أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عباس النوري - العراقي شخصية لا تتنازل – لا تتطور!















المزيد.....

العراقي شخصية لا تتنازل – لا تتطور!


عباس النوري

الحوار المتمدن-العدد: 2106 - 2007 / 11 / 21 - 06:12
المحور: كتابات ساخرة
    


صحيح أن أكثر المصائب التي صبت على العراقيين ومازلت، وتستمر لفترات قادمة…نتيجة سياسة خاطئة استغلت من قبل قوى إقليمية وعالمية. والعالم مهما كان متطور أو متأخر يحاول بدافع غريزي ضمان مكاسب، هناك قوانين تحدد أسلوب الحصول على المكاسب، وهناك أخلاق وشريعة سماوية تبين كيفية الكسب بأن لا يكون على حساب الآخرين. وهناك مقولة ( القانون لا يحمي المغفلين) تستخدم بشكل فضيع لدرجة امتصاص دماء البشر من حيث لا يشعرون. ومهما تطورت القوانين في الدول التي يحكمها القانون الوضعي، ترى اللص سابق القانون بخطوة إن لم يكن بأكثر. وهذا الصراع مستمر بين المشرعين والمنفذين للقوانين وبين المخالفين والباحثين عن الثغرات القانونية لضمان الطرق الأفضل للحصول على مكاسبهم غير المشروعة والمخالفة للقانون، لأن خلافهم هو مصدر ووسيلة توصلهم لغاياتهم.
بعض الشعوب التي وقعت عنوةً تحت ضل الاحتلال وقسوته اتخذت مساراً مسالماً لتحقيق مصالحها. لأنه أصبح واضحاً لديهم بأن مجابهة المحتل بنفس طريقة المحتل لا تؤدي لنتائج تدر عليهم بشيء، ولا يصلون لغايتهم. فابتكروا طريقة ترضى المحتل وتشل عدائية توجههم بل تجعلهم بحالة مطمئنة. فاستمروا في العمل وكسب المعرفة. وتركوا المحتل يكون حارساً صديقاً غير مبالين لوجوده. وهذه الشعوب تطورت لدرجة أنها تغلبت على المحتل بسلاح العلم والمعرفة وحولتهما للكسب المادي بحيث وصلوا لمرحلة ليس فقط للاكتفاء الذاتي بل غزوا العالم بمنتجاتهم.
هنا لا بد أن أسجل كلمة، هو ما قلته، ليس من باب تبرير وجود المحتل. لكون المحتل لم يأتي عن رغبة خاصة ولم يجابهه مقاومة. بل جاء نتيجة ظروف هيئة وسهلت عملية سطوته. لكن العراقي حينما واجه مصيبة وجود المحتل بهذا الشكل، بدأت شخصيته الحقيقية تظهر وتتفاعل لتغير واقع فرض نتيجة سياسات خاطئة. لكن هذا النوع من التغيير لم يوظف بطريقة سليمة تعطي نتائج مفيدة للشعب. الشخصية العراقية تأثرت بمجمل المصائب المتكررة خلال تأريخه القديم والحديث. وهذه الشخصية التي بنيت نتيجة تكرار الظلم حتى من أهله وجيرانه وأصدقائه… جعلته فاقداً للثقة بالآخرين، والمقصود بالآخر، هو أنه ابتداء من المنطقة الواحدة ترى خلاف وتشنج بين طرف وآخر. وهذا تطور ليأخذ الطابع المتشنج بين مدينة وأخرى، وبين القوميات، والأديان، والمذاهب… والعشائر ما بينها. قد يقول قائل: الاستعمار وضع هذه السلبيات لتشتت صف الشعب العراقي ومن ثم استغلالها. ولكن الشعب نفذ ما خطط له الاستعمار إن كان صحيحاً. عدم وجود الثقة داخل الشخصية العراقية بصورة عامة أصبح مرضاً اجتماعياً ليس من السهل علاجه، وهذا الذي يعكسه واقع السياسة العراقية. وهو أيضاً منعكس بين أطياف الشعب العراقي. انعدام الثقة بالآخر، يؤدي إلى انعدام التلاحم وانعدام المحبة وينتج البغضاء والكراهية. ونتج اليوم وبعد التغيير، التحرير، الاحتلال…بغض وكراهية بين عراقي الداخل وعراقي الخارج…وبات هذا المصطلح المصطنع نتيجة معدومية الثقة. ويمكن القول بأن انعدام الثقة بالآخرين ينتج انعدام الثقة بالنفس، فترى تقلب وتخبط العراقي وانتقاليته المتكررة من فكرٍ لآخر. تطهر عوامل الاضطراب المجتمعي ويخلق الشخصية المضطربة. لذلك هناك ظاهرة، بأن كل عراقي هو رئيس دولة…وهذه الظاهرة موجدة في الحزب الواحد وتخلق خلاقات ومتشنجات, وموجودة داخل العائلة, وموجودة داخل الحكومة، والبرلمان وغيرها…(رئيس البرلمان ونائبه يتخاصمان ويتبادلان الكلام البذيء، وسفير أمريكا المحتلة يصلح بينهما). المثل الشعبي يقول: ( إذا كان صاحب البيت في الدف ناقرا… فكيف هو شيمة أهل البيت). هل يمكن هذا القياس. بعض العراقيين قالوا عن رئيس البرلمان في الوهلة الأولى عند ترشيحه لهذا المنصب المرموق الذي يمثل قمة الأخلاق والمكانة السياسية والاجتماعية، (هذا واحد سرسري، مبين من حركاته) وتصور أن نائبه الأول رجل يضع على رأسه عمامة رسول الله (صل الله عليه وآله) ويصل بهما درجة انعدام الأخلاق نتيجة لانعدام الثقة بين عراقي وآخر أن يتسابوا وتشاتموا بكلمات بذيئة ويأتي أمريكي ورجل غير مسلم ويمثل الاحتلال ليصلح بينهما…هؤلاء قادة فكيف تكون الرعية، أو ماذا ينتظرون من الرعية أن يفعلوا. ولماذا يجب علي أنا أن أكتب هذه المقالة. هل بعد هذا يتطور العراق ويحصل على الأمن والأمان. حتى أن أسلوب مخاطبة رئيس البرلمان في الكثير من الجلسات التي تنقل من خلال شاشة التلفزيون، يشمئز له الإنسان البسيط، ويتأوه ويقول مع الأسف هؤلاء يقودوننا. تطورت حالة انعدام الثقة بين العراقيين لدرجة أن في كل بيت سلاح إن لم يكن عدد من الأسلحة، لأنهم لا يثقون بالجيران ، فكيف بهم يثقون بالغريب وأقصد بالغريب أي من منطقة أخرى.
عراقيو الداخل وعراقيو الخارج، مصطلح ظهر بعد التغيير. وهذا أيضاً نتيجة لعدم الثقة بين هذا وذاك. المعارض للنظام هو معارض إن كان في الخارج أم كان في الداخل، ومن هو الذي لا يترك العراق أيام النظام المقبور إن توفرت له الفرصة…إلا البعثي المستفيد، أو من ليس له القدرة المالية والجرأة لترك الوطن…وقليل من المحبين المستميتين الذي بقوا رغم الظروف العصيبة. من كان يسكن الفنادق خمسة نجوم، ومن له مثل هذه الإمكانية المادية لكي يدفع أجرة فندق خمسة نجوم…أهو فقط الكلام جزافاً، وهل يعرف من يتفوه بهذه الكلمات مقدار أجرة غرفة واحدة لليلة واحدة في فندق خمسة نجوم. نعم كان هناك البعض القليل المتعاونين مع الأمريكي، أو من أصحاب رؤوس الأموال الضخمة وهذه الأسماء معروفة لدى الجميع. ولكن البعض الذي رجع للعراق وأصبح خلال أشهر مليونير بالدولار لم يستطع تأجير بيت بسيط عند دخوله للعراق، وبل كان يعيش على المساعدات الاجتماعية في الدول الأوروبية. أو على الأكثر يملك مطعم فلافل أو محل لبيع المواد الغذائية. إذا كان الكلام عن هؤلاء فلا بأس، لكن التعميم بأن جميع عراقيو الخارج سكنت فندق خمسة نجوم، ونضالهم ضد الحكم الفاسد والفاشي لا يضاهي نضال عراقيو الداخل الذي تجرع مرارة الدكتاتورية وقسوة الحصار الاقتصادي وحرارة شمس صيف العراق المحرقة وبرودة شتائه…لا في هذا إنصاف للعراقي كوحدة وطنية متجانسة…أو المفروض تلاحمها وبث روح الأخوة والمحبة بينهم.

العراق قي خطر!
وأكثر الخطورة تأتي من أهلها قبل الغرباء وقبل الأعداء، إن لم تتوحد الجهود للنهوض بهذه الأمة العراقية وتبديل الخوف من الآخر بالتواصل وبناء الثقة المتبادلة فلا يقوم لهذا الشعب قائم. وإذا لم يتحمل بعض السياسيين الوطنين المخلصين للوطن والشعب، ليس أصحاب المصالح المقززة، الذين يفعلون أي شيء فقط لكي يضعوا كل الإمكانيات المتاحة لضمان مصالحهم وإن باعوا العراق بثمنٍ بخس. عدم التنازل بين العراقيين وقبولهم الآخر، ورفضهم لكل مظاهر التفرقة بين مكونات الشعب العراقي. هذا هو العامل الأخطر لانعدام التطور. وبالتالي تتفاقم الأمراض الاجتماعية وتتكاثر ولن يكفي معاجم العلاج السيكولوجي لتغطية كثرتها، ولن يفيدها دواء مصطنع غريب فيه من المضار أكثر من الفوائد. الحل الأمثل، عدم إلزام الآخرين بسبب تعاستنا، بل الاعتراف بالأخطاء التي سببها هو نحنو وليس الآخرين…تحمل المسؤولية للجميع، ليس هناك عراقي مفضل على عراقي آخر…القضاء على كل أنواع الفساد…محاسبة السارقين الكبار قبل مقاضاة السارقين الصغار. وضع سقف أخلاقي لكل سياسي ومن لا يلتزم توجب عليه عقوبة اجتماعية يفضح ويهان أمام الشعب، ويجرد من كل ما حصل عليه قبل وصوله للسلطة…من خلال تطبيق قانون من أين لك هذا!



#عباس_النوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحكومة نجحت في الخطة الأمنية!
- مثلث برمودا والحقوق الضائعة!
- النفط ينتهي بعد عشرين عاماً!
- الأخلاق والسياسة لا يلتقيان
- جمهوريات كردستان الاتحادية على الأبواب
- الفوضى الخلاقة!
- الاستئثار بالسلطة!
- حركات تحرر أم منظمات إرهابية!
- كفى..كفى...مسؤولية المؤسسات المدنية
- العدوان التركي …التصدي له واجب كل العراقيين!
- ملاحظات حول استراتيجية الأمن القومي العراقي
- تقسيم العراق بين الواقع المر وسذاجة الأمريكان
- ما زلت لا أعرف …لكني أبحث!
- المالكي والوزراء الجدد
- لمن الحكم؟
- هل الوضع المتردي في العراق له حلا واح أم عدة حلول؟
- هل للحكومة الحالية بديل؟
- ما هي نقاط التلاقي والخلاف؟ بين مواد الدستور العراقي والقوان ...
- هل للكلمة تأثير في العقلية؟
- الليبرالية مفهوم يمكن تطبيقه


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عباس النوري - العراقي شخصية لا تتنازل – لا تتطور!