أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - صباح كنجي - عشرة ُ أيام ٍ مِنَ التجوال ِ بَيْنَ القرى ..














المزيد.....

عشرة ُ أيام ٍ مِنَ التجوال ِ بَيْنَ القرى ..


صباح كنجي

الحوار المتمدن-العدد: 2106 - 2007 / 11 / 21 - 06:30
المحور: سيرة ذاتية
    


إنطلقنا ُنتابع مسيرتنا ،بعد أن إفتقدنا، أبو أسمر، وتركناه يواجه مصيره لوحده، بين ربايا الجيش ، بالقرب من الشارع العام ، وإستمرت مسيرتنا بإتجاه سلسلة الجبال ،في مسعى للوصول إلى منطقة آمنة نستطيع الأختفاء فيها ،من إحتمالات كشفنا من قبل مراصد الجيش والطيران ،وعلى قمة الجبل أجْبَرْنا الدليل على التوقف لنيل قسط ٍ من الراحة ،بعد أن هدَنا التعب ، كنا بحاجة إلى النوم ، لكنّ البرد الشديد الذي حلّ بنا ،بعد أن جلسنا لدقائق ، حالَ دون مقدرتنا على النوم ِ ، بَرَدَ العرقُ المتصصبُ منا أثناء السير وتسلق الجبل و بلّلَ ملابسنا ، أخذت أجسادنا تتكور ،أسناننا تصطكُ ، أجسادنا ترتعشُ، بعضنا بدأ يهرُ.

حاولنا أنْ ندفىءَ أعماقنا بالدخان الذي كنا نسحبهُ من سكائرنا المشتعلة ،التي تتحكم بها قبضات ِأيادينا كي لا ينبعثُ منها الضوء ، لكنّ ذلك لم يُجدي نفعا ً ..

بعد يومين أو ثلاثة من المسير دخلنا قرية ( مَلكانْ ) في جبل ِ سفين ، بعد توقفنا في وسط القرية ،أحاط َبنا مجموعة من المسلحين ، كانوا بحدود عشرة ِرجال ٍ، طلبوا منا أنْ نكشف لهم عن نوايانا، خاطبهم علي خليل - أبو ماجد :

- نحن شيوعيون من الموصل ، نريد أنْ نبدأ بالكفاح المسلح ضد النظام الدكتاتوري، ونسعى للوصول إلى منطقة آمنة ، هل بإمكانكم مساعدتنا في الوصول نحو الحدود الإيرانية؟
ردّ مسؤولهم :

- أنا سيد عزيز الراوندوزي ،من الحركة الأشتراكية الكردستانية ،أرحبُ بكم بأسم مجموعتي وحركتنا وأهل القرية ومستعد لتقديم العون والمساعدة لكم ، ودعانا إلى لقاء سريع في الجامع الذي إتسع لنا جميعا ً، في حين بقيَ عددا ً من رجاله يحرسونَ القريةِ من السفوح المحيطة بها ..

في اللقاء أوضح:
إنهم كانوا يتوقعون أنْ يُقدم الحزب الشيوعي على هذه الخطوة ، منذ فترة طويلة ... لكنكم - منتقدا ً- تأخرتم ودفعتم الثمن ...
في اليوم الثاني ودعناه ورجاله ، بعد أن كلّف دليلا ً لمرافقتنا ، حمّله رسالة ً إلى احد كوادرهم يوصيه بنا ، وقدم لنا مساعدة مالية ، خمسة دنانير لكل فرد، سلمها لعلي خليل الذي شكره على هذا الموقف ..

بعد مسير يومين إلتقينا بمفرزة أخرى لنفس الحركة ، بقيادة عولة سور( عبداللة الأحمر) بعد أن قرأ الرسالة التي كتبها له سيد عزيز ، قطب حاجبيه، وبدت عليه علامات القنوط وعدم الأرتياح ، وقدم لنا بدون حماس ٍ ورغبة منه دليلا ً لمرافقتنا ،كي نتجاوز المناطق الخطرة ، التي تتوسط ربايا الجيش ، لكنّ الدليل تركنا، وسط تلك المنطقة الخطرة ،وعاد ليلتحق بسؤوله بعد ساعات .

علمنا، فيما بعد، أنّ عوله سور قد سلم نفسه للسلطة ،بعد أيام قليلة من لقاؤنا به ،محتجا ً على وصول و تواجد الشيوعيين في كردستان....

واصلنا طريقنا بإتجاه قنديل، لكننا أخطأنا الطريق، أخذنا ندور لأكثر من ثلاث ِ أيام ٍ بين حدود أربيل و السليمانية،لحين وصولنا إلى قنديل .

كانت المنطقة خالية من السكان ، بتنا ليلتنا في العراء ، بَرْدُ قنديل يلسعُ أجسادنا ،والثلج المتراكم على القمم ، وفي السفوح ،يحول الموقع ، من دون مبالغة ، إلى ثلاجة كبيرة .

حاولنا إشعال النار، بحرق عددٍ من أعمدة البيوت المهدمة ،التي خلفتها حملة الجيش في تهجير سكان المنطقة عام 1975،كدنا نحترقُ من شدة حرارة النار من الجهة المواجهة للنار، لكنّ البرد يلسع ُ الجهة الأخرى من أجسادنا. بَيْننا مَنْ تمرضَ ،ولم يستطيع مواصلة السير، لذلك إنقسمنا قبل يوم . قسم هو الأعظم من المجموعة واصل مسيره بلا توقف ٍ نحو الحدود ، وبقينا نحن سبعة أنصار** في تلك الليلة ساهرين حتى الصباح .
أذكر إنها كانت ليلة (31) آذار....

حيث بادرنا أبو آمال بالتهنئة بمناسبة ذكرى ميلاد الحزب الشيوعي العراقي ...وقبل أن نجيبه على تهنئته دوت، تنطلقُ ، القذائف لتسقط بالقرب منا ، كان مصدرها مدفع ُالربية القريبة في سفح الجبل ،لم نكن نعرف إننا قد سهرنا طيلة هذه الفترة بالقرب من ربية للجيش تتحكم بمصيرنا ..

أخذنا نحثُ الخطى ونسرع كي نتجاوز المنطقة التي يتحكم بمداها مدى المدفع المعادي. باتَ خطر الطيران مفزعا ً ، حيث كنا بلا سلاح إلا من قطعة برنو صدأة ،إستفدنا منها قبل يوم في صيد مهرة من بين قطيع خيول يتحرك في المناطق المهدمة والمحروقة الخالية من السكان ، أنقذنا لحمها من الجوع ، قبل أن نواصل طريقنا من جديد ..

في اليوم التالي جاءنا الشيخ رسول مع حصانه محملا ًبالخبز، بعد أن وصلت المجموعة التي قبلنا ، ليقودنا مسافة عشرة ساعات متواصلة إلى حيث يتواجد نهر صغير يفصل بين العراق وإيران، مؤكدا ًهذه هي الحدود .!!
هنا.. في هذا الشريط ،بين الحدود، يمكن أن نبقى، لنؤسس أول قاعدة أنصار شيوعية ...
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* مقتطف من... حكايـا... الأنصار والجبل

** هم كل من ، علي خليل- ابو ماجد ، جوقي سعدون- ابو فؤاد، خديدا طيبان-أبو سلام ، حميد دخيل – سلام ، درويش جمعة شيرو- أبو آمال ، سركوت ، صباح كنجي.



#صباح_كنجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- آزاد سعيد.. تخرصاتُ باحث ٍ أمْ نفاياتُ إرهاب ٍ !.. (2)
- آزاد سعيد.. تخرصاتُ باحث ٍ أمْ نفاياتُ إرهاب ٍ !.. (1)
- التحركات العسكرية التركية إلى أين ؟
- الأختفاء و التوجه إلى العاصمة بغداد *
- أيّ مؤتمر ٍ هذا ومَاذا ستناقشون؟!
- معركة أخرى خاسرة
- ليلة الوداع الأخيرة
- محطات مع توما توماس
- سنجار بلا أسوار
- نعالُ الله ..!!
- مؤتمر الإصلاح بين مبادرة دخليل جندي وهفوة الوزير محمود عيدو ...
- حوارات عراقية
- علي خليل... أبو ماجد هَل ْيتجددُ اللقاء ؟
- الديانة الأيزيدية
- الدين ُ امْ البشر
- حكومة كردستان ... الطريق إلى الأداء الأفضل
- اسئلة عن الإيزيدية
- بحث في دلالة معنى كلكامش.. هل كان كلكامش إبنا ً لبقرة؟
- زهير كاظم عبود...في تنقيبه للتاريخ الإيزيدي القديم..2
- (1)... زهير كاظم عبود في تنقيبه للتاريخ الإيزيدي القديم


المزيد.....




- السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية تسوق للحج التجاري با ...
- اسبانيا تعلن إرسال صواريخ باتريوت إلى كييف ومركبات مدرعة ودب ...
- السعودية.. إغلاق مطعم شهير في الرياض بعد تسمم 15 شخصا (فيديو ...
- حادث جديد يضرب طائرة من طراز -بوينغ- أثناء تحليقها في السماء ...
- كندا تخصص أكثر من مليوني دولار لصناعة المسيرات الأوكرانية
- مجلس جامعة كولومبيا الأمريكية يدعو للتحقيق مع الإدارة بعد اس ...
- عاجل | خليل الحية: تسلمنا في حركة حماس رد الاحتلال على موقف ...
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة نفط بريطانية وإسقاط مسيّرة أمي ...
- بعد الإعلان التركي عن تأجيلها.. البيت الأبيض يعلق على -زيارة ...
- ما الذي يحمله الوفد المصري إلى إسرائيل؟


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - صباح كنجي - عشرة ُ أيام ٍ مِنَ التجوال ِ بَيْنَ القرى ..