أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - سينثيا فرحات - انتي دينك ايه؟














المزيد.....

انتي دينك ايه؟


سينثيا فرحات

الحوار المتمدن-العدد: 2106 - 2007 / 11 / 21 - 11:59
المحور: حقوق الانسان
    


هذا السؤال شائع في مصر مثل السؤال عن الاسم، اذا كان بشكل اجتماعي، او حكومي، او تعليمي او في اي مؤسسة داخل مصر… و حتي يأتيني علي الايميل!!
و في ظل هذا الهوس الهستيري بالتصنيف الديني عادة لا اجيب عنه، لان السؤال الغير صالح، لا يأتي غير باجابة باطلة حتي و ان كلا الطرفيين اعتقدوا حق الاعتقاد في طبيعية مشاعية هذا الاجراء الاستفساري التطفلي عن امر شخصي مثل المعتقد الديني.

و دائماً يسير في هذا المنهج:
- انتي دينك ايه؟
- هل تفرق كثيراً؟
- لا، لا طبعاً كلنا اخوات!!

اذن لماذا هذا السؤال اصبح من المظاهر المجتمعية التي تصنف ب"الطبيعية" و الذي يبرهن علي عدم طبيعيته اني عندما ابادر بالسؤال عن ما هو الفرق يتفضل السائل بالتقرير انه لا هناك فرق في حالة دفاعية تلقائية لمعرفته في اللاوعي ان هذا سؤال عنصري و تمييزي.

هل تحدد منهج تعاملك مع البشر بناء علي ما يقولون و هم يتحدثون لالههم؟
هل تشعر بتهديد لمجرد ان تعلم ان اخريين يصلون صلاة غيرك، اسلامية او بهائية او مسيحية او حتي لا يتلون صلاة علي الاطلاق؟
هل تشعر بانك تهدف لتحويل كافة البشرية لوجه واحد، اسم واحد و دين واحد؟
اذن عزيزي انت في مشكله... لان بمحض التاريخ الانساني هذا لم يحدث و لو مرة واحدة و بكل الاشكال غير قابل للتحقيق، و النظرية السياسية الاجتماعية تطرقت لهذا الموضوع بشكل علمي حاسم جداً في جزء من تعريف السياسية المعاصر من عدة مصادر:

" السياسة العلمية الحالية المتحضرة قائمة بشكل رئيسي في اعتمادها علي اهمية استخدام النماذج و الافكار الثقافية السياسية التي تعرضت الي الاختبار ثم تم برهان صلاحيتها لكي توظف لتطرح لكحل في المشاكل السياسية القائمة و المعاصرة. " *

و لان هذا هو الاجراء العلمي لطرح الحلول او اي فكرة اصلاحية، يجب ان تكون قد تعرضت الي الاختبار ثم برهان الصلاحية ثم بعد ذلك يتم طرحها كحل استشاهداً بالنتيجة الواقعي للتجربة المعاصرة لكي تكون صالحة للتطبيق، و بما ان توجد فعلاً نماذج لدول معاصرة تعطي الحقوق الدينية بشكل مطلق لمواطنيها و نجحت بالارتقاء سياسياً و اقتصادياً و علمياً و فنياً و انسانياً، اذن نستطيع ان تؤكد ان اعطاء الحقوق الدينية ليس امر معرقل للتطور بل حتمي و يجب طرحه كجزء من الحل الوطني الاصلاحي و انقاصة او تجنبه يبطل الحل لان احدي اجزاء المشكلة الرئيسية يبقي الحال بها كما هو عليه.

و عودة للموضوع و لماذا تطرقت لتلك المداخلة، هو اني اريد ان نخرج من المنظور الطائفي التصنيفي للأشياء و البشر و القيم الانسانية، الي منظور كوني اوسع و اكثر طبيعية، و هو الوجه المدني، الوطني و الانساني لتلك القضية الذي يخصني بالاساس، و انا لست بهائية و فقط اقول هذا ليس لانه حق لاحد معرفه ما اؤمن به بل للأستدلال علي النقطة الرئيسية في هذا الجدل، و هو اني اذا قررت في يوم من الايام ان اكون بهائية او مسلمة او بوذية او هندوسية او مسيحية او لا دينية سيكون هو بالامر الشخصي الذي لن انتظر مؤسسة او فرد او جماعة التصديق علية لانه خاضع فقط لمعاييري انا الشخصية في اختياري لمرجعيتي الفردية دون وجه حق لتدخل من اخرين و هذا ما يكفله الدستور المصري و المواثيق الدولية التي وقعت عليها مصر و الذي يطالب به كل الوطنييون.

و انا شأني شأن الكثير من المصريين الذين لم يكونوا يعلموا شئ عن البهائيين المصريين بسبب القمع و التعتيم القصري علي معتقدهم، ولكني لاول مرة عندما شاهدت حلقة عمرو اديب عن البهائيين المصريين شعرت بالخزي و الخجل من نفسي و الاهانة الشديدة، لاني كنت اجهل تلك المعاناة، و تخيلت لو احد اصدقائي بهائي و لم يشارك معي تلك المعلومة خوفاً من جهلي علي حياته!! و كم كان سيكون ذلك قبيح و غير محتمل ان اقبله علي انفسي، ان اكون مصدر تهديد بعدم ادراكي لحقيقة و طبيعة الاشياء...
و لعل جهلي بعدم العلم عن معاناتهم تسببت في الم لاخرين، فالجهل نخاع كل الشرور، و بي الكثير من العيوب، و لكن اسعي و اتمني في يوم من الايام ان يكون الشر الناتج عن الجهل لا يكون احدهم.


* موقع مكتبة جامعة كولومبيا في تعريف السياسية http://columbia.thefreedictionary.com/politics



#سينثيا_فرحات (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لدواعي امنية
- وحي الوحدة
- كُنّ نَفسَكْ
- فضيلة القماش
- يسهر جنوني
- ذات الصمت
- اوقفوا هذا العار الذي يحط بالبشرية، اوقفوا الرجم
- الحرية ليست منتج غربي
- لا حقوق مواطنة في مصر دون إصلاح دستوري
- غني من جديد
- دعني اقتلك لامنطق معك!
- احذر من رجل له كتابً واحد
- الي نادية كاظم: سيدتي حاشا ان نبصق نحوالسماء.. حتي الجازبية ...
- بعد كل تلك الاستغاثة.... هل الاسلام في غرفة انعاش ذهنية؟!
- ان كان هذا حقاً شكل العالم... سأتوقف عن الرسم
- رب الزمان...
- شبح الوعد
- اجماع الايمان و فردية الشك
- من شرع الانتهاكات لن يسمح ان يؤخذ منه حق التعدي
- في البدأ... كنت انت


المزيد.....




- مراسلون بلا حدود تحذر من الضغوط التي تهدد حرية الصحافة ومن س ...
- استمرار حملة الاعتقالات ضد أتباع دين السلام والنور الأحمدي و ...
- الأردن: أعداد اللاجئين السوريين العائدين إلى بلدهم قليلة.. م ...
- مراسلون بلا حدود: حرية الصحافة مهددة في العالم بسبب -الضغوط ...
- يونيسف: أطفال غزة يواجهون الجوع والمرض والموت
- لجنة مناهضة التعذيب الأممية تعرب عن قلقها إزاء تعذيب أسرى رو ...
- عبور المهاجرين عبر القناة الإنجليزية يسجل رقما قياسيا جديدا ...
- العفو الدولية: حصار إسرائيل لقطاع غزة عقاب جماعي وجريمة حرب ...
- بولندا ترفض رقابة ألمانيا لحدودهما وتتعهد بصد طالبي اللجوء
- ترامب يرشح مايكل والتز لمنصب المندوب الأميركي لدى الأمم المت ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - سينثيا فرحات - انتي دينك ايه؟