أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صباح كنجي - التحركات العسكرية التركية إلى أين ؟















المزيد.....

التحركات العسكرية التركية إلى أين ؟


صباح كنجي

الحوار المتمدن-العدد: 2094 - 2007 / 11 / 9 - 06:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تصاعدت وتيرة التهديدات الحربية التركية المترافقة مع تحركات عسكرية على الأرض وبات الساسة الأتراك يتسابقون مع جنرالات الجيش في تظخيم نبرات صوتهم ورفعها إلى الدرجة القصوى، إلى الحد الذي بتنا فيه ( نخشى ) فيه نحن المراقبين عليهم ،من إحتمال إصابتهم بتمزق في الحنجرة، أو تهتك في الشرايين ،التي تحيط برقابهم ،من شدة الشد والضغط ،الأمر الذي دفعنا لأستدعاء عجلات الأسعاف ،إستعدادا ً لتقديم المساعدة الطبية اللازمة ،عند الضرورة، في مسعى إنساني ،مطلوب منا ،في هذا الزمن الغابر، الذي يختلط فيه الحابل بالنابل ،وتتشابك فيه الخطوط ،إلى الحد الذي بتنا لا ندرك حقيقة ما يدور على الساحة، من كثرة اللغط ، الذي يترافق مع تداعيات الحدث ،ويشغل الجميع كأننا نواجه مخاطر حرب عالمية ثالثة ،ستبدؤها تركيا في ساحات كردستان ،بحجة ملاحقة مقاتلي حزب العمال الكردستاني، الذين لا يتجاوز عددهم على الألفين مقاتل في جبل قنديل ،و يبعد أكثر من خمسين كيلومترا ً عن الحدود التركية ...

والمدقق في محتوى الخبر، وتطورات الحدث ،وتعقيداته يدرك حجم الكذبة الكبرى، التي يطلقها الحكام الجدد في تركيا ،وجنرالات جيشهم !. في مسعاهم لتوتير الأجواء والأندفاع بإتجاه الحدود العراقية، على أمل التوغل في كردستان العراق ( للقضاء) على تشكيلات حزب العمال الكردستاني ،ووضع حد لنشاطه العسكري ..

هل حقا ً جنرلات تركيا وساستها جادين في القضاء على القوات المسلحة ؟ ويسيرون في الطريق المؤدية لأنهاء هذا الدور المسلح ؟ ..

هل سينتهي التواجد العسكري لقوات حزب العمال ،أو ما يطلق عليه من قبل البعض بالمتمردين الكرد ،ومؤخرا ً ( بالأرهابيين ) من خلال حملة عسكرية ؟ ...يساهم فيها الجيش والطيران والمدفعية ،وبتعاون وتنسيق مع بقية الأطراف إبتداء ً من حكومة كردستان والحكومة المركزية في بغداد والقوات الأمريكية ،التي من المؤمل أن تساهم في دعم الجيش التركي ،حسب الطلب والرغبة ،التي يُعلن فيها أكثر من طرف وجهة رسمية تركية ؟ ..

كأن تركيا قد أصبحت سيدة العالم!!!!

هل هو ذات الحلم الطوراني- العثماني ، لسيادة العالم يعود من خلال، أحلام ساسة تركيا الجدد ؟.
أم إنه مجرد أحلام مزعجة من تلك التي تنتابُ المرء ،بعد أن يتمادى في عشائه في ساعة متأخرة من الليل ،فتختلط عليه الحقائق والأوهام، كما تختلط في أحشائه تلك المخلفات الغازية المزعجة ،التي لا تنتجُ إلا الأصوات التي تبعثُ على الطرطرة ، في هذا الزمن المطرطر..

دعونا نستقرأ طبيعة الأحداث، ونميط اللثام عن جزء من حقائق الوضع العسكري والسياسي في المنطقة .
لنرى هل لهذه الأطراف رغبة ومصلحة في القضاء على التشكيلات المسلحة لحزب العمال الكردستاني ، بغض النظر عن طبيعة الوصف سواء ً أكانت قوات ثورية تدافع عن أهداف مشروعة أم تصنيفها في خانة التمرد و الأرهاب ، وهنا لسنا مطالبين بالدفاع عن سياسة حزب العمال وأخطائه وعدم تقديره لموازين القوى فهذا ليس من مهمتنا في هذا المقال.
لكن ما يهمنا هل أن القوى التي تتصدى له ،جادة في مسعاها للقضاء عليه وكيف ؟ .

تركيا الطرف الأساسي في الموضوع ،تعاني من حالة صراع، بين مؤسسة الجيش وحزب العدالة الإسلامي، الذي تمكن لأول مرة ،من قلب المعادلة وفرض رئيس إسلامي في البلاد وبات فيه جنرالات الجيش يزحفون للخطوط الخلفية .
أمّا صورة أتاتورك فتناديهم ،لكي يثبتوا ،ولا يتراجعوا ،والحل في تأزيم الأوضاع للعودة للجيش.
هاهُم الكرد في جنوب تركيا يحققون نجاحات في بناء مؤسساتهم، في كردستان العراق وهاهي تشكيلات حزب العمال الكردستاني، في قنديل ،فلماذا لا يستغلون الوضع .
بدأت المؤسسة العسكرية تصعد الموقف ...

في السنين التي مرت ،لأكثر من نصف قرن، كانت كردستان ساحة حرب متواصلة ،إستخدم فيها المقبور صدام وجيشه ،مختلف صنوف السلاح ،بما فيها الكيمياوي ،ولم يستطيع من القضاء على تشكيلات البيشمركة.

رحل صدام ونظامه إلى مزبلة التاريخ ...وبقي الكرد كشعب حي... قدرهُ أن يواصل بناء تجربته بعرق أبنائه، رغم العراقيل التي يضعها الجيران في طريقه.
لكنه يتقدم وسوف يتقدم ..
(الفضلُ) يعود فيما يعود ،بعد تضحيات أبنائه الأبطال ،من البيشمركة والفلاحين الذين تحملوا أعباء تلك السنين العجاف ، والمتظامنين معهم ، أجل( الفضل ) يعود إلى المؤسسة العسكرية التركية ،وحالة الفساد المنتشرة بين جنرلات الجيش التركي، الذين كانوا يزودون الثورة الكردية في العراق بالسلاح والعتاد ،وكان أحد مصادرهم، الجيش التركي، وبالذات هؤلاء الجنرالات ،الذين كانوا مستعدين لبيع وطنهم تركيا من أجل حفنة مال، أو صفقة دولارات ، ولن أتحدث عن كيلو الشاي أو علبة السيكائر التي كنا نقدمها للضباط الأتراك من أجل السماح لنا للعبور في الأراضي التركية ،مع سلاحنا وعتادنا ، في وضح النهار!!! .

هل هذه مواصفات جيش يرغبُ في القضاء على حالة التواجد العسكري لحزب العمال في كردستان؟.
هل من مصلحة الجنرالات إنهاء دور حزب العمال المسلح ؟ .

إذا كان الجواب بنعم.. نقول لهم تتمكنون من تحقيق هذا الهدف وسوف تصلون لهذه الغاية بدون سلاح ...ومن دون تحركات عسكرية ...ولن تحتاجوا لجيش ...والطريق واضحة تتطلبُ توسيع ديمقراطيتكم ،رغم مثالبها ، والأعتراف بحق الشعب الكردي في تقرير مصيره بنفسه وأنا واثق إنه لا يطلب أكثر من حكم ذاتي في هذه المرحلة ...

فحكموا عقولكم وابحثوا عن الحل الحقيقي ،بدلا من إضاعة وهدر طاقات شعوب تركيا في مضمار تحركات جيوشكم ، التي ستتقدم نحو الحدود وتعود ليسجل الجنرالات في قائمة صرفياتهم ثلاث أو أربع مليارات دولار، تم صرفها، وهذا أقصى ما يمكن أن تحققوه فالبيشمركة لن يبقوا في قنديل، والأبواب مشرعة لهم .

إبتداء ً من إيران التي لن يكون من مصلحتها إنهاء دورهم ، كما هو ليس من مصلحة أمريكا التي التقت بالعديد من قادة حزب العمال أكثر من مرة ، طيلة السنوات الأربع الماضية .

أمّا حكومة كردستان ،التي يخلق لها تواجد حزب العمال المتاعب، فهي الأخرى لن تقبل بهزيمتهم، رغم ضغوطاتكم ،وتهديداتكم .

حتى من نادى بموافقته على إجراءاتكم العسكرية ،من دول الجوار، كان نظامه ،وما زال يقدم المساعدات لهذه التشكيلات ،وقد شهدتُ ذات مرة ورود صفقة سلاح ،من نظام صدام حسين عبر مؤسسات دولة عربية معادية له ، مررها جهاز المخابرات كدعم لحزب العمال الكردستاني ، ناهيك عن تواجد زعيم حزب العمال والمكتب السياسي لسنين طويلة هناك ،فهل من مصلحة هذه الدولة، أن ينتهي دور حزب العمال ،أم إنها رسالة لتخفيف دور هذا التنظيم في صفوف الكرد هناك ،بعد أن تبلورت ونمت مطاليبهم ،وباتت تشكل ورقة ضاغطة على تطورات الأحداث داخل البلد ...

هذه هي السياسة الجميع يتسابقون للقاء بحزب العمال ودعمه ، لكنهم يتواطئون إعلاميا ً مع تركيا، تركيا المسكينة وتركيا الغبية ، في خظم إستحقاقات وضعها الداخلي ،الذي يتداعى من خلال ملف الدخول إلى المجموعة الأوربية وإشتراطاته ، وملف الأرمن ومخلفاته التاريخية الدامية ، والكرد وإصرارهم في إثبات تواجدهم، بعد أن اقتحموا البرلمان ووصلوا بهذا العدد المؤثرإلى أروقته ، والديمقراطية وتطبيقاتها التي تفرض إنزواء العسكر وعدم تدخلهم في الشؤون السياسية .
هذه هي بعض ملابسات الوضع العسكري الجديد في تركيا، وإستعراض العضلات الذي لن يتعدى حدود تركيا الجغرافية ،هذه المرة، فالأتفاقيات التي أبرمتها تركيا مع المقبور صدام ونظامه، قد ولى زمانها ،والعقل والمنطق يقول إننا في كردستان والعراق ،لن نكون شرطي للجندرمة التركية، وإن تطلب ذلك التخلص من قوات وتواجد حزب العمال ، فذلك لن يكون من خلال الموافقة علة دخول جيشها وتدنيسه لتراب العراق .. هذه هي اللعبة ولن تكون حكومة كردستان والحكومة العراقية طرفا ً فيها وغدا لناظره قريب ...

ونصيحة لحكام تركيا الجدد ،إدخروا جهدكم ومخصصات حربكم، للمشاريع التي تخدم شعوبكم .
ونصيحتي الأخيرة لوجه الله ...أنا الذي لا يؤمن به.... إن طريق التخلص والقضاء على حزب العمال وتشكيلاته يمر من بوابة حقوق الشعب الكردي وإستحقاقاته ..
تلك هي أبوابها مشرعة لكم ....فإدخلوها صاغرين ..



#صباح_كنجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأختفاء و التوجه إلى العاصمة بغداد *
- أيّ مؤتمر ٍ هذا ومَاذا ستناقشون؟!
- معركة أخرى خاسرة
- ليلة الوداع الأخيرة
- محطات مع توما توماس
- سنجار بلا أسوار
- نعالُ الله ..!!
- مؤتمر الإصلاح بين مبادرة دخليل جندي وهفوة الوزير محمود عيدو ...
- حوارات عراقية
- علي خليل... أبو ماجد هَل ْيتجددُ اللقاء ؟
- الديانة الأيزيدية
- الدين ُ امْ البشر
- حكومة كردستان ... الطريق إلى الأداء الأفضل
- اسئلة عن الإيزيدية
- بحث في دلالة معنى كلكامش.. هل كان كلكامش إبنا ً لبقرة؟
- زهير كاظم عبود...في تنقيبه للتاريخ الإيزيدي القديم..2
- (1)... زهير كاظم عبود في تنقيبه للتاريخ الإيزيدي القديم
- الطريق إلى الإحتفاء ِ بالجريمة...1
- آذار... تداعيات الذكرى والقيم
- إلهُ الحربِ ودينُ الديناميت!


المزيد.....




- -صدق-.. تداول فيديو تنبؤات ميشال حايك عن إيران وإسرائيل
- تحذيرات في الأردن من موجة غبار قادمة من مصر
- الدنمارك تكرم كاتبتها الشهيرة بنصب برونزي في يوم ميلادها
- عام على الحرب في السودان.. -20 ألف سوداني ينزحون من بيوتهم ك ...
- خشية حدوث تسونامي.. السلطات الإندونيسية تجلي آلاف السكان وتغ ...
- متحدث باسم الخارجية الأمريكية يتهرب من الرد على سؤال حول -أك ...
- تركيا توجه تحذيرا إلى رعاياها في لبنان
- الشرق الأوسط وبرميل البارود (3).. القواعد الأمريكية
- إيلون ماسك يعلق على الهجوم على مؤسس -تليغرام- في سان فرانسيس ...
- بوتين يوبخ مسؤولا وصف الرافضين للإجلاء من مناطق الفيضانات بـ ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صباح كنجي - التحركات العسكرية التركية إلى أين ؟