشتتها السحريه
- روح المجتمع خط الدفاع الاخير
- امريكا تعيد العالم الى الطور الدينى
- ازمة الطبقه الوسطى فى دول الخليج
- الحياه تبدا بعد السلطه
- أمم هاربة .الاستحقاق الحضاري….. وهروب الأمم
- الحاجه الى انسنة العلاقات
- وعى الهزيمه وهزيمة الوعى
- شاعر المليون ووهم اللغه
- قضايا المواطن عندما يعبر عنها بما يشبه النباح
- العقيده وغلبة الاجتماعى على الددينى


المزيد.....




- الجيش الباكستاني يجري تجربة صاروخية ناجحة وسط تفاقم التوترات ...
- مصر تبلغ الولايات المتحدة رفضها التدخلات الإسرائيلية في سوري ...
- من هم أبرز الصحفيين الذين قُتلوا في حرب غزة؟
- الجيش الإسرائيلي يعلن استعداد قواته لحماية الدروز في سوريا، ...
- فرنسا ـ محاولة سرقة ساعة فاخرة بقيمة 600 ألف يورو من أمير قط ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن -انتشاره بجنوب سوريا- وبيدرسون يدين ال ...
- البرلمان العربي يندد بانتهاكات إسرائيل
- الجيش الإسرائيلي ينشر مشاهد لغاراته العنيفة الأخيرة على مواق ...
- مراسل RT: الطائرات الأمريكية تشن 6 غارات على مديرية مدغل في ...
- -القسام- تنشر فيديو لأسير إسرائيلي نجا من القصف على غزة يوجه ...


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - عبد العزيز الخاطر - فاتورة الفوات التاريخى