أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - محمود الزهيري - سؤال يحمل مضمون الأزمة : لماذا تفشل كل التحالفات السياسية والحزبية ؟















المزيد.....

سؤال يحمل مضمون الأزمة : لماذا تفشل كل التحالفات السياسية والحزبية ؟


محمود الزهيري

الحوار المتمدن-العدد: 2097 - 2007 / 11 / 12 - 12:26
المحور: المجتمع المدني
    


لعل الغريب في الأمر في مجتمعاتنا المتخلفة , وهكذا نحب أن نصف تلك المجتمعات التي نعيش فيها وبين ظهراني أهلينا , والذين دائماً مانصفهم بالتخلف والرجعية , وذلك بالرغم من أن أهلينا ومواطنينا هم الذين دبروا لنا من الضروريات الحياتية , لكي يكون لنا شأن بين المثقفين والمفكرين والعلماء والكاريزمات في جميع الميادين وعلي أخص الوجوه الكاريزمات السياسية الموجهة لدفة سفينة الحياة السياسية في الإتجاه الجالب للعدالة الإجتماعية وتوزيع الحقوق والواجبات بين المواطنين بالسوية , من غير تفرقة بين مواطن وآخر بسبب من الأسباب الخطيرة , التي تحمل علي أسباب دينية , أو أسباب أيديولوجية شوفينية , والتي يكرس لها أصحاب الدعوات الدينية , والدعوات الإيديولجية الشوفينية علي حد سواء , ومن ثم فإن المجتمعات العربية / الإسلامية , مجتمعات مأزومة علي الدوام بأصحاب هذه الدعوات التي لم تجعل من الإنسان محورها الأساسي في الإلتفاف حوله وحول متطلباته الحياتية والمعيشية , وتأجيل جميع الأطروحات التي تعني به , وبمستقبله , وبمستوي الإرتقاء بحاجياته الضرورية والمعيشية وإعلاء الجانب الديني , أو الإيديولوجي علي الجوانب الإنسانية البحته والغريزية التي هي في الأساس قوام الحياة الإنسانية , من مشرب , ومأكل , وملبس , ومسكن , وعلاج ودواء , وإنما كان الإلتفاف والإنصراف حول تجميع اصحاب الفكرة الدينية , أو العقيدة الإيديولوجية الشوفينية علي تقعيد وتنظير للمصطلحات الدينية والإيديولوجية التي ستكون في المستقبل هي قوام للدولة المأمولة في عقليات ووجدانات أصحاب تلك الدعوات الدينية والإيديولوجية , ومن ثم يصبح الطرح الخاص بالإنسان غائب عن المعادلة , وتستمر المتاهة التنظيرية والتقعيدية محل دراسات وأبحاث لم ولن ينتهي البحث فيها إلا حينما تثور الفئات الإجتماعية المغيبة عن عقل ووجدان وفكر وثقافة أصحاب الدعوات الدينية , والدعوات الإيديولوجية , وذلك حينما تقوم أنظمة تلك الدول في غياب أصحاب هذه الدعوات في تهميش فئات المجتمع وتشويه طبقاته , إنتظاراً للكارثة التي ستلحق حتماً بهذه الأنظمة , وبأصحاب الدعوات هذه !!
ومن ثم يمكن أن نلخص سبب فشل التحالفات الحزبية والسياسية , إلي أسباب بسيطة في معناها ولكنها تحمل مضمون تلك الأزمة في أن , هذه الأحزاب والتحالفات تأتي محملة بأفكاروأراء وتصورات لها خلفية دينية , أو أيديولجية شوفينية عنصرية تنفي الآخر والمخالف للفكرة والعقيدة والتصور الحزبي أو السياسي , ومن ثم تصبح الفكرة في حد ذاتها فكرة تفريق لا فكرة جاذبة أو جامعة للأفكار والرؤي والتصورات , التي تكرس لخير الإنسان وسعادته الآنية لا المؤجله , فحسب التصور الديني , أن هناك في الآخرة حيث الثواب والعقاب الإله الحتمي في الإيمان به , أن كل من يصبر ويتحمل الأذي , ويصبر علي الفقر والجوع والمرض , له الثواب الأوفي من الله يوم القيامة , حيث الجنة الآخروية هي الثواب الأوفي والقيمة الإلهية المثلي , ومن ثم تكون الفكرة وطرحها في الحياة السياسية تعتبر معوق خطير من معوقات التنمية الإجتماعية المبتناة علي أسس تنموية إقتصادية خاضعة لخطة وموازنة هدفها الإنسان في جميع مراحلها وتصوراتها النهائية , ومن ثم تصبح كافة الحلول مؤجلة للآخرة , وهذه الفكرةى تمثل عقيدة دينية راسخة لدي جميع التيارات والجماعات الدينية من أقصاها إلي أقصاها .
أما أصحاب الفكرة أو العقيدة الإيديولوجية فهم لايختلفون شيئاً عن أصحاب الطرح الديني حتي في تعاملهم مع الآخر السياسي , أو الحزبي , فهو يمثل بالنسبة لهم الآخر بجميع مايضفيه اصحاب الفكرة الدينية علي الآخر من نعوتات وصفات !!
فعلي الساحة السياسية والحزبية تجد العداءات قائمة علي قدم وساق بين المنتمين للتيارات السياسية والحزبية , بل ,اصحاب الرؤي الفكرية والثقافية المبنية ثقافتهم علي بني عتيقة من ثقافات المجتمع الأبوي الذكوري المختزل لإرادات جميع الأفراد المنتمين له في القبيلة والعشيرة , أو الأسرة , في شخصه فقط , حيث لاتصبح هناك رؤية صائبة أو فكرة ثاقبة , أو نظرية متوجبة الإحترام والتقدير , إلا الخاصة به وحده فقط وهذه المفاهيم الذكورية الأبوية إنصرفت إلي الأحزاب والتيارات السياسية , ليشكل كل زعيم حزب أو زعيم تيار سياسي الدور الفاعل لمفاهيم امجتمع الذكوري صاحب نظرية الأسرة الأبوية لينتقل الصراع بين التيارات والأحزاب السياسية , حول من يصبح هو صاحب الأسرة الأبوية الذكورية لكي تتم عملية الخصاء الفكري , والختان العقلي للجميع ويبقي هو صاحب الرأي الأوحد والصحيح , ومن ثم تطور هذا المفهوم لتصطبغ به الدول ليقوم الرئيس أو السلطان أو الأمير أو الملك بدور المتولي شوؤن الأسرة الأبوية الذكورية ساحباً هذا المفهوم علي كيان الدولة , لتختزل كافة المؤسسات والأجهزة الحكومية في شخص الحاكم الأبوي الذكر لتصير الدولة من وجهة نظره ورأيه وتدار بمفهوم وعقلية الأسرة الأبوية الذكورية !!
وعلي خلفيات المجتمع الأبوي الذكوري تنشأ الصراعات بين التيارات السياسية والدينية , حال كون هذه التيارات والأحزاب أيديولوجية عقائدية , وليست سياسية , ومن ثم يتم اللعب علي مشاعر ووجدانات المواطنين المأزومين سواء بعودة الخلافة الإسلامية في أعلي المراحل الدعوية الدينية الإسلامية , أو تطبيق الشريعة الإسلامية في مراحلها القطرية مروراً بالتطبيقات الخاصة بالشريعة الإسلامية في باقي الدول العربية والإسلامية ووصولاً للدولة العظمي صاحبة الخلافة والإمامة العظمي , والتي تمثل حلم من الأحلام الكبري للمسلمين والمختزل في العقلية والوجدان فقط والغائب عن أرض الواقع الدولي المعاصر والمعاش في عالم التكتلات والأحلاف القوية ممثلة في الدول العظمي كالولايات المتحدة الأمريكية والإتحاد الأوروبي , ودول أخري كالصين والهند , والتي تقدمت وتخلف العرب / والمسلمين , بسبب الإبتعاد عن الأطروحات السياسية المهتمة بالإنسان في متطلباته الحياتية والغريزية الضرورية , والإهتمام بالإيديولوجيات فقط من ناحية التنظير والتقعيد , ومن ثم كان من نتيجية ذلك الإبتعاد عن الفئات الإجتماعية التي أصبحت مغيبة عن الحياة السياسية , والحزبية , ومن ثم غابت الجماهير عن تلك الأحزاب والتيارات السياسية صاحبة الإيديولوجية , ومن ثم كان من أهم الملامح الدالة علي ذلك , التكالب علي الخارجين والمنفصلين عن التيارات والأحزاب السياسية السياسية , بالرغم من تحميلهم بأفكار ومعتقدات أيديولوجية مغايرة لتلك التيارات والأحزاب السياسية , وهذا يؤكد علي جريمة الغرض الشخصي المستتر بالإديولوجيات المكذوبة , ومن ورائها مصالح وأغراض شخصية صادقة في البحث عن المصلحة للمؤدلجين دينياً وسياسياً , حيث تكون المصلحة هي الهدف والإيديولوجيا هي الوسيلة !!
وخلاصة ذلك أن من أسباب فشل كافة التحالفات والتكتلات الحزبية والسياسية , يكمن في حقيقة أن االصراعات ليست سياسية , وإنما إيديولوجية , وتعاظم الدور الشخصي , وغياب الفئات الإجتماعية من المسألة , وتعاظم دور المجتمع الأبوي بداية من الأسرة ومروراً بالمجتمع الأصغر وصولاً للدولة , ومن ثم ستكون كل التحالفات السياسية والحزبية فاشلة , وستنتقل المجتمعات والدول من سئ لأسوأ , إنتظاراً للكوارث والنكبات علي جميع الأصعدة , يتوجب علينا من الآن إذا لم نكن أسري الإيديولوجيات أن نبصق في وجوه أصحاب الأقنعة الإيديولوجية الكاذبة !!
فهل سيقول عنا البعض , اننا نستحق أن يبصق في وجوهنا ؟!!
وهل سيستمر العرب والمسلمين أساري للأصنام الإيديولوجية , ومغيبين للإنسان من المعادلة السياسية / الحياتية ؟!!
أو : متي سنؤمن بالإنسان ونكفر بالأصنام والجاهليات الإنسانية ؟!!



#محمود_الزهيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إعدام الحرية بإسم الدين
- الأنظمة العربية : أين المجتمعات ودول المؤسسات في المعادلة ؟! ...
- التسامح وغفران الماضي : هل هذا من المستحيلات ؟!!
- رجال الدين : ماذا يريدون ?؟!!
- رجال الدين : ماذا يريدون ؟!!
- والبديل رجال الدين
- للأنبا بيشوي : عفواً : ماهذه إرادة الكتاب المقدس !!
- عن الغوغاء و مفهوم الدين
- إفتراض الغباء : سياسة الجهلاء
- رهبان وراهبات بورما : علامات إستفهام ؟!! 1/ 2
- رهبان وراهبات بورما : علامات إستفهام ؟!! 2/2
- سرقة حكم مصر : من سيحكم مصر ؟
- في مجتمعات ثقافة الخصيان : المرأة بين أسرين , الختان والنقاب ...
- في مجتمعات ثقافة الخصيان : المرأة بين أسرين , الختان والنقاب ...
- في مجتمعات ثقافة الخصيان : المرأة بين أسرين , الختان والنقاب ...
- في مجتمعات ثقافة الخصيان : المرأة بين أسرين , الختان والنقاب ...
- حركة كفاية : إلي أين ؟!!
- عن صحة الرئيس : ماذا تعني أقوال نظيف ؟!!
- عن صحة الرئيس يتسائلون !!
- مؤشر خطر : أسرة للبيع !!


المزيد.....




- مغني راب إيراني يواجه حكماً بالإعدام وسط إدانات واسعة
- -حماس- تعلن تسلمها ردا رسميا إسرائيليا حول مقترحات الحركة لص ...
- تحتاج 14 عاماً لإزالتها.. الأمم المتحدة: حجم الأنقاض في غزة ...
- اليمنيون يتظاهرون في صنعاء دعماً للفلسطينيين في غزة
- عائلات الأسرى تتظاهر أمام منزل غانتس ونتنياهو متهم بعرقلة صف ...
- منظمة العفو الدولية تدعو للإفراج عن معارض مسجون في تونس بدأ ...
- ما حدود تغير موقف الدول المانحة بعد تقرير حول الأونروا ؟
- الاحتلال يشن حملة اعتقالات بالضفة ويحمي اقتحامات المستوطنين ...
- المفوض الأممي لحقوق الإنسان يعرب عن قلقه إزاء تصاعد العنف فى ...
- الأونروا: وفاة طفلين في غزة بسبب ارتفاع درجات الحرارة مع تفا ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - محمود الزهيري - سؤال يحمل مضمون الأزمة : لماذا تفشل كل التحالفات السياسية والحزبية ؟