أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس النوري - الاستئثار بالسلطة!















المزيد.....

الاستئثار بالسلطة!


عباس النوري

الحوار المتمدن-العدد: 2081 - 2007 / 10 / 27 - 09:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


العراقي لا يعرف كيف يشارك ويتشارك في الحكم.
بعد ثورة 14 تموز والحكومات تتبدل كل خمسة أعوام، حتى أنني تصورت بأن الانقلابات العراقية تعطي فرصة لكثير من العراقيين أن يعلو كرسي السلطة يحكم وينعم بالخيرات كيف يشاء. هذه الفكرة راودتني عندما كنت في الرابعة عشر من عمري …أمشي من الرصافة للكرخ على جسر الأحرار وقفت في منتصف الجسر وأنظر حولي محدثنا نفسي…لما أكبر يمكنني أن أستلم السلطة!
مرت أيام وأعوام…والحكومات تتبدل. وذات يوم عرضت موضوع تأسيس حزب على أثنين ممن أثق بهما، لكن خوفهما من الحزب الحاكم جعلهما يبدوان الرفض ولكنهما استمعا لما أريد قوله. وقلت …الحزب فكرته بسيطة جداً لا تخاطب مجموعة دون أخرى، ليس لها شروط تعجيزي للانضمام، ولا ينادي بالأمة العربية وينسى بقيت القوميات…وليس له مذهب معين لكي تعاديه المذاهب الأخرى. ولا يتحبب لدين ويكره الأديان الأخرى…أتحدث إليهما وأنا ألاحظ علامات وجهيهما تفسر نوعاً من الرضى. كانا من أهدئ وأكثر ثقافةً من باقي الذين كنت أعرفهم. أحدهم مدرس من أهل الرمادي والآخر في عامه الدراسي الأخير للغة الإنكليزية كلية الآداب مع أنه يبيع السمك في محل والده في منطقة الشواكة أيام العطل. لم أصادف شخصين على درجة من الأخلاق والنزاهة وحسن المعاشرة مثلهما قط. لكن الخوف من النظام القمعي أجبرنا بعدم الاستمرار في التفكير. ذلك أدى بي لكي أنسى وأتناسى حلم الوصول للسلطة. (في المستقبل سوف اكتب عن هذه القصة بتفاصيل أكثر، وأكتفي بهذا القدر لأنني أريد ربط الموضوع بأحداث اليوم).

في عراق اليوم وبعـد أكثر من ثلاثون عاماً من الاستئثار بالسلطة لشخص واحد وزع المناصب لأهله وأقاربه كيف ما شاء وحب…حتى وإن كانوا لا يفهمون من الدنيا والسياسة قيد أنملة. وكلنا يعلم أين اتجهت سفينة العراق حين كان طاقمها جهلة. وكلنا يعلم أي المصائب والحروب قادها أولئك الفاقدين للضمير والمشاعر الإنسانية…استبشرنا خيراً بقدوم حاملي شهادة الدكاترة…فلم نسمع بأعضاء مجلس الحكم إلا أنهم أصحاب شهادات وخبرات ومهارات ونشاطات سياسية ولمدد طويلة. حتى رجال الدين …فالعمامة بمثابة شهادة دكتوراه في تخصصه. وقال الشعب…اليوم الحكم بأيادي مثقفة واعية ولها القدر على الإدارة وحسن التصرف … عسى أن ينقذوا السفينة العراقية من الغرق. في تصوراتي الخاصة عن القادة الجدد … بأنهم سوف يحاولون تطبيق بعض الشيء من الذي تعلموه في غربتهم من أسلوب الحكم وتداوله في تلك الدول التي استضافوها … وكثيرُ منا يعلم ويسمع ويرى بأن لو مسؤولاً في الدول الديمقراطية خالف القانون ولو لأمر بسيط جداً وفضح أمره تنحى عن المنصب بإرادته معتذرا نادماً على فعلته. ومائة دولار أو أقل كان سبب بتنحي امرأة من رئاسة الحزب ورئاسة الوزراء في السويد…وهي قد استخدمت بطاقة المصرف الخاص بالبرلمان عوض بطاقتها الشخصية (مونا سالين اليوم هي رئيسة الحزب الديمقراطي الاشتراكي السويدي) كلفها الأمر أكثر من عشرة أعوام لكي تسترد الثقة وشعبيتها …يعني سهو وليس تعمد للسرقة. وكثر من وزراء في الدول الأوروبية قد أخطئوا في سياساتهم وتنحو عن السلطة بإرادتهم ولم يستأثروا بالسلطة…والأمثلة كثيرة.

لكن في عراقنا الجديد، الوزراء ومسؤولين على مستويات مختلفة يسرقون الملايين من الدولارات وهم مستمرين في السلطة… وبعضهم يبقى في منصبه أو يتحول لمنصب أفضل وإن تغيرت الحكومة. والعجيب في الأمر أن حكومة المالكي مستمرة دون اعتراض وهناك خمسة عشر وزارة بلا وزراء. لو كان حدث مثل هذا الأمر في أي دولة ديمقراطية لأعلن عن انتخابات مبكرة…ولقدمت الحكومة استقالتها للبرلمان. لا أعرف كيف يمكن لحكومة أن تمارس أعمالها بوجه مقبول وعدد كبير من الوزارات عاطلة عن العمل. قد يجيب البعض بأن للوزراء وكلاء وهم يقومون بالدور على أكمل وجه وهذا يكفي…لكن الأمر أن انسحاب خمسة عشر وزراء هو بمثابة تأكيد على رفضهم للسيد رئيس الوزراء نوري المالكي…وعليه كان ينبغي من الوهلة الأولى أن يعلن ويقدم استقالة الحكومة للبرلمان…والبرلمان بدوره يوافق على استمرار الحكومة ويعطيه الثقة أو أي إجراء آخر…المهم تأخذ العملية الديمقراطية مجراها…لكن الواقع يقول شيء آخر…(ليش هو أكو حكومة). القانون للأقوى. في عراق اليوم ينطبق فقط قانون الغاب ليس إلا.

أين سيصل بنا الأمر …متى ترسوا سفينة العراق على بر الأمان؟
هل المشكلة في طاقمها (الدكاترة) أم المصيبة أن هناك قوى خارجية وبمساعدة أيادي خبيثة داخلية لا ضمير لها ولا يهمها قتل الأبرياء وجوع وعوز الأرامل والأطفال والأيتام…الصغار والكبار…همهم مصالحهم الخاصة…ملئ خزائن من ثروات العراق لكي يبقوا في السلطة…من يستأثر بالسلطة. قد يكون السبب أن حرمان العراقيين خلال الحكم الدكتاتوري ولفترة طويلة خمسة وثلاثون عاماً يدفعهم بأن يتقاتلوا من أجل الكرسي دافعاً (مرضاً) نفسياً يحتاج لعلاج سريع. وقد يكون أن هؤلاء كانوا بالأمس بحاجة لدارٍ يسكنوه فلم يجدوا واليوم في قصور فخمة والخدم والحشم والأكل المتنوع…يجعلهم متمسكين أكثر بالسلطة…كأن بعضهم بالأمس يرفع صوته ويزج مئات الشباب للكفاح والنضال…ليقتلوا ويشردوا ويسجنوا…لأنهم يحاربون نظاماً قمعياً مقيت…ساندته جميع الدول الشقيقة والصديقة…وحتى الولايات المتحدة الأمريكية بل هي التي أوجدته…الدكاترة السياسيين الجدد …زجوا الملايين المؤيدة للفكرة بأن النظام القسري المتكئ على قدرة الاستعمار والاستكبار العالمي( حسب وصفهم ..أيام زمان) لكن اليوم يفعلون أي شيء فقط للبقاء فترة أطول.
يعادون أي حركة تحررية… يساندون أي قرار أمريكي…(وإن كان في الخفاء) ويبررون الوضع المتردي بالعوامل الخارجية…وهم سبب المآسي.

الحل!
الشعب العراقي يجب أن يعي وهو على درجة من الوعي بخصوص من أنتخبهم. وقد حذرت من نفاذ صبر الشعب العراقي في برنامج على قناة الفيحاء حين قلت للسيد عباس البياتي بعد فوز قائمة (555). لقد حصلتم على أصوات تؤهلكم للحكم ووضع الشعب ثقته فيكم، لكن الويل لو أنكم لم توفروا على الأقل أبسط مستلزمات الحياة الضرورية. ((والله عيب وخزي على كل من تحمل المسؤولية)) لقد بدأ الشارع العراقي يترحم على أيام الدكتاتور…أين أنتم يا من قارعتم النظام البائد..هل ترضون بهذا الكلام…أهذا الذي كنتم ترجونه (أم يرجونه منكم) من شعب ناضل وتحمل أكثر المرارات والقهر والتهجير والسجون والتعذيب بالتيزاب…والاعدامات وقطع الأذن واللسان والرؤوس …ووضعكم في مكان الدكتاتور لكي تقدموا له أبسط الأمور…ليس لكي تحولوا العراق لجنينة…والرفاهية المزركشة كما هي في كتاباتكم وشعاراتكم…الشعب يطلب الأمن والآمان والماء والكهرباء..الخبز؟؟؟( رحمة الله على عمار أبن ياسر)) حين خرج في ثورته المشهورة…هاتفاً: عجبي على من لا يجد قوت يومه لا يخرج على السلطان شاهراً سيفه… ألستم أحفاد عمار أبن ياسر…ألم تدرسوا كل تلك القصص في الحقلات الحزبية وتربى جيل مطيع لكم…وخذلتموهم … هذه الدينا كتابٌ ! لها نهاية! أم أنكم لا تؤمنوا بيوم الحساب..لماذا تكنزون الملايين والشعب يفتقد للخبز…كم أصبح سعر الطحين…وأي نوع..من السارق…تجمعون بثروات النفط المصدر والعائلة العراقية تفتقر للتر الواحد..وهذا فصل الشتاء على الأبواب…النفط يوزع لدول الجوار…وبعض المسؤولين العراقيين يستحوذون على العقود…وعوائل الشهداء الذي ضحوا بأنفسهم وأنتم تعاليتم الكراسي…تسرقونهم. إن لم يكن لكم دين فكونوا عرباً كما تزعمون. كفى الضحك على الذقون…سراق…سراق…ناكرين الفضل والجميل…أي آية تؤمنون بها…ولا تنســوا الفضل بينكم…ماذا حصلت تلك العوائل والأطفال التي تيتمت لكي تستأثروا بالسطوة والســـلطة.



#عباس_النوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حركات تحرر أم منظمات إرهابية!
- كفى..كفى...مسؤولية المؤسسات المدنية
- العدوان التركي …التصدي له واجب كل العراقيين!
- ملاحظات حول استراتيجية الأمن القومي العراقي
- تقسيم العراق بين الواقع المر وسذاجة الأمريكان
- ما زلت لا أعرف …لكني أبحث!
- المالكي والوزراء الجدد
- لمن الحكم؟
- هل الوضع المتردي في العراق له حلا واح أم عدة حلول؟
- هل للحكومة الحالية بديل؟
- ما هي نقاط التلاقي والخلاف؟ بين مواد الدستور العراقي والقوان ...
- هل للكلمة تأثير في العقلية؟
- الليبرالية مفهوم يمكن تطبيقه
- الليبراليو والمجتمع المدني
- لا للترابط بين الاحزاب السياسية والمؤسسات المدنية
- الكرد الفيليين أصالة عراقية وواقع مهمش
- الليبرالية العراقية
- هل يمكن التقارب بين المجتمعات العراقية؟
- الاستراتيجية الأمريكية - الثمن الباهض
- المجتمع العرقي -ليس مدنياً ولا ينطبق عليه مفهوم المجتمع


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس النوري - الاستئثار بالسلطة!