الغزو الإعلامي الغربي وبعض الأبواق المبررة له :

عزيز العرباوي

الحوار المتمدن-العدد: 2106 - 2007 / 11 / 21 - 06:11
المحور: الصحافة والاعلام
    

إن الغزو الإعلامي الغربي الذي تعيشه الساحة الإعلامية العربية في السنين الأخيرة تجعلنا ندق ناقوس الخطر حولها لما تمثله من سياسة استعمارية على الصعيد الثقافي والإعلامي يقودها الغرب بواسطة إعلامه المسيطر على العقول وعلى الموارد المالية الكبيرة التي يعجز العديد من الأطراف الإعلامية العربية في تملكها لإنشاء وسيلة إعلامية تناهض هذه السياسة الممنهجة ...

هذا الغزو الذي يوجد بيننا من ينكر وجودها وسياستها الواضحة في تهميش اللغة العربية واستبدالها بثقافة غربية وإعلام غربي مختلف عن الإعلام العربي والإسلامي الذي يحترم الحد الأدنى من الأخلاق ومن القيم العربية والدينية التي تربى عليها العالم العربي بكل شعوبه المنتشرة من المحيط إلى الخليج . ولا غرابة في وجود مثل هذه الأبواق التي تدافع عن الغرب وعن بعض سياساته الاستعمارية الواضحة وضوح الشمس . لقد ظهر اليوم بين ظهرانينا من يدافع عن الغرب في حين يعجز الغرب عن الدفاع عن نفسه أمام اتهاماتنا له بهذه السياسة الاستعمارية المشينة ، الأمر الذي يجعلنا نتقزز من مثل هؤلاء الأقلام التي لا تعرف عملا سوى الانهماك في الدفاع عن غرب يقود حملة صليبية علينا جميعا .

ما جعلنا نقول هذا الكلام هو ما سمعناه على لسان السيد " عبد الرزاق عيد " المفكر العربي الذي كنا ننتظر منه أن يقف وقفة مشرفة ضد هذه الحملة الغربية الإعلامية التي يقودها للقضاء على إعلامنا الملتزم بقضايانا والذي يجد صعوبات كبيرة في لابث والوصول إلى المتلقي العربي . السيد " عيد " جعلنا نؤمن بوجود نخب عندنا في عالمنا العربي لا هم لهم سوى العمل على إعطاء تبرير للغرب في كل سياساته العنصرية والاستعمارية وجعله ذلك المنقذ من الجهل العربي ومن الفقر العربي ومن التخلف العربي ومن الانحطاط العربي وقد شنف أسماعنا بمقولات لغربيين عنصريين ومتحاملين على العرب . السيد " عيد " كان متحاملا علينا وعلى إخوانه العرب واتهمنا جميعا بالجهل والفقر الفكري والإعلامي وأن الغرب جاء لينورنا ولينقذنا من هذا التخلف الفكري والإعلامي بقنواته الشاذة الناطقة بالعربية مستخدما في ذلك طاقات إعلامية عربية عاشت في الغرب وأكلت من أكله وذاقت من طعامه الذي لا يمكن خيانته مطلقا ...

كل هذا الحديث الذي قاله السيد " عبد الرزاق عيد " جاء في برنامج عربي يمكن للضيف أن يقول فيه ما يريد ويعبر عن رأيه كيفما شاء ولا يمارس عليه أي نوع من الرقابة عكس الذي تفعله هذه القنوات الغربية الناطقة بالعربية والتي تمارس الفيتو على كل مثقف عربي يعارض سياسات أمريكا والغرب عموما من الظهور على شاشاتها . لقد استطاع هذا المفكر العبقري في برنامج الاتجاه المعاكس على قناة الجزيرة أن يمارس علينا الوصاية ويجعل منا مجرد ألعوبة في يد الغرب الذي يريد أن يحتلنا إعلاميا بعد أن احتلنا اقتصاديا وسياسيا وعسكريا . إن السيد " عبد الرزاق عيد " يبرر الاستعمار الغربي بكل الوسائل وبكل المصطلحات التي تعلمها من هذا الإعلام الغربي الناطق بالعربية والذي يصول ويجول في منطقتنا العربية ويتدخل في كل كبيرة وصغيرة تهم قضايانا ....

#عزيز_العرباوي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل