أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عباس النوري - الفوضى الخلاقة!














المزيد.....

الفوضى الخلاقة!


عباس النوري

الحوار المتمدن-العدد: 2086 - 2007 / 11 / 1 - 10:30
المحور: كتابات ساخرة
    


لا أعرف كيف يمكن لمن يملك بعض الشيء من العقل..أن يقبل الجمع بين مفهومين نقيضين لكي يحصل على نتيجة سليمة صحيحة وصحية؟
قد يكون البعض قد قرأ مثل هذا الموضوع وتمسك بالمصطلح دون أن يتمعن بأصل الكلمة…ولا بالنتائج. وقد يكون إيمان البعض بهذه المقولة ناتج عن انتمائه لحزب أيدلوجية معين فهو مجبر لكي ينعطف مع اتجاه رياح حزبه. وقد يكون القليل ممن سمع بالكلمة فأعجبته دون أن يدرك خطورة المصطلح والمهالك التي تسببها.
الحقيقة نحن البشر نتعامل مع بعضنا والأشياء على أساس العقل، المشاعر، المنطق، الذوق، أللمس، السمع، الشم…والبعض يؤمن بالحاسة السادسة والسابعة وما وراء الطبيعة…وحتى هناك من يؤمن بالخرافة ويدافع عنها. والخرافة هنا لا أقصد بها فقط كل ما هو قديم…ولا يطابق الإنسان المتحضر. فهناك خرافة مفتعلة وحديثة…لكن حين صدورها من جهة بارزة سياسيا واقتصاديا ولديها حضور عالمي…فيرددها البعض على أساس الجديد والمتحضر…لكنها في واقع الحال خرافة… ولا يقبلها العقل. نعم.. إذا كانت تلك الخرافة المفتعلة لها نتائج إيجابية لمفتعلها…فواقع الأمر أنها كانت وبال على الآخرين… ولذلك يمكن لمن أطلقها أن يسميها خرافة خلاقة مثلاً!
الفوضى … كلمة سلبية…وأي سلبي لا ينتج إلا السلبي…فلا يمكننا أن نقول ولو نقتل نحى. نعم وصف القرآن بان الآخرة لهي الحيوان… بمعنى الحياة ذلك ليس على أساس اقتلوا أنفسكم لكي تحيوا. ولا يمكن أن نعمل من أجل أشاعت الفوضى ونقول للذين أشاع الفوضى بينهم أنكم سوف تحصدون الربح الوفير … مثلاً : ساعدوا في نشر الفوضى كما هو الحال في العراق…من قتل وتشريد وتهجير وسرقة…لكي تتنعموا بالديمقراطية…أي اقتلوا وهجروا ثلثيكم ولينعم الثلث الباقي بالرفاهية والحياة الكريمة. هل المقصود هنا بالفوضى الخلاقة. تصريح "كوندوليزا رايس" في حديث لها أدلت به إلى صحيفة "الواشنطن بوست" الأمريكية في شهر نيسان 2005، أعتبرها البعض الحل الوحيد لاقامة الديمقراطية ونجاح مشروع شرق أوسطي جديد، فبدئوا يرددون المصطلح عن إدراك أو دون علم..وهم يساهمون في الفوضى بل بصورة غير مباشرة…ولا أتصور بأنهم مدركين لخطورة شاركتهم في الأمر. ولو أننا سألنا أي شخص هل تقبل أن تكون جزء من الفوضى أو أحد أسباب الفوضى لأنكر ذلك.

ومن أجل تمرير سياسة خاصة يمكن صناعة مصطلح مزدوج المعايير، ومن أجل إجبار أو إقناع الآخرين تضليل الحقائق أو ترقيع العورات. كل هذا ممكن … وممكن أيضا مزج والخلط بين الحقيقة والزيف والصدق والكذب..(الصدق المكذب…والقبيح الجميل) وهكذا,,لكن الفرق بين من يأخذ به ويتعامل معه وبين الذي بجزء المصطلح ويحاول معرفة ما وراءه ومغزاه والمراد منه والنتائج. أتصور بأن بعض من الذين قرءوا لـ سارتر خلط عليهم أمور…فقد يكون قصده من الفوضى الخلاقة بأن الإنسان بطبيعته باحث فوضوي… ولا يثبت على رأي بل في فوضى الأفكار وهذه تنتج لديه إبداعية البحث عن الملائم له.
الوضع العراقي المتأزم…هل طبقت سياسة الفوضى الخلاقة؟ إلى متى ستستمر هذه الفوضى التي خلقتها الولايات المتحدة الأمريكية؟ كم من الأرواح يجب أن تزهق لكي تعطي تلك النتائج الخلاقة؟ وخلاقة لمن؟ من سوف يحصد الثمر؟

كما عبر كثير من المثقفين عن الاستراتيجية الأمريكية في الشرق الأوسط وأهم مستلزمات نجاحها تكمن في نجاح أمريكا في العراق ومن خلال الفوضى الخلاقة. وعبر بعض الكتاب أيضا بأن هذه الفكرة (الفوضى الخلاقة) سياسة مدروسة قد هيئة قيادات القاعدة لإخراج الروس من أفغانستان ومن ثم ضرب القاعدة…وهي نفس السياسية التي سوف تسلم الحكم في دول عديدة للأصوليين أو شبه الأصوليين والمعتدلين الإسلاميين ثم ضربهم وإنهائهم…وبطرق متنوعة حسب البيئة السياسية والاجتماعية لتلك الدولة. وما يحدث في العراق لا يمكن لأي مراقب منصف ومستقل أن يجعله خارج قوس المعادلة القائل بخلق الفوضى – لكي تخلق ديمقراطية مرجوة…مرغمة عبثية وليست عفوية. الجميع يذكر أن الحالة وصلت بالشعب العراقي قبل التغيير – الاحتلال – سقوط الصنم..وما إلى ذلك من تعبير…أن بعض العراقيين قالوا ..(شارون ولا صدام)، واليوم وصلت الحالة لبعض العراقيين أن يقولوا (يا ريت يرجع صدام). هذا التغيير الجبري المفاجئ تبعته أوامر حتمية غير قابلة للنقاش … بل وكانت وكأنها مدروسة مبرمجة لا رجعة فيها. وكان لكول برايمر مهمة محددة عليه تنفيذها إن رضى العراقيون بها أو لم يرضوا…ولم تكن هناك أصوات لها معنى معارضة للقرارات التي أتخذها برايمر لكي تعم الفوضى أو تكون على الأقل بداية لمشروع الفوضى الخلاقة. وساهم في تنفيذها عدد من السياسيين عن دراية سابقة وآخرين عن غباء مقصود والبعض الآخر عدم إدراك للمخاطر.
وهذه الفوضى الخلاقة سوف تطبق في عدد من البلدان إن لم نقل أكثرها أو بالأحرى جميع الدول التي تقع ضمن خارطة شرق أوسط جديد. وفي جميع هذه الدول سياسيون اختيروا بانتقائية كبيرة ودقيقة وهم الأدوات التنفيذية لذلك المشروع.
هل تريد أن تكون ضمن مشروع الفوضى الخلاقة…وتكون خلاقا فوضوياُ … أم فوضويا خلاقاً؟‏



#عباس_النوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاستئثار بالسلطة!
- حركات تحرر أم منظمات إرهابية!
- كفى..كفى...مسؤولية المؤسسات المدنية
- العدوان التركي …التصدي له واجب كل العراقيين!
- ملاحظات حول استراتيجية الأمن القومي العراقي
- تقسيم العراق بين الواقع المر وسذاجة الأمريكان
- ما زلت لا أعرف …لكني أبحث!
- المالكي والوزراء الجدد
- لمن الحكم؟
- هل الوضع المتردي في العراق له حلا واح أم عدة حلول؟
- هل للحكومة الحالية بديل؟
- ما هي نقاط التلاقي والخلاف؟ بين مواد الدستور العراقي والقوان ...
- هل للكلمة تأثير في العقلية؟
- الليبرالية مفهوم يمكن تطبيقه
- الليبراليو والمجتمع المدني
- لا للترابط بين الاحزاب السياسية والمؤسسات المدنية
- الكرد الفيليين أصالة عراقية وواقع مهمش
- الليبرالية العراقية
- هل يمكن التقارب بين المجتمعات العراقية؟
- الاستراتيجية الأمريكية - الثمن الباهض


المزيد.....




- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...
- هاجس البقاء.. المؤسسة العلمية الإسرائيلية تئن من المقاطعة وا ...
- فنانة لبنانية شهيرة تكشف عن خسارة منزلها وجميع أموالها التي ...
- الفنان السعودي حسن عسيري يكشف قصة المشهد -الجريء- الذي تسبب ...
- خداع عثمان.. المؤسس عثمان الحلقة 154 لاروزا كاملة مترجمة بجو ...
- سيطرة أبناء الفنانين على مسلسلات رمضان.. -شللية- أم فرص مستح ...
- منارة العلم العالمية.. افتتاح جامع قصبة بجاية -الأعظم- بالجز ...
- فنانون روس يسجلون ألبوما من أغاني مسلم موغامايف تخليدا لضحاي ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عباس النوري - الفوضى الخلاقة!