أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس النوري - هل للحكومة الحالية بديل؟















المزيد.....

هل للحكومة الحالية بديل؟


عباس النوري

الحوار المتمدن-العدد: 1891 - 2007 / 4 / 20 - 10:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لكون العملية السياسية لم تنل مستوى نجاح باهر يجب ان تبدل الحكومة...!

من وراء العمليات الارهابية التي تحصد أرواح العراقيين؟
من يتحمل المسؤولية جراء ما يحدث في العراق؟
هل هناك فعلاً توافق في البرلمان العراقي؟
هل من واجب الكتل البرلمانية ان تقف موقف موحد في أزمة وطنية؟

لا أريد الجواب عن هذه الأسألة, وليس لدي الجواب الشافي لكل الأطراف. لكنني اريد أن ادلوا بدلوي لعل الذي يقرأ هذه السطر يتوصل لحل يرضيه ويرضي رغباته الذاتية, أما ما يرضيني ويرضي الكثيرين أمثالي انهاء القتل والتشريد والنزاعات وتوفير أبسط سبل الحياة الكريمة لجميع العراقيين.

الإنســــــــــــان العراقي يتســـائل, ومن حقه أن يطرح كل التساؤلات لأن الأمر يتعلق بحياته ووجوده. ولكن الظاهر أن هناك من يحاول استغلال الوضع الراهن من أجل مصالح ضيقة, فمبدأ الوطنية بدأت بالتلاشي, أو بالاحرى الحس الوطني ذهب مع رياح التغيير المفاجيء.

نســــــمع أحياناً عند الأزمات أن القوى المعارضة للحكومة تتنازل عن كثير من مواقفها لكي تتحد مع الحكومة لكي يعيد البلد عافيته وسلامة مواطنيه من الأزمة, وبعدها ترجع الكتل المعارضة لتأخذ دورها المعارض وبشدة. لكن في العراق الذي يعيش أصعب مخاض سياسي وأمني والأزمات تتزايد يوماً بعد يوم, ولم نلاحظ أي ردت فعل توحد الجهود لكي ينقذ الإنسان العراقي من القتل الجماعي اليومي. وليس لي تفسيرات ومبررات للقوى التي تسعى لإسقاط الحكومة المنتخبة من قبل الشعب العراقي إلا أن اقول أن هذه القوى لها مصالح خاصة تسعى للحصول عليها من خلال اسقاط الحكومة. والجميع يعرف أن الحكومة مشكلة من جميع الكتل البرلمانية ففشلها يعني فشل الجميع, والمعوقات التي تختلق لوضعها أمام مسير عمل الحكومة هي ناتجة عن إدراك قوي بأن اسقاطها يعني وصول أشخاص آخرين لسدة الحكم...ولا أعرف أي الأمور الدستورية سوف يستخدمون لكي يشكلوا حكومة قوية. أو انهم كما نسمع يسعون لحكومة انقاذ وطني...؟؟ وللتوضيح ليس لي علاقة بهذه الحكومة ولا بالتي تأتي ولا بالبعد..أبداً بل اتحدث كمواطن يحزنه الوضع ويؤلمني كثيرا ما نرى ونسمع.

أي انقاذ وطني...وهل لديهم عصى سحرية, أم أن هناك اتفاقات خفية لا يعلم بها الشارع العراقي بين قوى انتهازية وقوى مخربة تحاول وبكل جهدها اسقاط حكومة لتكون مكانها. أم أن الغباء مسيطر على بعض العقول لكي يتصرفوا بهذا الشكل.

البعض يضع اللوم على الاسلام السياسي (مصطلح جديد), ويحاولون بقوة أبعاد الأحزاب الاسلامية السياسية المشاركة في السلطات الثلاثة من العملية السياسية الفتية. مع أنهم لم يقرئوا الواقع العراقي...أو أنهم يريدون تحويل عقول عشرة ملايين من التوجه الاسلامي السياسي لتوجه علماني بين ليلة وضحاها. فقط أن الأحزاب السياسية لم تنجح في إدارة الدولة. هل هذا ممكن؟ هل التعامل وفق المنطق والعقل؟ أم أن رمي التهم جزافاً واستعراض لقوة غير واقعية وليس لها محل اعراب في الواقع العراقي...لنفترض أن البرلمان وافق لعملية انتخابات مبكرة, ووافق السيد رئيس الوزراء بعد كل هذه الضغوط لحل الحكومة وحل البرلمان على اساس دستوري..أو حتى حل الدستور..والرجوع للشعب لكي يقول كلمته...ماذا سوف يكون رد فعل الشارع العراقي...هل يتحول من التوجه الديني السني والشيعي لتوجه علماني مجرب...او توجه ليبرالي غير معروف...؟ هل ينسون هؤلاء الانتهازيين بأن الأحزاب الأسلامية باشكالها المختلفة لها قواعد وتنظيمات جماهيرية محكمة, من غير المعقول الحكم عليها أن انصارها سوف يتخلون عن قياداتهم ...إن كانت جيدة أو غير جيدة...فقط لأن هناك رغبة وشعارات انقاذ العراق من المحنة والمأساة التي لا يمكن ان يبريء منها شركاء في الحكومة والبرلمان وغيرها من مؤسسات الدولة الحديثة. من يدعم الارهاب...من يختلس ثروات الشعب العراقي...من هم أصحاب الفساد المنظم واصحاب العصابات التي تقتل وتنهب وتشرد...أي قوة وراء هؤلاء ومن يدعمهم..؟
لماذا لا يتحدث هؤلاء المخلصين للوطن والشعب بلغة مكشوفة ليبينوا للشعب العراقي حقيقة الأمر. أين هو دور الأمريكان ... وحسب القانون الدولي هم المسؤولون الوحيدون لما يجري في العراق من خراب وسرقة ودمار وقتل وتشريد...راجع القانون الدولي الذي يحكم المحتل بسؤوليات الأمن وتأمين الحياة الكريمة للشعب المحتل... نعم سوف يكرهني الكثيرون حين يقرئون كلمة محتل....! اتفق لحدٍ ما معكم...أمريكا حررت الشعب العراقي من أعتدى دكتاتور في العصر الحديث...لقد أعدم الدكتاتور وبعض من أزلامه...لكن أمريكا بعلم أو بدون دراية ساهمت في خلق عشرات الدكتاتوريين ...الظاهرين منهم والخفيين...

نســــــمع عن عدد قتلى الجنود الأمريكان انه تجاوز الثلاثة ألاف جندي, ونسمع ارقام عن اعداد كبيرة من الميارات من الدولارات التي صرفتها أمريكا لحد الآن...من أجل من؟ أين صرفت هذه الأموال؟ هل لأمريكا أخطاء أم يجب علينا تبريرها من كل شيء حتى من الاعتداءات والاغتصابات وجرائم ... قدم مرتكبيها للعدالة الأمريكية...ولكن ليس للعدلة العراقية أي دور يذكر...وكل تلك الأمور البشعة قد ولدت أحقاد وكره وبغض...وغيرت وجهة الشعب العراقي من ان ينظر لمنقذهم من الدكتاتور المجرم لوجه مجرم أكبر وأقسى...؟؟ أليس لكل أخطاء السياسة الأمريكية في العراق من سبب في تفاقم الأمر...أليس هم من يضع المعوقات في وجه الحكومة لأن لديهم نظر في كل صغيرة وكبيرة...أليس القوى التي طالبت وتطالب بإخراج المحتل يتملقون للأمريكان ليل نهار لبقائهم لفترة زمنية غير محدودة...أين المنطق من الواقع...أم أن الواقع يرسم بما يحلو لكل طرف حسب الحسابات التي تفيده أو تضره؟
لو أن امريكا صرفت جزءاً يسير من تلك المبالغ الطائلة التي نسمع بها لسد رمق الملايين من العراقيين الذين يعيشون تحت خط الفقر لما تحولوا لعصابات ومقاتلين ومقاومين...
لو ان بعضاً من تلك الأموال صرفت بشكل معقول لسد احتياجات الشعب العراقي من الكهرباء والماء..لما تغير الرأي ضدهم؟ ولو..ولو..( واللو زرعوا وما خضر) حسب المثل العراقي.

العراق بحاجة لتغيير جذري وعلى مدى طويل وبعيد, ولكن الحلول السريعة لا تكمن في حكومة انقاذ وطني...فلا أعتقد بأن هناك مازال بين السياسيين الذي جربوا حظهم في الحكم بعد التغيير المفاجيء والقسري اناس لديهم ذرة من الوطنية الفعلية...إلا ما ندر!

الحل: حســـب رأي المتواضع هــــــــو أن لا نهاجم الآخر... أن لا نلصق التهم بجهة دون أخرى, لأن الجميع شركاء في الخراب والدمار...علينا قبول الحقيقة المؤلمة. الذي يقدر على الافصاح عن أخطائه قادر على تحمل المسؤولية...والذي يريد خلاص هذا الشعب المظلوم على مدى التاريخ القديم والحديث هـــو ذلك الوطني الذي يتفاعل مع الواقع الحالي ويتفق مع الآخرين للتوصل لحل الأزمة...ليس هناك تنازلات من جميع الأطراف لمصلحة الشعب, الكل يستميتون من أجل الحق الذي يرونه حقهم بعلم أو بجهل..بتعصب أو لبغض وكراهية... مخلفات النظام المقبور مازالت مسيطرة على عقول كثيرة...فيتعاملون مثل الزمر المقيتة لكن بكلمات مرتشه وجديدة...يهومون الناس بطلائف الشعارات وحقيقتهم سرقت الثروات. الحل تنازل واضح من جميع الأطراف عن جزء من حقوقهم وفق معادلة منصفة وقريبة من العدالة من اجل المصلحة الوطنية العامة التي هي فوق المصالح المقززة. لكن السؤال...هل لهم القدرة على ذلك؟ لا اتصور..لأنه في كل منهم آنانية كبيرة لا توصف, ولا يمكنهم التنازل عنها حتى ولو قتلوا أو قتلوا...ففي التاريخ القديم والحديث رواياة كثيرة عن أمثال هؤلاء العصابات المجرمة بحق الإنسانية فقط لنيل أهداف رسموها آنفاً, ولن يتخلوا عنها...مثلهم كمثل الذي وصل الموت حلقه, فقالوا له اعترف بالحق والجنة نصيبك...فقال: النار ولا العار...وهم أصل العار وأهله.

أين المنقذ الحقيقي؟

المخلص
عباس النوري
سياسي مستقل&ناشط في المجتمع المدني
‏الخميس‏، 19‏ نيسان‏، 2007



#عباس_النوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما هي نقاط التلاقي والخلاف؟ بين مواد الدستور العراقي والقوان ...
- هل للكلمة تأثير في العقلية؟
- الليبرالية مفهوم يمكن تطبيقه
- الليبراليو والمجتمع المدني
- لا للترابط بين الاحزاب السياسية والمؤسسات المدنية
- الكرد الفيليين أصالة عراقية وواقع مهمش
- الليبرالية العراقية
- هل يمكن التقارب بين المجتمعات العراقية؟
- الاستراتيجية الأمريكية - الثمن الباهض
- المجتمع العرقي -ليس مدنياً ولا ينطبق عليه مفهوم المجتمع
- الحجاب أم السفور
- رؤوس الفتن وأسباب المحن
- هل هناك حل للمعضلة العراقية؟
- أين المدنية من العراق؟
- مستلزمات بناء مجتمع مدني علماني ديمقراطي في العراق
- المجتمع المدني ومصادر التمويل


المزيد.....




- إزالة واتساب وثريدز من متجر التطبيقات في الصين.. وأبل توضح ل ...
- -التصعيد الإسرائيلي الإيراني يُظهر أن البلدين لا يقرآن بعضهم ...
- أسطول الحرية يستعد لاختراق الحصار الإسرائيلي على غزة
- ما مصير الحج السنوي لكنيس الغريبة في تونس في ظل حرب غزة؟
- -حزب الله- يكشف تفاصيل جديدة حول العملية المزدوجة في عرب الع ...
- زاخاروفا: عسكرة الاتحاد الأوروبي ستضعف موقعه في عالم متعدد ا ...
- تفكيك شبكة إجرامية ومصادرة كميات من المخدرات غرب الجزائر
- ماكرون يؤكد سعيه -لتجنب التصعيد بين لبنان واسرائيل-
- زيلينسكي يلوم أعضاء حلف -الناتو- ويوجز تذمره بخمس نقاط
- -بلومبيرغ-: برلين تقدم شكوى بعد تسريب تقرير الخلاف بين رئيس ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس النوري - هل للحكومة الحالية بديل؟