ان كان هذا حقاً شكل العالم... سأتوقف عن الرسم

سينثيا فرحات

الحوار المتمدن-العدد: 1557 - 2006 / 5 / 21 - 10:59
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    

و ان كان هذا حقاً شكله سأظل انحت لاتنفس ليس لعظمة التماثيل و لكن لتاريخ الالم الذي ورائها
من يدرك الانسان يدرك الفن و الابداع الذي هو سبب عدم انقراضه و روح وجوده لولا خيال الانسان لما ابدع ادوات الصيد لما علم عن النار لما رسم اركان كهوفه ليتكلم... فقبل الحرف و قبل من جاء بالحرف و من قدسهُ... كان الفن قائم.

الفنان الحقيقي يهتز بالحقيقة العارية، و بعري الحقيقة لهذا تماثيلي لا تختبأ وراء رداء ، تتجرد و تتبرأ من خشي ادم و حواء
فني لا يعرف الندم و العار حتي القبح الانساني له ارث في الابداع،
الابداع الذي في كل ذراته موصوم بالجنون هكذا قالوا ايضاً عن عظماء الارض ليس فقط عن فتاتها مثلي، قالوا هذا في دافنشي عندما حاول المشي علي الماء و الطير... و الان يطير حتي من لم يبدع يوم من لم يُتهم بالجنون ابداً...
هذا جنون الفنان ارثه رفاهية للبشرية حتي لاكثرهم كرهً للانسان و للفن و الفنان!
سأظل أبدع ... و أخلق... خلق اخر مشبع بي بضعفي خارج شوائب المنافسة، خارج تلوث الكبرياء...
عندما يأمرني الله لانفخ بتماثيلي سأقبلها بروحي... كما قبلتها بصمة يداي، كما اتحد طميها بدموعي و سأحكي له كم اعتدت النفخ بها ليالي طويلة مرات و مرات حتي جففتها بانفاسي و انا اتحسس وجه تمثالي للبحار العجوز الذي نحتت قبلي جازبية الارض ملامحه ثم اسدلت الستار عن جروحهُ عندما خلقته في جمادً صم يدرك المه و يتعرف علي ثورته التي تكمن بين ثنايا خلاياه.

من ينظر لتمثال و يري فقط الحجر لا يعرف حتي عن طبيعة الحجر.

الجماد الصم لا يذعج الالهه الكونية الغير مادية لكنه يؤرق فقط الالهه الصماء و التي ارفض منافستها لاني بشرية لحمية امجد الانسانية بالانسانية لاذَكر ترابها بمدي حبي و شجني و جنوني لذلك الكائن العجيب الذي ارفض مقارنته بمسخي
فأنا اكثر تقديراً لخلق الانسان... و للقدرة الكونية... الاكبر من الهواجس الدونية لوثنه و من جنون حبي لوثني...
ارفض ان استهتر بعقل اله فابتر عضو وثن...
فأي اله ينظر انتصار في عدم كمالية تمثال بعد خلق كمالية البشر؟!



العنوان مقوله للفنان كلود مونييه

#سينثيا_فرحات (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل