أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مرهف مينو - كمنجة ...















المزيد.....

كمنجة ...


مرهف مينو

الحوار المتمدن-العدد: 2092 - 2007 / 11 / 7 - 11:14
المحور: الادب والفن
    


- أحيانا لا تستطيع إلا أن تكون هكذا .
استطالت كل أبنية مدينتي الرمادية واستحال اسفلتها الأسود ثعبانا يلتف حولي
واضعا رأسه فوق قلبي .
- اليقين الوحيد هو أنت.
قالتها وهي تلعب بخصلات الشعر الرمادي الممتد في ذقني
- هل تعرف أنك تشبه أسامة
سألتها مستغربا :
- بن لادن .........؟
- نعم ولكن مع فارق بسيط في الأنف والـ.....
توقفت عن الكلام وهي تعض شفتها السفلى وتستدير متحولة لكرة لحم فوقي .
شعرت بدفء جسدها على صدري بعد أن استقرت كرات اللحم فوق صدري رمت بخصلات
شعرها المصبوغ بالأزرق على وجهي لينتشر مزيج غريب من الروائح في أنفي
- رائحتك كلها سجائر
صالبت يدي على ظهرها وضممتها إلى صدري أطلقت تلك الأنة الضعيفة مع طقطقة بعض
فقرات ظهرها ,فردت ذراعيها العارييتين فوق صدري وتناولت رأسي بكفيها الصغيرين
واقتربت حتى لامست أنفي بشفتيها الرطبتين وغبنا .
*************
منذ أن انتلقت للشقة الجديدة وكل صباح أقسم بأني سأغير مكان السرير ,الشمس توقظني كل يوم بحرارتها على جسدي العاري حتى من اللباس الداخلي
كانت تقف كشبح أمام النافذة تحيطها أشعة الشمس البرتقالية من كل الجهات , تحول شعرها الأزرق شلال نار لم أميز إلا تصاعد دخان سيجارتها الكنت بظلاله السوداء والرمادية
أزلت مع المياه آخر خيوط النعاس التي كانت تمسكني
- ألن تستحم ؟؟.... قهوتك جاهزة .
تجلس على الكرسي الهزاز الوحيد في الشقة
- ألن تشتري " صوفا " أو بعض الكراسي ؟
كانت تعرف رأيي بالنسبة لأثاث الشقة , كنت أكره الكراسي وكل ما يعد للجلوس .
طوال حياتي لم أشترِ إلا كرسي من الخيزران أضعه أمام التلفزيون .
- تعرفين رأيي ... الموت أكثر أمنا على السرير .
- آه... الموت ... أنت تقصد الجنس وليس الموت ما حاجتك للكراسي أو لأي شيء مادام كل من يزورك يذهب للسرير فورا .
قفزت من الكرسي مع آخر حركة نزول منه , تعلقت برقبتي وهي تضع السيجارة بين شفتي ,كانت خطوط القصب ماتزال معلنة وجودها على جسدها ومؤخرتها الرشيقة امتدت أصبعي
تجول على ظهرها وهي تتحسس الأخاديد الزهرية الخفيفة التي رسمها القصب .
*************
تنتظرني دائما عندما أعود من العمل أجدها أحيانا هي وأعقاب سجائرها على باب الشقة
- أحبك قبل الاستحمام
تشتم رقبتي وأعلى أكمامي
- أنت أغرب من عرفتهم يوما ...
تضحك وهي تستدير في الغرفة , تصعد السرير وتقفز تهتز أمامي كالهلام في دعايات التلفزيون ,ثم تسقط وهي تضحك :
- تعبت
تجذبني من طرف بنطلون الجينز الأزرق كشعرها تلفني بذراعيها وتبدأ رحلتها التي لا تنتهي بتحسسي وشدي تضع أصابعها الدقيقة داخل شعري وتمتد يدها لتقبض على ذقني
ثم تبدأ بإثارتي بأنفاسها الساخنة ويديها اللتين لا تهدآن من تحت سرتي
- أنت لا تشبعين أبدا ....
تعضني من خدي وتقترب هامسة
- لن أكتفِ إلا من الموت
أحيانا أتخيلها صباحا ميته , أستيقظ أحيانا قبلها أحضر القهوة وأتأملها وهي نائمة .... كانت تقول لي
" النوم بروفة للموت "
أتأملها ساعة كاملة أحيانا وهي هادئة ساكنة كسكون الموت , أتخيلها ميته على سريري يلفها قماش المفرش الأبيض من أصابع قدميها لرقبتها البيضاء العاجية كانت
خطوط الزراق التي تخرج من الصدر والتي تمتد للدماغ لتغذيه بالدم تساعد خيالي
الجامح , وتللك البشرة البيضاء الصافية تكمل الصورة تماما أتجول فوق تضاريس جسدها المغطى وأنا أتخيل كل قبلاتي وحركاتي على الجسد الميت المدد أمامي .
لا يخرجني من خيالاتي إلا حركات جسدها تحت الغطاء وهي تتقلص كالجنين تفرك عينيها وتضحك يزداد اتساع فمها من التثاؤب والضحك .
- هل انتهيت من مراقبتي .... بماذا تفكر ؟ تعال.
أعطيها فنجان قهوتي ونصف سيجارتي وأقفز متمددا جانبها على السرير .
- أتعلمين ..؟ كنت أفكر بنا أنا وأنت .. والنهاية ؟
- النهاية ؟
- نعم النهاية ... عزفنا منفرد دائما ... لا يخطر ببالي إلا مثل ولكن
غريب ربما لن تفهميه .
وضعت فنجان القهوة جانبا ونفثت بقايا الدخان المتصاعد من فمها في وجهي , أمسكت رأسي ووجهته ناحيتها وهي تضع يدها تحت رأسها وتنظر لي بإهتمام .
- آه .... هات .. تكلم وأنا أقدّر إن كنت سأفهم أم لا
نظرت في عينيها مباشرة .....
- الكمنجة ...تعرفينها ..
- طبعا
- حياتنا معا مثلها .. أقصد يظل العزف منفردا بيننا
أصلحت خصلاتها الزرقاء ودسست يدي أتلمس باطن قدمها وأكملت :
- عندما أسمع صوت كمان منفرد أو اثنين لا أحس بالانسجام أبدا , هكذا
نحن ... يصل الصوت وكأن أحدهم يفرم كرسيا ..ولكن عندما أسمع عدد كبيرا من الكمنجات وهي تعزف يختلف الأمر وينقلب الإحساس وكأن الصوت يصدر من السماء ,كأنه همس ملائكة .
- أنت فعلا غريب ؟
تمددت وأنا أشابك يدي خلف رأسي :
- لا تهتمي
قفزت فوقي بسرعة ونظرت لعيني مباشرة :
- أنت تظن أنني لم أفهم ؟ ... وتحاول أن تثبت نظريتك القديمة أننا مجرد " نسوان " أعلم ما تقصده عن التناغم وربما علاقتنا ليست مكتملة إلا في السرير .. ولكن المتردد الذي يلبسك وكم الفلسفة التي ترددها هو الذي أحبه .
- أحبك هكذا ... مجنونة بدون زواج .. ولكن فكرة الكمنجة تحاصرني
خرجت من السرير . واتجهت لباب الحمام ,التفتت إلي بغنج :
- سأعود .
ساد الصمت إلا من صوت تأرجح الكرسي الهزاز الذي يتوسط الغرفة ,تيار الهواء القادم من النافذة يحرك الستائر في صمت والتلفزيون الرمادي يقبع كحجر صامت في الزاوية كنت كمن يرى الغرفة أول مرة هي وسيجارتها , تشدني بعض التفاصيل هنا وهناك أنظر إليها مستغربا وكأني أراها للمرة الأولى .
انتابني احساس بالغرابة جدران غرفتي البيضاء تحولت لقطن مندوف أبيض , وتلك المروحة التي تتوسط السقف تحولت لشيء ضبابي مالبث أن تحول لزهرة دوار الشمس ظلت تنمو وتقترب من السرير حتى استقرت جانبي على السرير ,كل ما حولي تحول لأشياء هلامية يعلوها الضباب إلا شعاع من خيوط الشمس التي اقتربت للرحيل مازال يتجول في الغرفة ليظل مؤكدا لي أني لا أحلم ... عاد الظل ليستطيل أمامي وتعود تلك الفتاة تراقب غروب الشمس هي وسيجارتها ويتكرر المشهد من جديد .



#مرهف_مينو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هواجس حقيقية
- إعتراف متأخر
- قناة الجزيرة في سوريا : إعلامٌ عاجز
- لوثة حضارية
- نساء دمشق
- أفكار على جدار سوري ...
- vأفكار على جدار سوري
- حلوم
- الليلة ما قبل الأخيرة ...
- مطر وتراب
- متى يصرخ السوري .... من الجفاف
- قصة


المزيد.....




- مشاهير الموضة والموسيقى والسينما.. في مهرجان ميت غالا حمل عن ...
- متحف -للنساء فقط- يتحول إلى مرحاض لـ-إبعاد الرجال-
- إيران تقيم مهرجان -أسبوع اللغة الروسية-
- مِنَ الخَاصِرَة -
- ماذا قالت الممثلة الإباحية ستورمي دانيالز بشهادتها ضد ترامب؟ ...
- فيلم وندوة عن القضية الفلسطينية
- شجرة زيتون المهراس المعمر.. سفير جديد للأردن بانتظار الانضما ...
- -نبض الريشة-.. -رواق عالية للفنون- بسلطنة عمان يستضيف معرضا ...
- فيديو.. الممثل ستيفن سيغال في استقبال ضيوف حفل تنصيب بوتين
- من هي ستورمي دانيلز ممثلة الأفلام الإباحية التي ستدلي بشهادت ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مرهف مينو - كمنجة ...