أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عزيز العرباوي - ” بيت لا تفتح نوافذه ” لهشام بن الشاوي :الرثاء المفعم بالألم والفقد :














المزيد.....

” بيت لا تفتح نوافذه ” لهشام بن الشاوي :الرثاء المفعم بالألم والفقد :


عزيز العرباوي

الحوار المتمدن-العدد: 2066 - 2007 / 10 / 12 - 11:47
المحور: الادب والفن
    


القاريء للمجموعة القصصية للكاتب المغربي هشام بن الشاوي الأولى والتي اختار لها عنوان ” بيت لا تفتح نوافذه ” ، لا بد أن يلاحظ اهتمامه المفرط في كتابة الواقع كما هو ونقله إلينا ، إلى القاريء ، كما هو لا تبديل ولا تغيير فيه ، الواقع وما يحيط به من التباسات ومفارقات ومتناقضات وأحداث غريبة وواقعية وتجارب حياتية قد عاشها الكاتب نفسه وعاشها معه أبطال قصصه داخل حيه الذي يسكن فيه . المكان له حيز كبير في المجموعة القصصية الأولى للكاتب . فهذه القضية بالذات باتت الهاجس المؤرق لهشام بن الشاوي في كل كتاباته والدافع الأساسي للإبداع .

إن المكان هو الفكرة المحورية التي تدور حولها مجموعته القصصية ومن خلاله يحاول نقل أحداث الواقع المعيش بكل أشكاله المختلفة من حب وعشق ودعارة وخيانة وجنون ووفاء ، يقيم بين كل هذه الأشكال علاقة وثيقة في نصوصه الإثنى عشر المكونة للمجموعة .

إن المجموعة القصصية لهشام بن الشاوي ” بيت لا تفتح نوافذه ” بكل ما يروج فيها من أحداث هي المعادل الإبداعي لفكرة الحياة الحديثة بكل تجلياتها . وهي بالتالي تلك الحوار والتفاعل المجتمعي الذي نراه في كل حي شعبي بالمدن المغربية ، على أن هذا التفاعل المجتمعي لا يتم في إطار وعظي وإرشادي للمجتمع ، بل إنه قراءة متأنية ونقل موضوعي مميز للحياة بهذا المكان يتقاسم البطولة فيه نساء وفتيات في مقتبل العمر ورجال وشبان وأطفال صغار .

تشكل المجموعة القصصية لهشام بن الشاوي بداية طبيعية لمشروعه الإبداعي والأدبي والفكري ، وتأكيدا على فكرة نقل الواقع بدون رتوشات وتزويقات ، الواقع المتأرجح بين المعيش اليومي وبين الفكر المتقدم عند الكاتب ، بين الحياة الشعبية وبين المتغير الحاصل في عقل الكاتب نفسه . فالكاتب هشام بن الشاوي هو الذي يحاول اكتشاف ذاته داخل هذه المتغيرات ، من خلال ذاتيته الصرفة ، بل من خلال الانتساب الفكري والإنساني والوقوف على حيوات أولئك الذين جعلوه يخرج إلى الوجود الأدبي ومنحوه بطاقة الانتماء إلى عالم الكتابة وموهبتها العظيمة وطريقة التعبير والتقييم وبناء الشخصية الفكرية في عالم يسوده التخلف .

ونرى أن الدافع وراء كتابة المجموعة كان ذلك التفكير المضني عند الكاتب ، والذي جعله يبدع لنا نصوصا راقية في أسلوبها وفي مقاربة المغزى الحقيقي من وراء إخراجها إلى الوجود الأدبي وإلى سوق القراءة الذي مازال يعيش أكبر معاناته المتمثلة في ضعف المتابعة والقراءة . ولكن كاتبنا قرر العكس وتحدى كل هذه العوامل كاملة من أجل أن ترى مجموعته النور حتى ولو كان على حساب لقمة عيشه .

لم يبذل هشام بن الشاوي كبير عناء لكي يضعنا كقراء أمام صورة حيه المنقسمة بين التفكير المتقدم والتفكير المتخلف ، وبين الجذور الأصلية لحياة الناس وبين الممكن تغييره من واقعهم ، ” لعنت والدي ، وهما في قبريهما ، لأنهما أخرجاني إلى هذه الحياة التي لم أختر المجيء إليها ، ولعنت اللحظة التي كان فيها إيروس ثالثهما … ص : 7 ” .

إذن ، نقرأ على لسان الكاتب أن خروجه إلى الحياة كان خطأ أو كان في غير محله ، بل لعنه لإيروس الذي كان ثالث أبويه وهما في لحظة الشهوة يمارسان طقوس الحب لإخراجه إلى الحياة ، هذا الإيروس الذي أمطره الكثير من الناس من غير الكاتب باللعنات والشتائم لأنه كان حاضرا فب لحظة توليد الشهوة بين ذكر وأنثى والدفع بهما إلى إخراج منتوج هذه اللخبطة . مسكين إيروس هذا …

ثمة في الخفاء بين السطور رثاء مفعم بالألم لكل أشياء الحياة التي تبددت . رثاء لذات الكاتب ولذوات أبطاله الذين صاروا في فقد وضياع . ومن يتصفح ويقرأ عناوين قصصه المكونة للمجموعة من مثل : ” خطأ تمارسنا الحياة ” و ” أسعدت حزنا أيها القلب ” و ” أوراق مهربة ” و ” بيت لا تفتح نوافذه ” و ” الضحايا ” و ” مشاهد من حياة عادية ” وغيرها ، يتأكد له نزوع الكاتب إلى تأبين ما ناصرم من لذاذات الحياة عند أبطاله ، حيث ” كنت أتوهم ، وأنا مراهق حالم ، غارق في رومانسيتي ، أني حين أصبح شاعرا … ستطاردني البنات في كل مكان ، وسأختار دائما من هي أجمل … ص 7 ” . وحيث اسودت الدنيا في عينيه وتملكه الحزن الغامض الذي لا تصفه غيرالدموع . فالإحساس بالحزن والفقد هو ما يجثم فوق صدر الكاتب وفوق صدور أبطاله كلهم .

إن الشخصيات السردية في مجموعة هشام بن الشاوي ” بيت لا تفتح نوافذه ” ذوات فاعلة في كل الأحداث القصصية حيث نجد لها تأثيرها الفاعل في أحداث كل قصة على حدة ، وقد حضرت الأنثى بشكل كثيف في كل القصص ، وهذا يدل على أن الكاتب يوظف الكتابة لعرض أحداث تكون فيها الأنثى حاضرة كعشيقة وحبيبة وكجسد مادي .

إن كثرة أفعال التذكر توضح بجلاء أن الذاكرة لعبت دورا كبيرا في الكتابة عند هشام بن الشاوي . لقد حول الكاتب ذاكرته إلى أداة لسرد الوقائع الآنية وتوظيف هذه الدلالة كان ناجحا بحكم أن مشاعر الكاتب في الحاضر لا يمكنها أن تبتعد عما كان يحلم به هو نفسه في زمن مضى …


عزيز العرباوي

كاتب وشاعر من المغرب

[email protected]

http:/arbawi.maktoobblog.com




#عزيز_العرباوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- في شهر الاحتفاء بثقافة الضاد.. الكتاب العربي يزهر في كندا
- -يوم أعطاني غابرييل غارسيا ماركيز قائمة بخط يده لكلاسيكيات ا ...
- “أفلام العرض الأول” عبر تردد قناة Osm cinema 2024 القمر الصن ...
- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عزيز العرباوي - ” بيت لا تفتح نوافذه ” لهشام بن الشاوي :الرثاء المفعم بالألم والفقد :